التاسع

3K 148 6
                                    

# الفصل التاسع
# دموع العاشقين

سري الخوف بمهجتها واستحوذ ثنايا فؤادها  ،  لم تكن تدري ما عليها فعله  ،  يجب أن يتم حساب هؤلاء الجزارين  ،  ما زال جسدها يرتعد من شدة الخوف ومنظر الطفل أمام عيناها لا يغيب بتاتاً.
ضمة قدميها لصدرها واحتضنتهم بذراعيها ودفنت رأسها بهما وأجهشت بالبكاء عالياً بصوتاً مكتوم  ،  كأنها تخشى أن يكون أحداً منهما يستمع صوتها  ،  تمددت مكانها ونامت بوضع الجنين  ،  بللت الوساده من كثرة الدموع التي تنهمر بغزاره....
صرخة عالية شقت هدوء الليل الساكن بضجة كبيره  ،  لينتفض الجميع من نومه بقلق بالغ.
كان الأقرب إليها حذيفة حيث كان يقبع اسفل شرفتها ينهب به القلق علي تلك الحالة التى تركها بها  ،  فما أن تناهي لمسامعه صوت صراخها الذي أقسم أنه من فؤادها وروحها كمن رآي شبحاً  ، فأسرع ركضاً يلحقه قلبه وروحه إليها فتح الباب بلهفه فوقف متسمراً وهو يرآها تجلس تنتفض مكانها وتصرخ بهستيريا وهي تقول "سيبوه، يا خالتوا انا خايفه"
بخطوات وئيدة دنا منها وهو يقول بزهول  :-
أسماء يا حبيبتي مالك فيكِ أيه  ؟ طب انا هجيبلك خالتوا حاضر بس اهدي..
ما أن هم بالأقتراب منها حتى دفعته بقسوة لـ يرتد للخلف.
تجمع من بالبيت آتيون ركضاً بقلق ينهش أفئدتهم ليشهقوا بفزع ما أن ابصروا حالة أسماء تلك.
نجح حذيفة بتقيد يديها وهو يضمها قائلاً  :-
هشششش أهدي مفيش أي حاجة والله أنا جنبك.
تشبثت بملابسه باكية اكثر. وهتفت من بين بكاءها وهي مغلقة الجفون  :-
قتلوه يا حذيفة قتلوه قتلوه من غير رحمه قتلوه يا رب قتلوه وفتحه بطنه.
شهقت باكية وهي تصرخ بجنون...
لم يستطع حذيفة السيطرة عليها... كانت قد آتت لمار لتوها من الخارج فما أن تناهي لمسامعها صراخ أسماء حتي ركضت بلهفه لغرفتها فولجت گ الأعصار وهي تهتف بوجل  :-
في ايه كلكم كويسين   ؟
صمت الجميع اعينهم معلقه علي أسماء يبكون نظرة لهم بتوجس وقالت  :-
انتوا مالكم مش بتنطقوا ليه  ؟
كانت تخشى أن تنظر لما ينظرون كأنها ستري ما يقتلها يقتل فؤادها وذاك الجزء الذي به تلك السعاده قابعه.
# خالتوا لمار  !
هتفت بها أسماء ببكاء يمزق القلب  ، أستدارت لمار بوئيده فهالها منظر أسماء التي فتحت لها ذراعيها  ، لتسرع لمار علي عجلاً وينهض حذيفة متنحياً جانباً  ، جذبتها لمار لأحضانها بينما تعلقت بها أسماء گ طفلاً صغير.
أعتصرتها لمار بداخلها  ،  وأشارة للجميع بحده هاتفه  :-
بره كله يطلع بره  يلا  ، نظرة لـ خديجه بأعين لامعه بفرحة وأشارة لها بيدها الآخري  :- تعالي يا ديجا.
أبتسمت ديجا من وسط بكاءها وهي تركض لحضن "لمار" هي الآخري  ، خرجا الجميع وأغلقت حبيبه الباب خلفها  ، ربتت لمار علي ظهر أسماء وهي تقرأ قرآن  ،  بينما مسكت ديجا يدها بحنان وبكاء لبكاءها.
خرجا الجميع بحزن وبكاء  ،  همست عائشه لـ مكه  :-
هي مالها طيب أول مره أشوفها بالحاله دي..
أجهشت حبيبه بالبكاء وهي تجلس علي الدرج  ، لتربت هاله علي منكبها بمواسيه.
دلفا ياسين من الخارج مع عثمان بدا عليهما التعب والأرهاق جلياً
همس عثمان بتذكر  وهو ينفجر ضاحكاً  :-
أنا فجاه لقيت الواد طالع يجري من عندك قولت أبااااا أنت أكيد موته
ضحك ياسين وهو يقول بتذكر  :-
اديته علقة موت وطلع يجري كأنه شاف عفريت.
صمتا الأثنين بصدمه وهما يرو الجميع يبكون فتجلي بأعينهما القلق وهتف ياسين متسائلاً بإهتمام   :-
في أيه في حاجه حصلت.
تنقالا النظر فيما بينهما  ، وها أخيراً تقص لهما هاله كل شئ.
ليصعدا الدرج ركضاً يأحذا الدرجه درجتين بلهفه.،طرقا الباب وولجوا بقلق وجودها قد غفت ولمار بجانبها هي وديجا.
همس ياسين وهو يقترب ليقبلها من رأسها  :-
في ايه يا خالتوا مالها أسماء  ؟
هتفت لمار بهدوء باسمه  :-
مفيش حاجه خير ان شاء الله روحوا ناموا هي بس كانت في عمليات انهارده والمريض مات يلا روحوا ناموا.
اؤما ايجاباً وخرجا من الغرفه  ، اغلق ياسين الباب خلفه وهمس بغموض  :-
حاسس أن عمته بتكدب  ، مش هو دا اللي حصل أكيد في حاجه.
وضع عثمان يديه بجذعه وهو يقول بتأيد  :-
معاك بردوا أكيد في حاجه  ، بس دلوقتي تعال نشوف حذيفة فين خلينا معاه الفتره دي.
أؤما ياسين برأسه وأتجها للفتيات ليسألوا عنه فهمست مكه وهي تنظر لـ ياسين  :-
أنا شفته نازل الجنينه.
همست عائشه تشاكس عثمان بمرح وهي تقف بجانبه  :-
أنت يا بني مينفعش كدا.
قطب حاجبيه قائلاً بهدوء  :-
مينفعش أيه؟
أبتسمت بخفه قائله  :-
يبقي القمر ده كله قدامي يعني اعمل أيه لا وكمان كل بوم يـحلو.
وأردفت قائله  :- يا عم جننتوا البنات صحباتي.
ثم همست وهي تغمز له  :-
ما تتجوزني يا قمر أنت وتكسب فيا ثواب.
أشتعلت الغيره بـ مكه وكادت أن تحرق عائشه وشعرت بالضيق يقيدها.
جذبها ياسين من مؤخرة رأسها قائلاً بصوت رجولي حاد نمي عن غضبه  :-
بتقولي أيه سمعيني  ؟
أذدارادت ريقها الجاف وهي تقول بخوف  :-
يا بنات هو أنا ليه حاسه بإن في جاموسه رافعني من وراء.
فقد كان ياسين رافعها بيداً واحده..
أنفجرا الفتيات ضحكاً مكتوم وهم يترحموا عليها  ، حتي تصنعت البكاء وهي تشهق قائله  :-
يا ربي أمنا الغوله هتأكلني. ثم تابعت بغناء  :-
حاسه إني طايره في الهواء،يا رحيم يا رحيم وهتعلق من كفيا أسترها يارب معايا أو ممكن ينفخ فيا أطير والقي نفسي عند ام اربعين.
كاد عثمان ان يسقط أرضاً من فرط الضحك والفتيات بينما تهجم وجه ياسين وهو يقول بحده  ويهزها وهو ما زال ممسك بها من مؤخرة رأسها  :-
بتقولي أيه يابت أنتِ  ؟
ضحكت ببطئ وخوف وهي تهمس بدهشه  :-
يا لهوووي دا نزلي يبقي هيعمل مني ملوخيه ويديها للوحوش اللي معاه في السجن.
جذبها من يدها لتنظر له وهمس بصوتاً أجش   :-
أنتِ أتجنيتي ايه عقلك طار.
رفعت كتفيها بإستهانه قائله  :-
أنا اعرف بقا راح فين... صمتت مليا بتفكير وقالت وهي تقفز بفرحه كمن وصل لكنز خفي  :-
عرفت اقولك طار فين.
همس ياسين بزهول وعدم فهم  :- هو مين  ؟
أنحنت لأذنه هامسه  :- عقلي..
همست بها فـ ركضت مسرعه من امامه وصاحت  :-
راح عند امك يا اخويا يعني هيكون راح فين.
حدق ياسين عينه بصدمه.، ففتحت باب غرفتها تطل برأسها منه وأخرجت لسانها هامسه  :-
هربت منك ومعرفتش تلحقني.
كاد ان يذهب إليها ولكنها اغلقت الباب بسرعه.
انفجرا من رآي كل ذلك ضحكاً  ، بينما همست مكه بغيظ:-
يضحك مع الكل ويشوفني انا يركبه مية عفريت  ، يكونش انا بحضر عفريت وانا مش دريانا ولا أيه  ؟ عامل زي الهضبه كدا واللي يشوفوه يخاف وعليه صوت اعوذ بالله منه.
# سامعك علي فكره.
همس بها عثمان واختفي،مع ياسين  لـتحدق هي عيناها بصدمه.
بحثا بعيناهما عن حذيفة إلا أن رآه تراه يموت قلقاً الآن..
جلسا جواره بصمت لثوانٍ  وهمس ياسين مربتاً علي منكبه  :-
أنت كويس يا حذيفة  ؟
هز حذيفة رأسه وهو يضع يديه خلف رأسه ويرجع برأسه للخلف  :-
لا أنا مش كويس مش كويس نهائى ولا هبقي كويس طالما أنا شايفها كدا بتوجع قلبي بحس بنار قايده مش عايزه تهدأ ومش عارف ازاي اطفيها ولا أنقذ نفسي وأخرج.
تنهد عثمان بوجع وهو يرفع يده خلف ظهره ويقربه منه  :-
هتبقي كويسه وهتتقوي بيك طالما أنت جنبها هتعدي وكله هيعدي طالما ايديكم في ايدين بعض مستحيل اي عاصفه مهما تكون أن تبعدكم.
ابتسم ياسين بخفه هامساً  :-
أنت يا عم عملت في البت ايه  وبجديه تابع  ، احكيلي كل اللي حصل.
انعدل ياسين شارعاً بروي لهم ما حصل كله...

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن