البارت ٢١
# دموع العاشقين"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
زينت حديقة الفيلا على أكمل وجه ... فـ اليوم ليس كأي يوم أنه كتب كتاب حذيفة وأسماء وخطبة ياسين وسمر ... يوم حافل بأشيئا كثيرة فهناك من سيجتمع وهناك من ستبدأ تحطيم حياته.
تلألأت الحديقة بأنواراً شتى ... وتألقت بأجمل زينه ذات موسيقى هادئة ... توافد المدعون يستقبلهم يوسف والشباب مرحبين وهم متألقون ببدل سوداء اللون تذيد من وسامتهم.
تجمع الفتيات بالأسفل تتألق كلا منهم بدريس وردي اللون جعلهم گ الحوريات أما اسماء ، فتألقت بفستان ذهبي اللون من الأعلى لحد الخصر ثم لأسفل قدميها بأتساع بالللون الأبيض الغامق.
ذات خمار يغطي صدرها ومكياج خفيف للغايه وتاجاً بسيطاً رقيق فوق حجابها.
أستأذنتهم وعد ومضت ناحية طاولة بعيده منزويه وبيدها كوباً من العصير فمنذ أن عادة وهي تفضل الجلوس وحيده ما ان سنحت لها الفرصه ، كئيبه وحيدة القلب والروح غائبه عن العالم موجوده وغير موجوده ، ليست وعد السابقه فإن ابتسامتها ان ظهرت تكلفها الكثير ويا ليتها من القلب أيضاً ، شاردة برحيم وأخته و والدته وذكريات ما مضى تلوح أمام عيناها ، رفعت كوب العصير وارتشفت قليلاً وهمت بوضعه جانباً فآتاها صوت ياسين قائلاً وهو يجلس بجانبها :
- فيكِ أيه يا وعد ؟ أنتِ مش وعد اللي كانت قبل ما تسافر !
أنتِ معانا ومش معانا جسد بس انما روحك لا.
ظهرت إبتسامة على جانب فمها وقالت دون النظر له :
- وهي روحي هتكون فين يعني ؟ غير في مكانها ومسكنها !!
تنهد ياسين وقال بقلباً يئن :
- المشكله يا وعد أني حاسس وعارف فيكِ إيه ؟
لأن لو انا محستش مين هيحس بيكِ ؟!
احنا من طفولتنا سوا احزانا وهمومنا واحلامنا كل حاجه فـ ازاي تفكري إني مش هحس بيكِ ولا هشاركك جرح قلبك و وجعه امال انا أخوكِ ازاي !!
تبسمت وعد بحب له وقالت :
- أحياناً يا ياسين بنتحط في طريق رغماً عننا فيخسرنا كل حاجه.
زفر ياسين متنهداً بحزن ونظر لها باسماً وقال :
- أكتر شئ صعب وملناش حكم عليه هو القلب يحب وقت ما يطمن ويفرح من غير اي تفكير انه هيتعذب ما هو اصل الحب عذاب ومش اي عذاب.
تنهدت وعد قائله :
- يا رررريته كان بإيدينا كنا نزاعناه قبل ما نفكر نحب لأن الوجع لما بيدخله مبيطلعش أبداً بيفضل سايب اثره لحد ما يوقف نبضه.
وتفضل روحك مفرقاك عند الحبيب من غير ما ترحمك ولا ترق ليك ولا لجرحك طب ليه الانسان يحب ؟ عشان يبقي قلبه زي ليله وعيونه شلال دموع وروح تتمزق ليه؟
# ياااااه وقعتي يا وعد ، عمري ما كنت اتخيل انك تحبي في يوم بس طالما حبيتي فـ انا متاكد انه يستاهل لان مش وعد اللي تحب حد والسلام اكيد لقيتي فيه اللي ملقتهوش في اي حد.
ابتسمت وعد بخفه :
- رجوله ، هي دي لانها حاجه نادره مش في أي حد ما هو مش كل من كان راجل فهو رجل فالبعض منهم ابعد ما يكونوا عن صفة الرجال.
تسائل ياسين بترقب وهو يلتفت لها مقرباً المقعد :
- رحيم مش كدا ؟
رفعت وعد بصره به بصدمة فتابع هو موضحاً :
- فكرتي اني مش هعرف ؟ انا عارف من يوم ما كنتِ في الصعيد أصلاً نظرته ليكِ ونظرتك وقلبك اللي بيدق بإسمه بس هو يستاهل بجد راجل وبيعرف في الاصول كريم طيب شهم وجدع والدليل على ذلك ديجا ساعدها وهو ميعرفش أصلاً هي مين لو حد غيره كان سبها هو ماله ... ولا كان رماها في اي قسم لكن هو معملش كدا ... كرمه واستقباله لينا رغم ان احنا أغراب ... رحيم جدع.
أدمعت عيناها وساد الصمت محمل بالأثقال فتنحنحت وعد متسائلة :
- بما انك مش بتحب سمر ليه هتتجوزها ؟ وليه تحكم على قلبك بالموت وتظلم نفسك وتظلمها ؟!
صرف ياسين بصره ناحية سمر التى تتحدث مع عائشة وقال :
- تصدقي مش عارف بس ممكن احبها ليه لا ؟! سيبها على الله ربك هيفرجها ... مخبش قلب أبداً قال يا رب ولجأ له هتتعدل.
أقترب عثمان وبلال وحذيفة يشاركوهم الجلسة فاخذهم الحديث بالعمل.
تجلس ريم بجانب حبيبة التى تغلي الدماء بعروقها بسبب يوسف وغيرتها عليه ... جاءت ديجا ركضاً ناحية ريم و وقفت أمامها وقالت وهي تدور حول ذاتها وهي ترتدي فستان وردي مثل الفتيات:
- حلو يا ماما ريم ؟
لم تنتبه لها ريم فتمسكت ديجا بملابسها وأخذت تحاول جذب انتباهها وهي تقول :
- ماما يا ماما.
تنبهت لها ريم وهمست بزهول وتعجب :
- مامااا ؟؟؟ ورد مش عارفه فين ، بس ايه القمر دا ؟
انهت جملتها وهي تنظر بأعجاب لفستانها.
امسكت ديجا كفيها وبمحبة قالت :
- لا أنتِ كمان ماما مش ورد بس.
ترقرق الدمع بعيني "ريم" وضمت وجه ديجا بين كفيها وتبسمت ببهجة تسري بعروقها وتحدثت ببشاشه :
- ماما أنتِ بتعتبريني ماما يا ديجا ؟
همست ديجا ببراءة وهي تعانقها :
- ايوه يا ماماا ... وبهمس تابعت " هنام سوا انهارده ماشي؟"
اومأت ريم بفرحه فصاحت ديجا وهي تتحرك ناحية وعد :
- انا رايحة عند وعد.
• جلست أسماء على المقعد بجانب حذيفة ناكسة الرأس الفرحه لا تسعها فمنذ ان تم كتب الكتاب بالجامع وهي كنسمة ريح تحلق بالسماء ببهجه ، تنحنح حذيفة قائلاً وهو يقترب اكثر وامسك كفها :
- مفيش حرام صح دا حقي.
لاذت بالصمت وأشرق وجهها بإبتسامة رائعة ، مال قليلاً مطأطأ الرأس ينظر لها وهمس :
- طيب ينفع القمر يداري نوره ؟
رفعت رأسها قليلاً فصاح بفرحه :
- يا دين النبي ايه القمر دا ؟ القمر دا كله من نصيبي ؟
مبروووك يا سكني و وطني وجنتي.
لامست كلماته روحها المنطفئه فـ إذ هي تتوهج غمرتها البهجه وسرت بعروقها ورفعت رأسها ببسمة تذداد رويداً رويداً وبعد صمت تحرك فكها أخيراً قائلة بنبرة حنونه رقيقه :
- الله يبارك فيك يابني!!
عقد حاجبيه بدهشه وهو يقول :
- اي دا أبنك بس ؟
# حذيفة.
قالتها بحياء يذداد وهي تتحاشى النظر له.
فقاطعها قائلاً بنبره عاشقه هائمة :
- عيونه ، برده مقولتيش ابنك بس ؟
ألتفتت له وتقابلت أعينهم وعم الصمت قاطعته "اسماء" قائله بنبرة هادئة عاشقة :
- ابني وابن عمي واخويا وجوزي ؟!
# بس كدا ؟
# ايوه بس ، هو في حاجه تاني ؟
تصنع الحزن وهو يهمس :
- نسيتي اهم حاجه يا زوجتي العزيزة !!
فكرت قليلاً تحاول أن تعلم عن ماذا يتحدث ففشلت فعادة النظر له هامسه :
- نسيت أيه اقول يلا ؟!
أتسعت أبتسامته وهو يهمس :
-.نسيتي حبيبك!!
دلفت سجى وهي تتأبط زين وبجانبهم إسراء لتتسع أعين ديجا مزهوله وقد اعترتها الصدمه ممزوجه بالتعجب وهتفت:
- عمووو الملبوس هنا ؟!
ثم بتفكير تساءلت ذاتها وما زالت لا تبعد عينها عليهما :
- طب عمو الملبوس بيعمل ايه هنا؟وسوسو كمان هنااا.
صفقت ديجا بمحبة كأنها أخيراً تصدق عينيها وحواسها انهم امامها حقاً فركضت تجاههم ، في آوان ذلك قال عثمان هو وبلال بزهول :
- ملبوس ؟؟؟
نظرا لبعضهما البعض فأختلسوا نظره لياسين وجدوه متسمر ناحية سجى ينظر لها گ المسحور وما شابه ، ولكن بداخله خفق قلبه ،
وضعت وعد كفها على منكب ياسين حينما تنبهت بشروده بهذه الفتاة :
- يا سين دي مش فاطمه ولا عمرها ما هتكون فاطمه أنت بس مشدود ليها لانها عاميه زيها ، بس دي مش دي ،فوق يا ياسين.
هجمت ديجا على سجى وهي تصرخ بإسمها أنفجرت أساريرهم جميعاً وأمتزجت بالدهشه وهم لا يصدقون أنها امامهم تضم سجى.
لحظات وتنبهت سجى لها فهبطت لمستواها تضمها اكثر لصدرها ببكاء.
أبتعدت سجى وهي تحاوط وجه ديجا بين كفيها وهمست من وسط شهقاتها :
- ديجااا أنتِ كويسه ؟ ليه هربتي واختفتي فجأة كنت هموت عليكِ والله.
عانقتها ديجا مرة آخرى وقبلة وجنتيها وازاحت لها دمعاتها وقالت :
- معلش متزعليش مني انا بحبك.
بالمثل فعلت سجى وأزاحت لها دموعها وبصدق همست :
- انا مقدرش ازعل منك ابداً أبداً.
ثم استطردت قائله :
- أنتِ وصلتي لأهلك ؟
اومأت ديجا قائله :
-اااه هعرفك على ماما وبابا وكلهم دلوقتي هتحبيهم.
قاطعتها اسراء قائله :
- من لقي احبابه نسى صحابه وانا يا ست ديجا مش هتسلمي عليا؟
رفعت "ديجا"رأسها ببسمة وعانقت اسراء بمحبة.
وعادة ممسكه بكف سجى بحنان وعناية وهي تقول :
- يلا تعالي اعرفك على ماما وبابا وكلوا.
قاطعها"زين" الذي جلس على ركبتيه أمامها وهو ممسكاً بمرفقيها وتحدث بفرحه :
- ديجاا أنتِ بخير؟ انا كنت هتجنن عليكِ والله بس أنتِ ليه مشيتي كدا ؟
أزاحت ديحا كفيه بزعل وبتعصب تحدثت :
- أنت مش تكلمني ؟
تهجم وجه "زين" بعدم فهم وصمت ملياً بدا بتفكير وهمس لها بضيق من ذاته :
- مش عايزة تكلميني ليه ؟ أنتِ زعلانه مني ؟ طب انا زعلتك في ايه؟
تنبهت "سجى" لكلماتهم فهتفت لها بتعجب مصحوبه بالدهشه :
-ليه يا ديجا دا زين بيحبك جداً هو زعلك في ايه ؟
ضم "زين" وجهها بكفيه وبعتاب تحدث :
- أنا بردوا زعلتك يا ديجا ؟
أزاحت ديجا كفيه بدموع وركضت تجاه ياسين المقبل إليهم فتلقها بين ذراعيه حاملاً أيها وتساءل بغضب :
- ماااله دا خايفه منه ليه ؟ عملك حاجه ؟
عانقته ديجا دافنه رأسها بصدره وهزت رأسها بالرفض.
فتحرك ياسين تجاههم ، وهو يحدج زين بنظرات كفيله لحرقه ولا يدري سبب ذاك الكره بداخله تجاهه.
صافحه زين بابتسامه مصتنعه وقال بصوتاً أجش :
- دي تاني مرة نتقابل ... بس المرة الاولى متعرفناش كويس ،
زين القاضي.
صافحه ياسين وهو يضغط على كفه وهتف :
- ياسين ياسين الشرقاوي.
لمح ادهم سجى فأقترب منها سريعاً مرحباً بها واخذها من يدها وأجلسها وبجانبها اسراء وانضمت لهما عائشة تعرفهم ببعضهما.
أبتعدت ديجا عن ياسين وذهبت تجاه والدتها على عجل وسحبتها ناحية سجى.
# استنى يا ديجا ماالك في ايه ؟
قالتها ورد وتسمرت مكانها امام سجى محدقه بها بعدم تصديق وهمست وعينيها مفعمه بالصدمه :
- فاااطمه !!!!!!!!!
تجمعت الدموع بمقلتيها ... لم ينتبه لها احد بينما صاحت ديجا بـ سجى :
- سجى يا سجى دي ماما ورد ؟
يا ماما يا ماما ماامااااا سلمى على سجى !!
صرخت بها ديجا في والدتها الواقفه بصدمة ... فتنبهت ورد وهي تفوق من صدمتها وبلعت ريقها وهمست بتغيب :
- عااامله أيه؟
ابتسمت سجى وهي تنهض تصافحها:
- الحمد لله.
تراجعت ورد بصدمة واستدارت مغادرة وهي تكابد على حبس دموعها حتى دلفت للمنزل بعيد عن الحشد القائم بالخارج ، فما ان وطأت قدميها للداخل هوت دموعها بغزارة و وضعت يدها على قلبها وانفجرت باكية بنحيب ، لحظات ثوانً فدقائق لا تدري كم مر من الوقت وهي بتلك الحالة ، لا تشعر بشئ او اين هي ولا بما يدور حولها ، فما أن هدأت حتى آتت بهاتفها على عجل وأخرجت إحدى الصور والتى بها تحمل طفله لا ترى وتقبلها بحنان ، لامست أصابعها الصور بشوق وانكبت باكيه وهي تضمها.
دوي صوت ادهم وهو يقول بلهفه وقلق :
- ورددد ماالك أنتِ كويسه بتعيطي ليه بس في ايه؟
وقف عن كثبً منها ... فرفعت هي عينيها المكتظه بالدموع وقالت بصوت اضناه الألم :
- فاااطمة ، فاطمة.
أدمعت عينيه وهمس وهو يتنهد بثقل :
- الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة يا رب.
ايه بس فكرك بيها دلوقتي ؟
أشارت ورد بيدها للخارج وهي تلتقط انفاسها بصعوبة :
- بررره هي برره فاطمه والله بره ... قلبي مستحيل يغفل عنها هي أنا،أنا متأكده!!
هوت دموعه وهو يدير رأسه للجهه الآخرى وسرعان ما كفكفهم حتى لا يراهم أحد وهمس وهو يغلق جفونه بألم :
- صلي على النبي ، دي سجى اللي برة أنتِ بس لما شفتيها حنيتي لفاطمة قومي بس اغسلي وشك وتعالي يلا ياسين خلاص هيلبس سمر الشبكه.
هزت ورد رأسها بجنون وحادثت نفسها بهمس :
- لا دي فااطمه ازاي يعني انا حسيت بيها أنها هي مستحيل احساسي يكذبني ازاي معرفهاش لو مش هي مكنش قلبي دقلها كدا.
# بتقولي حاجه ؟
تسأل "أدهم" حينما تناهى لمسامعه همسها.
فهزت رأسها بالرفض وهي تزيح دموعها وتنهض قائله :
- لا أبداً انا طالعه دلوقتي.
اؤما "ادهم" باسماً وخرج ، بينما بدت "ورد" ك المتفكره بشئ ما تنوي فعله وخرجت بعد لحظات.
في حين ذلك كان "ياسين" يتحدث بالهاتف إذ أنه أستدار فوقعت عينيه على تلك الحورية التى تجذبها "ديجا" نحوه فتحرك تجاهها ک المسحور وقد نسى تماماً أمر المكالمه.
كأن المكان فرغ فلا يرى غيرها ... توقف امامها هائماً بها بينما هي تحدثت بتعجب :
- ديجا أنتِ وخدني فين ؟
همست ديجا ببراءة :
-عند ياسين اهوو ، حاولت جذب انتباه ياسين الذي لا تحيد عينيه عن سجى وتحدثت بصدق :
- ياسين أنت حلو وهتتجوز سجى عشان هي حلوه وانا بحبها وانت كمان هتحبها ماشي ؟؟
أبتسم ياسين لها بينما فرقت سجى أصابعها بتوتر شديد وحياء أشد فتابعت ديجا هامسة لياسين :
- هتتجوزها صح يا ياسين ؟
نكست سجى رأسها بحياء وتحدثت :
- بس يا ديجا عيب كدا !!
# عاامله أيه طمنيني عنك ؟
همس بها ياسين مقاطعاً سجى التى تسمرت محلها على سماع صوته تحاول تصديق اذنيها وجوارحها انه هو ياسين لا غير.
كابدت لتنظيم ضربات قلبها المنفعله وهتفت وهي تتنفس بصعوبه :
- ياسين أنت صح ؟ ياسين ؟
# نعمم .. ايوه انا ياسين.
رفعت ديجا الحائل بينهما رأسها تقلب نظرها بهم بتعجب وهي تهمس:
- هما أنتوا ازاي تعرفوا بعض هو انا قولت اسمهم وأنا ناسيه.
هزت كتفيها بعدم فهم وصاحت :
- انا رايحه أغلس على اسماء.
أبتعدت ديجا فأرتبكت سجى بخوف وهي تقول :
- استنى يا ديجا متسبنيش لوحدي وديني عند اسراء !!
أمسك ياسين كفها وهو يقترب وبحب قال :
- أنا هنا متخافيش.
دق فؤادها بعنف ولكن شعوراً بالأمان توغل لداخل حناياها مطمئنه.
وراحة استقرت بروحها فتبسمت ببشاشه مصحوباً بالحياء.
عم الصمت قاطعه هو قائلاً :
- تعالي نقعد.
أخذها من يدها أجلسها وجلس على مقعداً بجانبها وما زال ممسك بكفها كأنه يخشى ان يفقدها او ان تضيع !!
تنحنحت "سجى" بتوتر وقالت ببسمة ورقه :
- كنت عايزة أقولك.......
صمتت بتوتر فقال هو محثها على الحديث وكل ما به يهفو شوقاً لسماع صوتها المبث لروحه بالبهجه فأن تحدثت توهجت روحه وإ الدنيا كلها تتوهج وتشرق :
- اايه ؟ اتكلمي !!
ابتلعت ريقها قائلة :
-كنت بس هشكرك وهعتذرلك لأني رنيت عليك ومش فاكرة قولت ايه بس أنا والله كنت مضايقة فلقيت نفسي بكلمك.
# أنتِ تكلميني في اي وقت واي لحظه وهكون موجود دايماً اسمعك.
قالها بعفويه ولهفه.
فتابعت قائلة بإبتسامه :
-شكراً ليك بجد ، معلش لو كنت ضيقتك او شغلتك.
بإمتعاض وضيق تكلم بصدق :
- بطلي كلام عبيط بقا ، أنتِ تشغليني براحتك مفيش اي حاجة ممكن تشغلني عنك كله في داهية إلا أنتِ وياستي مش شغلتيني ولا حاجة ولو مشغول أفضالك.
توردت وجنتيها وتلألأ النور بعينيها.
# مين دي يا ياسين ؟
اول مره اشوفك بتتكلم مع وحده بالطريقة دي ولا بتبتسم حتى فـ مين دي؟ دا انا مش بتعاملني كدا؟
تحدثت بها سمر بعصبيه ،فنفخ ياسين بضيق و وثب واقفاً جذبها من ذراعها نحوه وهمس بجانب اذنها بحيث لا يستمع صوته لأحد غيرها :
- أمشي دلوقتي لحد ما اجي اخلصي ؟
تكلمت سجى باسمة بهدوء:
- في حاجه يا ياسين؟مين دي ؟
# أنا خطيبته يا ختي اقصد خطوبتنا انهاردة يعني مراته ان شاء الله.
تلاشت الإبتسامة من وجهها وكثى الوجع فؤادها وطل من عينيها وغزا الوجع وتحدثت بدموع متحجره :
-مبروووك يا ياسين الف مليون مبروك يتمم لك على خير يارب.
تبسم ياسين بسمه خفيفه ورد باقتضاب :
- الله يبارك فيكِ ، عقبالك يا رب !
تلاشت البسمة وبحزن همست :
- عقبالي ايه بس ؟ هو في حد ياخد واحده عمية ؟!
بتلقائية رد ياسين :
- ليه بتقولي كدا أنا متاكد ان الف واحد يتمناكِ مش الف بس شباب العالم كله ، هيكون محظوظ اللي من نصيبك!
بخفوت همست بتعجب :
- محظوظ ؟! ليه يعني وعلى أيه على واحدة عمية ؟؟!
# محظوظ عشان عنده قلب زي قلبك أبيض ورقيق ومش بيحمل كره تجاه حد مهماً كان قلب يسع الدنيا بحالها واللي فيها ، قلب صافي وطيب ورقيق وبسيط وروح جميله هاديه جداً ومرهفة الاحساس وكمان جميله!!!
ضحكة بخفه وهي تقول :
- دا من ذوقك والله ، جامل براحتك!!
رد بصدق وهو هائم بها :
- مش بجامل أنا.
ثم غير الحديث قائلاً بتذكر :
- عرفتي مين كان عاوز يأزيكِ؟
ببساطة ردت :- لا الموضوع مش مهم أوي.
# سجى قاعده ليه هنا ؟
قالها "زين" مقاطعاً حديثهم ، فنهضت سجى باسمة وقالت :
- قاعده مع ياسين
أشار "زين بإمتعاض :
- طيب تعالي عشان اسراء بدور عليكِ.
اومأت برأسها وتوجهت معه بينما ظل ياسين ناظراً بأثرها وقد سلبت روعه منه
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Actionترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟