الخاتمه.
# دموع العاشقين.
ندى ممدوح.بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ
تململت بإنزعاج على رنين الهاتف الذى لا يكف .. فمن قد يحادثها بذاك الوقت المتأخر من الليل .. مدت يدها من أسفل الغطاء وهي تتثاءث بنعاس وألتقطته من عـ الكومود وبدون أن تنظر للشاشه لتدري ماهية المتصل ردت بكسل :
- السلام عليكم مـ.... ؟
لم تتمتم عبارتها حينما تناهى لها صراخ "زينب" وهي تقول ببكاء وألم وتتأوه بشدة :
- سمر الحقيني شكلِ بولد .. ااااه... سمر تعالي بُسرعه أنا بموت وانس مش موجود وتلفونه مغلق.
أنتفضت جالسه بأعين متسعه .. نظرت بالهاتف كأنها تتأكد ان هذه زينب أم لا ثم تنبهت لذاتها مردده بعجاله تهدأها وهي تنهض :
- اهددي يا زينب طيب... أنا جايه أهوو متقلقيش بالله عليكي اهدي خمس دقايق بس واكون عندك استحملي.
انهت جملتها بقلق وهي تُغلق معها وأسرعت للخزانه ملتقطه غباءه سوداء اللون سريعاً وأرتدتها وخرجت مسرعه من الغرفه بقلق جليّ وهي تضع حجابها وتعدله ، اتجهت فوراً لشقة حذيفه وأخذت تقرع على الباب بجنون وهي تنادي بإسمه ، فتح حذيفة مفزوعٍ وبهلع تقدم منها متسائلاً :
- سمر في ايه مالك ؟
سمر سريعاً :
- حذيفه زينب مرات انس بتولد امشي نروحلها وصحي اسماء بسرعه لو سمحت.
جاءهم صوت أسماء من الخلف وقد سمعت كلام سمر :
- حاضر يا سمر هلبس في خلال دقيقه اهوو ونروح... بس اهدي أنتِ.
أبدلا ملابسهما سريعاً واستقلا السيارة وقاد حذيفه بعجاله ، بينما سمر تحادثها وهي تجلس بالخلف ، وأسماء تحاول تهداتها ، صف حذيفة أخيراً السيارة لتترجل سمر ركضاً للأعلى ولحقت بها اسماء .
لم يمض طويلاً ودخلت زينب غرفة العمليات ، وظلت سمر وحذيفة بالخارج ، بينما اسماء دلفت غرفة العمليات معها ، دقائق وجاء أنس بقلبًا هلوعٍ قلقًا وتساءل بنبره قلقه :
- زينبب فين هي كويسه ؟ أنا .. انا بس كان التلفون فاصل.
ربت حذيفة على كتفه بهدوء متمتمًا :
- حصل خير هي رنت على سمر وجينا على طول متقلقش هتبقى كويسه أن شاء الله هي دلوقتي في العمليات.
اؤمأ أنس وما زال القلق ينهش به ، ثم ادار رأسه لـ سمر قائلاً وهو يغض بصره ما أن أسترق نظرة سريعه :
- شكراً يا سمر .. مش عارف أشكرك ازاي والله.
دون أن تنظر إليه همست في قلق :
- العفو على ايه زينب زي أختي متشكرنيش ان شاء الله تقوملك بالسلامه هي والبيبي يارب.
جاءت والدة انس وجلست بجانبه بصمت ، تليها ياسين وسجى ما ان علما أنها ستولد.
ربت على كتف أنس وهو يقف بجانبه ليتمتم أنس بتنهيدة :
- مكنتش تعبت نفسك يا ياسين.
ياسين :
- عيب عليك ايه اللي بتقوله دا.
شعر انس بإنقباضه في صدره فجأة لا يدري مكنونها بعدها خرجت أسماء وهي تحمل طفله الصغير بيدها مقتربه منه ببسمة ، ليتجه أنس نحوها بأعين دامعه ومد يده لتناوله له اسماء وهي تقول بسعادة تشع من عينيها :
- بسم الله ما شاء الله ولد زي القمر يتربي في عزك يارب شيله على مهلك.
شكرها انس بإمتنان في حين نظر لـ ياسين بأعين أغروقت بالدمع ليقول ياسين بفرحه :
- الله صغنوني اووي الف مبروك يا حبيبي.
انس بسعادة تشع من عينيه :
- الله يبارك فيك يا حبيبي.
أذن انس بجانب اذن الصغير ثم اخذته والدته بفرحه مكبره.
لتتمتم أسماء ببسمة هادئه :
- هاتوا بقا القمر ده .. عشان لازم اكشف واطمن عليه واعمله شوية فحوصات كدا واجيبه تاني.
تبسم لها وهو يؤمى برأسه ثم ردد بلهفه :
- زينب .. زينب كويسه.
ثم وهو ينظر لغرفة العمليات خلف اسماء تمتم :
- هي ليه مطلعتش .. عايز أشوفها واطمن عليها.
اؤمأت اسماء بتفهم :
- هتطلع دلوقتي لغرفه عاديه وادخل اطمن عليها ..
اخذت الطفل وسجى وتوجهت لغرفه الكشف والحضانه.
في حين خرجت ممرضه وأخبرتهم بنقل زينب للغرفه فتوجه انس و والدته للأطمئنان عليها ..
بعد سويعات قليله خرج أنس من غرفتها متوجهاً لـ سمر قائلاً بلهفه :
- سمر .. زينب عايزه تشوفك.
نظرت له ثم نهضت بهدوء وقالت :
- حاضر انا كنت دخللها بردوا بس بس.
تفهم انها لم تود الدخول بوجوده فؤمأ برأسه بتفهم :
- ولا يهمك روحي هي لوحدها ماما رجعت البيت.
اؤمأت بتفهم ثم تحركت ناحية الغرفة ، طرقت بهدوء فوجدتها ممده بوهن خائرة القوى وجهها شاحب نسبيًا تحيط عينيها هاله من السواد العميق ، تبسمت ما ان رآتها تطل عليها ومدت يدها بوهن لتدخل سمر ركضاً للداخل وأمسكت بكفها المدد وتمتمت :
- ألف حمد لله على سلامتك ياقلبي طمنيني عليكي دلوقتي أنتِ كويسه.
ربتت زينب بكفها الاخر على يدها وهي تؤمأ ببسمه :
- الحمد لله .. اقعدي جنبي هنا.
أنهت جملتها وهي تربت بجانبها على الفراش .. فجلست سمر والقلق يذاد بفؤادها واستشعرت تعب زينب لتقول بلهفه :
- حبيبتي أنتِ حاسه بحاجه مالك طمنيني اجيبلك دكتور.
هزت زينب رأسها سريعاً وهي تشدد على امساك يدها ، طرقات على الباب لفتت انتباههم لتدلف الممرضه بالطفل وهي تقول وهي تعطي الطفل لـ زينب :
- جبتلك البيبي اهوو عشان تشوفيه.
انهت جملتها ثم تحركت للخارج .. لتضم زينب الطفل لصدرها وتقبله بشغف .. ثم مدت يدها به لسمر التي اخذته بفرحه وهي تلاعبه في حين تمتمت زينب بوهن شديد ونبرة مرتجفة :
- سمر خلي بالك من ابني .. اعتبريه أبنك وعوضيه عني .. وارضى بـ انس هو لسه بيحبك .. خدي .. خدي بالك منهم هما الاتيين .. ومتفرقيش بين ابني وعيالك فيما بعد .. وسامحيني قولي مسامحاكِ يا زينب.
بكت سمر بتأثر شديد ودموع لا حصى لها وتمتمت :
- ليه بتقولي كدا بس يا حبيبتي ربنا يخليكِ لابنك وجوزك وبيتك أنتِ تعبانه صح انا .. انا هجيبلك دكتور.
همت ان تنهض ولكن يد زينب منعتها وهي تقول ومعالم وجهها يظهر عليها التعب الشديد :
- لا اياكِ تقومي انا حاسه إني خلاص هموت قولي انك مسامحني عشان أقدر اسامح نفسي.
شهقت سمر وعينيها تذرف الدمع بغزاره گ سيلاً جارف :
- أنتِ بتقولِ ايه هـ.. هتبقي كويسه والله متقلقيش متخوفنيش عليكِ.
رددت زينب بـ اصرار :
- ريحي قلبي وقولي انك مسامحني.
# مسمحاكِ والله مسمحاكِ يا حبيبتي وهتكونِ كويسه وترجعِ بيتك.
ارتخت ملامحها براحه وتهللت اساريرهَ وهي تقول :
- الحمد لله أنك مسامحني... أنا حبيتك اوي والله يا سمر بس كنت بكرهك بس صدقيني لما عرفتك من جوه اعتبرتك اختي .. كنت دايماً بتمنى يكون ليا اخت والحمد لله رزقني بيكِ .. متنسيش ابني وجوزي امانه عندك يا سمر .. وعايزه اموت وانا مطمنه عليهم وكمان وكمان اوعديني تذكريني دايماً وتدعيلي.
علا نحيب سمر بشهقات متتالية مما ادى لبكاء الطفل لتتمتم زينب سريعاً :
- اطلعي بره سكتيه وابعتيلي انس.
حاولت سمر أن تكف سيل دموعها او ان تهدا الطفل لم تستطع ولم تنبس كأن لسانها شل عن الحركه وخرجت من الغرفه ، ليقترب انس بقلق مغمغماً :
- في أيه ماالك بتعيطي ليه
اشارة له على الغرفه وما زال بكاءها يذداد فـ اقترب منها حذيفه في قلق هو وياسين وأيضاً لم تنبس فقط تبكِ والطفل يبكِ.
اخذه حذيفه من يده واعطاه لسجى وضم سمر التي دفنت رأسها بصدره وبكت اكثر وهي تكتم صراخها بـ آمان حضنه.
في حين ولج أنس مغمغماً بلهفه :
- حبيبتي مالك في ايه .
أنعدلت فاتحه ذراعيها فجلس ثم ضمها بحنان لصدره وهو يتمتم بقلق :
- تعبانه صح... هنادملك للدكتور دلوقتى....
ابتلع باقي جملته حينما تمتمت زينب بوهن اشد من ذي قبل :
- استني .. استني مش معايا وقت.. خلي بالك من ابننا واتجوز سمر مش عايزة غيرها تربي ابني .. بس متنسنيش متخليش حبك ليها ينسيك زينب .. ارتخت رأسها على كتفه وسمع همسها وهي تقول الشهادة :
- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
صرخ انس بإسمها وهو يهزها ولكن كانت قد فاضت روحها.
أنت تقرأ
رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتمله
Actionترعرعت بين يديهِ ، كان هو كُل دُنيتها ، سراجُ حياتِها المنير ، هي العمياء التي لم تدر مِن الحياة إلا هو ، ليأتي القدر وينتشلها منه فـ تغداَ حياته ظلامًا بدونها ، عشق نشب منذ الصغر فرقه القدر ، فهل يجدها ؟ يجد تلك العمياء سالبت روعه ؟