الفصل 23 ج2

2K 111 2
                                    


البارت 23
الجزء الثاني
# دموع العاشقين.

# تتجوزيني يا سجى  ؟
كلمه همهم بها دون وعي وتفكير ... فإرتعدت أوصالها وجف حلقها من هول الصدمة وأبعدت رأسها عن صدرة متسائلة بزهول جليّ  :
- أنت بتقول أيه  ؟
ثم تنهدت وهي تفرك ذراعيها من شدة البرد وملابسها المبلله وبضحكه ساخره أردفت  :
- شفقه شفقت عليا عشان كدا عاوز تتجوزني صح .
صمتت شاهقه ببكاء مصحوباً بماء المطر الهاطل عليهن  :
- أنا مش بحكيلك عشان تشفق عليا  ... ولكني بحكيلك عشان أنت الوحيد اللي اعرفه في الدنيا من بعد زين وأسراء .
همت أن توليه ظهرها فأمسك معصمها مانعها عن السير وتمتم  :
- استنى يا سجى .
ثم خطى بثبات واقفاً أمامها ودنا منها أكثر ثم ضم وجهها بين كفيه بعشقً جارف وبهجه تسري بعروقه وفرحه تغمده كلياً فقال بأعين تفيض بالدمع  :
- ليه فهمتيني غلط  ؟ مفيش حد في الدنيا هيتجوز شفقه أبداً  ... أنا خايف تضيعي مني بعد ما لقيتك خلاص سنين وأنا بدور وبعد ما لقيتك مستحيل أسيبك تضيعي مني تاني أفهميني ... أنا حبيتك من أول مرة شفتك فيها من يوم ما أنقذتك وأنت ملكتي قلبي وكياني وكلي فمش هسمح تصيغي مني  ؟
تسارعت أنفاسها ودق قلبها بعنف وذابت روحها من ملامسة كفيه على وجنتيها فرفعت كفها تتلامس كفيه وأناملها تسير بحركات دائريه على كفه الخشنه الغليظه وفتحت فاهها تود أن تقول أنها أيضًا أحبته لم تكن تدر ما معنى الحب وها هو يتسلل رويداً رويداً بداخلها .
لقد وجدت موطنها التى لطالما بحثت عنه عن أمان وأحتواءً وسكينه وظل يحميها من عواصف القدر ورياح الزمان ليكون سداً منيعاً لها .
أماااان وهل ترجوا غير ذلك  ؟
أن تك مطمئنه دائماً بحضوره وغايبه ما دام روحه تحوطها .
ولكنه لا يستحقها هي لا تصح زوجها أنها عمياء لا ترى .
فأغلقت جفونها بالم على صوته وهو يقول بتسائل  :
- مالك يا سجى بتفكري في أيه  ؟
دفعت كفيه بإمتعاض ... فتعجب لا يدرك ما أصابها فجأه ... فغمغمت هي وهي تتراجع خطوتين  :
- ياسين فوووق أنت خاطب وأنا مش ليك أبداً أنا عاميه أنت فاهم .
تبسم ما أن فهم وأدرك ما يدور بذهن تلك البلهاء لم تدر للآن أنه يهيم عشقاً بها ربما لم تدري بعد ولكنها حتماً ستدرك أنه قد يضحي بحياته بسبيل ضحكتها وحياتها .
أخترق صوت الرعد أذنيها فأرتجفت و وثب قلبها فزعاً ثم ألقت بذاتها بين يديه محتميه متواريه فاطمئنت فتبسم هو قائلاً حينما اذدادت زخات المطر :
- تعالي نقعد في العربيه بدل ما تأخدي برد .
ما كاد بنهي جملته حتى أبتعدت عنه وهي "تعطس" بوجهه فمال بجذعة على بغته وحملها دون حرفاً فأنتفضت صارخه  :
- أنت هتعمل أيه ؟ ازاي تشلني كدا  ؟ مين سمحلك  ؟
لم ينبس ثم فتح باب ااسيارة وأجلسها وركض هو الناحية الآخر وصعد بجواره وهو يشعر بالأحياء اذداد الجو بروده فأنتفضت وهي تضم ذاتها لتستمد الدفئ من نفسها فزفر بضيق وهو لا يستطع فعل شيء .
تحير فكرها بأمرها وتردد بآخبارها ثم همس بترقب وهو يستدير لها  :
- سجى أنتِ هترجعي لمنزل زين تاني  ؟
شردة بتفكير ودموعها تهوى هوياً وجحافل من الذكريات أخترقت ذهنها لا تصدق أنها لست منهم أنهم ليسوا لها ليس بأخواتها ما يوجعها كذبهم عليها لا تصدق للآن أنها ليست أختً لهم .
فتلعثمت بأعين مفعمه بالحسرة والوجع  :
- لا أنا مش هقدر أعيش معاهم هما استحملوني كتيررر فلازم أريحهم مني  ؟
أغلق جفنيه بألم من كونه لن يستطع أخذ وجعها فهمس بصدق  :
- لا يا سجى هتفضلي أختهم هما بيحبوكِ جداً وزين عمره ما فرق بينك وبين اسراء بل على العكس أنتِ هتفضلي أختهم محدش يقدر يغير دا يا سجى عمر العلاقات والرابط كانت بالدم فكام من علاقات دم كانت منها الازى للأنسان في علاقات بالقلب القلوب لما بتتجمع عمرها ما بتفارق أبداً ودي أفضل العلاقات صدقيني واصدقهم لأن الروح والقلب بيبقوا واحد .
ثم استدرك بغيرة  :
- بس مينفعش تقعدي مع زين في مكان واحد حتى ولو هو معتبرك أخته بس مينفعش !
هشت وبشت وهي تقول  :
- فعلاً معاك حق هما هيفضلوا اخواتي وهيفضل زين الاب والأخ والسند والابن هيفضل دنيتي واسراء بردوا انا من غيرهم ولا حاجة .
ومعاك حق بردوا مش هينفع ارجع أعيش معاهم ولكن زين مش هيقبل.
تبسم ياسين واوشك على الحديث فرآى جرحاً برأسها فبقلق وهو يكور قبضة يده هتف  :
- ايه الجرح دا ؟ من أاايه .
فزعت من صوته العال وتحسست جرحها وهي تتذكر ثم أستطردت هامسة  :
- أصل أنهارده في نااس حاولت تخطفني من البيت بس زين قدر يساعدني فتخبط وأنا بقاومهم بس ؟
أتسعت عينيه وأقسم أن يقتل ما كان سبب جرحها ثم غمغم بنبره غليظه  :
- مين اللي عايز يقتلك ؟
هزت رأسها نفياً  وهي تهز منكبيها  :
- معرفش مين !
فتبسم هو بفكره خطرت على باله  :
- أنتِ كدا مش أمان في بيت زين لحد ما نعرف مين عايز يقتلك  ؟
هزت رأسها أيجاباً فتبسم هو بسمة ماكرة وما لبث أن عاد لصمته بشرود وتفكير .

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن