انا العداله(وعليك التحدى)
63
كانت الرياح الليله هادئه على غير العاده بالرغم من توقع الارصاد بهطول رياح عاتيه لم يسبق لها مثيل
الا ان يبدو التوقعات خانتهم هذه المره , توقفت السياره امام المطعم الصغير البعيد على اطراف المدينه , كان عنوان
الرساله الذى بعث له ,احكم وضع سماهة الاذن التى يخفيها فوق قبعته ,,دخل بهدوء ليتفحص سكون المكان
من قد يفكر بدخول مكان كهذا , كان ليظن انه مكان مهجورا لولا الرجل العجوز السمين الذى يجلس فوق الخزينه
الذى غلبه النعاس بعد ان فقد الامل بدخول زبون للمكان,,
سار بخطوات ثابته ليجلس فوق احدى الطاولات البعيده الى حد ما , عاد بذاكرته للخلف قبل ساعات من موعده ,,
_ هناك فى البدايه شروط للموافقه على التعاون معك
عرز عقب سيجاره الرفيع بالمطفئه الكريستاليه بمحاولات خفيه منه لكبت غيظه وتفكيره الذى يرهقه عن النوم
للان لايام ,, اجاب صوته بجمود
_ انا استمع سيده جميله
_ ان تمت المهمه و ساعدتكم بالقبض على هارون ,
صمتت دقيقه تجاهد بأخراج انفاسها لتتابع حديثها , بحذم ادركه بنبرتها
_ اريدك ان تعدنى ان يخفف الحكم علىه , ولا اريد اى اهانه بأى شكلا من الاشكال فى اسلوب التحقيق معه
كان وجهه فاتما الا انه يخفي خلف هذا الوجه القاتم حقيقه شفقته و عطفه على حب زوجه لزوجها , كان يقاوم
شعور دنائته الا انه فى نهايه سحبت منه الجواب
_ انا موافق ,
عاد لنبرته العمليه المعتاده ليردد بأهتمام
_ الان , اريدك ان تعطينى معلومه اى معلومه حتى وان كانت صغيره قد تكون ذات اهمية لى ,
حدقته بتفكير , ليطول الصمت للحظات الا انها اجابت
_ لا اظن اننى لدى معلومه قد تهمك ,
ضيق عينيه بأهتمام وهو يلاعب طرف القلم
_ حاولى , اى معلومه حتى وان كانت غريبه بعض الشىء
عادت لصمتها الذى طال هذه المره اكثر من المعتاد لتردف قائله
_ سليم يعانى من الارهاق منذ عدة سنوات حتى انه مصاب بالارق اخبرنى شيئا كهذا سابقا ,
بدأ بتدوين بعض الملاحظات بالاوراق الموضوعه امامه ليردد قائلا
_ ماذا ايضا غير هذا
أسندت راسها للخلف تتطلع بالسقف البعيد لتقول بحيره
_ هارون مريض و يبحث عن علاج لحالته
سقط القلم من يده , حتى انها انتبهت لوهله لملامح وجهه الجامده , انحنى ليسحب القلم وهو يردد
_ اخبرينى عن هذا
عادت لجلستها المستندا بظهره للخلف , وهى تشعر ببشاعة ما تقترفه للتو ,, الا انها استمرت بالحديث
_ لقد كلف بروفيسور و طاقم طبي بالبحث عن علاج لحالته , مرضه نادر بالاضافه لصعوبته قيل انه
يلتهم الاعصاب ببطء وبألم حتى انه يأخذ سم علاجى ليهدأ انقباضات الالم بعد ان فشلت المسكنات براحته
كان يدق بطرف القلم على دفتره وهو ينظر لها بأهتمام بالغ بقمة تركيزه بالرغم من معرفته بتلك المعلومات سابقا
الا ان هذه المره الشعور مختلف ,, تابعت جميله بمراره
_ مفعول الابره وما تسببه من راحه للجسد و تقليل الالم ينتهى خلال اربعة و عشرون ساعه لذلك دوما يأخذ ابرته فى
ساعة محدده تحديدا الثانية عشر ان تأخر عن اخذها يبدأ شعوره بالالم قد يتسبب بضعف فى عضلة القلب ويموت
وبنفس الوقت يأخذه بكمية محدده لانه فى النهايه سم ان تزايدت النسبه بجسده يموت
كان يلاحظ ملامح الحزن والاسي على وجهها وهى تردد عباراتها قائله
_بأختصار انه يحتضر كل الطرق تؤدى لشىء واحد الموت , الا انه يتمسك بالحلول القصيره التى تجعله يعيش
ولو ليوم واحد اضافى ,,
لم تلاحظ الابتسامه التى بدت على وجه كمال القاتم ’’,اجاب بصوت بدى لها بعيدا
_ سم العقرب هذا ما يعتمده كمسكن له
أغلق دفتره ليقول بنبره ذات مغزى لم تلاحظها جميله الا انها حملت الكثير من الافكار ,
_شكرا لك يا جميله ,
تطلعت له لدقيقه بحذر لتقول
_تذكر وعدك لى سيد كمال
أومأ براسه لها بموافقه ,وهو بداخله يعلم انه لم ينفذ حرفا بهذا الوعد ,,بعد دقائق كان ينظر للباب الذى خرجت منه جميله
ان تأخر عن أخذ ابرته يموت , ان زاد السم بجسده يموت , ان شعر ايضا بالخذلان ,,يموت
صوت هتف من خلفه ,,
_بهذه السرعه غادرت كنت اظن ان الحديث سيطول
قالها طارق وهو يحدق بظهر كمال , لم يستدر له حتى يكتفى بالتحديق بنفس النقطه المريره حتى انه تمنى ان ينفذ لهذه
الرأس ليعرف بماذا يفكر الان ,,الى ان تعالى صوت كمال المبحوح
_ هل تعرف عقرب مطارد الموت
تبدلت ملامح طارق للجديه مجيبا
_ اعتقد اننى سمعت هذا الاسم سابقا , أليس هذا العقرب الذى يستخلص من سمه علاجات و مسكنات تفوق الخيال
كانت مسنده راسها فوق زجاج النافذه تحدق بالماره بينما سياره الاجره تسير بطريقها ,, لا تعلم هل ما فعلته للتو
هو الصواب ام لا , فجأه كل المبادىء و التقاليد التى كانت دوما حصينها تبدلت , وكأنها تلاشت لتحل محلها
خيارات و تبديلات جديده ,, وكأن الصواب خطأ و الخطأ صواب , دوما اتعقدت بنفسها انها
تملك الشجاعه لاختيار الصواب و تحقيقه لكن يبدو ان الشجاعه وحدها لا تكفى ,,لانها فى لحظه قد تنهار
ان قرار قد يأخذه قلبها ,,
كانت الاسئله لا تكف بذهنها , وكأنها كلما شعرت انها تقترب تتزايد مع الاحتمالات و الاسئله ,,
أغمضت عيناها متنهده , لتترك الاسئله تدور فى صمت دون هدى ,,أهتزاز هاتفها بجيب سترتها جعلها تسحب
الهاتف طالعت الرقم الذى لا يحمل اسم الذى حمل عدت ارقاك منزل
أجابت على الهاتف ليخفق قلبها وهى تنصت لصوت انفاسه الحاره التى لطالما اشعلت جسدها
عم الصمت للحظات وكأنه حديث صريح بليغ ,أفصح من اى حديث
همس بنبره خشنه
_ سينتهى هذا الامر غدا , سينتهى كل الصمت والاسرار بيننا غدا يا جميله ,
لم تدرك مغزى الحديث تحديدا الا ان نبرته صوته لا توحى بالاطمئنان ,,أعتدلت بجلستها لتردف
_ ماذا تعنى
أجاب بنفس النبره الغامضه
_ لقد مللت الخوف و الكتمان يا جميله لقد تعبت من الاسرار , غدا سنسافر للخارج و سأقوم بتصفية اعمالى هنا
وانت كذلك ,,
عقدت حاجبيها لتهتف
_ اللعنه يا سليم , لا تسوقنى كالغنم
_ألست تريدين معرفة كل شىء
شحب وجهها لتشعر بثقل انفاسه وهو يردد
_ غدا سأعطيك حرية السؤال ستعرفين عنى كل شىء , سأتى اليك بعد اجتماع هام عندى مساءا أنتظرينى بفندقى
رفع زاوية الستار لينظر لضىء السماء الليلي ,,ليهمس بكل صدق خرج من قلبه
_ تأكدى اننى كنت دوما احبك ومازلت يا جميله , وما زلت
أنقطع الاتصال بمجرد انتهاء جملته ,, لتنخفض دموعها فى صمت لينافس سكون الليل فى ظلامه
الا ان هذه المره استسلمت لتنهدات قلبها المتألم
,,تنحنح كمال بخشونه ليجفل الرجل السمين فوق الخزينه حتى انه كاد ان يسقط من فوق المقعد المسكين
الذى لا يستوعب حجمه , حمل الرجل العجوز دفتره ليقترب من الطاوله ليردد بالانجليزيه بملامح ناعسه
_ ماذا تطلب سيدى
ردد كمال و عيناه تحدق بعقارب الساعه الموضوعه خلف راس الرجل
_ قهوه و كأس ماء
انصرف الرجل الذى يبدو انه الموظف الوحيد بهذا المكان ,,عقارب الساعه تقترب تدريجيا من العاشره
دقيقه ,,دقيقتان ,صوت الاجراس نبهه بفتح الباب , حينها أتى الرجل للطاوله ليضع الطلب بينما أذنيه كانت تنصت
بتركيز للخطوات المقتربه من طاولته ,,
_ اتمنى ان ينول المكان اعجبك سيد كمال
رفع راسه ليقابل وجه هارون ,, ملامحه لم تتغير كثيرا ان اخر لقاء بينهما منذ اشهر الا انه بالرغم من هذا
قرأ وميض القلق بعيناه الزرقاء ,بادله كمال الابتسام بنفس التوتر ,,
ربما لكونهما يدركان مدى دهاء المنافسه ,,جلس مقابله فوق المقعد بخفه ..أنزل كمال قبعته ليضعه فوق الطاوله
عيناه تسجل بتركيز ابسط الملاحظات ,بالرغم من هذا لم يغفل نظرات سليم لقدح القهوه الموضوح امام كمال
أشار كمال للرجل ليجلب قدح قهوى اخر ,,
_ لا داعى للقهوه سيادة المقدم الحديث لن يطول
رفع كمال القدح لشفتيه متمتا
_ لا بأس , فأنا احب تبادل الشرب فى الاستجوابات التحقيقيه ,,
أنفلتت ضحكه واثقه من بين شفتيه , ليلتمع اكثر وميض عينه ,,
_مسكين , مازلت تحلم بالاستجواب و التحقيق ,
تلذذ بنكهه البن بحلقه , ليردف بنفس الثقه بتحدى
_ وما كان الواقع الا أحلام فى السابق يا سيد سليم أم تفضل هارون
أدار راسه للنافذه لينظر للطريق الليلي الهادىء
_ تعجبنى نبرة الاحترام بأسلوبك أتمنى ان يطول هذا الامر ,
عاد بأرتشاف قدحه وكأنه يتبادل الحديث مع صديق وهو يقول
_ لا عليك , فأنا رجل ليس من السهل استفزازى
أختصر الحديث البائس الذى يدور وهو يدس يده بجيب معطفه الاسود ليخرج ورقة ادركها كمال
بعينه الخبيره ,,تناولها منه فى صمت حينها كان الرجل اتى ليضع قدح القهوه امام سليم ليحجب الرؤيه عن كمال
لثوانى ,,مط كمال شفتيه ليطوى الورقه ليضعها بأهمال جوار قدحه مرددا
_ مبلغ كبير لا بأس به يكلفنى ثروه
فى حقيقه الامر كان داخله يهتز لاصفار الرقم الموضوع على الورقه , الا انه كان جيد فى رسم الثبات
تحدث سليم بجمود وعيناه لا تحد عن عيناه المقتنصه
_ انها نصف ثروتى لا تنكر تأثرك
اعاد وضع نظارته الطبيه فوق عينه
_ ارضيت غرورى يا هارون , اشرب قهوتك
أبتسم ابتسامة مستفزه وهو يتحدث
_هذا ليس لغرورك , هذا لتعود لبلدك
عاد بأرتشاف القدح القهوى بنفس الحركات الروتينيه المعتاده ليقول بغير اكتراث وعيناه تتبادل النظرات لقدح
قهوته الذى لم يشرب منه بعد
_ اشرب قهوتك بالرغم من نفورى من المكان الا انه يقدم قهوة لذيذه ,
اكتفى بأبتسامة ساخره لم تصل لعينيه تحدث بعدها
_ اتريدنى ان اشرب القهوه لاتسمم او ارتكب حادث على الطريق
مط شفتيه متظاهرا بالاسي
_ انت سىء الظن للغايه يا سليم ,
سحب هارون كأس الماء ليرتشف بضع رشفات منه
_ سوء الظن عصمه
_ تذكر ايضا ان الحذر لا يمنع قدر .ولذلك ردى لك انا رافض عرضك ولن استريح الا قبل ان اراك خلف القضبان يا
هارون ,,
عاد لارتشاف رشفات الماء مرددا
_ كان هذا هو المتوقع فأنت تذكرنى بشبابي عندما كنت ادافع عن شىء يسمى العدل , انا اسف لتخيب ظنك لكننى
سأخرج من هنا للمطار
رفع كمال احدى حاجبيه مصيبا هدفه بأتقان
_ كم توقعت انت لم تأتى بى لهنا لعرض هذا العرض المغري ببساطة سبق وعرضته على ورفضت
ملامحه الرذينه الحكيمه تدريجيا كانت تتحول للقتمامه ,تحدث هارون بجمود
_ جميله , لا تقترب منها لا تحاول الدخول من هذا الباب ابدا يا كمال لاننى حينها اقسم ان احرق روحك سأجعلك
تتحسر طوال حياتك
بالرغم من الثبات الذى يجاهد بأدعائه الا انه لا ينكر شعوره بالخوف من حديثه , و الاكثر سوءا
هل علم بأمر جميله ,,الا ان جملته وصلت لاذنيه ليهدأ قلقه
_ لا تحاول الاقتراب من جميله بالتأكيد روادتك هذه الفكره الا اننى احذرك قبل الاقتراب
أستقام هارون بحده ليغادر ,ليصفق الباب خلفه ,,ابتسامه مظفره بدت على وجه كمال و صوت طارق يتردد
بسماعة الاذن بحده
_ هارون لم يشرب القهوه يا كمال , لم يتناول المخدر الخطه فشلت
_ بل الخطه نجحت , المخدر لم يكن بالقهوه
عم الصمت دقيقه ليهتف بعدها طارق
_ كان فى الماء
عاد طارق لحديث الامس
_ هل تعرف عقرب مطارد الموت
تبدلت ملامح طارق للجديه مجيبا
_ اعتقد اننى سمعت هذا الاسم سابقا , أليس هذا العقرب الذى يستخلص من سمه علاجات و مسكنات تفوق الخيال
اعاد كمال وضع نظارته الطبيه فوق عينيه مردد بتوضيح
_ متعاطين مثل هذه الانواع من العلاجات السامه يعانون من جفاف الحلق لذلك يشربون الماء بشكلا معتاد اكثر من
المعدل العادى للانسان الطبيعي ,
تبدلت نبره الحديث ليعود طارق بذهنه لحديث الواقع مدركا
_ كنت تعلم بأنه لم يشرب القهوه .
تعالى صوت الرعد في السماء ليرفع كمال عينيه للسماء ليبدأ هطول الامطار القوى ,,ليبتسم بحنكه
_ المخدر يسرى فى جسده الان , و سيجد مفأجاه لطيفه عند عودته
انهى ارتشاف اخر بقايا فنجانه ليخرج من جيبه اوراق نقديه ,ليسير للخروج هامسا
_ يبدو ان نشرة الارصاد صدقت اليوم
نزع كمال سماعة الاذن , ليصعد لسيارته أخرج هاتفه ليكتفى ببعث رساله انجليزيه بأحرف قصيره
الهدف فى الطريق , أصعدى الان
اغلق هاتفه , ليفتح البث الاذاعى ليرفع الصوت بأغنية انجليزيه قديمه ليردد عباراتها
ليقود بلذة ممتعه اسفل الامطار التى اشتدت هطولها
بينما حينها كان طارق ببهو استقبال الفندق بنظر بعقارب ساعته ينتظر موعد قدوم جميله متظاهرا بالقراءه بجريده
لم ينتبه لحرف واحدا منها ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يتأمل اركان البيت الكبير بأعين قاتمه , وكأنه ينظر لزنزانته التى قبعت معها روحه ..أنتهى الامر الجميع غادر
ليتركوه يصارع واقعه وحده ,, كان يعيد لقطات من الجنازه كان ثابتا صامتا يستعين بمساعدة بائسه
بنظارته الشمسيه التى اخفت تورد انتفاخ عينيه ,, كان يسانده ايدى رفاقه بين الحاضرين الا انه كان يريد
يد اخرى تربت على كتفيه تسانده ترفعه من كبوته الا انه لن يجدها اليوم ,,بمجرد انتهاء الجنازه سارع لسيارته
كان فريد متفهما حاجته للبقاء وحيدا , بينما والدته هاله تنفجر فى البكاء يساندها ايلين و نزار و بعض الاصدقاء
ادار مقبض الباب ليتفحص اركان مكتبه , كان كل زاوية تضخ بأنفاس رشيد
رقعة الشرنج , ارفف الكتب , المكتب الخشبي وقلمه الذى لم يتوقف يوما عن كتابة رثاء ورسائل لجدته
أدار المقععد ليجلس عليه كان يتلمس سطح المكتب وكأنه يخبره بغياب صاحبه
ابتسم بمراره محدقا بالاطارات الخشبيه فوق زاوية المكتب ,, صور مختلفه بأوضاعها الا انها مشتركة بعامل واحد
وجوده بها , كان يهوى تسجيل لحظات حياته من طفولته و صباه لشباب ورجولته
وقعت عينيه على غلاف كتاب برتقالي عقد زين الدين حاجبيه بتفكير
كان لونه شاذا لعينيه بين ارفف الكتب , استقام ليسير بخطوات ثقيله للكتاب ما ان سحبه حتى سقطت ورقة مطويه
وكأنها معلقة بالكتاب بمجرد سحبه ,,
أنحنى ليلتقط الورقه ليشعر بالرجفه وهو يطال اولى احرف الرساله
حفيدى الحبيب زين الدين
بمجرد قرائتك لهذه الرساله يعنى اننى انتقلت لعالم اخر , عالم هادىء اكثر عدلا واكثر راحة و سلام
الا انك لن تكون فيه يا حبيبي , اعلم انك ستصل لرسالتى هذه ربما لانك لا تأتى لمكتبي الا لتبحث فيه عنى
بين زوايه و اركانه اوصيك يا ولدى لا تحزن , لا توقف حياتك على كهلا عجوز مثلي مازال فى حياتك الكثير
لتراه ,
كانت الدموع تتجمع بعينيه تتساقط بغزاره الا انه اصر على متابعة الرساله
كنت انا يا بنى , كنت انا من ابعث الرسائل لايلين كانت محاوله من رجل عجوز كهلا بلغه الشقاء و الاسي
على قلب حفيده الذى عصفت به عواصف الحب لترهق قلبه المسكين , كنت انا من اكتب الرسائل و نزار
يساعدنى بها و يضعه لايلين لتراه , لا تغضب على صديقك كنت انا من اصر عليه لمساعدتى وكان يحاول
دوما اخبارك الا اننى كنت امنعه ,, ما احاول اخبارك به يا زينى
ان الحياه قصيره انتهزها , لا تحاول ان تكون شخصا اخر لتثير اعجاب احد كن انت يا ولدى , كن انت لانك
حقا شخصا يستحق الحب كل الحب , اكسر هذا الحاجز , اكسر قيود سجنك و تحرر
و تأكد ان جدك يحبك دوما وابدا
رشيد الفايد
أحتضن الرساله وطيف جده يتجسد امامه بأبتسامته الطيبه المعهوده , ليغمض عينيه ليقرر القرار الاخير
النهايه قد تكون مؤلمه لكنها ستكون مبهره ,,مبهرة للجميع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ارغى رابطة عنقه ليحرر اولى أذرار قميصه ,, كانت مؤشر سرعة السياره يتزايد بينما الامطار نافستها قوة الامطار
المثلجه فى تساقطتها بالرغم من هذا لا يعلم سبب لحبيبات العرق المتجمعه فوق جبهته
وكأنه يشتعل ببطء بينما مجرى رؤيته مشوش كان ما يطمئنه قليلا هو اقترابه من الفندق ,, تنفس الصعداء و السياره
تتوقف امام الفندق اسرع ملقيا المفتاح للعامل ,,ليدخل للبهو
تمتم طارق مبلغا كمال
_ لقد وصل هارون للفندق
غرذ كمال اسنانه بالتفاحه ليبعث رسالة للسائق ,,
أخرجت جميله راسها من النافذه صائحة بالانجليزيه
_ لقد تأخرت للغايه انا من المفترض ان اكون بالفندق منذ نصف ساعه ان لن تتحرك السياره الان
سأخذ سيارة اخرى
أغلق السائق مقدمة السياره هاتفا بأسف
_ انا اسف سيدتى تعلمين طراز هذه السيارات
تأففت جميله وهى تنظر لساعة يدها بتذمر ,,
أبتلع ريقه بألم وهو يستند على الحائط يجاهد انفاسه توقف امام الباب أخرج البطاقه الالكترونيه بيد مرتجفه بعد عدة
محاولات فاشله بوضع البطاقه انفتح اخيرا الباب
بحثت يديه عن مفتاح الضوء الا انه استسلم لارهاقه ليسقط فوق الاريكه بين الظلام
جفونه المرتخيه اهتزت قليلا ويد تتسلل لسحاب بنطاله ,,همس بصوت مرهق
_ جميله انا متعب ابعثى الطبيب
الا انها لم تجب بينما شعر بثقل فوق جسده كانت لمسات جريئه عينيه المشوشه لم تساعده على الرؤيه بشكلا واضح
الا رائحة العطر القويه التى لفحت انفه كانت كفيله بعلمه ان هذه ليست جميله
أنفتح الضوء فجأه عقبها شهقات ,,ضيق عينيه الزرقاء يحدق بالجسد المميز لعينيه الواقف امام الباب
كل ما ادركه لحظتها هو صوت صياح جميله الذى شق الصمت ببحته المكسوره بحسرته
لتركض مسرعه بالرواق ,,خرج صوته بوهن من بين حنجرته وهو يبعد الفتاه القابعه فوقه
_ جميله ,, جميله انتظرى
كان خطواته بطيئه غير متزنه خلفها وهى تركض بالرواق كل يجاهد بأخراج احرفه التى بدت متلعثمه بلسانه الثقيل
_ جميله ,, لا ,, تتركينى
توقفت قدميه ليسقط جسده مرتطما ارضا اخر صورة راها حينها كان باب المصعد وهو ينغلق بينما
صوت بكائها كان اخر ما سمعه
ركضت جميله خارج الفندق كانت تلهث و الامطار جعلت شعرها الرطب يلاصق وجهها الباكى
كانت كل ما تشعر به لحظتها هو الغدر و الخذلان ,,كل ما اردته لحظتها هى ان تبتعد ,, تركض بعيده
توقفت قدميها للحظات لتجلس على الرصيف تلتقط انفاسها ,ودموعها تختلط بالامطار البارده
كانت السيارات تمر جوارها بين نظرات الشفقه و الفضول ,
الا ان سيارة مميزه توقفت امامها لتلفح وجهها اضاءت مصابيحها القويه ,,انفتحت المظله الجلديه ليترجل من السياره
تحرك تجاهها لينزل المظله فوق راسها ,,كانت راسها محنى بكسره امراه مطعونه
رفعت راسها له لينظر لمقلتيها القاتمه التى لا تحمل اى شعور بالحياه ,,
_ هل مازلت لا تريدين السفر
قالها بنبره خفيه جافه ,,كانت عيناها كفيله بالاجابه ليبتسم ابتسامه لها مميزه حملت الكثير ,,والكثير
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان عيناه شارده بالمسلسل الانجليزى الذى لم ينتبه لجملة واحده منه
حتى انه لا يعلم متى فتح التلفاز ,, كان يريد شيئا يبعد تفكيره عن ما حدث بأحداث الايام السابقه ,,
فى البدايه تورطه بتهمه لم يرتكبها ومن ثم شجار اصدقائه وبعدها وفاة رشيد
ترى ماذا سيكون اسواء من هذا
طالع الطقس الضارى بالخارج , وضع بعض الحطب بالمدفئه ليشعله ,,ليعود جالسا فوق المقعد يتأمل ألسنة اللهب
المشتعله كأشتعال قلبه ,,ألتقطت هاتفه ليعاود الاتصال بياسين للمره التى لا يعرف تعدادها
ليأتيه الرنين البارده مجددا دون اجابه تذكر ,,اعاد الاتصال بأسيا الا ان هذه المره
أتى الرنين تلتها اغلاق الهاتف ,,
أنتابه الشك لوهله ,,هل يمكن ان يكونوا قد عرفوا بأمر القضيه ,,
أسند راسه للخلف ليعاود الدوران بدائرة التفكير التى لا تنتهى ,,صوت جرس الباب جعله ينهض بثقل
أدار مقبض الباب , ليطالعه للحظه كانت الابتسامه ستجد الطريق لوجهه الا ان وميض لامع بمقلتيها الخضراء
كان ينتبهه بعدم الحماس ,,ما كاد ان يدعوها للدخول كانت تدفعه هي بثقل جسدها للدخول ,,
زاده شعور التوتر ليبتلع فريد غصه بحلقها ,,
_ هل تأكدت اخيرا بأنك رجلا لا ينفع ان يكون والد
صوتها كان هادىء على غير العاده التى كان يتوقعها الا ان نبرة الاحتقار كانت تفيض منه
أستدار لها ظل للحظات فى صمت معتم ,,يكتفى بالنظر لنظرتها التى تزدريه فى كل ثانية تمر
خرج من حنجرته عباره واحده , كانت صادقه الى حد لعين
_ لا تظلمينى انت ايضا يا اسيا
لم تلين ملامحها الجامده ,,ابتسمت بغير مرح لتتحدث بقوه
_ انت من ظلمت نفسك يا فريد , فى جميع الاحوال انا لم أتى لهنا لاستمع لاكاذيبك اللعينه
وكأنه يطالع امراه اخرى غير التى سبق عهدها ,, عقد حاجبيه وهو يلاحظ انها تخرج من حقيبتها بضع اوراق
لترفعها لها , لم ينتبه سوى لجملتها التى املتها عليه
_ اوراق ضم وحضانة ياسين لى هو يحتاج لوالد حقيقي كهشام ,
أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
Romanceما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...