73

2.6K 157 18
                                    

انا العداله (وعليك التحدى)
73
دخل البيت فى ظلام الليل ,, الطقس أستقر لبعض ساعات الا انها سرعان ما عاد للثلوج المتساقطه
أرخى رابطة عنقه و انزل كابه ,, في هدوء صعد الدرجات وهو يحمل حقيبة سفره
أصر على التأخر فى العمل ,,حتى يعود فى هدوء متجنبا ترهات الحديث التى سيقولها والديه
,, أكتفى برسائل نصية مبعوثة للمدعوين عن مكان حفل الخطبه ,, وبعدها سارع بالهرب لعمله
ليغيب ايام مغلقا هاتفه ,,الذى لم يتوقف عن الرنين ,,
عاد بعد ايام قبل حفل خطبته بيوم واحد ,,يال دقة مواعيدك انت يا زين الدين
صوت عقله تعالى ساخرا بتلك العباره المتهكمه ,,
تطلع لوجهه فى المراه ,, ظلام الليل أضفي على وجهه شحوبا زاده بؤسا لامحة الحزن بعينيه البنيه
تنهد ,, ليفتح اذرار قميصه ليرتمى على الفراش
طيفها الهفاف لم يغادر ذهنه ولو للحظه ,,حتى بعد عودته للعمل ,,لم يعد كما كان
زين القديم الذى اخذ العطلة الطويله مختلف عن ما اصبح عليه الان ,,
شعرها البنى الطويل المرتفع  ,عنقها الجميل وجسدها النحيل الملتف بحلة الباليه بالحرير و الدانتيلا
وضع يده فوق جبهته يحكها بحده ,وهو يجز على اسنانه
_ اللعنه , لتخرجى من مكانك الملعون فى رأسي
, ضوء الغرفه ,جعله ينظر لباب الغرفه ,, أعتدل زين بجلسته وهو يطالع و الدته المستنده بذراعها على اطار الباب
ترمقه بأستياء ,,
أقدمت بخطواتها تجاهه لتردد قائله
_ هل لديك فكره كم أنتظرناك انا ووالدك ,حتى نتحدث اليك بعد مصيبتك
يبدو اننى لن أنام الليله , هذا ما دار بذهنه وهو يتطلع لوالدته وعلى شفتيه بسمة مستخفه
اردف زين ببساطه مطلقه
_ هل تطلقين كلمة مصيبه على حفل خطبتى ام اننى كنت أتخيل ,, ألم تصرى دوما على أقناعى بفكرة الزواج
و الارتباط , ها انا اقوم بما تريدين
همست بيأس لتقول
_ لكن هذا ليس ما تريد , هذا ليس زواج قد يصلح للمستقبل انت تحب شخضا اخر
تصلب جسده , ليشعر بغصة مره بصميم فؤاده , أبتسم بفراغ ليردد بنبره قاسيه
_ أذا سأخلع قلبي و ألقيه بأقرب صندوق قمامه لان من احبها لا تحبنى , سأخذ من يستحقنى ,,
الحب يأتى مع الايام و العشره والان من فضلك , اريد النوم فأنا متعب
أستسلمت هاله لتخرج فى صمت قبل انا تلقي اليه نظرت شملته بشفقه ,, لتغلق الباب فى هدوء
عاد لفراشه وحيدا , يطالع قطرات الثلج المتساقطه فوق نافذته
لتتركه وحيدا فى صراعه الابدى ,, بين القلب و العقل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لم تشعر بالمسافات البعيده التى قطعتها برحلتها الطويله ,,
كانت خائفه من العوده ,,الا ان بالرغم من هذا تحدت خوفها ,,كل ما فكرت به
هو الصعود لاول طائره متجهه للندن بعد ما أكد لها نادر بعودة سليم ,,
, كل ما فكرت به
هو العوده ,, العوده لاحضانه ,,قد يكون املا بعيدا بالنسبة لها الا انه يكفى ان تكون جواره
و ستحاول أصلاح ما يمكن أصلاحه بالرغم من معرفتها بخطأها الكبير ,,الذى قد لا يغتفر
الا ان شعورا داخليا تحديدا ,,تلك العضله العصيه التى تنبض بجانبها الايسر
كانت تؤكد لها ,,ان مازال هناك امل لهما ,, لا تعتقد ان قصتهما ستنتهى بهذه البساطه
هى لم تضع بعد عنوان لحكايتها الطويله ,,ايا كان ما ستراه ستتحمله
ما جعلها تتحمل ياقوت طوال تلك السنوات من شقاء ولسان سليط  , سيجعلها تتحمل اى شىء من سليم
خاصة وهى تعلم ما فعلته ,,
توقفت سيارة الاجره ,,امام المبنى الشاهق التى سكنت به منذ أشهر ,, دخلت البهو
لتصعد للمصعد ,,لتضغط على ذر الطابق
كان جميله تشعر بأن قدميها كالهلام المتحرك ,, كانت تحاول التماسك بقدر المستطاع
لا تريد ان تبدو مهزوزه امامه ,, أنفتح باب المصعد لتتقدم بأتجاه الباب الذى شهد خلفه ,, أجمل ايام عمرها
أخذت نفسا طويلا لتكتمه داخل صدره ,, لتضغط على ذر الجرس
كانت مغمضة العينين مكوره قبضتها بتحفز ,,ما ان شعرت بفتح الباب ,,حتى هدر صوتها
_ سليم , انا اسفه اعلم اننى كنت دوما زوجة شكاكه و سيئة التفكير الا اننى لم افعل شيئا الا بعد ان اخذت وعدا من كمال
بعدم التعرض لك بأى أذى
صوت الصمت الذى تعالى معه صوت صرصور الحقل , جعل الشك يتسرب لها
فتحت عينيها البنيه , نصف فتحة لتطالع رجلا عجوز ,, بملامج اوربيه صريحة
بداية من شعره الاشيب ووجهه الوردى , يرمقها بتردد ,, مترددا ما بين الاتصال بالشرطه او الاكتفاء
بأمن المبنى لطرد تلك الفتاه التى تتحدث دون أنقطاع دون فهم حرف واحد ,,من ما تقول
حلت ملامح الاحباط على وجهها ,, لتخرج أحرفها الانجليزيه بأرتباك
_ انا اسفه , لكن أليس هذا محل سكن سليم المفتى ,,
سؤال بديهى لاى شخص قد يرى رجلا عجوز يفتح باب المنزل غير الرجل الاخر الوسيم الذى كانت
تحلم به بالطائره ,, ضيقت عينيها وهى تنصت للغة لا تدرك عنها اى فكره الا ان ملامح وجه الرجل المشتعله
جعلها تعلم انها بعض سباب من فرط الغضب ,, سرعان ما استعاد الرجل لسانه ليردد بأنجليزيه ركيكه دخلت
عليها بعض الاحرف الدخيله من الايطاليه الا انها فهمت مقصد الرجل
_ المفتى باع البيت
بمجرد أنهاء عبارته , صفق الباب بوجهها ,, لم تهتم بالسباب المتتابع خلف الباب
وشىء واحد أرهق تفكيرها ,, أين ذهب سليم
عادت بخطواتها للمصعد , ليقلها للنزول ,,الهواء المثلج صفق وجهها ليتطاير معه شعرها الناعم
سارت على الرصيف ,, تنظر للماره بضياع ,, احنت راسها لتنظر لخاتم زواجها
تمسكت به ,, لتشير لاقرب سيارة اجره لتملى على السائق عنوان الفندق ,, الذى قد يكون فيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان ينظر لشاشة التلفاز بفتور ,, يرتشف قدح الشاي ,,
ممددا فوق الاريكيه المريحه ,, صوت الطرقات أتى على الباب
تردد فريد لوهله بفتح الباب ,,الى ان نهض بتقاعس ليفتح الباب
ظل ينظر لوجه نزار ,,الممسكا بعلبة الشيكولاته  وزجاجة الصودا المفضله التى يرفعها له بأغراء مثير
كان يقاوم جاهدا بأخفاء ابتسامته وهو مرتسم على وجهه ملامح الصرامه الزائفه
الى ان صاح نزار هاتفا
_ هيا يا رجل , هل ستتركنى امام منزلك فى هذا الوقت
أنفجر شفتيه بأبتسامه ليسارع بالزحزحه عن الباب ليدخلا ,, نزع نزار سترته ليرتمى فوق الاريكه
_ كنت اعلم أنك ستسامحنى ,
نظر فريد لعلبة الشيكولاته بسخريه , أستدار مرددا بخفه
_ هل تظننى خطيبتك لتجلب لى شيكولاته
رفع نزار احدى حاجبيه ليجيب
_ انها من الانواع الفاخره جلبتها من اخر سفرياتى  
جلس فريد جواره , ليقول
_ هل رأيت رسالة زين
تحجرت الاحرف بحلق نزار ,, ليجيب
_ نعم , ولكنى لا اعرف كيف سيحدث هذا , ستكون غدا اشبه بجنازة بالنسبة له
فتح زجاجة الصودا ليسكبها بالاكواب الزجاجيه وهو يقول
_ لقد فكرت بعدم الحضور و لكننى تراجعت لن نترك صديقنا وحده
تحدث نزار وهو ينفخ
_ لقد فكرت كذلك , هل تظنه سيدعوها غدا
رفع فريد الكوب لشفتيه , ليردد صائحا بأستنكار
_ سيكون مجنونا ان فعلها , انا لا اعتقد انه سيقدم على تلك الخطوه
رفع نزار كتفيه ليرد بتفكير
_ و لكنها صديقته
ضيقا عينيهما ليتبادلا النظرات ليرددا
_ سيدعوها بالتأكيد
بعد دقائق , ظلا ينظران للزجاجه الفارغه و علبة الشيكولاته التى ماثلتها
صوت التلفاز المرتفع , قاطعه حديث فريد
_ لقد أخبرنى ياسين أنك تزوره بالمدرسه ,
عم الصمت لدقيقه , ليقول نزار بصدق
_ لقد فعلت هذا لاننى أصدقك يا فريد ولاننى احب ابنك
كان فريد ينظر له بتأثر واضح ,, ضيق نزار عينيه ليردد بتحذير
_ أياك ان تفعلها انا لا احب اللحظات العاطفيه و
هجم عليه فريد بعناق عنيف جعله يتأوه ,وهو يشعر براسه البارد يكاد ينخلع من فوق جسده
ليرتفع صوت التلفاز بأغنيه انجليزيه تلتها ترديد الكلمات بصوتهم الاجش الذى لا يمت بالفن بأى صله
حتى أشرق صباح يوم جديد
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أفرغ أغراض المكتب بالصندوق ,, شمل مأمون المكتب بأنظاره ,,
لقد أفرغ منذ ايام مكتب سليم ليرسل أغراضه للمزرعه بينما نسي تمام تفريغ مكتبه
الاحداث الاخيره تحديدا , أصبحت مرهقه
أرتدى نظارته الشمسيه ,, ليغادر فى هدوء ,, خرج من المبنى , يتقدم من سيارته
تسمرت قدميه ,وهو يلاحظ المراه الجالسه على الدرجات ,, كان يشدد من انعقاد حاجبيه تدريجيا كلما أقترب منها
هذه الهيئه التى تبتلعها المعطف ,ليس غريبه عنه
_ جميله
خرجت الاحرف من فمه بمجرد تذكره ,, أستدارت له لترمقه بأندهاش
للحظه لم يشعر بها أمسكته من ذراعه , تنظر اليه و كأنها تحدق بكأئن فضائي هبط للتو فوق سطح الكوكب
كافحت رغبة ضاريه بالبكاء ,, وكأنه ارسل لها فى الوقت المناسب
_ فيليب هذا انت , يالهى هذا انت حقا
ابتسامه مستخفه ظهرت على احدى زاويه شفتيه , هو لن ينكر هو ابدا لم يحبها الا ان لحظتها
شعر تجاهها بالشفقه ,, هيئتها لا تبدو كأمراه هادئه ابدا ,, وكأن قسوة الدنيا سارت عليهم الف مره
,, هو لا يعلم ما حدث بالسفرة الاخيره لكن هذا لا يمنعه بيقينه الداخلى
بأن هناك شيئا مريعا حدث لجميلة و سليم
_ علىك الذهاب للطبيب ليفحص عينيك أذا يا جميله
كان يقصد أخراج نبرته المستهزأه ,, لعله يستثيرها لاخراج ما تخفيه الا انها صدمته
بأكثر ردة فعل لم يتوقعها ,, وضع رأسها فوق كتفيه لتنفجر باكيه
ليرفع حاجبيه لتزداد دهشته أضعافا ,,وصوت داخلى تردد
هل كان حديثه جارحا لها الى هذا الحد ,, كان صوتها يخرج من بين بكائها بتشويش
_ لقد بحثت عنه فى كل مكان الفندق,, البيت كل مكان لقد أختفى , أتيت لهنا لاجد على امل رؤيته
لكننى لم اجد احد و المبنى مغلق
أغمض عينيه يحاول ألتماس الصبر , هو غير معتاد على هذه المشاعر العاطفيه الفياضه الممله
بينما الصندوق كان يهتز بين يديه منذرا بالسقوط ,,تمتم بأقتضاب و كأنه يحدث طفلا صغيرا غير مكتمل النمو الذهنى
_ ربما هذا لاننى قمت ببيع كل أملاكه
توقفت عن البكاء لتنظر له بأستنكار ,
_ ظننته أخبرك بكل شىء ,,
نفت براسها بحسره ,, تنهد مأمون ليقول بهدوء
_ هو يحتاجك يا جميله ,, لا تتركيه
هتفت بلهفه
_ لن أتركه مجددا , صدقنى , انا فقط اريد معرفة مكانه
أدار راسه لسيارته ليردف بخشونه
_ سأوصلك أليه لكن بشرط واحد
همست بخضوع
_ ما هو
هدر صائحها بها بكبت
_ ان تتركى ذراعى قبل ان تسقطى أغراضي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أنخفضت سرعة السياره تدريجيا متقدمه للامام ,,
أخرجت راسها من النافذه لتنظر , للافتة المشفي ,, نظرت لمأمون بأعين متسعه
خرج صوتها بحشرجه مرددا بفزع
_ هل ,,
قاطعها قائلا
_ لا ليس بعد ,, ولكن حالته لا تتحسن
خرجت مسرعه من السياره لتسارع بالدخول ,, خطواته تسير بالممر الطويل ونظراته تتابع فوق ارقام الغرف
توقفت قدميها متسمره امام رقم غرفته ,, ألتقطت انفاسها لتمسك المقبض لتديره ,,,
فغرت شفتيه ,, لتتسارع خفقات قلبها المضطرب و يدها المرتجفه نفرت منها العروق
أتى مأمون خلفها ,, ليرفع حاجبيه امام الفراش الفارغ ,, بادلته جميله نظرات الخوف ,,
الا انه أوقف ممرضه كانت تسير جوارهم لتخرج أحرفه بأضطراب يحاول أستجماع عبارته
_ أين ذهب مريض هذه الغرفه
اجابت الممرضه وهى تنظر لرقم الغرفه
_ لقد غادر صباحا بعد ان تعهد على ان يخرج على مسئوليته الشخصيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يتحدث دون أنقطاع ,, يمدح ببراعة رقصها و مدى خفتها و اتقانها لمرينات الرقصات
لم يتبقي سوى بضع ايام عن عرضها مع الراقصه فيكتوريا
سيكون الحفل بليلة راس السنه الميلاديه الجديده , بيعت سريعا بطاقات العرض ,,,
و ستشارك كراقصه رئيسيه امام فيكتوريا بحفلة الاعتزال ,, بالرغم من كل تلك النجاحات المتتاليه الا ان
غصة مريره بمنتصف صدرها كانت ترهقها بمرار ,,
أحادت ايلين انظارها للطريق ,, تتابع تحركات الماره
ما سر كل هذا الغضب المكتوم بداخلها ,, ما سر تلك البغضه التى اضحت على قلبها
,, من المفترض ان تكون اليوم اكثر الفتيات فرحا بخطبة فريده ,, لكن بالرغم من هذا , لم تستطع ان تخفى
هذا الشعور اللعين الذى يجتاحها ,, المعضله بالنسبة لها لم تكن فى فريده ,, بل كانت تجاه زين
شعرت باليد القابعه فوق يدها لتستيقظ من افكارها ,, نظرت ليد جونيور التى تحتوى يدها
سارعت بسحبها بحرج لتردد قائله
_ بعد ساعات ستكون خطبة صديقتى لن أستطيع التأخر
نظر جونيور لساعته ليردد بعمليه
_ لا بأس , متى تريدنى ان أنتظرك ,,
جاهدت ايلين برسم ابتسامه , كانت مزيفه و ثقيله الا حد كبير لتجيب
_ الساعه السادسه ,
نهضت تحمل حقيبة ظهرها لتقول بتوضيح ,,
_ على الذهاب الان , للاستعداد للحفل اراك مساءا
غادرت دون ان تنتظر منه وداعه ,, وخطواتها الواسعه تسبقها بينما ظل جونيور ينظر لسرابها
بعدم فهم ,, لاحوالها التى تغيرت مؤخرا ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تراودنى افكارا لعينه ,, ماذا اذا استيقظت ذات يوم من غيبوبتك لتستفيق على صدمة حياتك
, عمرك الذى افنيته فى حرب كنت الطرف الوحيد الخاسر فيها ,,
تستفيق على جرحك الغائر ,, تسير بنزيفك الدموى بين الناس يشاهدون لحظات احتضارك الاخير قبل ان تسقط ارضا
و تبتلعك حفرة الارض ,, لتتلاشي خلفها قصتك البائسه ,,
لقد نسي المعلم الدرس ,, اولى الدروس التى وجدت على هذه الحياه ,, حواء التى أخرجت ادم من جنة النعيم ,
هى نفسها كانت السبب فى اول جريمة قتل وجدت فى البشريه ,, ليضحى المعلم تلميذا بمدرسة النساء
أغلق سليم دفتر مذكراته ليرفع راسه ,, للخيل العربي الراكض بجموح امامه
أليس من حق كل معدم ان يتمنى امنيه قبل ان يموت ,, وهو اختار ,,
أختار قضاء اخر ايامه ,, بمزرعة الخيل ,, الشىء الوحيد الذى يملكه الان ,,هو نفسه الشىء الوحيد الذى
أشتراه من ماله ,, ماله الحلال بعد ان قدم استقالته من التدريس و قام بتسوية مستحقاته
الشىء الوحيد الذى يذكره بحياة شريفه ,,,
دخل منزله ,, كان اثاث مريحا و بسيطا ,, اريكة لطيفه , طاولة خشبيه صغيره مكونه من بضع مقاعد خشبيه
كان البيت غير منظما بشكلا كامل فهو لم يخبر جيسكا مدبرة منزله بقدومه
بعض الصناديق وضعت بشكل فوضاوى ,, كانت مليئه بأغراض منزله السابق ,,
حملت جيسيكا بعض الصناديق لتدخلها لمكتبه ,, أردفت بتهذيب
_ سأعد مكتبك حالا سيد مفتى ,,
رفع كفه لها لتتوقف عن حمل اغراضه ,, تحدث بوهن و لكنته الانجليزيه المميزه
_ لا داعى لهذا , انا أحب ان ارتب أغراضي ,, خذى باقي اليوم عطله
لا اريد اى أذى للطفله لقد تعبتى اليوم ,,
أبتسمت جيسيكا بود ,,وهى تضع يدها فوق بطنها المنتفخ الذى قارب على شهوره التاسعه
أغلق باب المكتب ,, ليضع الصناديق فوق المكتب ,,
كان مكتبا متوسط الحجم ,, كان منقوش بنقوش هادئه بسيطه للعين كما حال كل المنزل ,,,
كان الشىء الوحيد الشاذ عن هذا المكتب ,,هو البيانو الخشبي الانتيكى القديم ,,
موضوع فى ركن مرتكز فى احدى الزوايا ,,
بدأ بترتيب اغراضه , من الصناديق
تمثال فارسي , بهيئة حصان شامخ وضعه فوق المكتب ,, حاسوبه , قلمه الذهبي
توقفت يده معلقه بالهواء , و مقلتيه الزرقاء تنظر بجمود للاطار الزجاجى ,,
أمسك الاطار ليطالع صورة زفافه ,, أبتسامته المشرقه بالرغم ما كان يحمله من الالم الا انها كانت حقيقيه الى حد لعين
وضع ابهمه فوق وجهها ليطمس ملامحها ,, ألقي صورة زفافه ارضا لتتهشم بلامبالاه
,, جلس على المقعد ليفتح احد الادراج ,, نظر لادويته ,, ليبتسم بتهكم ,,
يا اهل الدواء ,, لم اجد علاجى عندكم ,,
ابر طبيه , اقراص , مهدئات ,, تلاشت الابتسامه ليطالع الاقراص الدوائيه الورديه ,,
هو لا يذكر انه كان يتناول هذا الدواء سابقا ,, دقق بتركيز بمكونات الدواء المدونه بالانجليزيه فوق الشريط بخط رفيع ,
لتبرز عروقه من رقبته , لم يشعر بعينيه الجاحظه التى كانت تدق شرار ,,,
ليشعر بالسكين البارد ينغرس اكثر فأكثر ,, داخل اعماق جسده
خرج صوته المبحوح بأنتقام مشتعل
_ اقراص منع الحمل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ترجلا من السياره ,, مغلقين سترات حلتهم الرسميه ليتبادلا النظرات بوجوم ,,
دخلا الحفل ,, ليبتسم نزار بأعجاب ينظر للفرقة الموسيقيه الكلاسيكيه ,,
الطعام اللذيذ المرصوص فوق الطاولات بفخامه ,, الزهور الحمراء التى أطفت على الاجواء بهجة
كان حفلا راقيا بمعنى الكلمه ,, الا ان هذا لم يمنع نزار من ان يردف لفريد
_ نحن مقبلين على جنازة يا رجل
دعس فريد فوق قدمه ,, وهو يرى فريده مقبله ,, بفستانها الهفهاف الازرق , صيحة خشنه خرجت من نزار الا انه سارع
بالثبات امام فريده المقبله ,, ليبتسم لها بسماجه
صافحها فريد بابتسامه صادقه مرددا
_ تهانينا يا فريده
بادلته فريده المصافحه لتبتسم بلطف مرددا بالفرنسيه بأناقه
_ شكرا فريد , اتمنى لك الفرح ايضا
نظرت لنزار لتبادله الثقل ,,, لتتحدث بعنجهيه
_ اهلا يا نزار الا تريد قول شيئا ما لى ,,
أقتنص طبق حلوى من فوق صينيه عابره حملها نادل ,, قصف قطعة حلوى بفمه ليقول ببساطه
_ نعم , الحلوى ليست جيده أقترح ان تغيرى الشيف
مطت شفتيها ,, الا انها لم تستطع طويلا كبح شرارات غضبها لتردف بحده وهى تسحب بعنف الطبق من يده
_ اولا انا لا اتعامل مع شيف انه طعام من اجود الانواع من اغلي المطاعم ثانيا انا لا اذكر اننى قدمت لك دعوه للحضور
مسح فمه بظاهر يرده ,, بينما قاوم رغبة لكمها ,,ليتحدث بمنتهى الاستفزاز
_ انا لا احتاج لدعوة , فأنا صاحب بيت يا عزيزتى
جزت على اسنانها ,, بغيظ , ليشتد الحديث بينهما , الا ان فريد عينيه تركزت على نقطة اخرى بعيده
كان زين الدين يستقبل ضيوفه بأبتسامه رزينه هادئه ,,هو يعلم تلك الابتسامه التى لم يستطع ان يخفي تصنعها
عنه ,, تقدم منه فريد ليربت على كتفه ,, أستدار له ,, ظل يطالعه زين للحظه لم يدركها
ليسارع بأحتضانه ,, خرج صوته الخشن من حنجرته جوار أذنه
_ ظننتكم سترفضون الدعوه
ربت فريد على ظهره , وهو يتحدث
_ فى الواقع فكرنا , الا اننا لم نستطيع ترك صديقنا الاحمق وحده
ضحك زين بقوه الا ان سرعان ما بهتت الضحكه وهو يراها مقبله ,, فستانها الوردى ذو طبقات
الدانتيل المتدرج , سارع بأشاحة وجهه بعيدا ,, ليلاحظ فريد ملامح وجه رفيقه المقبضه
نظر لايلين التى تتبأط ذراع شاب بملامح غربيه  ,, ليمط شفتيه وهو يهمس جوار زين
_ هل دعوتها ,,
سحب كأس عابر جواره ليتجرعه كاملا ,, أجاب بقسوه
_ لا , ولكننى توقعت مجيئها هى لن تترك صديقتها فى هذه الليله ,,
أخذ كأسا اخر , ليردد
_ ان سألت فريده عن غيابي اخبرها اننى بالمرحاض .
تجرع الكأس الثانى بشراهه ,, وهو يسير بين الناس مبتعدا حتى وصل لركن مظلم بعيدا عن اضواء الحفل و نظرات
الحضور ,,,
فتح أذرار قميصه , ليترك الهواء البارد يتخلخل لاعماق صدره المتوهج ,, أنفاسه المتسارعه ,,
دقات فؤاده التى تزايدت , كمضخه هالكه ,,
يد ناعمه وضعت على كتفه من الخلف , تنهد زين الدين بأرهاق وهو يغمض عينيه بهلاك محتوم ,,
خرج اسمها من بين شفتيه بأجهاد مرهق ,
_ ايلين
أستدار لها ,, لتتصلب ملامحه وهو ينظر لابتسامة فريده الحزينه التى قاومت بأخراجها طبيعيه
_ فريده , فريده يا زين
أحنى راسه ,وهو يقول
_ لقد أختنقت بالداخل 
الا ان صوت فريده الداعم تحدث بوضوح ,,وهى ترفع راسه لمستوى عينيها ,بينما ابتسامتها لم تهتز
_ لم اعتاد منك على الكذب
عينيه التى ألتمعت ببريق عاشق معذب , جعل نيران الغيره تشتعل بأعماقها أكثر
_ لقد خرجت لانك رايتها , لقد أصريت على حضورها اليوم حتى اعلم ان كنت تخطيها ام
مازلت متعلق بها يا زين
تحدثت بنبره مبحوحه تقاوم مشاعره المختلطه ,, و دموعها المهدده بالسقوط
_ لكنها ما زالت بيننا , مازالت أيلين تقف بيننا
أمسك يدها , ليقترب منها هامسا امام شفتيها , هامسا بصوت تخلخله الدفء الا انه كان مرهق للغايه
_ لا , ايلين انتهت بالنسبة لى , ربما مازالت متعلق ببعض الذكريات لكن الوقت كفيل بزحزحة هذا
الشعور السخيف ,,
سقطت دموع متمرده فوق وجنتها , لتصيح بحده
_ لكنها مغرمه بك , انت لم ترى نظرتها لك للتو
مسح دموعها التى قبعت فوق وجنتها ,, نظرت فريده لابتسامته التى لم تصل لعينيه المتهكمه
ليتحدث بصدق حقيقي , كان يدمى قلبه ألما الا انه قاله لها
وكأنه يعترف به لنفسه , قبل لفريده
_لا , هى ليست مغرمه بي , لانها لم تحبنى يوما يا فريده
هى مغرمه بطريقة حبي لها , حديثي الغير معتاد , الفرص و التنازلات التى اقدمها لها الى حد ان ضمنت وجودى
لكنها لم تفهم , كم يتعذب هذا الشخص الذى يقدم لها كل هذه الاشياء
انا لن اتابع هذه اللعبه اللعينه يا فريده , لا تصدقى هذا الغرام الكاذب ,,لانها لم تحبنى يوما على الاقل ,,
ليست كما احببتنى انت
مسح دموعها ,, ليشدد من أمساكه ليدها ,, ليتقدما بأتجاه الحضور
بينما هى تتعثر بحذائها العالى خلفه ,, وقف امام الحضور ,, ليمسك بمكبر الصوت ,, مرددا بالانجليزيه
_ أعذرونى يا ساده ,, لدى شىء اريد البوح به لخطيبتى
نظر لفريده , عم الصمت على الحضور للحظات و الانظار تتعلق بهما ,,بينما فريد و نزار يتبادلا الانظار
بترقب ,,
_ لقد كنت معى دوما , وانا فى اشد اللحظات ضعفا , وانا فى أشد اللحظات حزنا
لم تنتظرى منى شىء , كل ما اردتيه هو ان تشاركينى لحظات حياتى ,,فقط تشاركينى حياتى
,,الا اننى الان يا فريده
أنحنى فوق ركبتيه ,, لينظر لعمق عينيه السوداء التى برقت بلمعان الدموع
_ الان يا فريده , انا من اريد ان يشاركك حياتك , فهل تقبلين بي زوجا لك
أومأت براسها ,, من بين دموعها لتندفع لاحتضانه ,, صوت الصياح و التصفيق المهلل ,, كان كالاغلال التى
وضعت على قلبه ,, لتعتصره بغير رحمه ,, بينما فريده معلقه حول رقبته
ظلت عينيه متعلقه على وجهها بين الحضور وكأنها يودعها للابد ,, صاح صوته المبحوح
بين الحضور ,,كساه مساقه الى الذبح و الجميع يشاهد لحظة احتضاره
_ ادعوكم جميعا لزفافي بعد ثلاثة ايام ,, لنستمتع بالحفل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عقارب الساعه تسير ببطء ,, برودة الليل , الرياح العتيه تجعل الستار يتطاير
كان يجلس فوق المقعد الخشبي ,, أصابعه تسير فوق مفاتيح البيانو ,, كان بين الظلام
تخرج اصوات عزف البيانو ,, لتضفي جو . مظلما للمنزل
دخلت السياره للمر الصخرى الطويل ,, عقدت جميله حاجبيه وهى تنظر للافته المعلقه الصغيره
بأسم عائلته ,, نظرت لمأمون جواره ليتمتم مغمغما
_ انه اخر مكان سنبحث فيه ,,ان لم نجده هنا فأنا ارجح انتحار سليم
تمتمت بدعاء خافت ,, كانت السياره تقترب اكثر من باحة المزرعه ,لتتعمق بدواخلها
تسألت مردده
_ منذ متى وهو يمتلك هذه المزرعه
_ منذ ان استقرينا بأنجلترا ,, انه الشىء الوحيد الذى رفض بيعه حتى انا لا اعرف السبب
ترجل مأمون من السياره , لتتبعه جميله ,,
لوهله عم الصمت لدقيقه , ليدقق مأمون بصوت البيانو ,, لم تلاحظ جميله ملامح فيليب التى تغيرت
هتفت جميله خلفه بترقب
_ هل هو بالداخل ,,
اجاب مأمون بنبره ذات مغزى ,,
_ انه يعزف على البيانو ,,
,, ازداد انعقاد حاجبيها الرفيعين ,, لتعاود الهتاف الا ان صوتها هذه المره كان مرتفعا
_ انا لا افهم الى متى ستعاملنى بالالغاز ,, انا لا استطيع
قطع هتافها ,,بقبضته التى قبضت فوق فمها لتخرسها ,, همس مأمون بجديه
_ اسمعينى جيدا , عودى للسياره الان ,, هارون غاضب هو لا يعزف البيانو الا فى المصائب
دفعت يده بعيدا عن وجهها ,, لتصيح بضراوه
_ انا لن اترك زوجى مجددا ,,لا يوجد ما سيفرقنا مجددا الا الموت أسمعت يا هذا
أدير مقبض الباب ,, ليفتح ببطء ,,ببطء هادىء
تعلقت الاعين ,,بالجسد الطويل الذى يقف امام الباب
كانت جميله تجوب بعينيها تتفحصه ,, وكأنها تتأكد من مدى صدق رؤياها ,, الا ان فيليب كان يتطلع لشىء اخر
لم تراها هى ,, اندفعت جميله كصقر لاهث لتتشبث برقبته ,,وهى تهمس بأسمه بكل ذرة  شوق امتلكتها
_ سليم ,, لقد نجوت , لقد عدت ,,انا اسفه ,,اسفه يا سليم ان ظللت طوال حياتى أتاسف لن أغفر لنفسي
مدى غبائي ,,
كان يقف بجمود كتمثال خالى من الحياه , يديه جواره حتى لم يعتم برفع يده ليتحسس
فقرات عظامها ,,كما اعتاد ان يفعل ,,
عينيه الزرقاء كانت تبوح بقتامه متفحمه السواد ,,تلك النظره اللعينه مجددا ,,
وكأن الحياه لا تتوقف عن المزيد من الخيبات له ,,
كم تمنى مأمون لحظتها بأن ينفذ لهذه الرأس ليعلم بما يفكر فيه ,,هارون
صوت الاجوف خرج بجفاء
_ انتظرنى بالحظيره ,,
أكتفى بجملته ليغلق الباب بوجهه ,, بينما ظل مأمون متسع العينين , والافكار تدور بذهنه بضراوه
هل يمكن ان يؤذى جميله ,, هل يمكن ,,
كانت يدها تسير فوق شعيرات ذقنه ,, وهى تهمس بصوت ناعم لعين ,,لم يسمعه سوى كفحيح بأذنه
_ لقد أشتقت لك بجنون يا سليم ,, لقد كدت ان اجن عندما أخبرونى بخبر خروجك , لم اتردد للحظه بالعوده لك
,, حتى وان عاقبتنى ,,انا استحق عقابلك اى عقاب ستحدده ولكن لا تتركنى
رفعت حاجبيه لتبتعد عن احضانه لتنظر لوجهه الشاحب ,, الذى لم يحمل اى اجابه قد تقرأها بعينيها
خرجت احرفها مختنقه ,,
_ انا اقبل عقابك اى كان يا هارون
واخيرا ,,رفع يده ليستشعر خصلات شعرها التى أستطالت بشكل مبهر ,,
تحدث بقتامه
_ أنتظرينى هنا ,,
راقبت انصرافه بدهشه ,,الا انها سرعان ما تلاشت ملامح التعبير عن وجهها
ماذا كانت تتوقع بعد ما قامت به ,,ان انتظرت ان يأخذها بالاحضان فهى احلام مستحيله
سحب درج مكتب ,ليلتقط منه الاقراص المنومه التى تخصه ,,
بعد لحظات كان يضع امام جميله كوب الشاي الساخن ,,وعلى وجهه نفس الملامح القاتمه
الخير والشر ,,انه الصراع الابدى منذ ان وجد الجنس البشرى على هذه الحياه
كان يراقب نظراتها المرتبكه ,, التى كانت تحاول الهروب بعينيها بين تفاصيل المنزل ,,
وكأنها تقاوم سحرا ألاخاذ بالمقلتين الفيروزيه ,,
_ بيتك رائع ,,
لم تفلح عبارتها بزحزحه صلابة وجهه ,, تحدث بنبره بلا تعبير
_ اشربي الشاي
أخذت قدح الشاي لترتشفه وعينيها لا تتزحزح عن وجهه الخشن ,, همست بلطف تريد قتل هذا الصمت الطاغى
_ لقد كنت احتاجه , الطقس بالخارج مثلج للغايه
كم كان بارعا بقراءة العيون ,, وكم كان الامر سهلا وهو ينظر بصفحات عينيه
يعلم ما تود فتاته ,, هى تجوب حوله كقطة صغيره تتمسح بقدم صاحبها
_ أحى شجاعتك
قالها وهو يضع قدما فوق الاخرى بكل عنجهيه ,,يطالعها بثقه ,,
_لطالما أعجبتنى شجاعتك منذ اليوم الاول ,,وانت تقفين امامى ببندقية الصيد تحاولين مواجهتى
رفع حاجبيه ليقول بشرود ,,
_ عشر سنوات ,, عشر سنوات وانا افكر , ما الذى يدفع فتاه لا تحمل اى مقومات للحياه
,,لمواجهة الخطر , لمواجهة المجهول
كانت متسمره بجمود ,, ليأتى صوته الاجش لها
_ هى لا داعى للتظاهر بالبراءه انا اعلم ان كمال قد اخبرك كل شىء عن ماضي الحافل
وضعت القدح فوق الطاوله ,, لتجيب بجديه
_ ما الداعى من هذا الحديث
أتى الصمت الطاغى ,,الذى استمر لوقت لا تعلم تحديده
تنهدت جميله ,,وبدأت تشعر بثقل راسها ,, تحدثت جميله 
_ لماذا اتيت لهنا ,,
راقب جفنيها الذى يقاوم الانغلاق ,, ليهمس بصوت فحيح
_ حتى اقوم بما ابرع فيه يا جميله ,,,الانتقام

نحن نعود الى الجاهليه بطريقه شبه متحضره , لكن الله لن يرسل لنا نبيا ليخلصنا ,, على كل احد ان يكون نبي نفسه

عمر ايمن

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن