الفصل الخامس عشر
رواية / فتاة العمليات الخاصه
- مراتي
كلمه ألقاها على مسامعها ... ترددت على أذانها دون فهم ... بدأت بتحلل معناها فلم تستوعب شئ ... كانت تقف ك البلهاء فكرها رافض التفكير في أي شئ ... أنعقد لسانها فلم تستطع التفوه بحرف ... رددت دون وعي :- مراتي ازاي مرات مين ؟
رمقته بترقب فوجدته يجلس محله بهدوء ويرمقها بتسليه ... خطت لتقف جواره وقالت بضحكه :-
مين مرات مين ؟
نظر لها بتسليه فأشار لها :- أكيد أنتي اللي مراتي مش أنا أعقلي ؟
أنفجرت ضاحكه كمن أصابه الجنون :- أنت بتهزر صح ؟
حرك كتفيه :- وأهزر ليه هي دي حاجة فيها هزار ؟
ردت بصراخ :- لا بقا أنت شكلك واحد مجنون ؟
قطعها بوقفته الحاده أمامها :- في وحده تكلم جوزها بالطريقه دي ؟ هاااا .
ضربة كف بكف :- يا الله برضه يقولي جوزي !!
أشار لها بعينه علي بعد الأوراق ... نظرت لما يشير إليه فجذبتهم وقلبت بهم حتي قالت بعينان متسعه من هول الصدمه :- يعني أيه أنت فعلاً جوزي ؟
هز رأسه مؤكداً وهو يرمقها بتسليه ..
ترقرق الدمع بعيناها وقالت بعدم تصديق وعقل رافض للحقيقه :- لا لا مستحيل بابا ميعملش كدا ولا أدهم لا أكيد في حاجة غلط ؟!
ساد الصمت المكان لفتره قطعته هي بخوف وقلق :-
أنت أكيد ازيت بابا عشان يوافق ، جذبته من ياقة قميصه وتابعت ببكاء :-
أنت ازيتهم صح بابا مستحيل يوافق انت عملت فيهم ايه وعايز مني ايه ؟
جذب يدها وأبعدهم بعنف :- خلصتي وصلت الإتهامات بتعتك ، أولاً أهلك كويسين وهترجعيلهم ، ثانياً انا عملت كدا عشان مصلحتك ؟
كانت تنظر له ببكاء قد قسم قلبه وصوت بكاءها يصهره :- مصلحتي أنك تتجوزني أنت اصلا مين عرفت مكاني ازاي وساعدتني ليه ؟
جذبها من معصمها وصعد بها الدرج وهو يقول :- أنتي بتسألي كتير وأنا معنديش أجابات !
فتح أحدي الغرف وألقاها للداخل وأغلق الباب خلفه بالمفتاح ..
وقعت على اﻷرض ك الجثه بكت بقهر وهي لا تدري من ذلك الشخص و والدها لماذا جوزهولها هو هددهم او هما في خطر ظل فكرها حائر لا تدري ما عليها فعله ... عقلها وقلبها رافض أنها زوجته اﻷن ...
هبت وأقفه بعدما أزاحت دمعاتها ... أقتربت من الباب حاولة فتحه لكن دون جدوي ... تفحصت الغرفه جيداً بعيناها ... فخرجت لتلك الشرفه ... رأته يصعد سيارته ويرحل ... فكرة أن تهرب ولكن المسافه عاليه فعليها الإنتظار عندما تحين اللحظهتوجهت "ورد" لفتحه وعينا لمار تراقبها بترقب ...
فتحته وعينها أتسعت بخوف وجسدها أنتفض خوفاً فتراجعت بضع خطوات بخوف قالت بتلعثم :- أنت ؟
ولج ذلك الرجل ذو الوجه العابس واقترب منها بحده كاد أن يمسك يدها .... فوجد يد فولازيه تمنعه ..
لمار مسكت يده بقوه :- مين سمحلك تقرب منها ؟
قال غاصبا :- دي بت مراتي وأنا جاي أخدها أن معلمتها الادب وأنها متطلعش من البيت ؟
أما ورد فقد تمسكت ب لمار وأستخبت خلفها وهي تنظر لزوج والدتها بخوف ...
فقالت تلك المراءه الواقفه :- ورد تعالي يا حبيبتي أنا جيت أرجعك ؟
خطفت لمار نظره تجاه ورد رأتها تشير رأسها ب لا فقالت بحده :- ورد أدخلي جوه ..
أنصاعت لها ...
فهب هو قائلاً :- هو أيه اللي تدخل جوه خلصي يابت هنمشي ؟
رمقته لمار بنظره ناريه وأشارة لهم بالجلوس .
قالت والدة ورد :- لو سمحتي أندهيلها عشان نمشي ؟
لمار بهدوء :- وهي خايفه منك ليه ؟
رد زوج أمها بغضب :- خوف ايه هي لسه شافت خوف ؟
قطع حديثه لمار بصوت مرتفع :- هشششش صوتك ميعلش في البيت ده ؟
نظر لها بصمت :- أنا أسف أندهلها عشان نمشي ؟
رفعت سبابتها أمامه :- هتمشوا اه بس هي لو رفضت يبقي لاااا ؟
- هي تقدر ترفض كنت جبت أجلها ؟
ضحكة بتريقه :- أبقي وريني ؟
نادت على ورد فجاءت بخوف .. أمسكت بيدها لمار لتطمئنها وقالت لها بحب وهي تنظر لعينها :-
حبيبتي دي أمك لو أنتي عايزه تروحي معاها أنا مش همنعك ...
بكت ورد فأكملت لمار قائله :-
بس لو مش عايزه محدش بقدر ياخدك من هنا لا هي ولا اللي معاها ده ؟
ردت ورد مسرعه :- أنا مش عايزه اروح معاهم عايزه افضل معاكي هنا ؟
هب زوج والدتها واقفاً بحده وهو يصيح بها :- يعني ايه تفضلي هنا هاا ردي عليا ؟ كاد أن يصفعها فمسكت لمار يده وضغطت عليها بشده وقالت بحده :- بره لان لو فضلتوا أكتر من كدا مش هتشوفوا كويس ؟
أنتشل يده بأعجوبه وقال بعند : مش هنمشي غير وهي معانا ؟
فردت لمار بهدوء :- من أمتي وأنت شايل همها ..
رمقة والدتها بعضب :- مش كنتي سيبها عند جدها عشان ده بقا تسيبي كامل وتتجوزي ده ؟
وأنت يلا من هنا واياك ألمح طيفك ؟
طأطأت والدة ورد رأسها أرضاً فهدة الفتاه محقه متي كانت أم جيده لها ؟؟؟
نظرت لزوجها وجذبته من يده :- يلا نمشي ؟
أبعد يدها قائلاً بحده :- مش هنمشي من غيرها ؟
لمار جلست ببرود تام و ورد جوارها ولم تبالي بهم ..
همست لها ورد ببعض الكلمات ..
كاد أن يمر من أمامها ... فوضعت لمار قدمها أمامه فوقع أرضاً ...
أنحنت لمار لتمسكه بقوه من مؤخرة رأسه وقالت بصوت مخيف :- لو ممشتش متلومش غير نفسك على اللي هعمله فيك اتقي شري لاني ماسكه نفسي عنك بالعافيه لانك في بيتي ؟
أبتلع ريقه بخوف و وقف فأشارة له لمار :-
يلا من هنا وريني جمال خطواتك ؟
وجدته يقف محله دون حركه فصاحت به :- يلاااا
فرحل راكضاا للخارج ...
أقتربت لمار من والدة ورد وهمست لها :- دي بنتك بس أنتي متستهليش تكوني أم لان الام بتحافظ على بنتها مش تتجوز واحد عينه على بنتها الصغيره تعرفي أنك متستهليش تبقي أم أبداً دلوقتي هتنسي أن كان ليكي بنت اسمها ورد ...
اشارة لها أن تخرج فخرجت وعيناها تفيضان من الدمع ... أغلقت لمار الباب بابتسامه واسعه وفرحه لا مثيل لها ... نظرة ل ورد فركضت لتعانقها بفرحه ..
خرجت هاله وريم وهما منفجران ضحكاً .
هاله :- مش ممكن رعبتي الراجل ؟
لمار :- اعمله ايه دا بارد !
اقتربت هاله من ورد بفرحه لتعانقها ...
قطع فرحتهم طرق الباب .... فتوجهت هاله لتفتح فوجدت إيهاب
أيهاب بضحكه :- هو أيه بيجري هنا مين طالع يجري من عندكم ؟
هاله بضحكه :- دا واحد مامته داعيه عليه !
- ما أنا قولت كده برضه ... جذبها لتقف جانباً وهو يقول :- اوعي بقا عديني كدا اي البنات دي ؟
هاله رمقته بغيظ ...
لمار بابتسامه :- تعالي يا أيهاب عامل ايه ؟
أيهاب بحب :- تمام الحمد لله انتي عامله ايه يا جميل ؟
لمار غمزة له :- بخير .
أشارة له أن يجلس فهز رأسه رافضاً :- لا أنا مش جاي أقعد جاي اخد هاله زي ما قولتلك ؟
تصنعت لمار التفكير فقال برفض :- لا أنا هخدها وامشي هو أنتي لسه هتفكري ؟
تعال صوت ضحكات لمار :- لا لا بهزر ممكن تخرجوا بس متتاخروش ؟
أنصاع لها قائلاً بمناغشه :- أوامرك يا فندم ؟ تؤمريني بحاجه تاني ؟
أشارة له :- لا لا لا ...
أستدار أيهاب ل هاله :- أنتي ناويه تروحي معايا كدا ولا هتغيري معنديش مشكلة كدا برضه ؟
رمقته بعيظ وقلدته :- معنديش مشكلة كدا برضه ؟ لوت فمها بتهكم و ولجت للداخل .
فقال هو بمناغشه :- لو هتتاخري همشي هااا ؟
ردت عليه من الداخل بغيظ :- بالسلامه يكون أحسن ؟
نظر أيهاب للمار ببراءه وقال :- عجبك كدا ؟
- تستاهل احسن ...
هبت لمار واقفه نظرت ل ريم :- هينفع اسيبك لوحدك وامشي ؟
كادت ريم ان ترد فردت ورد قائله :- تسيبها لوحدها أمال انا فين ؟
ورد عمرو :- وأنا فين ؟
رمقتهم لمار بحب :- انا كدا همشي وانا مطمنه انا هسيبك معاكي عصابه الله يكون في عونك ؟
غادرت لمار ومضت إلي مكتبها ...
كانت تمر من أمام مكتب فهد فوجدته جالس ...
كان ممسك بصورة رعد ... أصابع يده تلامس ملامح وجهه باشتياق ... كان يتمني ان يخرج من تلك الصوره ويرأه أمامه ... كان قلبه يبكي بألم لا مثيل له ... وعيناه هائمه بتلك الصوره بشوق وحنين يكفي ليملئ الكون ... هبطت دمعاته علي الصورة فأزاحهم فوراً وهم بتقبيلها ...
أقتربت منه لمار ورفعت يدها على كتفه قائله بحزن :- الله يرحمه ؟
رفع عينه التي تفيضان من الدمع بها وقال بحزن وهم :- وحشني أوي وحشتني كل ثانيه كنت بقضيها معاه حاسس اني وحيد من بعده حاسس اني روحي غايبه ومش لاقيه ليه خلني اتعلق بيه كدا طالما ناوي على البعد مش قادر على الم بعده في البيت في المكتب بشوفه قدامي احنا ولا مره بعدنا عن بعض كنا مسكين ايدين بعض من واحنا صغيرين بس ساب ايدي فجأه "كان ينظر لعينه بحزن" رفعه عينه للمار وأكمل ودموعه تهبط ك الأمطار :- ابويا مات يا لمار سبني في الدنيا دي وحدي ابويا واخويا وصحبي الوحيد مات انا محبتش ابويا قده ااااه ...
ضم الصوره وأغمض عينه وهبطتت دموعه ..
وضعت لمار يدها على كتفه وهي تحاول الثبات :- هو حي عند ربنا مينفعش تزعل وتبكي عليه لان زعلك هيزعله قوم واقف لان كل عائلتك محتجالك ؟
فتح عينه قائلاً :- وأنا محتجلهم أكتر ؟
جذبة الصورة من بين يديه لتضعها جانباً ساعدته على الوقوف قائله :- مينفعش تبقي ضعيف مينفعش تستسلم وتزعل ليه ؟ المفروض تكون فرحان هو مات شهيد يعني في الجنه مأواه هو في دنيا أحسن من هنا بكتير دنيا مفيهاش خداع ولا حقد ولا كره في حب وصدق فيها النبي المفروض تكون فرحان مش زعلان ؟
أبتسم لها فهد :- صح معاكي حق ...
أزاح دمعاته ... ولج أدهم بحزن علي حال رفيقه ... جلس جواره وخرجت لمار توجهت لغرفة الاستجواب ...
ولجت بثبات ... كان كامل مرمي أرضاً من كثرة الضرب به ... أقتربت منه لمار وجلست لمستواه :- تؤ تؤ تؤ يا حرام هما عملوا فيك كدا ....
جذبته بحده وعنف من فكه وأكملت بصوت مخيف :- بس أنت تستاهل اصلا لسه مشفتش حاجة من اللي هعمله فيك احنا لسه في البدايه بس اللي مزعلني أن بنتك دفعة التمن وبقيت مكان الأطفال اللي أنت كنت هتسرق اعضاءهم وتسلمهم لعالم كل همها الفلوس "نظر لها بصدمه" فتابعت هي :-
متصدمش دي الحقيقه بنتك الضحيه بما أنك اتسجنت كنت بفكر أنقذها "وقفت لتخطي للامام وتابعت :-
بس قولت لا مينفعش أنقذها لان من حفر حفرة ﻷخيه وقع فيها وأنت خدت اطفال كتير وحرقة قلوب كتير فلازم تدوق اللي دوقته للناس ..
أستدارت له بابتسامة مكر وأكملت :-
قولي كسبت أيه ؟ فلوس كان فيك تشقي وتجيبها ، دلوقتي خسرت دنيتك وبنتك وأخيرتك هتروح فين من ربنا هيجي يوم الحساب ..
كلماتها ترددت علي مسامعه كل كلمة نطقة بها اخترقت قلبه فقال برجاء ودموع :- بنتي أنا ورد بنتي ؟
أؤمأت برأسها مؤكده :- ايوه بنتك أنت اه صح والدك توفي اكيد متعرفش ما أنت مش فاضي ؟
توقف قلبه لوهله فهو يعلم جيداً ماذا سيفعلو بأبنته قال برجاء :- ساعدي بنتي أرجوكي ساعديها مش مهم حياتي ورد هي حياتي .
هزت رأسها بالنفي وأستدارت لتغادر وهي تقول بأسف :- أسفه مش هقدر ؟
وقفت علي حافة الباب على سماع صوته ..
أستني مستعد أقولك كل حاجة !!!!
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Açãoترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟