الفصل 25

2.7K 134 23
                                    


الفصل 25
# دموع العاشقين.

بسم الله  ،  الحمد لله  ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا.
_ عند عائشة دلفت للغرفة برفقة زين االذي لم يتخل عن صمته وجلست منتظره ان يجئ ويرفع النقاب لكن طال أنتظارها وفجأه رفعته هي وقالت وهي تنظر له بتعجب من وقفته بصمت امامها  :
- زين مالك انت غريب ليه كدا أنهاردة  ؟
دون كلمه جذبها من خصلات شعرها إليه فشهقت بتأوه شديد من قبضته مصدومه كلياً من فعلته وهمست بتألم  :
- اااه زين شعري في أيه مااالك؟
جحظت عينيه وتبدلت ملامحه لتصبح مخيفه للغايه وأنقلبت عينيه فجأة محمره وتحدث بصوتاً گ الفحيح  :
- ولااااا حاجه أنتِ مفكره ايه  ؟  إني متجوزك عشان سواد عيونك؟  ولا دايب فيكِ مثلاً  .
همست بتوهان والدمع يفيض بعينيها  :
- أنت بتقول ايه  ؟  أنا مش فاهمه حاجه  !  زين مااالك أنت متغير ليه  ؟  انا عائشة حبيبتك؟!
قهقه بصوتاً عال ساخراً  :
- حبيبتي مين أنتِ أكتر حد بكره في حياتي.
أمسكها من عنقها بحده  ،  بينما هي لم تستوعب بعد  ؟ 
كأنها داخل كابوس تريد أن تفيق منه بـ اي ثمن تحدث بصوتاً منخفض حاد  :
- تعرفي اتجوزتك ليه  ؟  عشان أنتقم وأحرق قلب أمك اللي حرقت قلبي على ابويا وكمان أفرق شمل عيلتك الحلوة.
طرق بأصابعه بوجهها  :- اتفرجي وشوفي الروابط والحب اللي بينكم ازاي هنسفه في ثانيه ومحدش هيقدر يمنعني.
ضرب على مكان قلبه  :- النار اللي هنا من سنين محدش هيقدر يخمدها أبداً غير لما افرق عيلتك كلها وادمركم واحد واحد.
أطرحها على الفراش بغضب وهو يتحدث بصوتاً گهذيم الرعد  :
- أنتِ هنا مجرد خداااااامه فاهمه خادمه ليا ولبيتي مش أكتر أخد اللي عايزه وتعملي اللي انا عايزه من غير نفس أنتِ هنا مسجونه وفي سجن مفيش خروج منه غير بإذن مني سجن امك اللي بتسجن فيه المتهمين هيكون ارحم من هنا وهخليكِ تتمني الموت على اليوم اللي اتولدتي فيه.
تدفقت دموعها بزهول تحاول تصديق عينيها وأذنيها بتيهه وضياع.
نظرت بها أوجاع لا متناهيه فك أزرار قميصه بنظره ماكره خبيثه فنظرت له كأنها جثه فقط ترتجف رعبً وفؤادها غير مصدق أن هذا هو من عشقته حد الجنون ورسمت حياه ورديه وهو فقط بها.
لم تتخيل ان يحصل ذلك بأسواء كوابيسها يا ليت ذاك الكابوس المرعب يولي بلا رجعه.،  ياليتها تفيق من نومها لتجد كل شئ لم يحصل.
بلحظه لم تشعر سوا حينما انقض عليها گوحشاً جائع وأسد كان يتصيد لفريسته ليهجم عليها فشق فسانها وهي تحاول ابعاده كأنها لست زوجته وأفقدها روحها دون رحمه.
يا ويلاه ذاك الفستان الذي كانت تتمنى ارتداءه وحلمها الجميل تحول لكابوس مخيف للغايه يا ليتها ما  ارتدته أو حلمت يوماً به.
لقد ظنت ان حياتها ستصبح ورديه ها هي تذبح على يد من ظنت به الرحمه وها هي دموعها تذرف بلا هواده على يد من كانت تظن سيهديها السعادة أضعاف ويرسم بسمتها وضحكتها لكلا  تفارقها.
ها هو يهديها أنهاراً من الدموع وأغمسها بأحزانً وندوب ذات أثر مستمر لمدى الحياه.
_ دلف ياسين للغرفه بتردد وحيرة فتنبهت سجى لفتح الباب وهتفت متسائلة  :
- مين ياسين  ؟!
رد وهو يخلع جاكته ومن ثم ساعته واضعهم جانباً  :
- أنا متقلقيش.
اضطرب قلبها واذداد توترها وحادثت نفسها وهي تتذكر أدهم وقتما كان برفقتها ليخبرها أنه كان لديه ابنه عمياء وياسين عشقها عشقً غريباً من نوعه لم يرى مثله بالوجود.
ألهذا السبب بذاك اليوم قال لها "بحبك" أكان يتخيل معشوقة قلبه ام ماذا  ؟
لم يحبها أحب التقارب بينها وبين من رحلت وتركته يتعذب ببعدها.
أدمعت عينيها وأضناها الألم  ، لعلها تستطع يوماً التسلل بشغاف فؤاده تستحوذ على سويداءه  ؟
# مالك بتفكري في ايه؟
نطق بها ياسين بعدما أبدل ملابسه وهو يجلس على طرف الفراش من الجهه الآخرى.
شعرت بقربه حينما دق فؤادها بقوة بطريقة لم تعتادها قبلاً فـ أبتعدت بوجل قليلاً وهي تذدرد ريقها  ، فتبسم بألم حينما لاحظ خوفها وأرتباكها  :
- أنتِ خايفه مني؟
هزت رأسها رفضٍ بصدق وهي تتمتم بوجع  :
- أول ما تعرف مين عاوز يقتلني هطلقني صح  ؟
ضاق صدره من تلك الكلمة التي وخزت روحه وهمهم  :
- ان شاء الله.
صمت لدقيقه ثم رفع رأسه بهِ يتأملها بهيامٍ شديد فكأنها كوكب دري أنار فؤاده حالك السواد تنبه لذاته فهمهم بتفكير  :
-بس أهلي ميعرفوش حاجه بخصوص علاقتنا تمام كدا؟
بعجب مصحوباً بدهش تساءلت  :
- ليه مقولتش الحقيقه؟!
نفخ بضيق من كذبته ثم غمغم  :-
عشان أقدر أكتشف مين ما هو مينفعش اقول قدام حد فهمتي  ؟!
هزت رأسها دون حرفٍ فتساؤل بإهتمام جليّ  :
- كلتي ولا أجبلك  ؟!
أيهتم بهِ حقاً  ؟ لماذا دق قلبها لدرجة أنها احست قد ينتزع من بين أضلعها لشدة دقه فهزت رأسها بسرور  :
- ايوه الحمد لله.
نهض ياسين قائلاً  :
- أنتِ نامي على السرير وانا هنام في اي مكان هنا.
شعرت بالحرج الشديد من فكرة نومه بعيداً عن فراشه لا تتدري أن نومها كأنه هو من نائم مرتاحاً فهي راحته ألم تدرك  ؟
مضى بعد ذلك للشرفه جالساً على أقرب مقعد قابله و وضع كفيه خلف رأسه مستنداً للخلف وشردت عينيه بالسماء والنجوم.
استمع لصوت سجى منادياً وهي تقبل ناحيته فألتفت لها وهب مسرعاً إليها وجذبها من ذراعها فهمست هي متسائلة بإحراج  :
- ممكن اقعد معاك  ؟
فأجاب بمحبه وهم يقف مقابلها  :
- اكيدد هو دا سؤال؟
ساد الصمت لتستند بساعديها على حافة الشرفه وراحت عينيه ترتوى منها وخفق قلبه بجنون.
نسمة باردة هلت فجأة فأغلقت جفنيها مستمتعه بأطمئنان لم تجربه قبلاً.
رفعت كفها تتحسس وجوده ثم ألتفتت ناحيته وهي تقول بعفويه مطلقه  :
- تعرف بتمني أيه "تنبه بكل حواسه وهو يمعن النظر بملامحها وهمس"ايه" فتابعت ببسمة  :
- أمنيتي أني أفتح وأشوفك حتى لو هموت بعدها.
أتسعت عينيه وهو يقول بزعر  :
- بس متقوليش كدا أنا إلا أنتِ!
أنصدمت من جملته وتسمرت مكانها وعلت دقات فؤادها فأمسك هو كفيها بحنان وقربهم من وجهه هامساً وهو يدنو منها  :
- أنا أهوو شفيني.
بأنملها سارت بكل خفه على ملامحه تحفرهم بداخلهِ ببسمه لا تفارق ثغرها.
مجرد بسمه كفيله بإن تروي قلبه الظمأن.
بأعين دامعه مفعمه بالحزن والوجع همست بصوت شجي مطرب للأذان  :
- بردوا مش هقدر أشوفك  ، أنا عاميه.
أبعدت كفيها عن وجهها ملتفته بوجهها للجهه الأخرى وهمهمت بصوت مفعم بالوحده  :
- تعرف أنا كنت كل ما بروح كلام اسمع الجمله دي "دي وحده عامية" أنا عاميه مش يشوف بس راضيه والله ومبسوطه.
ثم بكت بنحيب وصوت عال ودموعها تهوى هوياً  :
- نفسي أعرف مين أهلي نفسي أحضن ماما لو كانت عايشه نفسي اترمي في حضنها وااااابكي وبس نفسي اعرف يعني ايه حضن أم وحنانها لما تعب تكون جنبي وتسهر معايا لما زعل لما اسمع حد بيقولي يا عاميه واترمي في حضنها وابكِ  ، نفسي احضن بابا واستخبى من العالم كله واحس بالأمان ومأخفش يا ترى هما عايشين؟ نسيوني ولا فكرني.
بلحظه كانت يده تجذبها بعنف داخل حضنه يعتصرها بداخله وهو بهمس بنبره متألمه  :
- هشششش لما تبكِ أبكِ هنا بس في حضني  أنا أهوو أبوكِ أحضنيني وقت ما تخافي واطمني لأني احميكِ من العالم كله  ، أنتِ بنتي حناني كله ليكِ أنك أمانك وسندك وأحتؤاك كل حاجه وعيونك اللي هتشوفي بيها من انهارده.
عند تلك النقطه علت شهقاتها وارتفع صوت نحيبها ودموعها غرقت "تشرته"  وهي تتشبث به بيديها وهمست بصوتاً متحشرج متلعثم  :
- بس أنت هيجي يوم وهتسبني وهرجع لخوفي تاني أنت متخيل اني ببقى خايفه حد يخطفني او يازيني بخاف انام بخاف اقعد لوحدي بس لما احس بوجودك بطمن وأنت هتبعد.
ربت على ظهرها بحنان وهو يقول  :- هتلاقي أهلك ومفيش خوف تاني.
أرخت رأسها على صدره وأحاط بذراعيها حول ظهره ولم تتفوه بحرفً بعدها.
_خرج زين من المرحاض عاري الصدر بإبتسامة تشفي لغليل قلبه بينما هي كانت دموعها لا تتوقف على وسادتها نظر لها ببادئ الأمر بنظرة ألم ثم عاد لجمود وهو يرجع بذاكرته للخلف حينما جاءه اتصال من والده ثم لم يأتيه رد وأغلق الهاتف فتتبع موقعه وماكاد أن يوصل حتى لمح والده ممد على الارض غارقاً بدماءه ولمار تقف ممسكه بسكين حاد ملطخ بالدماء فأغروقت عيناه بالدموع لم يكن يدري من هي تلك الفتاة لحين أخبره عمه بكل شيء يخصها لم يتلاقى ولم يستطع ان يرى والده بتلك الحاله ولكنه نظر له نظره يوعده بها على الانتقام له مهما كلفه الأمر ونظر بنظرة توعد للمار.
الواقفه بعيداً.
فاق لواقعه بأعين تتأجج بالنيران مدمعه وصاح وهو يجذبها بحده من ذراعها الداكن من أثر قبضته  :
- قومي غوري أعمليلي حاجه أكلها الأكل دا مش عجبني.
دفعها بعيداً حتى كادت أن تسقط فتساندت على ذاتها وهي تستدير له بنظرة تحدٍ وقالت  :
- هتندم هيجي يوم وتندم وقتها هيكون فااات الاوان وعمري ما هسمحلك تأزي حد من أهلي  ،  ولو هعمل اي حاجه هتقولي عليها فمش عشان خايفه منك لا أبداً عشان أنت جوزي ودا واجبي مش أكتر وربنا موجود هياخدلي حقي منك.
بعنف أمسك ذراعها بحده يضغط على كل جرح سببه لها بيده الاخرى وتحدث بفحيح  :
- مش خايفه؟ معايا هخليكِ تحسي ودوقي الخوف بجد وأهلك هدمرهم وادمرك وهتتفرجي وبس، غوري من وشي.
قالها وهو يدفعها بحده وغفل قلبه عن قواها الخائرة وعيناها التى طرفت بوهن تحاول الصمود شعر بجسد صلب يقع مصدراً ضوت قوي فـ التفت فرآها مغشي عليها فهرع إليها بقلبً متلهف وحملها برفق و وضعها على الفراش وتجمعت الدموع بمقلتيه من كم الاذي الذي سببه لها ولكنه لم يلبث أن عاد لجموده وقسوة قلبه هم أن يقترب ليحملها للمرحاض ولكنها صرخت بوجل وهي تهزي وتلوح بيدها كأن ما حدث مذ دقائق يحصل مرة آخرى.:-
أبعد عني أبعد متقربش لااا لا حرام عليك.
لان قلبه وعنفه معاتباً كيف تجرؤ على أن يغتصبها مهماً يكن هي زوجته ولكن نار الأنتقام غشت عينيه فتناسى جل ما حوله.

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن