البارت 29 ج2
دموع العاشقين.بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
دلف ياسين تائهاً لمنزل زين ينادى بقلبٍ متلهف شغوفٍ عن نصفه الآخر بجنون لا يصدق أنه فقدها مره آخرى ، بكاءها وهي تخبرها أنها خائفه وتطلب منه أن يبقى ، لكنه رحل ، رحل دون أن يعبئ بدموعها ، دون ان يحتويها.، وأضاعها مرة آخرى .
خرجت عائشة بلهفه من الغرفه وهي تسائله بقلق :-
مالك يا ياسين في ايه ؟
بأعين دامعه مترجيه أن تطمئن فؤاده سائلها بلهفه :-
سجى فيين يا عائشة ، أنتِ مش كنتِ هنا طيب ازاي خدوها اززززاي ؟
هوت دموع عائشة بصمت وأنهدل جسدها وهي تقترب منه رابته على كتفه :-
مالك يا ياسين سجى أكيد هنا ؟
# لا يا عائشة مش هنا أختك ضيعناها تاني وأنا السبب بردوا.
قالها وهو يجلس بهم على درجة الدرج ، لتنزل عائشة بمستواه سائله بعدم فهم :-
أخت مين ، وعد اهي يا حبببي صلى على النبى.
نظر لها بأعين غائرة ضائعه وهمس وقد ارتسم الألم على ملامحه وغزا الوجع فؤاده :-
سجى تبقى أختك فاطمه ، هي ممتتش عايشه ، زين اللي لقاها.
صدمة سلبت تفكيرها وهي ترتد للخلف بتيهه :-
سجى فاطمه ازززاي ؟ أنت بتهزر !
# لا مش بيهزر.
قالها زين بموجه من الألم ، وأؤمأ برأسه مؤكداً :-
سجى مش أختي أنا لقيتها زماااان وانهارده ظهرت كل الحقيقة.
قلبت بصرها بهم وهوت دموعها بصمت لثوانٍ ثم تبسمت ضاحكه ببكاء ، إذ انهم لم يدركوا أهي تضحك أم تبكِ ، هبت واقفه وركضت للأعلى ببسمة على ثغرها ، مشرقة المحيا ، تناجى باسم "سجى" بلهفه وأشتياق ، لم تدم كثيراً وعادت لهم متهجمت الوجه وبقلق هتفت :-
سجى مفيش مفيش في الأوضه. فاااطمه حبيبتك مفيش يا ياسين هي سجى راحت فين.
لم تلبث وأن نزلت للأسفل ركضاً ما أن لمحت والدتها و مضت نحوها قائله ببكاءٍ مرير :-
سجى أختي يا ماما، فاطمه عايشه ممتتش.
أعلن هاتف "زين" عن أتصالاً هاتفياً متزامناً مع كلمات "عائشة" فنسله سريعاً وأجاب بعجاله :-
اااايه عرفت حاجه يا محمود
أجاب الطرف الآخر بصوتاً منخفض :-
ايوووه يا زين هو دلوقتي فـ**********.
أشرق وجهه مستبشراً بسرور بدا على ملامحه التى ارتخت بسكينه ، فما لبث ان اغلق وقلب بصره بـ للمار وياسين وهلّ قائلاً :-
أنا عرفت سجى فين ؟ بعدم ما سليم سبنا نمشي وهددنا راح للبيت القديم هو بعيد شويه بس لو اسرعنا هنوصل.
بـ أمل حدقت به لمار ، بينما ياسين لا زال على صمته وتفكيرة ، لا يدري كيف يعيش حياته بدونه أن رحلت ؟
لوهله أحس أنه قد أختفت كل النجوم والأقمار ، واختفت الشمس من الحياة.، أصبح السواد يحيط به بدرجة مخيفة للغاية ، هي فؤاده ، وروحه ، وكيانه ، ونفسه ، روح الروح وقلب القلب وقمره الساطع بسماء قلبه الحالك فماذا لو أختفت ؟ كيف يعيش ؟
تنبه لـ زين الذي يهزه بعنف ليفوق من دوامت تفكيره.أدلج ليلاً كلاً من "لمار ، وعد ، زين ، ياسين" بهزيعاً من ثلث الليل الأخير ، حيث مكان سليم ، توقفا بالسيارة بعيداً نسبياً عن المكان ، ثم ساروا بؤئيدة لناحية البناية ، و وقفوا اربعتهم يفحصون المكان بأعين كعين الصقر ، تخضبت وجوههم بحمرة الغضب ، واعتملت صدورهم بحقداً دفين لا مثيل له ، شحذت همت لمار وقالت وما زال ناظريها منصوبٍ بجل همه يطالع المكان بدقه :-
ياسين زين انا هدخل انا وعد هنشتت انتباهم وانتوا عليكم أنكم تلاقوا فاطمة ، سليم اول ما هيسمع الحرب اللي هتشتعل هيطلع عشان يعرف في ايه وأنتوا تكونوا القتوها يلاااا.
ألتفتت لوعد هامسه بنبره جادة صارمة :-
جاهزة ؟
أكتفت وعد بهزه بسيطه من رأسها ، وبدا التوعد والغضب بمقلتيها.
لحظه وكانوا يتسللوا للداخل گالأسد لا يشبعوا من دمائهم وطفقا يطلقوا الرصاص على كل من يقابلهم أو يقاتلوا بالأيدي ، اشتعل لهيب المعركه بالداخل ولمار و وعد صامدون يقاتلون دون رحمه لمن لا يرحم فهؤلا ابعد ما يكونوا عن صفة البشر ، لكنهم لا يسفكون دماء الموت.، لا سيما يصيبوا فقط الأقدام او الأذرع أو الكسر وكفى.
بينما استغل ياسين فرصة أنشغال الجميع بالقتل ، وعلى غفله تسلل للداخل ، وبآوان ذلك تسلق زين أحدى الأعمدة بخفه ومرونه وعينيه تنتقل من غرفة لأخرى.
وقع بصر زين أخيراً عليها ، مطروحه أرضٍ معصومة العينين، مكبلة يديها وقدميها بحاله لا يرثى لها جسدها يرتجف بقوة ، صعقته تلك الجروح التى رآها بوجهها ، ملابسها الممزقه ، رياح شديدة هبت فجأة حتى كادت بسقوطه ارضٍ ، مخافتٍ أن يكون أحد قد أعتدى عليها ، هل هناك من اعتدى حقاً على براءة طفلته ؟ يا الله يكاد قلبه بالتوقف ، كانت النافذة مغلقه ، بلى محكمة الأغلاق ، تعلق بيد بأحد الاعمدة وبيده الآخر أخذ يلكم على الزجاج بقوة وعنف ، بتلك اللحظه لم يفكر بذاته ألبته ، كل همه هي أبنته التى ترعرعت على يديها من صغرها فأصبح لها ابٍ وليس اخاّ فقط أنها قطعه منه ، فكرة أن قد يكون احدٍ أزاءها تجعله يذداد اكثر من لكم الزجاج بقبضته غير عابئ بدماءه التى سالت حتى تهشم الزجاج لشظايا متناثرة ورفع قدمه وهوى للداخل ، يركض قلبه متوجه لها قبله.
سبقت عبراته كلماته وهو يقترب منها. :-
سجى حبيبتي أنتِ كويسه فيكِ حاجه.
تزامنت كلماته ولوج ياسين ركضاً ولكنه وقف ثابتاً بمحله يطالعها بأعين دامعه ، حينما انتفضت مبتعده تحرك رأسها يمنى ويسر وهي تحيط جسدها بذراعيه :-
مييين عايزين مني أيه سبوني...
ثم زحفت للخلف محتميه بالجدار وهي تضم نفسها بذراعيها :-
موتوني انا اصلاً مليش حد ، محدش هيسئل عني موتوني بس محدش يقرب مني ، هتقولوا لربنا ايه ؟
أنفجرت دموع زين بقوة عاصفة عاتيه زجت به في الأوجاع وهمس بصوتاً مبحوح :-
أنا زين يا سجى.
هوت دموعها بقهر وهي تردد بضياع :-
زين ، كنت فين أنت مش عارف ان أختك عاميه ؟ ولا عشان انا مش اختك بجد.
# لا يااااا سجى لا يا بنني متقوليش كدا.
اسرع زين بقولها وهو يضمها بقوة ، فتشبثت به باكية وهي ترتعش وغمغمت :-
حاولوا يغتصبوني يا زين وفجأة لما سمعوا اصوات بره سبوني انا خايفه.
دنا ياسين بتيه ومسد على ظهرها بأمان و وجع أحتل سويداء قلبه :-
سجى أنا هنا متخافيش.
# أنت مش هنا ولا هو هنا انا لوحدي ومعايا ربنا بس روح يلا ايه اللي جابك ؟
قالتها بعتاب مصحوباً بدموعٍ غزيرة تتساقط.
وكان هذا آخر شيء نطقت به قبل أن تغيب عن نفسها.
- بالخارج ركضت لمار خلف سليم الذى فر هارباً من امامها حينما شعر بنهايته، سرى الخوف بعروقه واوصاله وقتما رأى زين وياسين خارجاً بسجى فلحقت بهما وعد.، واسرع هو مستقلاً سيارته لتنجح لمار بالتعلق بها بالخلف ، حاول مراراً وتكراراً أن يزهق روحها او ابعادها لكن ذاك عزيمتها واصرارها لم ينجح ، توقف بالسيارة مترجلاً ركضاً تجاه الشاطئ ثم بلمح البصر كان يصعد احدى السفن ولحقت به لمار ببسمه خبيثه.
بلع ريقاً جافٍ بخوف وهو يطالعها بقلق وأقلعت ااسفينه بالمياة.
تراجع سليم للخلف حينما أقتربت لمار ببسمة مخيفه وتحدثت بغل :-
دلوقتي هتروح مني فين ؟ أنا سجلتلك كل حاجه وهتنعدم وانا اللي هعدمك بنفسي.
تزامنت أنهاء جملته وهي تلكمه بقدمها وقبل ان يسقط تلقفته ممسكه بمقدمة قميصه ، وطفقت تضربه گ الثور الهائج.
سقط ارضٍ ساعلاً و وقفت هي لاهثه أمامه وحدجته بنظره مليئه بالسخط ثم انقضت عليه مرة آخرى ، حتى باغته بضربه قويه على رأسها بحديدة تلقفها من جانبه.
فـ ارتدت للخلف و وقفت تترنح من شدة الألم ، فنهض هو ببسمه خبيثة وهوى بالحديده على بطنها لتتأوه بألمٍ حاد وهي تمسك مكان الألم ، اتسعت عينيه بتلذذ غريب مخيف وهوى بضرباتٍ متتالية على قدميها حتى خرت ارضٍ ،
جلس مقابلها بتشفى وقال وهو يناظرها بأعين ساخرة :-
فكرتي بـ انك هتخلصي مني ، بس انا اللي هخلص منك وارميكِ في عرض البحر دا ومحدش هيعرفلك طريق هتكونِ واجبه حلوة للسمك يا بنت الشرقاوي.
ضحك بملء فمه وهو يجلس على احد المقاعد واضعاً قدم فوق الآخرى :-
يمكن بتفكري ليه انا معديكِ كدا ، تصدقي مش عارف ممكن نسميها حقد وانا شايف الكل بيحترمك وعاملك الف حساب ، دا حتى اخويا كان بيشتشيرك في كل حاجه يمكن حاجات أنا معرفهاش ، وأخيراً كنتِ بتحومي ورايا وخطر عليا وعلى مكانتي في البلد لذلك قررت أدمر عيلتك كلها وبعت بنت لـ عمر "رفعت بصرها به بترقب فإسترسل حديثه" متبصيش كدا ايوة انا اللي فرقت بين عمرو و ورد واللي أنتِ معتبراهم عيالك، بس الغبيه نجحت في تفرقهم بس منجحتش تخلي عمرو يصدق انوا لمسها فعلاً وتمت علاقه بينهم وكان اتجوزها وقتلتها عشان خطتي فشلت بسببها.، هووووف عملت حاجات كتير في عيلتك بصراحه وانا اللي خطفت خديجه بردوا انا وراء كل حاجه حصلتلك وهتحصل لعيلتك بعد موتك.
ثم زفر بضيق وهو يطالع النجوم ويتابع حديثه :-
المشكله بنتك فاطمة دي كان زمانها ميته أصلاً من يوم ما خطفتها إلا انها برغم انها عامية ومبتشوفش خرجت وفضحتني واخويا عرف بكل مصايبي ، وبعدها زين مسبهاش وكل ما اخطط لقتلها مش بيحصلها حاجه ليه هي ايه دي.
نظرت له والشرر يتطاير من عينيها وقالت بسخط :-
ددددي عناية ربنا يا كلب.
وقفت تود البطش به فرفع الحديده ليهاجمها فأمسكت بها وحاولت نزعها من يده لكنه كان متعلق بها گ ذروق نجاه حتى دفعها بقوة لتسقط أرضٍ بالفعل كادت بالسقوط لعرض البحر لولا يديها وادراك ذاتها بالوقت المناسب.
في حين ذلك هم سليم برفع الحديدة وهو يدفعها لتتسقط بالبحر ، فتقهقر للخلف صارخاً وهو يسقط وكان قد غرق وهو يستغيث ، وقفت لمار ملقيه بذاتها خلفه دون تفكير وسبحت بالمياة تبحث عنه ولكن لم يسعفها ظلام الليل الحالك
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
حركة (أكشن)ترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟