الفصل 24

2.8K 140 39
                                    


الفصل 24
# دموع العاشقين.

مر عدت أيام وقد توصل حذيفة لقراراً اخير راسخاً بذهنه إلا وهو أن يطلقها ويعطيها حريتها سيفعل ما تريده ما دام سعادتها تكمن بذلك لم يتلاقا منذ تركه للبيت ولكنه إذ أتصل للأطمئنان عليها حادثته بنبره باردة طالبه الطلاق وتقذف بفؤاده كلماتً لاذعه.
ولكنه تغير وأخيراً أتضح وتيقن أنه تغير ليس لآجلها وأنما لربه لآخرته.
فجميعنا محتاجون أن نطهر أفئدتنا  ...  أن نظل نستغفر في كل حينً و وقت متضرعين للرحمن بقبول التوبه ومستجيباً لدعاءنا.
أحذر كل الحذر من الغفله وسارع بالمغفرة والتوبه.
• لكنه لم يتغير من تلقاء نفسه وأنما ياسين وعثمان وعمرو أنتشلوه معهم من طريق الضلال فكانوا معه خطوه خطوة.
توقفا الشباب أمام الجامع يتحدثون.
بينما ترجل البنات من سيارة آخرى ودلفا الفتيات ما عدا أسماء التى أقترب منها بلال باسماً وهو يقول   :
- ازيك يا أسماء عامله ايه؟
تبسمت له ببسمة مجامله  :
- الحمد لله تمام.
ردد عينيه على حذيفة الذى لم يرفع عينه من عليها قط وراح يتأملها ويروي روحه القاحله ويدوى ندوب قلبه.
همس بلال ونظرة لا يحيد عن حذيفة  :
- بيحبكك والله وتغير خالص بقي شخص تاااني شخص كل همه ميفوتش صلاه ولا صيام ولا قراءن.
اذدادت دقات قلبها وهي تدير عينيها على ما ينظر بلال فوقع بصرها عليه فأصتطدمت من وجوده طرفت بعينيها تحاول أن تصدق ما ترى هل هذا حقاً حذيفة ها هنا هذه أول مرة تراه بها بالجامع ليصلي  ؟  حقاً هو يصلي  أتغير أم أنها تتخيل.
وكم يبدوا متغيراً ذقنه الناميه وبذلته وجاكته المثني على ذراعه ذادت وسامته وجاذبيته وراحت تروي عطشها منه وتبرد ذلك الغليان بمهجتها دهشت حينما تحاشى النظر لها ببرود كأنه لا يرآها.
تبسم بلال بنظره مفعمه بالحزن والوجع وتمتم  :
- أنتِ بتحبيه وهو بيحبك يبقى ليه البعد ده  ؟
هزت منكبيها بضياع ثم أستأذنت منه ودخلت المسجد وتعقبها الشباب والجون من بابً آخر حقاً حذيفة قد ولد من جديد فكان بكل سجده أنهاراً من الدموع متضرعاً مخاطباً رب العالمين أن يغفر له ويعفو عنه وما امسنا الآن من سجده طويله نبث بها شجون القلب لرب العالمين نتضرع أن يغفر لنا كم نفتقر لذلك  ؟
نفتقر لطلب الرحمه والمغفره ونتضرع بالتوبه سألين الله الجنة.
نحن بحاجه أن نظهر لأفئدتنا من الحين للآخر ونطهرها وأن نردد دائماً الباقيات الصالحات والصلاة على الحبيب بورد يومي يطهر أفئدتنا وينير ارواحنا أن نعتكف حتى ولو ساعه متضرعين للرحمن.
بعدما فرغا من صلاة الجمعه وانهى الشيخ خطبته تجمع الفتيات حول ورد وتسأءلت ديجا بهمس رقيق بإذن والدتها  :
هتحكيلنا عن حمزه بن عبد المطلب صح  ؟
أومأت ورد مؤكده فصفقت ديجا بحماس وشغف وأتجهت جالسه بحضن لمار التي ضمتها بمحبه وهي تقبل وجنتها.
رددت ورد عيناها بين الجميع باسمه بوجهاً مشرق وفؤاداً منشرح وقالت بصوتاً عال ليسمع الجميع  :
- حمزه بن عبد المطلب أسد الله وسيد الشهداء البطل الضرغام عم الرسول ﷺ وأخوة من الرضاعة ولعلنا نتسائل كيف أسلم حمزه  ؟
نظرت الوجوه بشوق لورد وتنبه وأهتماماً جليّ مفعم بالأعين فتبسمت متابعه  :
- ذات يوم خرج حمزه من داره  ، ليمارس هوايته المحببه وهي الصيد وكان صاحب مهارة فائقه وقضى هناك وقتاً ولما عاد ذهب كعادته كلما رجع من صيده للكعبه ليطوف بها قبل ان يرجع لداره وقريباً من الكعبه لقته خادم لعبد الله بن جدعان
ولم تكد تبصره حتى قالت له : " يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا، من أبي الحكم بن هشام .. وجده جالسا هناك، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره " ..
ومضت تشرح له ما صنع ابو جهل برسول الله واستمع حمزه لقولها وأخذ قوسه وثبته فوق كتفه وأنطلق بخطى سريعه حازمه صوب الكعبه ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..
وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل : " أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول .. ؟! الا فردّ ذلك عليّ ان استطعت " 
ونزل قوله عليهم نزول الصاعقه فأشد فتيان مكه واعزهم يسلم  ؟
وسيكون قوة لمحمد ﷺ.
قال حمزه أنه أسلم ولكنه لم يكن قد أسلم بعد وعاد لداره وظل يفكر لقد أساءه ما اساء لابن اخيه فأنفعل واخذته الحميه فأعلن اسلامه وكيف ترك دينه ودين اباءه واجداده ثم يستقبل ديناً لا يعلم عنه شيء أنه لا يشك في صدق محمد ﷺ فهو يعلم جيداً صدق بن أخيه بلى واخوه أيضًا وأخذ يفكر لأيام لا يهدأ له بال او خاطر
ولنضع اليه وهو يروي بقية النبأ فيقول : " .. ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر عظيم، لا أكتحل بنوم ..
ثم أتيت الكعبة، وتضرّعت تاة الله أن يشرح صدري للحق، ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا ..
وغدوت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري، فدعا الله أن يثبت قلبي على دينه .. "
وهكذا أسلم حمزة اسلام اليقين ..
وأعز الله الاسلام بحمزة فكان يذود عن رسول الله والمستضعفين من اصحابه حتى لقبه الرسول ﷺأسد الله، وأسد رسوله " 
واول راية عقدها رسول الله ﷺ  كانت لحمزه.
وجاءت غزوة أحد حيث زعماء قريش يهدفون بالمعركه قتل رسول الله ﷺ وحمزه رضي الله عنه وارضاه.
وكان كل هم القرشيين موت حمزه فوضعوا خطه واختاروا رجل لقتله وهو" وحشى" كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة،وكانت ختطهم ان يتصيد حمزه ولا يغفل عنه و وعدوه بثمن غال وهو حريته فقد كان وحشي عبداً لجبير بن مطعم وبالمعركه ألتقى الجيشان واخذ حمزه يصول ويجول بصفوف اعداءه  وقارب المسلمون النصر لولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل، ونزلوا الى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم .. لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها ونسائها بل وخيلها وابلها !!
ورأى حمزه ما حدث فضاعف قوته واخذ يضرب عن يمينه وعن شماله و وحشي يراقبه  يتحين اللحظه المناسبه لقتله.
أدمعت عين ورد وكأنها تتخيل مقتله وتنهدت بعمق وتابعت وهي تغض بصرها  :
- ولندع وحشا يصف لنا المشهد بكلماته : [.. وكنت جلا حبشيا، أقذف بالحربة قذف لحبشة، فقلما أخطئ بها شيئا .. فلما التقى الانس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهدّ الناس بسيفه هدّا، ما يقف امامه شيء، فوالله اني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني، اذ تقدّمني اليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة صاح به : هلمّ اليّ يا بن مقطّعة البظور، ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه ..
عندئذ هززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على امره ثم مات ..
وأتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه، اذ لم يكن لي فيه حاجة، فقد قتلته لأعتق ..]
ثم رددت بصرها بالجميع بأعين مستدمعه وقالت وعن وحشي أيضًا  :
- فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فهربت الى الطائف .. فلما خرج وفد الطائف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم تعيّت عليّ المذاهب، وقلت : الحق بالشام أو اليمن أو سواها .. فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال لي رجل : ويحك .. ! ان رسول الله، والله لا يقتل أحد من الناس يدخل دينه .. فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرني الا قائما أمامه أشهد شهادة الحق، فلما رآني قال : أوحشيّ أنت ..؟ قلت : نعم يا رسول الله .. قال : فحدّثني كيف قتلت حمزة، فحدّثته .. فلما فرغت من حديثي قال : ويحك .. غيّب عني وجهك .. فكنت أتنكّب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله اليه ..
فلما خرج المسلمون الى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة .. فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما، في يده السيف، فتهيأت له، وهززت حربتي، حتى اذا رضيته منها دفعتها عليه فوقعت فيه ..
فان كنت قد قتلت بحربتي هذه خير الناس وهو حمزة .. فاني لأرجو أن يغفر الله لي اذ قتلت بها شرّ الناس مسيلمة] ..
وتوفى حمزه رضى الله عنه وقال عنه الرسول ﷺ " سيد الشهداء حمزه بن عبد المطلب  ،  ورجل قام إلي إمام جائر فأمره ونهاه فقتله "
وفي رواية  " سيد الشهداء عند الله يوم القيامه حمزه بن عبد المطلب "
لقد جاهد حمزه في سبيل الله تعالى جهاداً شديداً وكان بلاؤه ليس بلاء رجل واحد ولكنه كان يبلي بلاء جماعه من الناس. ولو ان ما أصابه في سبيل الله تعالى وزع على الجماعه من الناس لأوسعهم ألماً.
ثم صمتت ملياً وتابعت قائله ونظرها يتردد بين الجميع  :
- ولقد امرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وحشي بإن يأتيها بكبد حمزه وإنصاع وحشي وجيئ لها بالكبد وأخذ منها قرطها وقلائدها ، مكافأة له على انجاز مهمته ..
ومضغته هند ولكنه استعصت عليها فلم تستطع اكلها.
أخذته لتشفي غليلها وحقدها على موت زوجها  و والدها.
وحزن الرسول حزنً شديداً على موت حمزه الذى لم يكن عنه فقط بل أخ وصديق وتربيا سوياً.
وإذ يستمع الرسول ﷺ بكاء النساء على الشهداء فيقول لكنّ حمزة لا بواكي له"

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن