الفصل العاشر
جحر الشيطان
ما زال للعشق بقية.
" بداية الحكاية"«نتابع حياتنا كأننا لم نفقد، ولكننا فقدنا شيء بنا، قد يكن قلبٌ او روحًا او فرحةً او كلاهم معًا ولكن بالأخير فقدنا شيءٍ حطمنا واوحش الحياة التي نحياها، رغم أننا نتابع السير كأننا بأفضل حال»
أيقظه رنين هاتفه الذي وقته على الساعة الرابعة عصرًا، مد ذراعه يوقف رنينه المتواصل المزعج، قبل أن يعتدل جالسًا عل طرف الفراش، وتنهد مدلكًا جبينه بالسبابة والإبهام، ثم مسح بكفه وجهه ومط ذراعيه متثأبًا وقام واقفًا ودلف لدورة المياه ليستعد لِمَ عليه فعله، لقد غفى ساعتين بالتحديد لم تنقص ولم تذيد، لم يلبث ان خرج ليرتدي ملابسه التي كانت عباره عن بنطال جينز أسود اللون يعلوه معطف طويل أسودًا ليقيه من البرد القارص بالخارج، خطف عينيه المطر الخفيف المتساقط من نافذة غرفته فأزاح الستار وراح يتأمله بجمود وفي قرارته بسمة مشتاقة للحبيبة التي تعشق هذا الجو وتذوب شغفًا للهفو تحت المطر، أستنشق نفسًا عميقًا قبل أن يستدير خارجًا من الغرفة، وقبل ان يهبط الدرج توقف مكانه على صوت والده الآتي من خلفه :
- أراس .. هل كل شيء جاهز؟
زفر بملل وهو يستدير، أسبل جفنيه وهو يجيب بصبر :
- نعم .. لماذا تسئل هذا السؤال الغبي مرارًا وتكرارًا ؟.. هل أختطئت يومًا في أي مهمة اقوم بها ؟ لا أظن هذا! أم لك رأيٌ آخر؟
وقف ( جومالي) أمامه واضعًا كفيه في سترته، يقول في برود :
- كلامك صحيح، لكن ما الذي يزعجك في سؤالي لا أعلم؟!
أرتكن ( اراس) إلى دربزين الدرج بجسده وهو يردف :
- لا شيء يا أبي.. منذُ خرجت من السجن تبدو غريبًا ؟
هز كتفيه سريعًا وردد وهو يهبط الدرج :
- كل الامور ستسير على ما يرام يا ابي لا تقلق أنت.
صعد سيارته وأنطلق ينهب الأرض، انهى عدة أشياء سريعًا قبل أن يوقف سيارته مع تمام الساعة 11 مساءً أمام منزلٌ شاهق الأرتفاع ذو طراز مزهل تحيطه الرجال والسيارات، ولج للداخل برزانة وخطوات ذادته وقار وهيبة وقف أمام رجال جالسون حول طاولة عليها كؤوس من الشاي والقهوة، وقفوا له احترامًا، ما ان طل عليهم بطوله و وسامته، كان عريض المنكبين رياضي الجسد أسمر اللون والخصلات لكنها عيناه غريبة فهي عن قريب تبدو مآله للرمادي ومن بعيد خضراء، صافحهم جميعًا قبل ان يجلس في زهو وخيلاء وأخذا يتحدثوا عن الصفقة...
فجأة! ران صمت مباغت ليكور قبضته في عصبيه لا احد يدرك سببها، وقتمت عيناه للغاية وقطب حاحبيه وهو ينظر لهم شزرًا، زمجر في غضب مفرط وهو ينهض جأرًا :
- كيف استطعتم فعل هذا ؟ لقد بعتوني....
ارتجف الرجال رعبًا، وتردد احداهما قليلًا، قبل أن يُردد في خوف :
- من الذي خانك يا سيد اراس، وهل نخونك بعد هذه العشرة.
نظر له ( اراس) في برود مغمغمًا :
- لقد كدتم تقتلوا اخي يا هذا، تقتلـــــــــــــوا أخي.
قالها، وفي لمح البصر كان يخرج مسدسين مطلقًا عليهم غير تاركًا فرصة ليستدركوا الموقف، استطاع فقط رجل واحد بالهرب ولكن رصاصة ( أراس) استقرت بقدمة تطرحه ارضًا، قبل ان يقفز عليه من فوق الطاولة، قابضًا على مقدمة سترته يهتف في حدة :
- اين تظن نفسك ءاهبًا يا هذا؟
تمتم الرجل وهو يحدق فيه برهبة :
- أراس اتركني انت تعرف اخي لن يرحمك انه سفاح!
- أوه، خوفتني يا رجل فليأتي السفاح وتمساح إذ تريد.
قالها واطلق على صدره في برود، مط شفتيه وهو يبصر الرجال يهرولون للداخل بعدما تناهى لهم اطلاق النار، تمتم متذمرًا :
- يا الله لماذا تاتوا متأخرين لقد كدتُ ان أصاب بملل رهيب.
سيلٌ من الرصاص اندفع نحوه فقفز سريعًا على جانبه ليتفادهم ببراعة وهو يطلق الرصاص بكلا كفيه يصيب بمهارة، فتخرج رصاصته لا تخيب موقعها، ليصيب عدد لا بأس بها، وقفز واقفًا يركض تجاه الدرج منحني الظهر، اختفى بغتة من بينهم، ليدوروا الرجال حول بعضهم في زهول وتعجب لأختفاءه المفأجؤ،توارى وراء الجدار، وهو يتأفف في ملل ثُم رمى السلاح في الهواء وتلقاه في كفه قبل أن يطلق رصاصة في الأتجاه الآخر، مما جعل الرجال كل أهتمامهم ورصاصتهم في هذا الأتجاه، وبالفعل ما هي إلا ثواني وحدث ما خطط له حيث نفذت زخائر الرجال وأعتراهم الزعى حين خرج هو من مخبئة مشهرًا سلاحيه يطلق ببراعة وتمتم :
- مفجأة!
ضحك بخشونة وهو يرى تساقطهم واحدٍ تلو الآخر ونجح بعضهم في الأختباء، زم شفتيه إذ أنتهت رصاصته فـ ارخى كفيه بسؤم، خرج الرجال من مكامنهم ما أن توقف سيل الرصاص ليقفز ( أراس) ٠على الدربزين ويهوى بجسده للأسفل ثُم انزلق متدحرجًا تحت الطاولة، لينحنوا الرجال بأجسادهم ينظروا أسفلها، فأصابتهم الدهشة إذ لم يكن له اثر.
ولحظة ظهر بينهما مصفرًا بإستمتاع يغرز في أعناقهم بمهارة نصلٍ حاد ليتساقطوا كـ الأوراق البالية .. وبيسراه لكم فك من حاول ان يقترب منه وركله وكال للآخر ضربًا مبرحًا قبل ان يهوى بحافة كفه كالسيف على مؤخرة عنقه ليسقط على وجهه فاقد الوعي، بقى واحد فقط فطأطأ رقبته وقفزا على بعضهما وفي آخر لحظه من الهجوم تنخى جانبًا متلقيًا جسده بكلمة قوية في صدره تبعها أخرى على فكه سالت لها الدماء وعقبها باخرى في معدته ليسقط مترنحًا.
بعد ما انهى عليهم، قال ساخرًا وهو يطالع اجسادهم بإذدراء:
- ما هذا يا رجل لم استمتع ما هذا الملل ... تستحقون ذلك يا أنذال فمن يخون أراس حفر قبره بيده...
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Acciónترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟