جحر الشيطان ج3 ح26

1.1K 67 25
                                    

الفصل الـ ( 26ج1)
جحر الشيطان

" حامل  !! حامل إيه؟ ومن مين؟ "
سألها ( عبد الله) وانفجرَ ضاحكًا وهو يضرب كفيه ببعضهما؛ فعلتها ( شيماء) والله إنها لمجنونة من تشوه سمعتها لأجل رجل لحمقاء!
وبئس الحمق لرجل يتلاعب بها!
لقد مل وقرر تركها وقالها صريحة لكنها تفعل كُلُ شيءٌ ليعودُ لها، غبية هيَ إن حسبت إنه واقعٌ في حُبها وهو والله ينفرُ منها، لا تعلم إن قلبهُ متعلقًا بالتي أمامهُ  ( أروى) مثل تلك الفتاة تحب.
مثلها لا يضيع من بين اليد!
وقلبه الأبله تحدى كُلُ شيء وذاب فيها!
لقد تجاوز المخطط له، لكن إن كان قُربهُ من (شيماء) سيجعلهُ قريبًا منها فمرحبًا بذلك الحب السخيف  .
ولا ضير أن يستكمل لعبته!
هدأ ضحكهُ في تمهلٍ وعيناهُ تستقرُ على عينا ( أروى) الذاهلة فتحمحم يُجلي حنجرته وما هم بالحديث إذ هتفت ( أروى) فيه بإنفعال  :
- والله أنت واحد تستحق الحرق تعمل عملتك وتهرب، مش عارفة بجد إزاي إللي زيك....
قاطع ( عبد الله) حديثها يقول في تريث وإشارة من يده :
- طب اسمعيني الأول لو سمحتِ بلاش حكمك عليَّ ده، كلماتك صعبة، ونظرتك ليَّ أصعب.
لكنها لم تعره أهتمامًا وكادت تقف لكنه بادر يستوقفها  :
- شيماء بتكدب عليكِ!
كزت ( أروى) على أسنانها وهي تجيبه بصوتٍ منفعل، غاضب  :
- إنتَ الكداب مش هيَ وإياك تجيب سيرتها بالوحش قُدامي.
تبسم ( عبد الله) بسمة متهكمة، تلك الفتاة تدافع عنها وليتها تعلم كم تحقد عليها (شيماء)
قد تتشابه الوجوه والملامح لكن تبقَ القلوب غير القلوب كُل قلبٌ مختلفًا عن الآخر
والنفوس الطيية غير النفوس المريضة ثمة فرق على أي حال!
فرق شاسع يمتد لآميال.
عادت (أروى) جالسةً أمامه مرة أخرى، وهتفت بضيق  :
_ياريت تقول ليّ الصراحة، فين قسيمة الزواج؟!
فتنهد ( عبد الله) مشبكًا كفيه على الطاولة وأردف  :
_مفيش قسيمة زواج لأن كل اللي قالته ليكِ كدب محصلش، كل إللي بدر مني إني قولتلها خلاص هبعد مش عاوزها وغيرت رقمي، لكن محصلش اي حاجة من إللي قالته!
_ وإيه إللي يخليها تقول كدا؟
_أروى، شيماء بتعاني من حالة نفسية غالبًا عندها نقص في شخصيتها، أكيد قالتلك كدا عشان أنتِ تقنعي عمي أنس يوافق يقدم الفرح بسرعة ويكلمني، لكن...
أذدردت ( أروى) لُعابها بصدمة لم يستعبها قلبها وتمتمت بصوت باهت  :
- ولكن إيه؟
رد ( عبد الله) وهو يميل بجذعة على الطاولة  :
- أنا خلاص صرفت نظر عن شيماء مش بفكر فيها!
أنزوت بسمة متهكمة على فمه مع رنين هاتفه بإسم (شيماء) ليدير شاشة الهاتف أمام وجه ( أروى) مع قوله الفاتر  :
- بترن كل دقيقة وبتعيط عشان أرجع لها!
ثُم أغلق المكالمة وركن الهاتف جانبًا وعقد ساعديه على الطاولة وهو يستكمل  :
_دلوقتي حمزة رافض إرتباطنا ولولا موافقة عمي أنس بسبب إلحاح شيماء مكنش حد وافق عليَّ، هنكمل إزاي؟
ساد صمت ثقيلٌ قبل أن تتمالك ( أروى) رباطةً جأشها وتقول بصوت فاتر  :
- أنا هتكلم مع حمزة وهقنعه، سلام.
وقفت فور كلمتها الأخيرة تلملم أشياءها بضياع وتغادر فتابعها هو ببصره و ملامحه اللينة أستحالت إلى جامدة، وعيناه بدت غامضة، وبسمة خبيثة أرتسمت على شفتيه وعاد بظهره للخلف في استرخاء تام.. ثُم رفع هاتفه مجريًا إتصال مبهم..

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن