70

1.8K 136 12
                                    

انا العداله (وعليك التحدى)
70
وضع علبة الحساء امامه جوارها الابره ,, بحركة روتينيه أخذ الابره ليحقنها بجسده بينما جلس كمال امامه
فى انتظاره للانهاء ,, بينما نظراته الزرقاء تتطلع بتساؤل لعلبة الحساء ,, تحدث كمال بعمليه
وهو يفتح قلمه دون أكتراث
_ اظن ان معدتك تعبت من الاكل البشع الذى نقدمه لذلك فكرت فى تقديمه لك افضل حساء قد تتذوقه اننى مشهور به
بالرغم من حذره المعتاد الا انه كان كان حقا منهك القوى و مجهد , ليس فى مزاج جيد للمجادله ,,
حتى انه فكر ان دس به السم لن يتردد فى أخذه ,, سيأخذه دون تفكير
رفع الملعقه لفمه ليرتشفه , تعلقت عينيه الصقريه خلف النظاره الطبيه بوجهه لعله تقتصر ردة فعل تشبع غروره
الى ان رفع سليم حاجبيه ليرمقه بخبث ,, ليتحدث بصدق
_ انه فعلا ليس سىء , يبدو انك تمتلك الكثير من المواهب يا كمال
لاول مره ينطق اسمه مجردا دون رتبته الوظيفيه ,, الا انه تجاهل الامر ليبتسم له ابتسامه عصبيه خلت من المرح
وهو يقول بسخرية صريحه
_ مواهبى لا تقارن بمواهبك يا هارون فى النهاية انت مريض نفسي 
عاد لارتشاف الحساء دون تأثر من الحديث ليجيب بحكمه
_ معظم المرضي النفسيين الذين يعالجوا ليسوا هما المرضي الحقيقيين لكنهم يتعالجوا نيابة عن المرضي الحقيقيين
الذين تسببوا من البدايه بمرضهم
نفخ كمال بنفاذ صبر وهو بداخله يشعر بالغيظ ,, ضغط على ذر النسجيل ليبدأ الاستجواب بالسؤال
_ انت مقر و معترف يا هارون بجرائمك
_ ليس بهذه السرعه يا سيادة المقدم ما زال الوقت امامنا طويل , هل مللت منى انا شخصيا لم أملا من هذه الاقامه
الفندقيه حتى ان الحساء أفضل من الطعام المقدم فى الفندق الذى أقيم فيه
كان يتحدث بأستفزاز وقد نجح بزعزعة انفعاله ليضرب بيده بقبضه بقوه فوق الطاوله حتى ان العلبه البلاستيكيه
أهتزت وهو يصيح بحده
_ متى سننتهى من هذه الالعيب يا هارون فلتعترف و ينتهى الامر
كان طارق و اللواء مسعود ينصتا للتحقيق من خلف الزجاج المعتم واضعيين سماعات الاذن ,,
قال سليم بنبره ثلجيه
_ لا داعى لكل هذه الحده , سؤال واحد سأطرحه عليك و ستجيبنى بصراحه بعدها سأعترف بكل ما تريد
حتى ولو طلبت منى الاعتراف بأغتيال السادات سأعترف ,,
تصلبت عضلات وجه كمال الجامده امام نبرته الخاضعه ليتجاهل سخريته المريره ليحدقه فى ترقب
_ هل تعلم المثل الانجليزى , الكل شريف الى ان تأتى العاهره
عقد كمال حاجبيه لتتبين ملامح الاستفهام على وجهه, تابع هارون تناول الحساء وهو يوضح
_ جميعا شرفاء الى ان يأتى الموقف الذى يختبر فيه مبادئنا و قيمنا
أسند ذراعيه فوق الطاوله ليشبك أصابعه ليقول بدهاء
_ قبل ان أبدأ سؤالى يفضل ان تغلق المسجل فلا أظن انك تريد مشاركة ما سأقوله امام زملائك و رئيسك بالعمل
تبادلا طارق و اللواء النظرات المتسأله فى صمت , لتتزايد التساؤلات و الغموض
لم تلين ملامحه الحاده الغاضبه الا انه اجاب و هو يجز على أحرف كلماته
_ لا تقلق على فأنا فى النهايه لا أنتمى لهذا الجهاز ما ان أنهى قضيتك حتى اعود لعملى الادارى السابق
تحدث هارون بسؤاله بملامح حملت ثبات انفعالى يصل للتبلد
_ هل تؤمن بالعداله ام بالقانون
للحظه طالعه كمال بأستنكار ليبتسم بأستهجان ساخر ,, عاد بظهره لخلف مقعده بتحدى ليردد بتهكم
_ هل هذا هو سؤالك , لقد سبق و سألتنى هذا السؤال
ملامحه البارده لم تتأثر ليهمس بدهاء لعين
_ الا اننى اريد ان أسمع الاجابه مجددا
أبتلع كمال غصه بحلقه , ليخرج علبة السجائر لعله يستمد الصبر من أعقاب الدخان اللعينه
ليجيب وهو يشعل سيجاره
_ انا أؤمن بالقانون فى النهايه انا رجل قانون و أؤمن بأن القانون هو الذي سيحقق العداله
أبتسم سليم بظفر , ليرفع حاجبيه ليقولجمد الدماء بعروقه
_ بالرغم من انه لم ينصفك قديما فى أبنتك
أرتجفت يده لتسقط السيجاره من بين أصابعه و عينيه تتسع بجنون ,, هتف هارون متابعا
_ ياسمين أبنتك الصغير التى لم تكمل بعد عامها السادس التى وجدوا جثتها بالبركه مذبوحه و مغتصبه
أسرع كمال بأغلاق ذر التسجيل لينقطع الصوت عن الغرفه الاخرى ,, كانت عينيه السوداء ميته
بؤبؤ عينيه يرتجف بحدقته يطالع وجه سليم بجنون , خرج صوته المبحوح من حنجرته
_ أخرس
_ ياسمين ابنتك الصغيره التى كانت تلعب بحديقة المنزل بينما انت تنشغل بعملك بينما أعين اخرى لم تنشغل عنها
جاركم الفتى المراهق ذو السابعة عشر عاما المولوع بالافلام الساديه الاباحيه المجنونه لاعب معها لكن لاعبا اخر
اكثر بشاعة و قذاره استدرج الصغيره ليختطفها
هدر صوته بشراسه حتى رجت الجدران
_ أخرس , أخرس يا حقير
الا ان صوت هارون كان بالسوط النافر بجسده
_ بعد بحث و تحقيقات وجدتها مذبوحه بالبركه فى منطقة عشوائيه كنت تعلم القاتل , كنت تعلم المغتصب لكنك
كنت اكثر علما بشأن والد الفتى المراهق  والده الدبلوماسي الشهير بحقوق الانسان لن يترك ابنه
الوحيد يتعفن خلف أسوار السجن بكل بساطه أثبت ان ابنه كان وقتها بخارج البلاد ليخرج من القضيه و تؤيد ضد مجهول
وضع يديه فوق أذنيه وهو يصيح بسباب لعين لعله يخرس صوته و هو يدور بالغرفه كأسد يحتضر
وقف هارون ليكمل
_ كان القانون أعمى واخرس , كان القانون واقف يشاهد ما يحدث لك وانت تموت ببطء , القانون الذى تقف امامى ها
انت الان لتدافع عنه و تتهمنى بالمرض النفسي و الجنون الا انك كان لديك راى اخر , استغليت سفر والده
لتستدرجه لمنزل والدك القديم لتقتله قررت ان تطبق العداله التى غاب القانون عنها يا سيادة المقدم
حفرت بالحديقه 
صرخ كمال ليسحب مسدسه من خصره ليشهره بوجه هارون ,, لم يهتم بالطرقات القويه على الباب و
صوت الهتاف المحذر خلفه
كانت انفاسه تتسارع صدره يعلو و يضطرب بشراسه , كانت الدموع تسيل فوق وجهه
كان يشعر و كأنه عارى ليس امام هارون ,,بقدر ما هو عارى امام نفسه
أبتسم هارون ليقول
_ و اخيرا دفنت جثمانه لتصر بعدها على عملك بالاعمال الاداريه بعيدا عن عملك الامنى ورفضك لمناصب رفيعه
بالرغم من كفائتك
خرج صوته المرتجف و أصبعه فوق الزناد
_ أخرس , أخرس لا تتحدث اكثر سأقتلك , سأقتلك ان تابعت
أنفتح الباب بعنف ليرفع طارق مسدسه يوجهه على رأسه كمال وهو يهدر صائحا
_ توقف يا كمال انه يريد أستفزازك
لم ينصت كمال للحديث ليهتف سليم
_ داخل كل منكم هارون , هارون فكره و الفكره لا تموت الفكره لا تقتلها الرصاصات سيادة المقدم
تمتم اللواء مسعود وهو يقترب من كمال و يديه مثبته فوق المسدس
_ كمال لا تنهى سيرتك المهنيه بهذا الحادث اللعين انت تستحق افضل من هذا , أعطنى المسدس
كانت عينيه لا تتزحزح عن وجه هارون بجنون بينما يقابلها الاخر بمنتهى الهدوء
أنزل كمال يده ليسارع طارق بسحبه منه ,, هتف اللواء مرددا بأمر
_ خذ كمال للخارج يا طارق الان
كان أحكم قرار قد يأخذ فى تلك اللحظه الحرجه , قاد كمال للخروج الا ان نظراته الجامده لم تتزحزح
عن هارون ,, كانت نظره ممتلئه بالحقد ,, كان دوما يقاوم الحقيقه التى أصر على الاحتفاظ بها داخله
الا ان الان أصبح هناك من يشاركه سر حياته
أخذ طارق كمال للخارج ما ان أبتعدا مسافة جيده حتى تردد صوت مسعود لسليم
_ اسمعنى جيدا يا هذا , انا لا اعلم ماذا قلت للظابط كمال الذى هو أكفاء ظابط تخرج من تحت يدى الا اننى
أعدك انك من اليوم ستتلقي معاملة خاصه وانا بنفسى من سأستجوبك للتحقيق
كانت عينيه بارده كصقيع عاصمة الضباب لندن المثلجه , اجاب بنبره جديه حملت الكثير من الحقائق
_ انا فقط واجهته بحقيقته سيادة اللواء ليس اكثر جميعا ندعى الشرف لكن لسنا جميعا شرفاء
أخفض عينيه لينظر لساعة اللواء بعقاربها الذهبيه لترتسم أبتسامه ذات مغزى فوق شفتيه وهو يتحدث
_ أما بالنسبة للتحقيق فأنا لا أظن اننا سنكمل التحقيق معا سيادة اللواء  , وقتى قد أنتهى هنا
كان جالسا فوق الاريكة الخشبيه بالممر الطويل القريب الى حد ما من الغرفه التى يتواجد بها هارون
كانت صامتا الا ان ولاول مره تتمالكه دموعه ,, كان يتجرع مرارة الايام وصداها بحلقه الصدىء
كان هذا هو شعور الحقيقه , كان شعورا قاسيا الا انه اكثر واقعيه من ما يرسمه حوله من مثاليه
لقد أتى هارون ليهدم معه حصنه الفارغ من المثاليه المتظاهره ,, ما كان أقسي
هو ادراكه لمدى صدق حديثه ,, كان حقيقيا , حقيقيا الى حد لم يتحمل هو كمال بكل ذيفه الذى يتظاهر به
لينهار امامه ,, نسي انه قبل ان يكذب على الناس , نسي انه يوما لم يصدق نفسه
_ ماذا اخبرك هذا اللعين ليفعل بك كل هذا يا كمال
أدار راسه لطارق الجالس جواره ,, لينزل نظارته الطبيه
خرج صوته الهامس الواهن
_ انا لن أكمل هذا التحقيق أبلغ مسعود بهذا ,
لوهله تحرك بؤبؤ عينيه لنقطه ما خلف طارق ,, كانوا يسيروا ببداية الممر ,, الملابس الرسميه , الاجسام العريضه
الرياضيه و السماعات المعلقه على أذنهم يتوسطهم رجل وقور بملامح انجليزيه صريحه
دخلوا للغرفة المتواجد بها هارون
أستقام كمال ليضيق عينيه همس وهو يسير للغرفه
_ هناك شىء ما يحدث
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
زفر نادر وهو يقود السياره ,, وهو من كان يظن ان حالتها ستتحسن لمقابلته
نظر نادر لجميله الجالسه جواره التى فشلت فى مقاومة دموعها لتتركه العنان لها فى البكاء في صمت
ليشعر بأنه زاد الامر سوءا , رفضت التحدث فيما دار بينهما لكن الاكيد انه ألقي عليها ما لا يرضيها ابدا
,,خرج صوتها اخيرا بعد صمت طويل
_ يبدو اننى على مشارف الطلاق يا نادر
مط شفتيه مرددا بنبره جاده
_ هذا شىء متوقع بعد ما قمت به
كانت عينيها شارده بالطريق الهادىء فى هذه الساعه المتأخره ,, تحدثت بصوت باهت يأس
_ انا لا اريد الطلاق , انا احبه يا نادر ارجوك حاول اقناعه
تمتم نادر بنبره ذات مغزى حملت الحكمه
_ لكننى لا اظن انه سيقدم على هذه الخطوه
عقدت حاجبيها لتدير راسه تجاهه بأنتباه , لتقول بصوت محشرج حمل الزن الذى يقبع بصدرها
_ ربما تقول هذا لانك لم تراه , لقد كنت خائفة منه لاول مره يراودنى هذا الشعور تجاهه لقد كان يبدو لى
صمتت لوهله لتهمس بخفوت قائله
_ شخصا اخر غير من تزوجته
_ هل تحدث عن الانفصال او ببعث ورقته لك
اجابت جميله وهى تعاود النظر للطريق بحسره
_ الامر لا يحتاج للقول يا نادر , الامر واضح دون تفكير حتى انه هددنى بعدم ذهابى مجددا للندن يبدو
اننى سأصفي عملى هناك قريبا
أبتسامه نادر وجدت الطريق لثغره الا ان ظلام الليل حجب رؤيتها ,, للحظه أدركت جميله ما تفوهت به
ليزداد أنعقاد حاجبيها , لتهمس بسؤال
_ لحظه واحده , كيف يخبرنى بعدم عودتى لانجلترا وهو مسجون بقضايا سنوات عقوبتها تتجاوز
الثلاثون عاما
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أوقف السياره بمرأب المطار ليخرج سترته و قبعته , أرتداهما فى عجله و يسارع باللحاق بالطائره
يبدو ان العطله قد طالت الى حد انه اصبح ينسي مواعيد تحليق الطائرات
صعد زين سلم الطائره ليردد بالانجليزيه و بأبتسامه مهذبه
_ أتمنى لكم رحلة سعيده
حيته مضيفة الطيران ليومأ براسه بعمليه ليقول ساخر وهو ينصت لصوت المحرك 
_ يبدو ان مساعد الطيار لم ينتظرنى للتحليق , تأكدى من مقاعد المسافرين سنحلق الان
فتح باب الكبينه لينزع سترته ليضعها على المقعد دون النظر لوجه المساعد الجالس جواره ردد بالانجليزيه
_ فكرة جيده انك سارعت بتشغيل المحرك يبدو انك ستكون طيار ماهر و لن ترهقنى
رفع عينيه للكرسي المجاور , ليتصلب وجهه تشنجت معها عضلات صدره وهو يطالع تيمور جواره
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان اللواء يطالع الرجال ذو الملابس السوداء بشك ,, أنزل الرجل الانجليزى قبعته وهو يتفحص سليم بدقه
ليتحدث بالانجليزيه بلكنه متقنه و بنبره داعمه
_ هل انت بخير , هل مارسوا معك اى نوع من انواع التعذيب الغير انسانيه سيد سليم
قطع صوت اللواء مسعود و هو يتحدث بحده
_ من انت حتى تتحدث بتلك الطريقه و تدخل غرفة التحقيقات دون أذن رسمى
ملامحه الانجليزيه البارده لم تتأثر , أشار الرجل الانجليزى لاحدى رجاله ليمرر له ورقة بختم مميز
ليرفعها للواء مسعود ,,, راقب سليم ملامح اللواء المتغيره لتعود ذاكرته للخلف
غرز مأمون سيجاره بالمطفئه الكريستاليه ,لينتبه لحديث هارون ردد مأمون قائلا
_ وان مر اليومان دون ان تأتى يا هارون
أبتلع كأس الماء خاصته ليقول بنبره ثلجيه خلت من المشاعر
_ هذا يعنى انهم وجدونى و تم القبض على لكن لا تقلق فأنا سأعطيك أشاره
عقد مأمون ذراعيه امام صدره وهو ينظر له بتفكير
_ و ماذا ستكون الاشاره
جلس جواره على الاريكه ليجيب
_ سأطلب من موظف الاستقبال بالفندق بأنزال حقائبي فى الساعه العاشره , ان لن اعود لاخذ حقائبي فهذا يعنى
انه تم القبض على
أعتدل بجلسته بأهتمام ليقول مأمون
_ بعدها سأسافر اليك
هتف هارون به بدهاء
_ لا الامر أبسط من هذا بكثير , ستذهب للسفاره المصريه هنا بأنجلترا ستبلغ عن أختفائي قسريا
و التحقيق معى دون ادله ثابته تذكر هذه المصطلحات جيدا ستنفعنا كثيرا ,و بصفتى مواطن انجليزى ستتواصل
السفاره المصريه بأنجلترا بالسفاره الانجليزيه بمصر سيجدون اسمى الحقيقي بالفعل على قائمة الركاب للطائره المتجهه
لانجلترا لكن دون وجودى
هتف مأمون بحماس
_ حينها ستتدخل السفاره بترحيلك لانجلترا بصفتك مواطن انجليزى, صدقت حين أسميتك بخليفة الشيطان
عقد حاجبيه للحظه ليردد بسؤال
_ لكن لحظه , انت تمتلك جنسية مزدوجه
رفع سليم احدى حاجبيه ليهمس بنبرة فحيح الافاعى الخبيث
_ هذه هى النقطه الوحيده التى ارهقتنى ,, الا اننى وجدت لها الحل اليوم صباحا توجهت
للسفاره المصريه للتنازل عن الجنسيه المصريه وهكذا اكون قد أحرقت جميع بطاقاتهم التى قد يستخدموها
مسح مسعود بيده وجهه بتوتر واضح على ملامحه , أتى الصوت الاجش خلفهم لتجعل الرؤؤس تتعلق بوجه كمال
_ ماذا يحدث هنا
صدح صوت اللواء
_ كمال لا تتدخل
أستدار نائب السفير لكمال ليرمقه بتعالى ليخرج صوته بلكنة عربيه دقيقه
_ أذن انت  كمال الراوى الذى كان يحقق معى مواطننا
تنقلت نظراته الصقريه من خلف نظارته الطبيه بين الرجل الانجليزى ووجه هارون الذى ظل ثابتا دون تعبير
توقف النائب امام كمال ليتحدث بأتهام صريح
_ سيد كمال انت متهم بالتحقيق مع مواطن انجليزى دون تهمة اساسيه و احتاجزه قسريا
ألاسلوب المتعالى المتبع بالحديث و اللكنه العربيه التى خرجت بلكنه انجليزيه جعلته يدرك هويتهم
تحدث كمال بثقه ليقول
_ يبدو ان تحرياتكم بالسفارة الانجليزيه لدى مواطنيكم ناقصه السيد سليم مصرى انجليزى
وانا أحقق معه بصفته مواطن مصرى على الاراضي المصريه
أبتسم نائب السفير بثقه ليستدير للواء متحدثا بأمر بينما متجاهلا كمال
_ أعطونا متعلقات السيد سليم الخاصه حتى نلحق بالطائره
هتف كمال بحده
_ أظن انك سمعتنى وانا أتحدث و سليم المفتى لن يخرج من هنا
_ لكننى تنازلت عن الجنسيه المصريه قبل سفرى بيوم
هتف هارون بعبارته ببساطه ,, ليعم الوجوم على وجه كمال
لينظر له النائب بشماته ليقول ساخرا
_ يبدو انتم من كانت تحرياتكم ناقصه
أستقام سليم بثقه ,ليسير اليه بخطوات ثابته أتى احد رجال السفاره من الخلف ليضع المعطف فوق كتفى هارون
بينما كمال متجمد كالرخام البارد ,, أقترب سليم من كمال ليهمس جوار أذنيه
_  شكرا على الطعام كان لذيذا بما يكفى ليجعلنى انسي ما فعلته معى , وانا أظن بعد هذه الليله ستنظر فى المراه
لترى انعكاس الشيطان فى وجهك كما أفعل انا ككل يوم
ربت على وجنته الخشنه ,ليبتعد فى هدوء مع رجال سفارته وهو يلوج لها من جواز سفره الانجليزى
كان واقفا بمنتصف الغرفه يطالع جسده العريض المبتعد ,,أدار راسه لطارق بنظره لم يفهما الاخر بينما طارق كان يشعر بمدى الفاجعه التى يمر به رئيسه للتو ,, لقد أنتهت القضيه , ببساطه اصبح لا يوجد قضيه من الاساس ,,
ابتسم كمال الا ان سرعان الابتسامه ما تحولت لضحكات قويه رجت الغرفه المظلمه لم يجد ما هو مناسب فى تلك
اللحظه سوى رفع يديه له بالتصفيق بحراره من بين ضحكاته الصاخبه ,,وهو يهتف بحراره من بين الضحكات
التى خلت من المرح تمام و صوت التصفيق يتعالى اكثر واكثر
_ يا ابن الشيطان ,, يا ابن الشيطان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن