69

2.4K 133 11
                                    

,
انا العداله (وعليك التحدى)
69
طبيعة الانسان تحمل العديد من المشاكل و الافكار التى قد تعيق تقدم فى الحياه ,, منها , التردد
كيف يمكن لشخص ان يقع في معركه بين القلب و العقل , لا و الادهى انه من المفترض ان يختار من بينهم
خيار واحد , واحد فقط , لا توجد حلول وسط ,,حتى المنطق يغيب احيانا امام رغبة القلب الجامح
تعلقت عينيه بالماسه المرتكزه بمنتصف الخاتم الماسي
_ ما رايك
قالتها وهى ترفع يدها امامه وعلى وجهها ابتسامة متسعه , خرجت الاحرف ثقيله من حنجرته
_ جميل
فقط جميل , اكتفى زين الدين بهذه الكلمه البسيطه للاجابه , وهو ينظر لوجه فريده المتسع بأبتسامه
تشق وجهها أبتهاجا ,, كيف يمكن ان يتشارك لحظه حميمه كتلك بدونها , كيف يمكن ان يرى وجها غيرها
امامه و يقول حديث معسوله لغيرها , كيف يمكن ان يمسك يدا غيرها ليضع فيها خاتمه
دون اى أنجذاب شعورى ,, هو لا ينكر مدى فتنة فريده , هو ليس بمجذوب ليتجاهل كل هذا الاغراء الانثوى الطاغى
حتى تفاصيلها الانثويه التى لا تقارن بفتاة الباليه بالجسد الضئيل النحيل , تكاد تصرخ غريزة الحمايه لديه
ليحيطها بالقليل من الشحم فوق جلدها الشفاف الابيض,, كان اختلافا شاهقا , و مقارنه ذهنيه بين
أيلين الفتاه التى أرادها قلبه و فريده الانثى الطاغيه الجامحه التى
من الصعب مقاومتها  , فى النهايه هو ليس راهب , عفيف النفس و عالى السمو
هو فى النهايه رجل , لكنه لا يسير خلف غريزته هذه المره
هو يسير خلف شىء اكثر و اكبر تعقيدا ,, عقله ,, نداء عقله الذى يأبي الانقضاء او الخرس
و كأنه فى حرب لا نهايه لها ,,, يدور بدائره مغلقه , توصل لنفس النتيجه
تحدث زين , فى محاولة منه لاوقاف هذا المحرك الذى يدور برأسه ينهش طاقته للذره الاخيره
_ هل أعجبك الخاتم
لم تتلاشي ابتسامته وهى ترفع وجهها المزين بزينه رقيقه , لتتحدث بنعومه تسلب اغوار اى رجل
_ رائع الجمال يا زين , من اين عرفت هذا المكان
رفع كتفيه ببساطه وهو يدس يده بجيب سرواله الاسود الكلاسيكى
_ جدى أخبرنى عنه سابقا , قال انه أبتاع خاتم الزواج من هنا بالاضافه لوالداى , أعتقد انها ذكرى جميله
لنتشاركها معا
تسمر زين الدين لوهله , وهو يطالع عينيها التى ألتمعت بنظره كانت قاتله لضميره وقلبه , أمسكت يده
لتشبك أصابعها بيده , أحنى راسه قليلا ينظر ليدهما المتشابكه بنظره أدركتها هى جيدا , الا انها تجاهلت
هذا الشعور لتصر على الاستمتاع باللحظه للرمق الاخير , أقتربت منه حتى تقلصت المسافه بينهما
لتهمس امام شفتيه بأغراء
_ وانا أشكر جدك على هذه اللحظه المميزه
أبتسم لها ابتسامه لم تصل لعينيه يبلغها فيها بعدم تأثره ,, ليردد بتهذيب رجولى وهو يخرج بطاقة الائتمان
_ أظن ان علينا الذهاب الان حتى لا أتأخر على العمل
أدار راسه للموظف ليردد عباره انجليزيه رسميه تلتها برفع البطاقه الائتمانيه , متجاهلا ملامحها التى بدت
عليها البؤس الا ان الفرحه سرعان ما أنستها الخذلان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تطلعت لعينيها المتورمه , وجهها الشاحب الذى أضحى أقرب لوجه ميته قاربت على الدفن
و الظلال السوداء أكتسحت أسفل عينيها ,, خرج صوتها الهامس بأختناق
_ ماذا فعلت بنغسك يا نيلي ,, ماذا فعلت بنفسك
نظرت للكانيولا الملتصقه بيدها ,, لا تدرك الكثير من ما سبق
كل ما تذكرته اخى حديث لها معه ,,وهو يحدثها ان جاد صديقها يعمل لحساب يونس
لتستفيق بعد ايام بالمشفي ,, ليزيد أحساسها بالذنب اكثر , لتعلم بأن ادهم كان جوارها لم يتركها
بل انه لم يكتفى بهذا وحسب , لقد قام بعملها بالكامل ,, حتى انه رفض العوده بعد علمه بقريبته التى عادت لمصر
فتحت صنبور المياه , لتنثر على وجهها حبيبات الماء البارده ,,
طرقات أتت على الباب تلتها صوته الذى زادها عذابا
_ هل انت بخير يا نيلي , هل تريدين طلب الطبيب
أنسابت دموعها على وجنتها , لتجز على اسنانها تستجمع ثباتها حتى يخرج صوتها متماسك
_ لا داعى لهذا ,, أنا بخير
أمسكت المنشفه لتمسح وجهها , لتلتقط نفسا طويلا لتدير مقبض الباب لتخرج
أصطدمت بجسده العريض الذى كان واقفا امام الباب بأنتظارها , سارعت يداه لالتقاطها قبل ان ترتد للخلف
تحدث ادهم بتوجس
_ لا ,, انت لا تبدين بخير ابدا .. سأطلب الطبيب
أحنت راسها ترفض ان تقابل عينيه حتى لا تجهش في البكاء مجددا ,,وضميرها يصرخ مستغيثا
أبعدت يده التى أحاطت خصرها لتقول بنبره قويه
_ يكفى هذا أبتعد عنى
سارت للفراش لتجلس على طرفه بينما هو ينظر لها بذهول من لهجتها الغير معتاده
عادت لتتحدث
_ لا تتبع هذا الاسلوب معى , يكفى هذا ان أحتجت شيئا سأقول انت لست والدى
كان صدرها يعلو و ينخفض بأضطراب و هى غير قادره على النظر لوجهه ,, كان وجوده يرهقها , كان يشعرها
و كأنها فوق نيران مشتعله , يشتعل معها صوت تكافح بكبت صوته بداخلها ,,كان كلما ساعدها
تشعر بالاحتقار من نفسها ,, ومعها تدرك مدى ضئالتها امام نفسها ,, كان اختبارا صعبا
,, الاخلاص , انه الشىء الوحيد الذى قد يرسب فيه استاذ جامعى و ينجح فيه فقير معدم
وهى قد رسبت بجداره امام , الرجل الجنوبي الذى أغدقها بشهامته و نبله الذى لم تراه من ابناء
الطبقه الارستقراطيه ,,
_ انا أسف لم أكن اعلم ان وجودى يضايق لهذا الحد,, لكنك كنت متعبه حقا لم أستطيع ان أتركك وحيده
قالها ادهم بنبره حزينه ,, وعلى وجهه أبتسامه محرجه
أشاحت بوجهها بعيدا تنظر للماره يسيرون بالممر الطويل امام غرفتها , تنهدت بثقل لتتحدث
_ أذهب لعملك , يكفى ما سببته لك من كوارث بالعمل
كانت تقول جملتها وهى تعنى كل حرف تقوله ,, كانت حقا كوارث
سحب حاسوبه و سترته ليومأ براسه بأحباط , أرتدى سترته ليقول
_ لا داعى لان تأتى غدا أجتماع الصفقه , أنت متعبه
أدارت راسها له كطلقة رصاص نفذت من خزانة بندقيه صاحت بتسأول
_ هل أجتماع الصفقه غدا
رمقها بشك و ريبه الا انه سرعان ما أومأ براسه , أستقامت ناهضه لتتحدث
_ سأتى معك غدا
_ و لكنك
قاطعته نبرتها الحازمه بثقه و قوه
_ سأتى غدا , أنه عملى وانا لن أتركك
العباره الاخيره جعلت القشعريره تسرى بجسده الاسمر , لن أتركك , وكأنه وعد وثيق التنفيذ
لم يرد الا ان عيناه كانت كفيله بالبوح بالكثير لنفسها ,,
تحدث قائلا
_ سأذهب الان , ان أحتاجت لشىء أبلغينى لقد تركت رقم هاتفي بالاسفل , أراك غدا
غادر فى صمت دون وداع ,, دون أستفسار عن سوء معاملتها له ,, كانت داخلها تشعر بالشفقه تجاهه
هل هذا جزائه بعد ما قدمه لها من ايام من الرعايه و الاهتمام , بالتأكيد لا ,, لكن كان شعور اخر يكتسح
أعماقها ,, ليفتك بما تبقي من قلبها المحطم
و سؤال تردد بذهنها , ترى ماذا سيفعل غدا ,, بعد ان يعلم بشأن الملف
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يشرب طارق كوب الشاي بعد أن أنهى العشاء الدسم , لا يعتقد انه سيقدر على متابعة العمل
لوقت اكثر من هذا ,, سته واربعون ساعه الان مرت على القبض عليه ,,
يعتقد كمال انه سينهى التحقيق فى غضون بضع ايام قليله ,,
أدار مقعده ليجلس عليه , ليسحب الملف مناديا على العسكرى ليتناوله منه ليرسله للواء مسعود
أستند بظهره للخلف , لترتخى جفونه قليلا ,,
صوت نحنحه جعلته ينزعج فى جلسته , ليفتح عينيه بضيق ,, أزداد أنعقاد حاجبيه وهو ينظر لصورة الرجل
العجوز امامه ,, الا انه سرعان ما أعتدل بجلسته وهو يدرك هوية نادر
_ سيد نادر
وجهه المتصلب لم يلين بملامحه الشاحبه , خرج صوته الاجش
_ من الجيد انك تذكرتنى سيد طارق ,
أستقام طارق بتهذيب , ليومأ براسه قائلا
_ نحن لا ننسي من يساعدنا ابدا سيد نادر ,,
أزدادت قتامة ملامحه ليصيح متحدثا
_ لكن سيادة المقدم نسي اننا معا فى نفس الدائره , لقد وعدتكم ان اساعدكم فى المقابل لا تؤذوا جميله
وان اعرف كل ما يقدم عليه كمال
دار نادر حول المكتب ليقف امامه ليوضح له الموقف
_ صدقنى انا شخصيا لا اعلم ما الذى يقدم عليه المقدم كل ما يهمنا هو سليم اما بالنسبة لجميله
نحن لم نؤذيها وهى عاونتنا بأرادتها الكامله
_ هذا بعد ان كذبتم عليها سيد طارق
توترت ملامح طارق ليبتلع غصه بحلقها ,, تنهد طارق بأسف ليقول
_ كانت خطة المقدم هكذا سيد نادر , لم نكن نملك رفاهية الوقت لنفعل غير ذلك ولكن صدقنى
المقدم وانا نادمون على هذا
رفع حاجبيه بدهاء ليقول بصوت هامس وهو يقترب منه بخبث
_ نريد ان نراه
شبك اصابعه ليجيب بصدق
_ كنت أتمنى و لكن السيد كمال خرج للتو للفندق الذى يقيم فيه سليم ليأخذ بعض الاغراض
جلس نادر على طرف المكتب ليعقد ذراعيه امام صدره , ليتحدث بتفكير
_ لكننا لا نريد رؤية كمال , نحن نريد الدخول لسليم
سارع نادر بالحديث قبل ان يتفوه طارق بالاعتراض
_ لن نبقي طويلا بضع دقائق فقط سنذهب قبل ان يأتى كمال و يعلم بالامر , جميله فى الخارج فى حالة مذريه
صدقنى ما ستفعله سيختصر الكثير من المتاعب التى قد تسببها لكم 
ملامحه بدت له لينه تتضح فيها الاقتناع ,, الا انها ردد
_ هذا مخالف للتعليمات قد يحدث شيئا نحن فى غنى عنه
رقع احدى حاجبيه ليرد
_ وايضا قد يساهم هذا فى سهولة التحقيق و سرعة أسترسال المعلومات , أنتم تريدون أنهاء القضيه
و نحن نريد رؤيته , فقط نطمئن عليه
كانت تقف مستنده على الحائط كطفله بأنتظار حضور والدها ,, وجهها المنتفخ عيناها شديدة الاحمرار
من فرط البكاء ,, كانت هيئتها تبعث الشفقه في كل من يمر امامها ,, بينما تغوص بالمعطف الصوفي الاسود
الذى يصل لركبتها ,,أنتبهت لطارق المتقدم منها ليشملها بنظره كامله بينما خلفها نادر يبتسم بغموض
سرعان ما اتجه طارق يسارا ,, ليشير لها نادر بأتباعه ,, أبتسمت له بتقدير لتتبع خطوات طارق
كان يتلمس بأبهمه خاتم زواجه ,, وكأنه يقسي قلبه الجريح ليزداد قسوه ,,وهو يذكر اولى تلك اللحظات الخادعه
, بداية الخدعه ,, أعاد راسه للخلف ليغمض عينيه المجهده التى لم ترى النوم لساعات طويله
كان يستشعر اسمها المدون بماء الذهب فوق الخاتم الفضي , ولاول مره يشعر بهذه المراره الصدئه بحلقه
اعتاد على متاعب الحياه و قسوتها لكنه كان امامها محارب , يقاتل لاخر نفس بصدره يأبي الاستسلام
لكن هذه المره يريد الخضوع , يريد الاستسلام , كان يتذوق شعور الانتهاك , أنتهاك النفس , أنتهاك القلب و الجسد
حتى أضحى فارغ القوى و الادهى ,, فارغ من الحياه ,,
أنفتحت زاوية الباب ليتخلخل خيط النور ليضىء الظلام القاتم حوله ,, أنزل راسه ليراها
كانت تبدو صغيره , ضئيله الحجم ,, باهته بوجها شاحب الا انه لم يتأثر , ملامح وجهه لم يبدو عليها اى تأثر
كانت فارغ من الحياه بالمعنى الحرفي للعباره ,, فى صمت عاد لوضعه بلا مبالاه ,,
كانت تقف مرتجفه ,, مشاعره متضاربه بالرغم من برودة اللقاء الا ان الرجفه التى أنتابتها وعيناهم تتلاقي فى لحظة
الدخول كانت كفيله بتجميد الاحرف بحلقها لتصبح كالعلقم المر ترفض الزحزحه للخروج
خرج صوته المتبلد  خالى من الشعور
_ لا تخبرينى انك جئت لتدفعينى للاعتراف بهذه السرعه سيادة المقدم مل
خفقات قلبها المتسارعه تقاوم الاقدام , الا انه أنصتت لشعوره الداخلى لتتقدم منه ,لتتوقف امام الطاوله
كانت تتفحصه بشوق , و شفقه , و ألم ,,مشاعر تجمعت جميعها فى نفس اللحظه
لتشعرها بمرارة الحقيقه ,, جاهدت بأخراج صوتها المبحوح من بين دموعها التى أستسلمت للسقوط
_ كمال لا يعلم بأننى أتيه لزيارتك ,,
عم الصمت للحظه فى أنتظار لردة فعله ,, كانت تتوقع الغضب الثوره ,, طردها حتى الا ان هدوء جعل
خوفها يتزايد ,, داخلها ليتزايد معه جراح الالم الغائر الذى بقي بقلبها
بللت شفتيها تتذوق ملوحة دموعها , لتهمس بخفوت حمل كل الاسف
_ انا اعلم ما تشعر به الان لاننى ايضا أشعر بما تشعر به يا سليم ,, اعلم اننى وعدتك ان لا افطر قلبك
وانا اسفه على هذا
أحنى راسه لها لينظر لوجهها ,, لتشعر بالامل الا انه سرعان ما تلاشي امام قتامة عينيه الزرقاء
كانت نظره عميقه , اكبر من ان توصف بالكلمات ,, تقسم انها لم ترى أعين بهذا الظلام قبلا
كانت نظره مميزه لم تتواجد على مقلتيه الا قبل عشر سنوات من فقدان والديه
برزت على زاوية شفتيه أبتسامه متوحشه ,, لتخرج احرفه بأشمئزاز
_ انت لم تعطينى وعد لانك أعطيتنى ما هو اكبر من ذلك ,, لقد أعطيتنى الامل
أتسعت عينيها بذهول من صدى كلماته القاسيه , وضح صوت نحيبها الا انه أكتفى بالتطلع لها بأحتقار
كيف يمكن ان يمتلك الشخص الصفه و نقيضها تمام ,, وفى نفس اللحظه
كيف ان يتلاشي حبا كان ملىء بالمشاعر الصادقه لتتبدد لاخرى على النقيض تمام , لتضحى مليئه بالكراهيه
و الغضب و الاشتعال
خرج صوته الزاذر بمشاعر مكبوته منذ سنوات
_ ماذا أخبروك ,, ماذا اخبروك عنى و عن فوزى ,,أخبروك انه رجل مرتشي فاسد دخل السجن جانى
لم يخبروك قبلها انه كان برىء كان مجنى عليه قبل ان يكون جانى , ماذا اخبروك عن امينه
, هل اخبروك انها لصه تسرق الاطفال لم يخبروك قبلها انها كان كل احلامها فى الحياه تتمحور حول
طفل صغير تربيه لتبشع به صدر امومتها الجاف
كان وجهه متعرق من فرط الانفعال ,, أستقام لينظر لها بيأس , وصوته خرج خافتا بأنكسار 
_ ماذا أخبروك عنى ,,
أنقبض صدرها وهو يدور حول الطاوله ليقف امامها بينما يفصلهما خيط الضوء المتسلل من الباب
ليبدو كطرفين يمثلان الوجهان المختلفان لدناءة الحياه
فمها مرتعش وهى تنظر لوجهه الذى نافس ظلام الغرفه فى سواده ,, لتشعر بنصل بارد نفذ لقلبها وهى تتطلع
للدمعه التى تقاومها مقلتيه الزرقاء ,, عاد صوته يتردد
_ ماذا اخبروك عنى ,, أخبروك اننى لص , أخبروك اننى محتال و قاتل
أبتسم بوهن لوجهها , لتنخفض الدمعه النافره من مقلتيه الزرقاء , ليغمض عينيه فى صمت كان قاتل لقلبها
الا انه سرعان ما تلبسته الروح المدافعه , ليفتح عينيه موجها لها بتحدى
_ انا حقا كذلك , انا حقا هكذا , لكننى على الاقل عشت حياتى حياتى كسارق فقط , لم أغتصب , لم أتاجر بالاطفال
أتسعت ابتسامته بجنون ليقترب منها , ليعتصر ذراعيها بأنتقام , لتتأوه من لمستها الحارقه
وهو ينحنى ليهمس جوار أذنيها , ليبث الذعر بجسدها
_ انا سارق محترم , انا وغد و لكننى لست خائن
دفعها بقسوه حتى أرتطم ظهره بالحائط لتتأوه برعب ,,وكأنها تتطالع شخصا اخر جديد,, كان يبدو مجنونا مهوسا
بعيدا تماما عن هيئة الرجل الارستقراطى المتحضر و الصورة الانيقه بذهنها
أنعكس فوق وجهه الضوء المتسلل من الباب ليقشعر بدنها , وهى تنظر لوجهه و شعره المشعث و عينيه المشتعله
,, كان شخصا أكثر شراسه من هارون و اكثر سوادا
من سليم ,, صدره يعلو و ينخفض بجنون ,, ليخرج صوته الاجش بأمر
_ اخرجى من هنا , أخرجى من هنا
أومأت براسها بهزيان لتسارع للباب الا ان صوته خلفها سمرها ,بنبرته المجرمه
_ شىء اخير ,, لا تحاولى العوده لانجلترا لا تفكرى مجرد التفكير بالذهاب لهناك وهذا ليس تحذير هذا تهديد
فغرت شفتيها , الا انه لم تستطع ان تواجهه بالالتفات له ,, ربما لانها تعلم ان ما ستراه خلفها سيكون أبشع من هذا
الحديث ,,سارعت بأغلاق الباب لتتركه خلفها , بهيئته المتوحشه يطالع الباب
و ليشهد الله اننى وجدت الحقد فى المقربين ,,أكثر من ما وجدته فى ألف عدو
,,قالوا قديما , ان أجبرت على السقوط كن نيزكا ,,وانا قررت سأكون انا هذا النيزك
صاح صوته بقوه رجت أركان الغرفه
_ اريد المقدم كمال حالا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخل منزله , طالع الفراغ الذى لم يعتاده بعد فى منزله ,,
أغلق الباب ليلقي المفاتيح بلامبالاه ,, حمل أكياس المشتريات للمطهى ليخرجها تدريجيا ليعد العشاء
,, أعتاد دوما حين يغلبه الاكتئاب يسارع للوقوف بالمطهى ليعد وجبة دسمه تلائم بطنه الكبير , الذى لا تلائم
مهنته الامنيه , أرتدى كمال نظارته ليبدأ بالاعداد الطعام ,,,
عندما ذهب لغرفته بالفندق , لم يلفت نظره شىء ذو اهميه ,, اللعين وكأنه كان يشعر بأنه  سيقبض عليه
ليقرر في النهايه الاستمتاع بساعه بعيدا عن المكتب , واوراق القضيه , ليتمتع بلحظات مع نفسه
صوت اهتزاز هاتفه بجيب سرواله جعله يتنهد بيأس ليخرجه ,, مط شفتيه مطالعا رقم المكتب
أجاب كمال بفتور
_ أعلم , أعلم يا طارق سأتى بنصيبك من الطعام
قطع حديثه نبرة طارق الجديه
_ سليم المفتى يريد رؤيتك يقول انه سيقر بكل ما نريد
سقطت المعلقه الخشبيه من يده , ظل يطالع الفراغ للحظات ليجيب بهدوء
_ سأتى حالا
أنزل الهاتف ,,وهو يطالع زاوية فى الفراغ ,, ليخرج صوته بريبه
_ هل ممكن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن