الحلقه 34
# فتاة العمليات الخاصة
بقلم / ندي ممدوح((اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي...))
تنام والدموع لا تفارق عيناها ، تسهر وسادتها معهاا لتحضنها وتحتضن دموعها ، النهار يطويه ليل ، واليل يطويه نهار ، وهي كما هي شارده فقط بكل لحظه كانت تجمعها به ، حطم قلبها وأنتزعه منها دون رحمه ، وتركها لتندب أيامها دون أن يلتفت خلفه ، كانت تتمني أن يضمها لصدره وأن يكون الملجأ عند حزنها وتعبها ومرضها ولكن كيف يكون هو سبب أخذ روحها منها ، تري وجهه أمامها فتركض لتحضنه إلي صدرها لتشعر بالأمان وفجأة لا تجده كأنه سراب وتبخر دون عوده ، تستمع لصوته فتبحث عنه لتلبي النداء ك المجنونه ولا تجده فأين هو أين أنت يا حبيبي هل راقت لك دموعي وحرقة فؤدي ونزع روحي ، هل أستطعت كل ذلك ، ألم تخبرني أنني أبنتك.، لماذا لم تكن أبا لي بحزني تضمني وتحتويني وتجفف دموعي أن اراردت أن تهوي ، ألم توعدني أن تسعد قلبي دائماً فلماذا نزعت مني السعاده وتركتني وحيده بتلك الحياه التي لا ترحم....
بكت بحرقه وهي تدفن رأسها بالوساده وصورته لا تفارق مخيلتها تشعر بنغز بقلبها تشعر بمنادته ولكن هو حقاً يناديها؟
أنفتح الباب ودلف والدها يرمقها بحزن ، جلس جوارها ومرر يدها علي خصلاتها قائلاً :- حبيبه يا بنتي مينفعش كدا؟ صحتك يا بابا! هو ميستهلش دموعك دي؟
نظرة له مسرعه وهي تقول :- لا يستاهل يا بابا؟
أنعدلت بجلستها ونظرة لعينه قائله ببكاء :- ليه يا بابا عمل فيا كدا؟ دا كان سندي في الدنيا كنت في عز حزني هو الفرحه هو الامان طب انا ليه حاسه اني يتيمه وأنتوا جنبي؟ هو فين!
ضمها لصدره وهو يربت علي ظهرها بوجع وهمس :- طب والله يا حبيبه بيحبك وفي سبب لبعده عنك فكري يا بنتي عشان تعرفي ايه اللي غيره؟متحكميش عليه وأنتي متعلميش بحاله؟أن بعد الظن أثم يا حبيبتي استهدي بالله وكوني علي يقين انه ربنا لو خير ليكي هيقربك منه؟ولو يستهالك ربنا مش هيبعدكم قومي يا ضنايا صلي واشكي همك لربنا هو اللي قادر يخفف وجع قلبك ويطفي نارك؟
أبتعدت عنه ونظرة له وهي تزيح دمعاتها وقالت :-
عارف يا بابا من لما سبته وأنا مش بصلي ولا بقرأ قرآن أنا ازاي عملت كدا وضيعة عليا لذة قيام الليل بس اكيد الملائكه كانت بتدعيلي؟
أبتسم لتلك الكبيره بروح طفله قائلاً بحنان :- لما تجي الاحزان والاوجاع علينا مش نبعد عن ربنا ونندب حزنا وليه والكلام ده ،ربنا بيختبرنا دئما ولازم نرضي ونقول الحمد لله ومش نبعد بالعكس قربي اكتر لان في الوقت ده بيكون ربنا أقرب ليكي عشان يعرف سبحانه وتعالى إذا أنتي راضيه ولا لا هتصبري ولا لا ربنا بيكون جنبك وربنا بابه مش بيتقفل "ربت علي ظهرها:- قومي يا حبيبتي ربنا يفك حزنك!
أؤمأت برأسها و وقفت لتصلي وسجدة وحينئذ بكت أجهشت بالبكاء عاليا وهي تشكو حالها وحال فؤدها لربها الرحمن الرحيم...
ولجت والدتها وهي تحمل الطعام وقالت بمناغشه :- ايه يابت أنتي لسه مقفله الشبابيك كدا...
وضعت الصنيه جانباً وفتحت النافذه ليولج منها النور..
جلست جوارها هدي لتكب حبيبه مجهشه بالبكاء عاليا بحضنها.... ربتت علي ظهرها وهي تبكي لحال أبنتها الوحيده...
ولج أدهم بابتسامه وهو يقول بمرح :- أيه ده ايه ده بتخونوني كدا وكمان في بيتي ألحق يا حج...
ولج والده وضربه بمؤخرة رأسه قائلاً :- أسكت وشوف أختك؟
فقال مازحا وهو يتجه ويجلس أمامها :- مال اختي هو في قمر زي أختي متقومي يابت عشان نخرج كدا وهأكلك أكله حلوه يابختك بقا قومي يلا؟
أبتسمت بمرح وهي تجيبه :-بس يا ادهم مش طالعه يا بخيل!
فرد متعجبا :- فين بخيل بس ما بقولك أهوو يلا بينا قبل ما أغير رأيي وتقولي يارتني كنت قومت؟
ضحكة عاليا فقطعهم طرق علي الباب ،ليشير أدهم لوالده :- خليك انت يا بابا أنا هفتح؟
أؤمأ له.، اتجه والدها وجلس جوارها قائلاً:- ما تقومي ابوكي توحش ياكل من ايدك بدل اكل امك ده؟
فردت هدي بغيظ :- ليه وماله أكل أمها!
قطعهم ادهم قائلا :-حبيبه"نظرة له فأكمل قائلاً:- في حد عايز يشوفك؟
رمقته باستغراب :- حد مين؟
فأشار لها بهدوء :- فيكتور!!
صمتت قليلا وهمست برفض :- مش عايزه أشوف حد؟
# بس لازم تسمعيني؟
قال تلك الجمله فيكتور بحزن ينهش فؤده!
لتتطلع به حبيبه وهي تنهض بدهشه تألمت لنبرة صوته الموجعه ونظرته الحزينه فعلمت ان يوسف أصابه مكروه!
اذدادت دقات قلبها بخوف تخشي ما سيقوله قبل ان تسمعه
فهتف والدها وهو يشير لهدي وادهم :- طب احنا بره
نظر لها باطمئنان :- الباب مفتوح وانا اهوو جنبك هنا!
أؤمأت رأسها له ،وتطلعت لفيكتور بخوف ،لتهوي دموعه فأمتلأ الدمع بعينها وجلست علي أقرب مقعد كأنها شلت عن الحركه وهمست بتلعثم :- هو يوسف كويس؟
هز رأسه بقوه نافيا ،لتغمض عيناها بألم فشرع قائلاً :- يوسف عنده سرطان في الدماغ في مرحله متأخره!
بأعين متسعه نظرة له وهي تضع يدها علي قلبها وتلهث كأن الاكسجين قد نفذ!
فأكمل فيكتور ببكاء :-يوسف بيحبك يا حبيبه متتخليش عنه هو عمل كدا عشان ميعلقكيش بيه..
وبرجاء قال :- ساعديه يا حبيبه أرجوكي اعملي اي حاجه محدش يقدر يقنعه يعمل العمليه انقذي اخويا يا حبيبه ومتيتمنيش من تاني لان المره دي ممكن أموت لما فقدة اهلي هو كان كل اهلي وسندي لكن لو راح أنا هروح أحنا روحين في جسد واحد هو بيتألم بس انا اللي بحس
زفر بضيق وهو يشهق واكمل :- لما قالك طالق مستحملش وراح ردك ليه تاني أنتي ما زالتي مراته يا حبيبه وهو محتجلك محتجلك اوووي روحيله..
تطلعت به بصدمه وهي تبكي بشده وهمست :- يوسف؟
أشار لها ببكاء :- هيموت يا حبيبه وتذكر وهو يقول لها!
ولج لمكتب يوسف فوجده يمسك رأسه ويكاد يصرخ فركض إليه وأعطي له أقراص من العلاج،وصاح به :-
أنت لازم تعمل العمليه مفيش وقت؟
فرد بتعب وصوته يكاد يكون مسموع :-
عملية أيه بس اللي نسبة نجحها ضئيله أنا عايز أكمل المتبقي من حياتي وسط عائلتي دي اول مره أحس أني وسط عيله...
صرخ به فيكتور.:- فين يوسف اللي كانت بتجيله حالة مفيش حتي واحد في الميه انها تخف وبتخف علي ايده فين يوسف اللي لما يشوف حد بيتألم بيرسم الضحكه علي وشه وبيقوله هتعيش وهتخف فين يوسف اللي ولا مره يأس!
فهمس يوسف :- انا خايف خايف أموت عايز اموت وسط أهلي مش في المستشفي!
فهمس فيكتور ببكاء :- طب وأنا أنا هعمل ايه من بعدك؟
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Acciónترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟