الفصل الحادي عشر
رواية /فتاة العمليات الخاصه
"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"
كان يصعد الدرج بخطوات ثابته ، وهو متلهف أن يرأها بشوق ، فها هو حلمه سيتحقق وسيراها ، أستمع لصوت أنين وبكاء ، تصنم محله طاف حول نفسه وعينه تجوب المكان ، حتي حاول أن يتبع الصوت ، بينما هو يستمع لصوت يطلب المساعدة والاستغاثه ، وقع نظره علي تلك الشقه التي أخبره مايكل ان تسكن بها ، لم يدري ماذا يفعل ، ألمه قلبه بشده ، تقدم بخطوات ثقيله نحو الداخل ، فرأي كركبه استمع لصوت بكاء وصراخ في آن واحد ، ولج وعينه تجوب المكان حتي رأي ريم صريعه أرضاً ، ألقى الحقيبه من يده وهرول إليها في قلق ، جلس لمستواها ونظر لهاله التي تبكي بوعيل وتحاول جعلها تفيق وعمرو الذي يبكي ، فصاح بهم بصراخ :-
بس اسكتوا ، فهموني اي اللي حصل ، ودي مالها ؟
نظرت له هاله بلهفه وأمل واستنجاد فقالت برجاء :- لو سمحت ساعدني أوديها المستشفي ؟
نظر إلى دموعها الهالكه وصمت قليلاً حتي قال :-
من غير ما تقولي طبعاً ، حملها بين يديه وهرول بها إلى المستشفي .
صعدا السياره وانطلق "أيهاب" بأقصي سرعه لديه ، وهو يخطف النظرات لهم ، وقد كان بكاء هالة يمزق قلبه ، فنظر من المراءه إليها وقال بألم :-
هتبقي كويسه متقلقنيش ؟
تلاقت اﻷعين ، وياليتها لم تلتقي لينشئ حب سينتهي قبل أن يبداء ، وسيلعب القدر لعبته ، ليصبح الفراق واليأس رفيقا لفؤاد "هاله" ويصبح نهارها هو ليلها وليلها هو نهارها وسينطفأ النور من حولها ودنيتها ، ويصبح الظلام رفيقها ..
نظرة هاله وابتسمت له :- ان شاء الله شكراً
وها قد وصل أخيراً إلى المشفي ...
وولجت ريم للفحص ، وظلت هاله بالانتظار بقلق ، ولم تدري ما عليها فعله ﻷجل بسنت هوي الدمع على وجنتيها خشيه أن يحصل لها شئ ، ضمها عمرو ببكاء فضمته لتستمد منه الأمان وكأن تلك الضمه هي السند لهم ؟؟؟
رق قلب "أيهاب" فاقترب منهم وهمهم حتي تشعر به ، فرفعت نظرها إليه ونسيت كل ما هي به شعرت بتذايد دقات قلبها ، فاقت لنفسها فقالت :- شكراً لحضرتك يااا ؟
لاحظ صمتها فقال مصافحا لها :- أيهاب أسمي أيهاب
صافحته بابتسامه رقيقه ورددت " أيهاب"
أستمع لاسمه يترنم من فمها ، بصوت شجي مطرب للأذان صمت قليلاً فأكمل مازحا وهو يبعد يده ولا يدري ما تلك الرعشه وكأن الكهرباء مسكت به عند ملامستها :- لو مش عجبك ممكن أغيره عادي ياااا ؟
ابتسمت هالة :- هاله .
فرد مسرعاً :- الله أسمك حلو ، فنظر إلى عمرو
نظرت هاله لما ينظر إليه ، فأشارت لعمرو قائله :- وده عمرو أخويا ؟
# هاله أنتي كويسه ايه اللي حصل ؟
كان هذا صوت "فهد" الذي كان يتقدم منهم راكض بخوف ، تقدمت له هاله حتي وقفت أمامه فقالت بصوت مختلط بالبكاء :- ألحقني يا فهد بسنت خدوها
مسك كتفها لتهداء فهتف بصوت عالي :- اهدي يا هاله فهميني براحه ؟
هدئت من روعها فقالت :- كنا قعدين فجأة سمعنا صوت كسر الباب ودخل منه رجاله كتير وهجموا على بسنت وخدوها بسنت اتخطفت وريم في واحد منهم زقها جامد وجبتها هنا .
فهد محاولا جعلها تهداء :- بس خلاص مفيش اي حاجة أنا بلغت لمار وهي في طريقها على هنا وكمان متقلقيش بسنت هتكون كويسه
ردت بعدم تصديق :- بجد .
رد مؤكداً :- بجد ... نظر لذلك الشاب الغريب ، حاول ان يتعرف عليه فلم يستطع نظر لهاله وقال :- مين ده
هاله تنظر لما ينظر إليه فابتسمت :- ده الشاب اللي ساعدني وجبني هنا ؟
فهد وهو يتجه نحوه :- هروح أشكره
اقترب منه وقال بابتسامه :- شكراً على مساعدة حضرتك
رد ايهاب مبتسماا بتوتر :- أبداً مفيش شكر ده وجبي
كان نظره مثبت على الدرج علي أمل أن تأتي ولكن دون جدوي ، عبس بيأس فكان يتمني أن يرأها ، ويرح عقله برؤيها ، ويسكن ويسعد قلبه بها ، تمني ان يحفظ وجهها بذاكرته ، وأن يحفر لها مكاناً بقلبه ، وأن يطلب منها السماح ، علي شئ لن يسامح عليه أحد ، تمني أن يضمها ويقول إن ليس له ذنب في ما مرت به وما حدث ، تمني أن يرأها ليخبرها أن تستعجل في أنتقامه من والده كي يستريح قلبه وتستريح الدنيا من افعاله الدنيئه ،
تنهد "أيهاب" بحزن وجع وهمهم ثم أستاذن منهم ورحل بعد ما أطمئن على ريم
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Actionترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟