البارت 22
# دموع العاشقين."رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ *رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ."
قد تأتينا الهموم حتى نظن أننا لن نفرح أبداً ، ولن تعرف البهجه طريقاً لقلوبنا ، قد نياس أحياناً ونفقد الأمل ، ولا يرقأ لنا دمع من شدة ما بأفئدتنا ، فننزوي بركنً بعيد ضيق عن العالم ومن به ونصنع عالم خاص بنا كي يحتوي همومنا اوجاعنا وأهاتنا.
وبلحظه يفجأنا الله بفرحه لم نكن نتوقعها، وبفرج لما ظننا انه ليس له مخرج ، وتمر تلك الأيام بما تحمله لا بأس أن تأخذ بقايا منا ،
فنستعيدها فيما بعد ، حينما يعوضنا الله عن كل دمعه وحزن وهم وكئبه وغم نعلم حينها أننا لم نحزن وكيف نحزن ورب العالمين موجود يعلم بحالنا "وبشر الصابرين" بربك كيف نحزن وربك لا يعوضك دنيا فقط بلا وآخره أيضاً إلا تهون تلك الحياة الفانيه بسبيل جنتنا الأبديه.
لا لم نحزن هي فقط كانت غيمة كئيبه أمطرت علينا بالأحزان وها هي تمر كأنها لم تكن.
تململت ورد على الفراش مع آذان الفجر ففتحت عينيها بوئيدة فتبسمت ما ان وقعت عينيها على عمرو ورفعت رأسها من على صدره ثم رددت مع المؤذن ورفعت بصرها للسماء من النافذه وهمست بأعين تتلألأ :
- الحمد لله أشكرك يارب على كرمك وفضلك وعوضك يا كريم يارب متحرمنيش من سعادتي دي أبداً يارب لو هتبتليني ابتليني في الدنيا وأجرني من عذاب النار أنا وأهلي وأصحابي وكل المؤمنين يارب فإنك غفوراً رحيم سميعاً مجيب.
هبت نسمة باردة لامستها فأستنشقتها براحه.
ثم مالت على عمرو باسمة ببهجه وتأملته قليلاً وهمست بهيام :
- اااه بس لو تعرف بنتك بتحبك قد ايه ؟
بتحبك لدرجة أن يومها مش بيكمل غير بيك وليك!
بتحبك لأنك حته وجزء منها مش جزء انت كلها أنا اصلاً يا حبيبي.
تنهدت براحة ولثمت وجنته وهمست :
- بنتك مكنتش تعرف يعني ايه امان وحياة م غير معاك وبس يا عوضي الحلو وفرحة سنيني ورزقي أنت عوضي عن كل اللي شفته وخسرته وعن دموعي ووجعي عوض جميل اوي.
أنت أجمل ملاك بيسير على الأرض ، واجمل ضحكة بتنبع من بين الف دمعه.
# واااااايه كمان كملي ؟
نطق بها عمرو وهو يفتح جفنيه ، حدقت به بخجل وبارتباك همست :
- ايه؟؟ ايه هو انا قولت حاجه؟
رفع حاجبه هامساً بدهشه :
- نفسي بس اعرف ليه اول ما تحسي اني صحيت تسكتي وليه لسه بتتكسفي مني دا انا بمقام جوزك وربنا.
ضحكة بخفه فهمس متوهج الوجه :
- يا صباح القمر اللي هل في الفجر.
بخفه ضربته على منكبه هامسه :
- طيب قوم نصلي.
بجدية تكلم :
- حاضر ، ديجا صحيت ؟
تحدثت وهي تنهض :
- ديجا عند البنات تحت!
اؤما برأسه ونهض تؤضا ثم صليا الفجر وظلا محلهما.
ألتقطت ورد المصحف وففتحته على سورة ما وأخذا يتلو سوياً.
وإذ فرغا وضعت ورد المصحف جانباً ونظرة له وهمست بوجهاً مشرق :
- أنا مبسوطه اوي أن أحنا بنحفظ قران سوا.
قبل عمرو جبينها وهو يغمغم :
- أنا اللي حياتي نورت وبقي كلها سعاده وفرح يديمك ليا يا نبض فؤادي.
تبسمت بحياء له فضمها لصدره بآمان.
أسندت رأسها لصدرة ورفعت بصرها هامسه بصوتها المطمئن لفؤاده :
- تعرف إنا بحبك قد الدنيا كلها.
ثم أردفت بمرح :- بس دلوقتي ابعد بقا عشان عندي مشوار مهم.
بمشاكسه قال :
- لا مفيش خروج يلا نرجع ننام.
حاولت أن تبعد كفه القابض عليها فلم تستطع بينما شدد هو ضمته لها قائلاً:
- متحاوليش مش هتقدري.
صرفت بصرها ناحية الباب وحدقت متسعت العينين بزهول وتعابير الصدمة علت وجهها :
- ديجا دددد ديجا أنتِ هنا من امتى.
أبتعد بفزع عنها فنهضت هي مبتعدة وارتفعت ضحكاتها عالياً
نظر باحثاً عن ديجا وحينما لم يجد لها أثر تنبأ خدعتها فرفع حاجبه بمكر :
- امال فين ديجا بقا بتعملي فيا كدا.
وثب راكضاً خلفها وهي تركض حتى دارت حول المائدة وهو خلفها وضحكتها تملأ الشقه بأكملها.
وقفت وهي تلهث مستندة على حافة الطاولة وتنظر له بتمعن وترقب :
- اهدا يا عمرو عايزه انزل وربنا عندي مشوار مهم وشغل.
وقف قبالتها وهو يحذو حذوها مسنداً على الطاولة وغمغم :
- لا لازم اخد حقي محدش يضحك عليا.
وعاد ركضاً خلفها ذات اليمين وذات الشمال.
دلفت ديجا للداخل وتسمرت مكانها تنظر لهم بصدمه وعينيها تذهب تاره على والدتها وتارة والدها هتفت بزهول :
- هما مالهم بيجروا ليه كدا ؟
خيلتوني حرام عليكم.، يكون في فار او حاجه.
هزت منكبيه بتفكير وهمست وهي تتحرك ركضاً مع والدتها :
- اما اروح اجري معاهم وخلاص..
جلس عمرو لاهثاً وبجانبه ورد وديجا نظروا فيما بينهما وانفجروا ضحكاً رغماً عنهم.
احكمت ديجا ضحكاتها ونهضت واقفه امام والدتها وبدت گ المتفكره فنظروا لها بإهتمام لتهمس هي سائله :
- ماما احنا ليه بنردد مع المؤذن.
أبتسمت ورد وجذبتها تجلسها على قدميها وأستطردت هاتفه :
- هقولك يا حبيبة قلبي حاضر.
اسند عمرو مرفقه على حافة مقعدهم وهتف بغيظ :
- يعني هي حبيبة قلبك وأنا ايه ؟
ضمته ديجا بذراعيها وهي تقول ببراءة :
- احنا الاتنيين حبايب قلبها متزعلش.
شاكسها عمرو من وجنتيها مداعباً وهو يقبلها فتنبهوا لـ "ورد" التي تنحنحت قائله :
- لما نسمع المؤذن لازم نردد معاه الأذان ونسيب كل اللي في أيدينا ونسمعه ونردد معاه بخشوع فنقول مع المؤذن ولكن إلاَّ فِي "حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ" فَنقُولُ: "لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ"
عَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العاصِ رضِيَ اللَّه عنْهُما أَنه سَمِع رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : "إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً ، ثُمَّ سلُوا اللَّه لي الْوسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو ، فَمنْ سَأَل ليَ الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ".
ثم نظرت لأبنتها بتمعن وأردفت :
- و وقت ما نسمع المؤذن نقول " عنْ سَعْدِ بْن أَبي وقَّاصٍ رضِيَ اللَّه عنْهُ عَن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَال حِينَ يسْمعُ المُؤذِّنَ : أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ ، رضِيتُ بِاللَّهِ ربًّا ، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وبالإِسْلامِ دِينًا ، غُفِر لَهُ ذَنْبُهُ.
وعشان نكسب شفاعة الرسول يوم القيامة نقول:
-عَنْ جابرٍ بن عبد الله رضَي اللَّه عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : "من قَال حِين يسْمعُ النِّداءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آت مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه ، حلَّتْ لَهُ شَفَاعتي يوْم الْقِيامِة".
وكمان الدعاء بين الآذان والأقامة لا يرد ودا أفضل وقت للشخص يدعي فيه وربنا بيستجيب إن شآء الله
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَادْعُوا".
تبسمت ديجا وراحة تتسرب لأوردتها ونوراً اشرق بوجهها ثم أبتعدت واقفه عن والدتها وجذبتها من يدها قائلة :
-يلا عشان تحكيلي عن الصحابه أنهارده قصة" أبو عبيدة بن الجراح" آمين هذه الإمة يلا يا ماما.
نهضت "ورد" هاتفه :
- استني اهووو يلا..
بسخط تكلم عمرو ساخراً :
- يعني هتعلمي بنتك الصغيره وهتنسي ابنك الكبير.
ضحكت "ورد" بخفه وقالت :
- لا طبعاً تعالى ورانا.
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Acciónترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟