الأخير

4.6K 266 59
                                    

انا العداله(وعليك التحدى)
الاخيره

وكأنه حلم وردى تحلق فيه بسماء الخيال ,, كانت لحظات مجنونه يطفيئان فيهما شوقهما الجارف
كان أشبه بتحدى صامت ,, من منهما سيعبر اكثر عن شوقه ببراعة , ليشعروا بالامتنان لهذا الظلام الذى يغرق المنزل
كانت تتململ بفراشها وهى تتذكر ذكريات الليله الماضيه بأبتسامة خجله سرعان ما تلاشت ويدها تلامس الفراغ جوارها
فتحت عينيها , لتدرك فراغ الفراش ,, وكأن مطرقة بارده طرقت فؤادها , أستقامت جميله وهى تسحب المعطف
الحريري تلفه حولها , مردده
_ سليم ,
كانت تدور بين ارجاء الغرف المظلمه تبحث عن ظله الى ان توقف امام مكتبه  ,,
شعرت ان قدميها كالهلام توشك على الانهيار حتى انها استندت بيدها على ذراع مقعد مجاور ,,
مقلتيها مستقره على سطح المكتب الخشبي  الابانوسي ,, ورقة بيضاء وحيده  كوحدة قلبها المؤلمه
مستقره فوق المكتب ,, تشبثت بمعطفها وكأنها تجاهد بالثبات و ألتماس القوه
للحظات ظلت تنظر للورقه المطويه بحيره , حتى يدها مرتعشه بين تردد و خوف
الا انها أستجمعت شجاعتها لتسحب الورقه لتفتحها ,,
حين تقرأين هذه الاسطر ,, سأكون انا أسير بممر المشفي لاقبع فوق مقعد بارد
موضوع فوق وجهى قناع الاكسجين ليسددوا لجسدى الابره الاخيره ربما تكون هذه اخر ألمى لاظفر بعدها
بالموت الرحيم  الذى طالما تمنيته قبل لقائك ليسجل بعدها اخر انفاسي بالحياه
أشار جونسون للاطباء ليراقبوا الاشارات الحيويه , هتف البروفيسور بكلمات انجليزيه بالكاد أستجمع منها
حركة شفاهه
_ هل انت مستعد
أيماءه ضعيفه من راسه , جعلت بلحظات  الابره تتسرب لاوردته ليغلق معها عينيه الزرقاء بأستسلام
لطالما تمنيت الحياه معك ,, ان أعطونى امنية واحده جراء البقاء معك متعافيا دون ألم لما ترددت للحظه .
سأعود , تأكدى من عودتى ,, وانا متأكد من مدى معرفتك بموعد لقائنا الذى سيخلد
ذكرانا بعدها للابد ,,وان لن أتى ,, تأكدى حينها اننى لن يبعدنى عنك سوى الموت
, الذى هو كان الحقيقه الواحده  فى هذه الحياه بعد حبك ,, فى النهاية وددت ان تعرفي من من تزوجتى
,,تركت لك مذكراتى ,, لتعرفي من كان هارون العسال ,, ومن كان سليم المفتى
الذان تشاركا فى شيئا واحد فقط فى تلك الحياه ,, وهو حبك
طوت جميله الورقه , صدرها يعلو و ينخفض و من بين شهقات بكائها العارمه
فتحت الدرج , ليظهر دفتر المذكرات لتتناوله فى حزن
فتحت اولى الصفح , لتبرز عبارة مخطوطه بخط انيق ,, جعلت روحها تحترق , وهى تقرأ عبارته المكتوبه
تأكدى انك كنت المراه الوحيده , التى حاربت العالم لاثبت لها اننى شخصا جيد
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نظرت للمراه لتطالع جسدا فارغا بلا روح ,, مزين بفستان فيروزى بطبقات دانتيلا الطويله بزيل طويل
.. سحبت ايلين منديلا لتزيل الدموع عن وجهها حتى لا تعيد الزينه للمره التى لا تعلم تعدادها للان
, رفعت شعرها بدبابيس الشعر الفيروزيه , كانت تتابع زينتها امام المراه بحسره
وكأنها تعد لجنازتها ,,ولكن فى لحظه لم تستطع لتجهش باكيه ليسقط من يدها احمر الشفاه
أنهارت فى سقوطها ,ممسكا برقبتها ,, كيف قد يكون التظاهر مهلكا الى هذا الحد ,,
كيف عليها ان تبتسم بجنازتها ,,, سارعت بالنهوض لتسارع بالذهاب للشرفه وكأنها تجاهد بألتماس أنفاسها
الثقيله ,, ولاول مره ترفع راسها للسماء لتطلب العون ,ليخرج صوتها المنكسر
_ ماذا أفعل , ما السبيل للخلاص ,
أغمضت عينيها لتهمس بدعاء صادق خافت
_ , أعطينى أشاره , أشارة واحده
أغلقت الشرفه لتعاود الدخول ,, عادت لتلتقط منديلا مجددا لتنظر بأنعكاس مراتها
,, لوهله توقفت يدها امام وجهها لتستقر عينيها على المكتبه الخلفيه لها ,, أنعكاسها متضح بالمراه
تحديدا هذا الكتاب المميز بين الكتب ,, كان كتاب السيده هاله والدة زين الدين
أستدارت براسها بأتجاه الكتاب لتتقدم بخطوات ثابته لتسحبه من بين الكتب ,, لتفتح اوائل الصفح
لتعاود قرأت الاهداء على كتابها ,,  فغرت شفتيها ليسقط من بين يدها الكتاب
, بسرعه تناولت الهاتف لتتصل بنزار ما ان فتح الاتصال حتى هتف صوتها
_ نزار , أريدك ان توصلنى الزفاف
أعد رابطة العنق حول رقبته الصغيره لتتسع ابتسامه مشعه ,, أنحنى فريد له مرددا بتقيم
_ هل تناسبك
أبتسامته المبهجه لا تغادر شفتيها بحماس ,,الصوت خلفهما جعل وجههما يتعلق به
_ يبدو ان احدهم يريد ان يغطى على حضورى اليوم فى الزفاف
ركض ياسين لزين ليحمله ببهجه متجاهلا نظرات فريد ,
_ الضيوف بالاسفل ينتظرون وانت بعد لم ترتدى ملابسك
قال فريد عبارتها بنبره خشنه  
نظر للسيارات المصطفه امام الفندق ليغلق الستار ,عاد زين بأنظاره لياسين قائلا
_ يبدو ان والدك متعجل على رؤية ببدلة الزفاف
ربط فريد فوق كتف زين الدين ليقول
_ أنا لن أتركك تفعل هذا بنفسك , أنصت الى أذهب للمطهى سيوصلك للباب الخلفي للفندق ستجد سيارتى
هناك خذها سأترك المفتاح داخلها
أنزل زين يده عن كتفه , ليرد وعلى وجهه تلك الابتسامه الحزينه التى يعلمها جيدا
_ لن أفعل هذا يا فريد , لقد أخترت قرارى و سأتحمل تباعيته
جز فريد على أسنانه يحاول أيقاظ رفيقه من تلك الغفله
_ انت لا تعلم ماذا تفعل بحياتك , انت تتزوج بفتاه لا تحبها وقلبك مولوع بفتاه اخرى
, هل تعتقد انك قد تكون سعيدا بالهروب . ستكون مسخا بعد سنوات ستدرك ما اقول يا زين الدين
ستعيد قصتى مع طفل تجهل مستقبله لكنك ستكون أسواء ,, فأنت لا تحب والدته
ظل للحظات ينظر لوجه فريد ليحسم الحديث بعبارته
_ لا اريد فريده ان تنتظر اكثر ,,
نفخ فريد بأستسلام ليبتسم له بشفقه
_ هو قرارك يا صديقي , تهانينا
عانقه بخشونه ليسحب ياسين للخروج ,, بعد لحظات  بدأ بأرتداء ملابسه طرقات أتت على بابه
على مضض توجه لفتح الباب وهو يسب بألفاظ خشنه  أدار المقبض بعنف الا انه شعر بالدماء تتجمد بأوردته
وهو يراها امامه ,, وجهها شاحب وكأن الدماء أنسحبت من أنسجة وجهها , فستانها المحتشم الذى يغطى جسدها
الرشيق الذى لطالما أرهق خياله ,,
ترك الباب امامها , ليستدير متابعا ارتداء ملابسه مرددا بملامح قاتمه
لا تحمل اى حياه وهو يضع أذرار الاكمام الذهبيه
_ أعلم اننى تأخرت لكن أمهلينى لحظه 
كانت تقف بجمود تنظر له , لكنها كانت تطالعه بنظره مختلفه هذه المره ,,قدميها لم تتقدم للدخول للغرفه
_ انا أحبك يا زين الدين
توقفت يديه عند أذرار اكمامه محدقا بأنعكاسه بالمراه بأعين جاحظه ,,
و كأن أذنيه أخطأت بالسمع , ليتضخم صدره وكأن جمرة من الجحيم هبطت فوق قلبه 
صوت كعب حذائها تقدم للدخول ,, خرج صوتها المدرك للحقيقه
_ لم يكن رشيد و نزار  وحدهم من كانا يبعثان لى الرسائل ,, كانت هالة والدتك ايضا
كانت تحاول أيضاح لى الحقيقه , الاهداء الذى كتبته لى على الكتاب كان نفس خط الرسائل
, الجميع كان يحاول مساعدتك الجميع راى حبك لى الا انا , انا وحدى من كانت لا تراه
أدار راسه ببطء لها ,, سقطت دموعها وهى تقول
_ لطالما كنت ملاكى الحارس , لطالما كنت جوارى , لماذا لم تخبرنى , لماذا لم تقولها
أرتسمت ابتسامه متهكمه على وجهه حملت ألف معنى , ليردف بهدوء كان مميتا لقلبهما
_ متى أخبرك , هل أخبرك وانت قلبك معلق بتيمور ام وانت معجبه بجونيور
تعالت ضحكته الرنانه لتبرز قسمات وجهه بقسوه وهو يتابع الحديث
_ انت لم تترددى لحظه بخذلانى يا أيلين  حتى عندما أخبرتك بحبي ورأيتك وجهك , لم اجد شيئا لاقوله
الا انا اعاود لعب دور الصديق , لاخبرك اننى أمزح , انت لم تتركين لى طريقا واحدا لاسير فيه
أقتربت منه متأمله وجهه عينيه البنيه التى سكنت بأعماقها الحزن الدفين , أحتضنت وجهه بكفيها
وهى تهمس بشقاء
_ ولكننى هنا معك , واخبرك اننى أحبك , انا اسفه لكل ما حدث كنت حمقاء غبيه , أنعتنى بكل الصفات
التى تريدها ,, ولكننى أحبك يا زين الدين ولا اريد خسارتك
كان يعتصر قبضة يده بوحشيه ,, يجاهد نفسه امامها ,, أليس هذا ما كان يتمناه
هى امامه , تهمس بأعتراف حبه ,, أذا ما سبب هذا الالم اللعين الذى يسكن قلبه
أنهارت حصونه ,, ليجذبها لاحضانه بقوه يكاد يفتك بعظامها الرقيقه ,, يتلمس هذه العظام اللينه
يختبر هذا الشعور الذى لطالما تمناه منذ رؤيتها ,, كانت يتلمس خصلات شعرها وعقله يصيح بالخطر
همس بعذاب
_ لقد فات الاوان على هذا الحديث كثيرا يا ايلين , انا اسف
قبل جبهتها بحسره ,, ليبعدها عن أحضانه , الا انها تشبثت بيده بكل قوة امتلكتها
_ زين , ارجوك لا تفعل هذا , قد أبدو لك حقيره وانا أفسد زفاف صديقتى ولكننى أحبك بصدق
, انا لا أكذب , هذه المره انا متأكده ما أشعر به للتو ليس كالمرات السابقه
كان ينهش قلبه بأنياب لا ترحم , أفلت يدها ليسرع للباب مغادرا ,, لا يريد ان يستدير لها
, لا يريد ان يضعف امامها ككل المرات السابقه ,
  دموعها تنزف كقلب مقاتل طعن بسيف مسموم , لم تتحمل قدميها , لتنهار فى سقوطها ,,
شىء وحيد كان يبعث عن الحياه , الدموع التى تسقط بلا أنقطاع
ربما يكون ما نعيشه للتو جنونا ,, ولكن , من اخبرنا ان الحب كان يوما بالعقل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أيام مرت , و كانت الحقيقه تدريجيا تنكشف ليزداد معها شوقها للقاء ,,
وانا متأكد من مدى معرفتك بموعد لقائنا الذى سيخلد
ذكرانا بعدها للابد ,,وان لن أتى ,, تأكدى حينها اننى لن يبعدنى عنك سوى الموت
تلك الجمله لم تترك ذهنها لايام , وهى تفكر بموعد اللقاء ,,
الى ان أتت عشية رأس السنه ,, توقفت السياره امام مبنى الاوبرا
تنهدت جميله وهى تحاوط نفسها بالفرو البنى ,, لتترجل من السياره وهى تتمنى الا يخونها ذكائها
وانا متأكد بمدى معرفتك بموعد لقائنا ,, كانت تصعد درجات السلم وصوت عقلها يهتف بتلك العباره
أعطت للموظف دعوة الحفل , ليقودها لمقعدها , نظرت للمقعد المجاور لها نظره مؤثره 
بالرغم من حضورها قبل الموعد لوقت ليس بقليل الا ان المقاعد كانت شاغله الى حد كبير كانت تبحث بين
الناس عنه ,, وكأن قلبها يهديها لطريقه
, أستغل الصغير أنشغال والده بالحديث مع أحد الموظفين ليركض جالسا جوار جميله ,, ظل الفتى يتطلع
لها بأعينه الخضراء الجميله ليقول بلكنته الفاقده لحرف التاء المميزه
_ تبدين جميله للغايه
أبتسمت جميله برقه لتربت فوق شعر الصغير ,, صوت أجش قطع اللحظه خلفهما
_ ياسين
رفع ياسين راسه لوالده بتسليه ليقابلها فريد بأعين ضيقه محذره ,, تمتم فريد بتهذيب لجميله
_ أسف للازعاج سيدتى
_ لا بأس , أبنك لطيف للغايه لم يزعجنى ابدا
بادلها فريد الابتسامه بلطف ,, ليأخذ ابنه ليجلسا بالمقاعد خلفها
صوت المدربه الانجليزيه كان يصيح متشنجا
_ أين أيلين , الستار سيفتح بعد ثلاثون دقيقه وهى لم تأتى بعد أبحثوا عنها فورا
كانت قابعه بركن مظلم بأركان شقتها الجديده ,,
لم تستطيع حضور الزفاف ,, حتى انها لم ترى صديقتها بثوب الزفاف
أخر ما كانت تتذكرته بعد بكائها بغرفته ,, أستجمعت شتات نفسها لتنقل متعلقاتها  لبيت اخر
الا ان الفرق الوحيد ان بكائها لم يتوقف ,, تهرب من حزنها بالنوم وعند أستيقاظها تبكى
,, لقد فقدت شغفها بالحياه , حتى رقص الباليه الشىء الوحيد الذى كانت تجد متعتها فيه ,,
اليوم سينهار حلمها كما أنكسر قلبها ,,
جلست فوق فراشها محتضنه ركبتيها لصدرها ,, كما اعتادت ففقرة البكاء فوق الاطلال لا تنقطع
صوت طرقات الباب جعلت ملامحها مقتضبه , الا انها لا تحمل طاقة لرؤية احد ,,
عادت  الطرقات تأتى بأصرار اكثر ليصاحبها صوت الجرس
ليزداد نحيبها اكثر , نهضت بثقل وهى تسحب زجاجة المياه المجاوره لفراشها
لتسير بثقل للباب الذى يكاد ينخلع من فرط الطرقات ,,
_ أيلين , أفتحى الباب
سقطت الزجاجه من بين يدها , لوهله ظلت تنظر للباب لم تكمل ثانيه بعدها الا وهى تدير المقبض لتفتح الباب
_ مستحيل , زين الدين
أندفعت لاحضانه لتدفىء برودة وحدتها المميته ,,
_ هذا انت , لقد أتيت
كانت حديثها يخرج متلعثما بين بكاء مختلط بضحكات مجنونه ,, وكأن مشاعرها أصابتها خلل
كان مغمض العينين , لا يريد لحظتها سوى الاستسلام لسحرها الذى لطالما أسرته به
صوته تعالى مرددا
_ انا لم أذهب من الاساس لأتى يا أيلين
عقدت حاجبيها لتبتعد عن أحضانه الا ان يده أبت ان تجعلها تبتعد اكثر
_ ماذا فعلت
كان مستندا للرخام بالمطهى يتأمل حركات العاملين التى تسير بأيقاع سريع , أرخى زين رابطة عنقه
, وهو يراها تتقدم منه بفستان زفافها وعلى وجهها ملامح قرأها هو جيدا
.. وكأنها تعلم بقدوم هذه اللحظه
تحدثت فريده مغمغه
_ لقد أخبرنى نزار بالمجىء لهنا
صوته المتحشرج خرج بحرج متردد
_ فريده انا ,
قاطعتها صوتها
_ انا اعلم ماذا تريد قوله يا زين , أنا أقدر مشاعرك و ايضا أقدر مشاعرى نحوك
تنهد زين مرددا اسمها
_ فريده انت تخجلينى
أمسكت يده لتجيبه بصدق
_ ان تزوجتنى فلن أكون سعيده لانك لا تحبنى , وانا أستحق شخصا يحبنى من أعماق قلبه
دون ان احاول ان أتشبه بأحدهم , أليس هذا حديثك معى
بادلها زين الابتسامه الودوه ,,
_ نعم يا فريده , انت كذلك
لكمة ذراعه بشده , هاتفا
_ هى أذهب لها , أترك لى أمر الزفاف سأعرف كيف أنهيه
غمز لها بعينيه هاتفا
_ انت اروع فتاه سأعرفها يوما
سارع زين ,, بالركض من السلم الخلفي وهو ينزع رابطة العنق ليسير للسياره التى وجدها
ليستقر امام المقود , لتتسع ابتسامته المتحمسه وهو يطالع مفتاح السياره
هتف زين الدين بأيلين بأنفعال
_ لا وقت للتفسير , مستقبلك المهنى على المحك أسرعى
, دفعها بعجله لغرفتها لترتدى ملابسها بعد لحظات كانت مستقره بسيارته تقطع الطرقات
نظر نزار لساعة معصمه مرددا لياسين
_ لم يتبقي سوى دقائق و سنحتفل بالسنة الجديده يا ياسين , أتريد اى أمنيات بالسنة الجديده
صاح ياسين بذاك الحماس الذى لا يغادره ابدا
_ أريد ألعاب كثيره يا عمى نزار
مط نزار شفتيه
_ أمنيه سهلة التحقيق ,
رفع نزار عينيه بخبث لفريد ليقول بحنكه
_ وانت يا فريد الا تجد اى امنية تريد تحقيقها ببداية السنه
تنهد فريد تنهيده طويله , يخرج بها كبت صدره , ليجيب بتفكير
_ اريد ان أربي أبنى تربية صالحه
_ هل من شىء اخر
شرد فريد , ليقول
_ لدى لكنه صعب التحقيق , واظنك تعلم أمنيتى
أستقرت عينى نزار على نقطة خلف فريد ,, ليحمل ياسين ناهضا ليهتف فريد بملامح قاتمه
_ أين ستأخذ الولد
عطرها تسرب لانفه وهى تتقدم للجلوس بالمقعد المجاور له , ظل لثوانى متسمرا يشعر بالتردد من الالتفات
لمن جواره ,, أبتسم ابتسامه ذات مغزى ليلتفت لها بأعين مبتهجه ,,
وكأنها عادت تلك الطالبه بالجامعه بشعرها المرفوع و فستانها الاسود الانيق الذى يصل لاسفل ركبتها بأناقه
وضعت حقيبتها جوارها لتردف بنبرة أرستقراطيه ناعمه حملت رساله
_ لقد تأخرت عن العرض الا انه أنتظرنى
رفع حاجبيه ليقول بتأكيد
_ لطالما أنتظرك يا اسيا , أنتظرك الى حد انه قد شاب شعره
شعرت بأنه أرضي كبريائها , لتلتفت للستار المغلق متجاهله نظراته التى تدرك جيدا
تأثيرها عليها , همست
_ كان درسا مكلفا الا انك تفوقت
ضحكة رجوليه خرجت منه مردفا
_ بالدرجة النهائيه
عقدت حاجبيها وهى تقول
_ لا تبالغ ليس الى هذا الحد , لكنك لست سىء
نهضت لتعتذر بالذهاب للحمام ,, متغافله عن نظراته التى تحيطها حتى توردت وجنتاها غادرت بخطوات رشيقه
,, فتح هاتفه ليتصل بزين ,, الا انه لافت أنتباهه فتاه بعمر العشرون بشعر ذهبي طويل تبتسم بأعجاب له
تلك النظرات من جديد ,, أبتسم لها بحرج ليرفع يده اليسري لها متحدثا بالانجليزيه
_ كنت أتمنى يا عزيزتى لكننى رجل متزوج لم تخرج نتائجى التقيميه بعد , خذى صديقي نزار سيعجبك .
كان العمل خلف الستار على أشده ,, وقفت تنظر لزين تبتسم له
تحدث بتأثر وعينيه لا تتزحزح عن عينيها
_ كنت أريد ان أعطيه لك بعد العرض لكننى لن أستطيع الانتظار اكثر
أخرج من جيب سرواله خاتم ماسي ,, لتتسع ابتسامتها مظهره اسنانها المصطفه البيضاء
لتومأ براسها له , ليضعه بأصابعها
سارعت بالوقوف بين الراقصات , لينزل ليأخذ مكانه بين المقاعد
أنطفئت الاضواء , لينبعث ضوء طفيف موجه للستار لتبدأ الاوركسترا بالعزف معها أنفتحت الستار
خطوات تتقدم بأتجاهها ,, قبعة انجليزيه أخفت ملامحه , معطف اسود ماثله اللون ,,قفزات جلديه أخفت
جرح يده ,, جلس جوارها فى هدوء , أدارت راسها له
لتشعر بخفقات قلبها امام تلك الابتسامه التى تعلمها جيدا ,, كانت تريد البوح و الحديث بالكثير الا انها
لم تجد كلماتها التى تبخرت فى مواجهة تلك الاعين ,, وضعت يدها فوق يده
وهى ترى فى عينيه أجابة سؤالها ,, لقد أنتهى الالم , انتهى المرض ,
ربما يكون الانتقام مشبع لرغبة انسانيه الا ان الابتسامه أقوى , قد يكون الكره سهلا الا ان التسامح أبقي
,, قد تجرفك الحياه لطريق مظلم الا ان النور الداخلى الربانى سيرشدك للهدى
لقد أدرك الدرس , القوه الحقيقه ليست فى الانتقام , كانت القوى الحقيقيه فى الغفران ,
فى الابتسامه لوجه عدوك بالرغم من معرفتك لنواياه الدنيئه الا انك لا تبالى
كانت أبتسامتها متسعه ,, وضعت يدها فوق بطنها المسطح ,, ليرمقها بشك
الا ان ملامحها حملت الاجابه , بعد تسعة أشهر سيولد ولى العهد
أشار لها لنقطة ليست ببعيده بين المقاعد ظهر منها ادهم و نيلي وهم يلوحان لها بسعاده
بينما كان زين الدين يتطلع لحبيبته فوق المسرح بأعين مشتاقه
,,نبوءة العرافه لم تصدق هذا اليوم ,, ربما كانت النهايه مبهره ,, ولكنها ليست مؤلمه
,,كان رشيد محقا , كذب المنجمون و لو صدفوا
تعالى التصفيق يرج جدران القاعه ,, ومعها دقت عقارب الساعه لتعلن عن قدوم سنة جديده
أكثر سعاده واكثر جمالا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
_ الطلب الاخير , حساء
رفع كمال راسه لمساعده بملامحه متهجمه مشددا على أحرفه
_ لا تدخل أحد المطعم لقد تأخرنا فى الاغلاق اليوم
سأغلق باب المطعم ولكن هناك أنهى هذا الطلب ,, وضع كمال يده فوق خصره متسائلا
_ من صاحب هذا الطلب
أجاب المساعد الانجليزي ,,مشيرا لطاولة بعيده
_ هناك
مسح يده بمنشفه مجاوره , عينيه الصقريه تحاول تحديد الهيئه الا انه كان يواليه ظهره
,, الظهر العريض , المعطف الاسود
سحب المقعد امامه ليجلس ,, طالعه سليم بنفس النظرات القويه
_ لم تفشل ابدا سيطرتك بأبهارى
رفع ناظريه لسقف المكان ليردد بأشاده
_ يعجبنى مطعمك , فى خلال أشهر أصبح الحجز على الطاولات كالقضايا فوق مكتبك
حتى انا ظللت لاسابيع لاحجز هذه الطاوله ,
بملامح بارده لم تتأثر , أردف كمال
_ لماذا أتيت
أجاب بنبره بسيطه
_ لتناول الحساء
_ لقد تركت وظيفتى و تركت البلاد بأكملها , ماذا تريد الان
مط سليم شفتيه وهو يقول
_ يبدو ان الاجابه الاولى لم تقنعك
زفر كمال بنفاذ صبر ليشير لمساعده بأعداد طبق حساء له
قبل ان ينهض قال بجفاء
_ خذ حسائك ولا أذهب
نهض كمال ليقطع الحديث بصوته الرخيم
_ الا تريد ان تعرف , ماذا فعلت بأموالى
كور كمال قبضته , ليلعن لحظة مجيئه , عاود الجلوس امامه ينتظره بفضول
_ لقد تبرعت بكامل ثروتى , انا الان مجرد أستاذ جامعى لا أملك سوى راتبي الشهرى و بيت صغير بالريف
تطلع كمال للمطعم الفارغ , ومساعده يرفع لوحة الاغلاق
تسأل كمال بشرود
_ كنت تستطيع أنهاء القضيه منذ البدايه  بالمعلومات التى عرفتها عن حياتى , لماذا لم تواجهنى بما لديك منذ
اول مقابلة لنا
أتى النادل ليضع الحساء امام سليم ,, تناول الملعقه وهو يقلب الحساء مجيبا
_ هنا تكمن المتعه , لقد جعلتك تصعد المسرح و سحبت مقعد وجلست أشاهدك , الجمهور أنزلك هذا ليس ذنبي
هتف كمال بغيظ لم يشعر بقبضته التى ضربت فوق سطح الطاوله لترجف الحساء
_ لقد فعلت هذا لتعذبنى ,
هتف بنفس نبرته بتصحيح
_ بل لارشادك , لاوجهك للطريق الصحيح يا سيادة المقدم , بالمناسبة انت ايضا ذكائك لم يفشل بأبهارى
تناول الحساء سريعا لينهض مرددا
_ شكرا للطعام
_ مفتى
توقفت قدميه , وهو ينصت للقب الذى ينعته به بغير العاده
_ انت لست سيئا كما تحاول ان تبدو لى
لم يستدير له , الا ان أبتسامه خفيه برزت فوق ثغره ليغادر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أشرقت الشمس الساطعه بنورها ,, فوق السماء الصافيه تعلن عن أنقضاء فصل الشتاء الضبابي
وقف سليم امام الطلاب بالسنة الدراسية الجديده هاتفا بالانجليزيه بدعم
_ انا ارى امامى اليوم محامون المستقبل , قضاة العدل , كلمة الحق , نحن يا سادة الشمعه التى تضىء الطريق المظلم
نكشف الحقيقه نحاكم الظالم ننصف المظلوم 
بمكتب التدريس , كانت هاله تدون بدفترها أقتراحات لاسم حفيداها التوأمان ,,
_ اسف سيدة هاله لجعلك تنتظرين
رفعت هاله راسها تطالع الاستاذ الجامعى ذو العيون الزرقاء , أجابة بعمليه
_ لا بأس سيد سليم , التدريس مهنة شاقه لا تحكم بوقت
_ لكنها مهنه عظيمه تستحق كل الوقت
فتح درج مكتبه ليسحب دفتر المذكرات ليعطيها لها ,,
تناولته منه لتردف بتردد
_ هل انت متأكد أنك تريد نشر هذه المذكرات بالطبع مع أخفاء معالم هويتك و ضمان السريه الكامله لك ولاسرتك
أومأ سليم براسه ,,
تحدثت هاله قائله
_ ماذا تريد ان تسمى الكتاب سيد سليم
سحب سليم نفسا طويلا ليدخله لرئتيه ليستشعر لاول مره معنى الحريه
_ انا العداله ,

وفى نهاية كل قصه ,, تبدأ حكاية جديده
لولا محمد

روايات تم الانتهاء منها
من جهه سياديه (اسير عينيها )
انا العداله (وعليك التحدى)

قريبا  المقامر ( الجريمه الكامله)

🎉 لقد انتهيت من قراءة انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد 🎉
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن