انا العداله (وعليك التحدى )
66
كانت تتأمل وجهه الشاحب الذى بدى لها ذابلا ,,ظلت لساعات تهندم مظهرها ليبدو مثالى
بدايه من بنطالها الاسود وقميصها الزهرى الشيفونى طويل الاكمام الذى برز جمالها ,, فى اولى مقابلاتهم كخاطبين
بينما هو يكتفى بالنظر لقدح قهوته فى صمت ,,
_ هل تريدنى ان أذهب يا زين
رفع راسه لها وكأنه لاحظ للتو وجودها , تحدث بتهذيب مرددا
_ لماذا تقولى هذا يا فريده
مطت شفتيها لتزفر
_ زسن الدين , انت من طلبت خطبتى , انت من أتيت لى لا اريد ان اكون مرحله تنسي بها شىء مؤلم بحياتك
,انا اريد ان اكون حياتك لست مجرد مرحله
أبتسم لها أبتسامه مميزه ليمسك يدها ولاول مره تشعر بدفء جسده الذى أشعل قلبها بلهب الشوق
_ لا تقولى هذا عنك ايدا , ونعم يا فريده انا من أتيت اليك , وانا لست نادم على هذا
أتسعت ابتسامته ليردد قائلا
_ بالمناسبه قريبا سأعود للعمل لقد قطعت اجازتى
أعتدلت بجلستها لتسارع هاتفه بحماس
_ هذا افضل خبر قد تخبرنى به
رفع قدح القهوه لشفتيه ليتحدث بعينان ضيقتان
_ ليس تمام
عقد فريده حاجبيها الكثيفين المهذبان بأتقان ليقطع صوته الاجش سيل افكارها
_ متى نستطيع شراء خاتم الزفاف
شهقت فريده , لتستقيم مندفعا لاحتضانه ,,ليشعر بتعلق الانظار عليهما , الا انه ربت على ظهرها بلطف
وابتسامه بلا تعبير برزت من شفتيه لتلتمع عينيه بحزن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أشرقت شمس صباح يوم جديد لتتوسط القرص الدافىء سماء القاهره الصافيه ,,
فتح الستار ليلقي القرص الدوائي بفمه ليرتشف كوب الماء بتلذذ ,أصر على تجرع مياه الصنبور
لاحت ذكرى ,, لفائف شطائر الافطار التى كان يتناولها مع مأمون فوق سور النيل
سرعان ما سعل مأمون بأختناق ليسارع هو بملء زجاجه من مياه النيل حينها صاح مأمون صارخا
أتريدنى ان أموت , نظر لساعة معصمه ليأخذ الهاتف ليخرج من جيبه شريحة للاتصال ليضعها بالهاتف
أنصت للرنين الذى لم يستمر طويلا , ليأتيه صوت المعتاد المتلهف
_ هل وصلت هل علم كمال بمجيئك هاه انتظرك بالمطار اليوم
ردد بهدوء
_ انا لم ارى بعد جميله سأراها اليوم
زفر مأمون متسائلا
_ ماذا كنت تنتظر
شردت عيناه بمراكب النيل ليردد بخشونه
_ الامر ليس بتلك السهوله التى قد تتخيلها قد يكون البيت مراقب هو يعلم اننى أتيت انا دخلت بجواز سفرى
مسح مأمون جبهته قائلا بتفكير
_ ماذا ستفعل
ارتدى نظارته الشمسيه ليقول
_ سأطيع صوت قلبي يا مأمون , ونحن مازالنا على اتفاقنا يا مأمون لا يوجد تغير بالخطه
أغلق هاتفه لينزع بطاقة الاتصال ليكسرها ,, نزل لبهو الفندق ليتحدث لموظف الاستقبال
_ من فضلك , طائرتى ستحلق الساعه الواحد اريد الساعه العاشره ان تكون حقيبتى بالاسفل
أومأ موظف الاستقبال بتفهم , أخرج سليم ورقه من جيبه مدون عليها رقم ,,تنحنح متحدثا
_ ان تأخرت عن الوصول اريدك ان تتصل بي على هذا الرقم
نظر الموظف للرقم الدولى بعدم فهم الا انه سارع سليم بأخراج ورقة نقديه ناولها له ,لتتلاشي معها جميع الاسئله
خرج من الفندق ليصعد سيارة الاجره المميزه
_ صباح الخير عم أشرف
هلل اشرف بسعاده
_ صباح الخيرات و الجمال و الروائع
أكتفي بأبتسامه مهذبه ليردف بعمليه
_ الىوم سيكون طويلا على هذا الصباح , لنذهب لوجهتنا قبل زحمة السير
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
طالع مأمون اوراق الحسابات ,, كان بدأ بتصفية الاعمال كما أمره هارون
جميع الممتلكات ,من شركات و مصانع تم تصفيه كل شىء بأستثناء الاعمال الخيريه التى اصر على استمرار
عملها الطبيعي و ضمان مستحقات و مرتبات جميع العمال و الموظفيين ,,
_ اين اخفيتم جميله
الصوت الاجش الخشن الغليظ ضرب أذنيه ,,رفع مأمون وجهه ليطالع الرجل بهيئته التى بدت له
مألوفه ,,أغلق فيليب الدفتر ليردد بحذر
_ ومن انت لاخبرك
تقدمت خطواته ليقف بمواجهته مكتبه,,
_ انا محامى جميله والى الان لا اعرف طريقها ,,
زفر مأمون ليعاود لملفاته ,,ليردد بفتور
_ جميله هى من تركتنا عادت لبلدها بينما تركت زوجها هنا يكاد يجن من فرط التفكير الى ان
أصر على السفر لها , هل عرفت الان من سبب خسارة لمن
أرتدت نادر للخلف ليشعر بثقل قدميه لم يشعر بجملته التى فرت من بين شفتيه بهزيان
_ هارون مستحيل
لحظتها سقط القلم من بين يد مأمون ,,لكن نادر كان أسرع انتباها ليسارع بالركض
وهو يحمل هاتفه فوق أذنه ,,
_ حالا اريد مقعد على الطائره المتجهه لمصر ,,
بينما نادر كان يكافح بأنقاذ ما يمكن انقاذه ,,كان مأمون بين ذهوله بدأ بالشعور بالزعر والارتياع
من مجرد التفكير بالحقيقه التى أكتشفها نادر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخل لمكتب والده ,ليجلس على الاريكه الجلديه ,,
وكأن رائحة رشيد عالقه بتلك الجدران ,,كان دوما ابن عاق لوالده ,,وها هو التاريخ يعود مجددا ليتكرر
مع ولده الوحيد ,, لقد ادرك الدرس متأخر بعد فوات الاوان بموته الا انه الان
يتمنى ولو يعود بالزمن لساعات لسيطه قد تفرق الكثير بحياة كلاهما ,,,
كم اصبحت تلك الحياة بعينيه ضئيله وحقيره ,,امام حب صادق وحضن دافىء يتمناه
تعلقت عينيه بالاطارات الخشبيه الموضوعه على المكتب ,, كان كل ركن من البيت يضج بحب رشيد لحفيده
لا يرى زاوية واحده دون صورهما معا ,,, ألتقت احدى الاطارات منهم ,,
التى كان يتفرد زين بالصوره ,, أبتسم أبتسامه أختلطت فيها المشاعر ,,بين حب و أشتياق وبين ندم وكسرت قلب
لم يشعر بالدموع التى تكتلت بمقلتيه ,,انفتح الباب ,
ليهتف مرددا وهو يمسح على وجهه
_ أخبرتك اننى لا اريد احدا معى يا هاله
ظل يحدق بظهر والده لحظات مرت فى الصمت ليأتى صوت زين بخفوت
_ لماذا لم تخبرنى ,
لوهله لاحظ الرجفه التى دبت بجسد والده ,,ألتفت له بنظره مليئه بالاسئله و الشوق
_ ربما لانك لم تعطينى الفرصه للحديث , كيف عرفت
وقف امام اينظر بوجه والده الذى ظهرت فيه تجاعيد السن ,,
_ لا يهم كيف عرفت , الاهم اننى عرفت و انا لا اريد خسارة شخص اخر فى حياتى
أتسعت أعين صادق ,,ليخرج صوته المتحشرج
_ هل حقا لا تريد ان ,,
لم يدعه زين يكمل جملته ليعانقه مشددا من احتضانه ليعلمه انه اخر أمله فى تلك الحياه
_ انا أسامحك يا ابي , أسامحك وانا لا اريدك ان تتركنى مجددا , اريدك ان تظل معى للابد لا تتركنى مثله
أنخفضت دموع صادق , ليشدد من عناقه ليهمس بوعد
_ لن أتركك يا ولدى ,,لن اتركك مجددا ابدا
أبتعد عنه قليلا ليردف بأصرار ,,
_ ولكننى اريد وعدا اخر منك
نظرات الموافقه بدت على وجه صادق ليردد زين
_ اريدك ان تستأنف علاجك مجددا ,,
اتسعت ابتسامه صادق ليحتضن ولده بشوق غلب سنوات الفراق ,, تابعتها ابتسامه هاله الخفيه خلف الباب
لتمسح زاوية عينيها من دمعة متمرده وجدت الطريق لقبلها قبل عينيها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أغلق نادر الحزام ليطالع ساعة يده بنفاذ صبر ,,طالع هاتفه الذى يعاود الاتصال بجميله دون تواصل
ليتنهد نادر بغضب ,,وهو يجز على اسنانه ليردد بجنون
_ فقط يا جميله لا تقدمى على فعل مجنون ,, أرجوكى
أقلعت الطائره في السماء ,, ليسابق معها نادر عقارب الساعه ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أنهى اخر حبيبات السبحة الزرقاء , ليتمتم بدعاء خافت ليمسح على وجهه
طالع شاهد قبرهما ,, فوزى , وامينه
وعليكم السلام و لترقدوا بسلام , فليشهد الله اننى كنت دوما أكافح و اقاوم صراعات الحياه
و لكننى كنت أضعف من أتحدث ,,وأقوى من ان أبكى
لقد أقسمت ان أجعلهم امواتا كما اماتوا قلبي تلك الليله ,, و قد كان
و أشهد الله أنكم أتممت كامل رعايتى و تربيتي ,, وكأنى ابنكما من صلبكما القوى
و اشهد اننى ابنكما البار الذى كان مخلصا فى حبه لكما , فى حياته وفى مماته بعد وقتا طويل
أراكما قريبا فى لقاءا اخر ,, فى يوم كبير اكثر عدلا و اكثر غفران
صعد السياره , ليردد عم اشرف الذى لفحه حر اليوم الطويل بعد دوران بشوارع القاهره
_ الى اين الان
أرتدى نظارته ليردد سليم بهدوء
_ الزمالك فيلا ياقوت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
توقفت السياره امام منزلها , ليردف بتفكير
_ هل نخرج الان
أرتدى كمال نظارته الطبيه ليتحدث بذهن شارد ,,وهو يطالع شاشة هاتفه لدقيقه
_ الا تشعر بوجود شىء غامض يا طارق
عم الصمت للحظه ليأتيه اجابة طارق
_ فى الحقيقه بالنسبة لى كل شىء غامض و مريب , الا اننى ربما اعلم ما تشعر به الان
طالعه كمال بأهتمام ليتابع طارق
_ انت فى صراع بين الواجب و ما تريد ان تفعله سيد كمال , انت معجب بذكائه الا ان هذا لا يمنع
انه مجرم و علينا القاء القبض عليه و تسليمه للعداله .
ولاول مره يشعر برجفة قلبه , الا انه ربت رباط جأشه ليعاود النظر للخلف لسيارات الشرطه
_ الحياه احيانا تجبرنا على القيام بأشياء خارج التوقعات , خارج الحسابات و خارج المعايير
الا انها اكثر عدلا
عقد طارق حاجبيه بأستنكار ليردد بشك
_ هل تريد سحب القوات
خرج صوته المتحجر يقاوم شعوره الداخلى
_ قم بتوزيع القوات فى البيت و الحديقه وأخفي السيارات بمرأب البيت
قال تعليمات ليخرج كمال , كان بين الجنود يسير بفراغ ,, شعر وقتها انها فقد اخر انسانيته امام نداء العداله
تأمل سليم الزهور المتفتحه برائحة الورود الفواحه الرائعه ,, عاد بأنتباهه للبائع
ليقول بتوضيح
_ اريد باقة ورد حمراء زاهيه , اريدها اجمل باقاتك التى تستطيع صنعها
أبتسم البائع ابتسامة مميزه برزت معها ود وصدق ,, ألتقط بعض الوردات ليردد
_ يبدو انك رجلا عاشق
بادله أبتسامة مميزه ليقول بتسأول بتردد
_ هل يبدو على بهذا الشكل
_ العيون تبوح بالكثير يا بنى , وانت تمتلك عيون محبه صافيه العيون لا تكذب
تحدث بصوت أجش غلب عليه الحنين
_ والدى كان يخبرنى بشىء كهذا ,,
أغلق شريط باقة الورد ليتناوله منه ,, تحدث سليم وهو يخرج حافظته مرددا
_ كم الحساب
أتسعت ابتسامة الرجل مجيبا
_ لا هذه الباقه مجانية
عبس وجهه ليردد برفض
_ لم أعتاد على الاشياء المجانيه
عاد الرجل لزهوره للاهتمام بها ليقول
_ أذن أجرى ان تحافظ على هذه الباقه المميزه لاخر اليوم
أرتدى نظارته الشمسيه , ليحمله باقته ليتحدث بنبره مميزه عمها الحب و الشوق الصادقين
_ مقابل بسيط , شكرا لك
أنصرف سليم ليصعد للسياره بينما تابعته أعين البائع , هامسا بخفوت
_ ربما تكون هذه اغلى باقة ورد أخذت اجرها
الجميع بمكانه الصحيح , بعض الصفوف أصطفت فوق السطح استعداد لاشارة الهجوم
كانت كل غرفه يوجد بها جندى بينما انفرد كمال بأقرب الغرف لباب البيت حتى يكون على اقرب زاوية للرؤيه
_ هل انت مستعده
أبتلعت القرص المهدىء الذى اصبحت مؤخرا تعتاد ابتلاعه منذ مجيئها للبلاد ,,
أكتفت بالصمت وهى تنظر من خلف الزجاج على الطريق الهادىء و الشجيرات الخضراء
خرج صوتها مبحوحا مرددا بنبره اشبه بالهزيان
_ الطقس اليوم بارد
نظر للسماء الملبده بالغيوم ,,
_ هل انت متأكده من كونك تستطيعين التماسك امامه ام تفضلين خطة بديله ,,
كانت برودة اطرافها موتره ,,مقلتيه البنيه شارده بفراغ ,برزت بسمة بارده لم تصل لمرحلة الابتسامه
لتقول
_ هل تعلم ما هو الامر المؤسف ,
طالعها بأهتمام بأعتبارها اول جمله منطقيه قالتها منذ قدومه
أسبلت اهدابها الطويله لتخفى يدها خلف ظهرها ليتطاير اطراف الفستان القطنى الذى يصل لاسفل ركبتها
_ عندما اخبرنى ان اقابله بالفندق حينها قررت اننى سأخبر سليم بكل شىء و سأفضح مخططك
الا ان انهارت جميع قرارتى امام رؤيته وهو ,,
أختنق صوتها بحلقها , لتصمت ,, بينما هو ظل يطالعها فى هدوء
ربما لكونه يعلم طبيعة الانثى العاطفيه , قرر ان ينتقل للمرحلة الثانيه من الخطه
يوقع اطراف القضيه فى الشك و الخيانه , حيلة قديمه تعلمها ليضمن القضيه
الا انه لم يخفى احترامه امام اعترفها الصريح بقرار خيانتها له ,,
ركض نادر مسرعا لم يلتفت للسباب الماره الذين اصطدم بهم بصالات مطار الوصول ,, خرج من المطار ليصعد
سيارة اجره هاتفا بعجله بين انفاسه اللاهثه
_ الزمالك
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تحمل حقائب المشتريات وهى تدندن اغنيه كلاسيكيه انجليزيه ,كانت تشعر بشعور الفراشات المحلقه
بحريه فى السماء , وكأنها ألتقطت قطعه من القمر
واخيرا أتى اليوم الذى سيصبحون فيه سويا وللابد ,, دخلت فريده المنزل وهى تتمتم بتفكير
_ على اختيار ملابسي للقاء القادم
أنتبهت لدقيقه لايلين , كانت جالسه على كرسي المائده تراقبها فى صمت و نظرات الحيره كانت على وجهها
اردفت ايلين بتسأل
_ لقد كنت انتظرك لوقت طويل , لقد تأخرت كثيرا اين كنت لكل هذا الوقت
تلاشت الابتسامه المزدهره على وجه فريده , كانت متردده بالبوح لها الا انها سرعان ما وضعت
حقائب المشتريات بعيدا لتجلس على المقعد المقابل لها لتسحب طبق الفشار من امامها لتردف
_ لقد كنت مع زين الدين اليوم
عقدت ايلين حاجبيها لوهله لتهتف بأستنكار
_ زين الدين , كيف هذا لقد كنت احاول الاتصال به مرار منذ اسبوع حتى اننى ذهبت لمنزله
لكن السيده هاله اخبرتنى انه متعب
ألتمعت عينيها الفاتنه بظفر , و شعور داخلى زادها بالراحه تمتمت فريده بخبث
_ ربما يتجاهلك , لا يريد رؤيتك وفى الواقع اليوم لم يسأل عنك ولو سؤال واحد
أحنت ايلين راسها بخذلان الا انه للحظه تسألت بحيره
_ لحظه واحده منذ متى وانتما تخرجان معا من دونى من الاساس هل علاقتكما تعمقت الى هذا الحد
مطت فريده شفتيها ببساطه لتدس الفشار بفمها لتردد
_ منذ وقتا طويلا , ماذا هل تشعرين بالغيره
أـسعت عينيها البنيه لتجفل من ردها الصادم , تسارعت خفقات قلبها لتجيب بنبره خافته متوتره
_ من ماذا سأغير انا وزين الدين مجرد أضدقاء ولكننى فقط أندهشت لم يعتاد زين تجاهلى او ابتعاده عنى
ربما هو فقط مشغول انا متأكده حين يهدأ سيعود و يهاتفنى لا بأس
فى الحقيقه كانت ايلين تخفى قلقها بهذا الكلام ليس اكثر ,, ربما لانها داخليا تشعر بالخوف
من فكرة ابتعاده و تجاهله أمسكت هاتفها فى محاولة منها لاهدأ تفكيرها الصاخب كانت عينيها اللامعه ترمق صديقتها
بغموض تتفرس بتفاصيل وجهها ,, كانت تعلم انها تحاول الهروب من أسئلتها العديده
توقفت فريده عن الاكل ,للحظه عم الصمت لتقذف قنبلتها بنبره هادئه الا انها كانت قاتله
_ قريبا انا و زين الدين سنتزوج
أرتجفت يدها الممسكه بالهاتف لتشعر بتصلب بشرتها المشدوده ,,ظلت للحظات تحدق بوجه فريده تتحقق من صدق
كلامها الا انها سرعان ما ضحكت بسخريه لتتحدث
_ مزحة فاشله , لم تفلح بأضحاكى
عم الصمت مجددا لتتلاشي ابتسامة ايلين امام وجه فريده الجاد , أبتلعت ايلين غصه مره بحلقها لتهمس بخفوت
_ انت لا تمزحين يا فريده ,
لا تعلم من اين انتابها هذا الشعور القاسي الا انها للحظه أستمتعت بملامح ايلين التى بدت عليها الالم
رددت فريده بنفس الثقه
_ انا لا أمزح يا أيلين
نهضت أيلين بأنفعال لتصيح بأختناق
_ هل جننت مستحيل ان يحدث هذا الجنون انت و زين مختلفان تماما , كيف يفعل شىء كهذا
وعن اى غيره تتحدثين
كان صدرها يعلو و ينخفض بأنفعال لتدرك لوهله ما تفوهت به للتو امام ملامح فريده المصدومه المندهشه
وضعت فريده قدما فوق الاخري بكل ثقه و غرور قالت
_ ربما لانك تشعرين ان زين الدين قد لا يعجب بك
تسمرت ايلين بينما عيناها كانت تنظر لفريده بقسوه قالت بصوت لا حياه فيه
_ لقد أصابك الجنون يا فريده وانا لا اريد ان ابقي معك طالما تفكرين بى بهذه الصوره المريضه ,
سحبت ستؤتها الجلديه لتأخذ مفاتيح سيارتها البائسه لتخرج من المنزل ,, حينها تركت لفريده دموعها لتنطلق
وهى تشعر بداخلها كم هى بائسه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حملت هاله الصينيه الفضيه التى تحمل أقداح الشاي ,, وقف صادق امامها ليمنعها من المرور وهو يسحب منها
الصينيه الفضيه مردفا
_ دعينى انا أحملها اريد ان أتحدث معه قليلا
تلامست أصابعها الدافئه بشعور دافىء حمل رسائل واضحه لكليهما
حمل صادق الصينيه ليسير بها للحديقه بينما انظار هاله تتابعه بترقب ,,
كان يحدق بشاشة هاتفه ,,بالرغم من ان صورتها لم تغادر خياله يوما الا انه أشتاق لها
أشتاق لابتسامتها الساحره , ضحكاتها المتتاليه على نكات سخيفه قد لا تروق للبعض ,
انتهى به الامر يطالع صورتها فوق شاشة هاتفه , منفردا بصورة ألتقطها معها بعيد ميلاد فريده ,,
كان يدرك مدى حقارته حتى انه للحظات شعر بمدى التشابه بينه و بين تيمور
قد لا توجد فروق بينهما وكأن الحياه تدريجيا تتلاشي معها الفوارق و الاختلافات ,,
ليضحى حقيرا يتلاعب بصديقتان, عقل ينادى بالصواب بأختيار من تحبك , وقلب لعين يريد صديقتها
,, أنتبه لصوت الصينيه التى وضعها صادق فوق الطاوله الخشبيه
أعتدل بجلسته ليعود لواقعه ,,
جلس صادق جواره ليربت على فخذه مرددا بود
_ تبدو شاردا بأهتمام
أسند زين ذراعه فوق ذراع الاريكه الخشبيه , ليتحدث بفتور
_ لقد كنت منشغلا بالعمل تعلم اننى سأقطع أجازتى واعود للعمل قريبا
حمل صادق قدح الشاى ليرفعه لفمه ليقول بفطنه
_ قرار صائب الا ان هذا ليس ما تفكر به يا زين الدين
عقد زين حاجبيه يرمقه صادق بحذر ,,تابع صادق وهو يرتشف قدحه وعينيه مرتكزه على شاشة الهاتف
_ تبدو جميله
سرعان ما أغلق شاشة الهاتف ليضع هاتفه فوق الطاوله ,,
عم الصمت لدقيقه امام نظراتهما , قطع زين الصمت قائلا
_ ماذا تريد ان تخبرنى
عاد صادق بظهره للخلف ليجيب بذكاء
_ اظن انك انت من عليه ان يخبرنى ,,
أنفلتت منه ضحكت رجوليه وهو يرى امامه أسلوب رشيد بالحديث الا ان صادق لاحظ
القسوه و الالم فى ضحكته ,,سحب زين القدح الاخر من فوق الصينيه الفضيه ليردد
_ سأتزوج
رفع صادق حاجبيه ليبدو الحماس على وجهه هاتفا
_ امرا رائع و خطوة جيده و مناسبه
كان ينفخ بقدحه بشرود و كأنه غائب عن الواقع ليقول بخفوت
_ سأتزوج فريده
بدت ملامح السؤال على وجه صادق ليقول بتفكير
_ كنت أظن أن أسمها أيلين
من مجرد سماعه لاسمها الذى ظل يتجاهله , جعل صدره يضخ كمضخة صلبه ,,
تمتمت بشرود
_ لا , أنا اريد الزواج من فريده صديقتها
كانت أ‘ين صادق الخبيره تجوب وجهه الشاب بتقيم ,, حينها أدرك ما يراود ولده
وضع صادق قدحه فوق الطاوله ليتنحنح ليقول بحكمه أكتسبها من الايام
_ أسمعنى جيدا يا زين , فى بعض الاحوال تجعلنا الحياه نخطىء لكن الاسواء هو ان نصلح الخطأ بخطأ
أسواء منه
كان يشعر بقلبه الخاوى , و كأنه أضحى كهلا أرهقته الايام ,, تحدث زين الدين
_ أنا واثق من اريده , أنا اريد الزواج من فريده نحن متشابهان وهى تحبنى ستتقبلنى بكل عيوبى
وانا ايضا الحياه علمتنى ان ليس كل ما يريده المراء ,,سيملكه
رمقه صادق بشك ليقول بتسأول
_ هل انت واثق
أبتسم زين أبتسامه كانت مؤلمه ليومأ براسه فى صمت , بادله صادق الود ليربت على ظهره بدعم
أنيرت شاشة الهاتف لتنبهه بوصول رساله , راى اسمها امامه
ليستأذن بالصعود لغرفته ,,صعد درجات السلم بعجله , ليغلق باب غرفته
فتح الرساله , ليقرأ العباره المختصره
انا امام بيتك , ولا تتجاهلنى
رفع الستار ,, ليشعر بنبض قلبه المتسارع امام تعلق عيناها البنيه بعينه ,,ليخرج صوته الهامس
_ متى سينتهى هذا العذاب , متى ,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هتف السائق أشرف مرددا بغير فهم وهو يقود
_ نحن نقود حول شوارع الزمالك الان للمره الخامسه , هل انت متأكد من العنوان
كانت مرتديا نظارته الشمسيه يراقب الشوارع بدقه , فى الواقع كان يدور حول الشوار و البيت
حتى يتأكد من خلو المكان من اى مراقبه او سيارات شرطه ,, أقترب السياره من البيت الكبير ليهتف سليم
_ توقف هنا من فضلك ,,
تحدث أشرف قائلا
_ هل تريدنى ان أنتظرك
أخرج هارون من جيبه النقود مجيبا
_ لا سأتاخر فى الداخل أذهب انت
تناول السائق الاجره ليودعه قائلا
_ أبعث سلامى لانجلترا
حمل باقة الورد ليردد هارون بنبره ذات مغزى
_ فقط , ادعو لى ان أعود يا رجل
توقف امام بوابة الفيلا الحديديه وهو يتأمل هذا البيت الكبير الذى دخله قديما , يومها تسلل من الشرفه
اليوم هو رجل مدعو للدخول ,, أزاح البوابه ليسير بالممر الطويل
كان البيت كما هو ,, لا توجد به اى تغيرات ملحوظه ,, الاشجار الكثيفه الطويله التى تصل لمستوى
البيت نفسه لتخفى خلفها بناية الفيلا , التماثيل المرصوصه امام سلم الباب برأوس حيوانات مختلفه
لا يعلم بأى فكره تحديدا أنتابت ياقوت ليصمم مثل هذه التماثيل التى أعطت طابعا مخيفا للمكان
الا ان شوقه و عاطفته دفع جميع تلك التسأولات ,, أخذ نفسا طويلا ليكتمه بصدره ,,
أنزل نظارته ليهندم خصلات شعره متفحصا هيئته امام زجاج الباب ,,كان الشوق يدفعه للجنون
كان يبدو كمراهق كبير يتسلل لرؤية حبيبته الغائبه , بينما أبتسامته مرسومه على وجهه الوسيم لتزيده جاذبية ووسامه
ضغط على الجرس ,, بعد لحظات كان الباب يفتح لتظهر خلفه , أرتجف قلبه وهو ينظر لوجهها
خرج أسمها من بين شفتيه بدفء ,,ليندفع لاحتضانه يعتصرها بتلاحم
_ كيف تفعلين هذا بي كيف فكرت بالابتعاد يا حمقاء , ألم تعيدينى أنك لن تتركينى , ألم تعدينى اننا سنظل
دوما سويا ,, كيف أمكنك , كيف
كانت عيناها تنظر للفراغ خلفه , كانت بارده خاليه من المشاعر او الشعور ,, الشىء الوحيد الذى شعرته لحظتها
هو التقزز و الاشمئزاز بينما هو يفيض بكلماته بأذنيها ,,أنصتت لكلماته الهامسه بجوار أذنيها
_ هل أتيت خلفك دون تفكير , هل صدقت ما رأيته ما رايته كان كاذبا يا جميله
هذا ليس انا , انا لا افعل هذا بك ابدا , لا استطيع من الاساس
خرج صوتها المتحشرج لتهمس بأنتقام أعمى وهى تبتعد عن صدره قليلا تقاوم يديه الحارقه فوق ظهرها
الا انه لم يسمح له بالابتعاد اكثر من سنتيمترات قليلا ليظل مقابلا لوجهه
_ على الاقل أدخل , لن نتحدث على الباب هكذا
أبتسم بخفه ليردد موافقا و أعينه الزرقاء تلتمع بحب
_ نعم صحيح , رؤيتك جعلتنى أفقد صوابي
دخلا سويا بينما يداه تأسر خصرها النحيل , عينيها مرتكزه على الغرفه القريبه لكمال
أوقفته بمنتصف الصاله لتقابل وجهه ,, كان يحدق لعمق عينيها الا انه لم يرى ما كان يريده
لوهله شعر بتصلب جسده وهو ينظر لعمق مقلتيها , كان هناك شيئا مفقودا , كان لامعان الحب الصادق
الذى كان يراه قديما بعمق عينيها غائب , مفقود ,,الا انه قاوم هذا الشعور الداخلى
ليرفع لها باقة الورد الحمراء ,, ليمسك يدها يستشعر كفها الرقيق الناعم همس له بأشتياق
_ لماذا فعلت هذا بى , لماذا أبتعدت عنى حتى بعد ما رأيته كان عليك ان تظلى , واجهينى على الاقل أتركى لى
فرصة الحديث و الدفاع عن نفسي ,, لا ان تتركينى هكذا يا جميله
كانت تنظر لوجهه ,, الا ان عينيها أنخفضت لتتعلق بشىء أخر خلفه ,, ليصل لاذنيه همسها الخافت لتبتعد
لتترك يده
_ انا أسفه يا سليم , سامحنى
أبتسم لها يظنها تمزح , ليعقد حاجبيه بعدم فهم الا ان الصوت خلفه وصل لاذنيه
_ أنبطح ارضا , وضع يدك خلف ظهرك
ما ان أنهى كمال جملته حتى صدح صوت أقتحام صاخب لتصطف امامه فى لحظه قوات الامن
كان ينظر لوجه جميله بجمود , بالرغم من هذا لم يفهم ليجد نفسه يهتف قائلا
_ سأفعل ما تريد , لكن أخرج جميله من هنا لا أريدها ان ترى هذا
حينها ضجت ضحكة كمال بأنتقام أسود , ليدخل نادر لينظر للجميع لتتعلق عينيه بعين هارون ليسقط
فوق ركبتيه متطلعا برعب لجميله صائحا
_ ماذا فعلت يا جميله , ماذا فعلت
حينها أدرك سليم كل شىء , وهو ينظر لعينيها الباكيه لتسقط باقة الورد من يدها
لتتفتت أوراقها , دب الرعب بجسدها النحيل و دموعها تنخفض
دفعه كمال ارضا ليسقط لتحيطه الجنود ليضع كمال يده خلف ظهره ليغلق الاصفاد
حينها شعرت جميله بالرعب وهى تتأمل حدقته الزرقاء ,,كان يرمقها بنظره لن تنساها ابدا ,, كانت نظرة الغدر
كانت نظره اسد يحتضر ,, يقودونه للمقصله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
![](https://img.wattpad.com/cover/203068972-288-k426348.jpg)
أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
Romanceما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...