الفصل 30
دموع العاشقين.بسم الله.، الحمد لله ، الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ.
اللهم أن أخذت روحي خذها وأنت راضٍ عني "يارررب"الرعب ملأ قلوب الجميع ، توقف الزمن بصمتٍ كئيب ثقيل طلى صدأه على القلوب ، نهض عثمان بصمت وبلمح البصر كان يختفى من امام الجميع مستقلاً سياراته إلى حيث وجهته ، يركض قلبه قبله بهلع على من صورتها لا تفارق ذهنه ، ذرفت عيناه الدمع قلقٍ وقلبه ينسحب ببطء بطريقه مخيفه ، كان يقود بطريقه مرعبه كأنه يتسابق مع الهواء او ما شابه ، وقفت السيارة أمام مخزن ذو باب خشبي مصدره صوتاً عال مصحوباً بغبار بصورة ضبابية ، جذب سلاحه بأعين يتطاير منها الشرار ، تخضب وجهه بحمرة الغضب يكاد يحرق العالم بأجمعه ترجل من السيارة.، ثم دفع الباب بقدمه للخلف فأنكسر مصدراً صوتاً عال للغاية ، عيناه جالت بالمكان لكن ما ذاد شكه أنه لم يرى أحد بالمكان ألبته.، لم يخرج احد ليهاجمه ، ليس هناك أي همس او حركه تدل على وجود احد ، لكنه لم ييأس ولج لأحدى الغرف التي وجدها مفتوحه فتسمر مكانه حينما وجدها مجسيه ارضٍ متغيبه عن الوعي.، ركض قلبه بهلع إليها وقد سبقته عبارته على وجنتيها ، هرع لها وحمل وجهها الذي استقبل دموعه بحرقه ولطم على وجهها برعب وهو يقول بصوتاً مبحوح :-
مكه ، مكه ، مكه قومي عملوا فيكِ أيه ... قومي يا حبيبتي متسبنيش بالله عليكِ متوجعيش قلبي أنا مش حمل فراق انا اخسر الجميع إلا أنتِ ... حياتي هتقف لو سبتني ... قومي يا مكه.
صدح صوت تصفيق أتٍ من الخلف مصحوباً بضحكه رجولية بسيطة وجذابه فألتفت عثمان نصف التفاته عاقدٍ حاجبيه وهو يردد بتعجب :-
أنت واقف بتضحك ، تعالى شوف مكه ؟
تخصر ياسين وهو يقول ببساطه :-
متقلقش هتصحى دلوقتي وهتبقى تمام متشلش هم ... المهم أنك عرفت قيمتها وتعرف أن الموت ملهوش انذار ولا موعد.
صدمة احتلت سويداء قلبه وهو يربط الاحداث ببعضها فوثب واقفاً بزهول وتقدم ناحيته قائلاً :-
فهمني قصدك ايه ، كل دا مقلب ؟
اؤمأ ياسين بيرود:- ايوة مقلب.
وقف عثمان تائهً وادمعت عينيه حينما شعر أن بإستطاعته الحديث فأنفعال قائلاً بوجع أضناه :-
أنت غبي يا ياسين أنا كان قلبي هيقف دي مقلب دي ياااخي حرام عليك بقا أنت ايه مبتحسش.
أشار ناحية مكه التي لم تزل لم تفق وقال من بين اسنانه :-
وطبعاً هي مشاركك المقلب البايخ دا مش كدا!؟
نفى ياسين ذلك قائلاً بصدق :-
لا مكه متعرفش أي حاجة هي دلوقتي تحت تأثير منوم مش أكتر.
ولاه عثمان ظهره وهو يقول بجفاء :-
دا اخر كلام بيني وبينك ؟
حمل مكه وغادر بها عائداً للمنزل ولحق به ياسين مفكراً.
هل ما فعله صحيحًا أم أنه اخطاء وألمه حقاً ، بلحظه وضع نفسه مكانه وقتها فقط ، تلك الفكرة المت فؤاده وسرت الرهبه به ؟ ولكن كان قصده خير فقط لم يكن ينوي ايزاء قلبه بهذة البشاعه؟
حيرة وتوتر... قلق وتردد... وخوف ورعب.. كل شئ غزا فؤاده بثقلٍ عظيم ، دخل عثمان بمكه وجد الجميع يضحك فرمقهم بألم جليّ ودون كلمه صعد لشقته.، فوقف الحميع عقب صعوده مصدومون من ردة فعله.
تنقل النظر فيما بينهم بغرابه حتى ولج ياسين وأخبرهم بما حصل ، فتنهد بضيق وقال :-
شكلنا كدا ذودنها اوي عليه ؟
بضيق هتفت وعد على مضض :-
ما أنا قولتلك غلط يا ياسين ... أنت وجعته كدا شعور وحش ما توصفش ... مكنش لازم تعمل كده.
وقفت لمار قائله بحسم :-
طيب تعالوا نطلع كلنا نكلمه.
وافقها الجميع وذهبا تباعاً للأعلى وقرعا الباب حتى فتح لهم عثمان بهدوء وبوجهاً باهت كأن جل ما حصل حقيقي وهو حقاً خسر مكه ، اولهم ظهره ودلف للداخل وجلس كأنه جسد فاقد للحياة.
فولج الجميع بصمت وجلس ياسين بقربة ودفعه من كتفه بكتفه وهو يقول :-
ميبقش قلبك اسود بقا يا عم نيتي كانت خير والله وكنت عايزك تقلل شغلك شويه مش بقول مترحش دا بلدك والعمل بتاعنا مش بايدينا بس كمان اهلك ليهم عليك حق.
وبعدين متنقرش المقلب اتعمل بجدية حتي أنك مشكتش صح.
حدجه عثمان بطرف عينيه ، فـ ارتبك ياسين وهو يستشف منه على ما يناوي ، بلحظه كان منكفأ ملتقط حذاءه ، لتتسع أعين ياسين و ركض بهلع وعثمان خلفه يصيح :-
بذمتك دا مقلب والله لأوريك... يا كلب قلبي كان هيقف يا بوز القرد أنت.
وقف ياسين خلف أيهاب متسائلاً من خلف كتفه بغيظ :-
بوز القرد يا معفن يا بيئة.
"أنا هوريك البيئه دي هتعمل فيك ايه"
ظل يركضون خلف بعضهما لبعضٍ يطوفوا بالشقه بأكملها.
في آوان ذلك هز يوسف رأسه بعبوس وهو يجلس يليه فيكتور واحمد ولمار ، ردد يوسف مفكراً بتعجب وحيرة :-
هو دا ياسين ابني ولا حد تاني ... هو الواحد يتجوز عشان يعقل ولا عشان يتهبل أفهم بس.، الواد قبل الجواز كان راسي وعاقل وشخصيه كدا الكل بيخاف منه مكنش بنسمع صوتك ام مين لهبل دا ؟
" الله يخليك يا بابا شكرا يا غالي ربنا يديمك ليا".
قالها ياسين بضحكه وهو يضع يده على صدره بتحيه ويقف خلف احد الارئك ... وعلى حين غفله انقض عليه عثمان اوقعه ارضٍ وهو يعتليه وتم نزاع بينهما.، وإذ بضحكات ديجا تعلى تملأ المكان ، لينظروا لها الشباب وما زالوا على حالهم ، وجدوها تلتقط لهم بعض الصور وقالت بمناغشه.:-
هيييح هفضحكم.
حدق الشباب ناظرين لبعضهما وبلحظه كان يختلف الحال ويركضوا خلف ديجا يحاول اخذ منها الهاتف حتى اخذته لمار غامزه لها وهي تقول :-
ايوة كدا يابت يا ديجا عشان نربيهم.
اؤمأت لها ديجا بفخر ، فحاولوا الشباب اخذ الهاتف من لمار لم ينجحوا.
قاطعهم قول مكه وهي تخرج من الغرفه تتثاءب :-
هو في ايه ؟
نظر لها عثمان بعشق وقلب يقرع بقوة مشتاقه لأخذها بين أضلعه ، وحقاً اسرع نحوها وضمها مطمئناً ذاته.
أبتعدت عنه بحياء وهي تظبط نقابها محمرت الوجنتين ثم جلست بصمت تام بجانب الجميع وظلا يتسامرون.
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Actionترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟