الفصل 20

2.6K 143 16
                                    


البارت 20
# دموع العاشقين

🌾((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))🌾

باحدى الكافيهات دلفت مكه بخطوات ثابته متزنه  ،  تبسمت لبعض الفتيات والشباب وهي تتقدم منهم فما أن وقفت بقربهم صافحتهم بمحبه وجلست فتسامروا قليلاً.
وقف شاباً ناصع البياض ذو أعين خضراء نحيل الجسد طويلاً وخاطب مكه قائلاً  :-
مكه هل تأتي قليلاً أريدك بشئ على انفراد  ؟
هبت واقفه قائله بإبتسامة  :-
حسناً  ، "نظرت للفتيات وتابعت قائله"  أستأذنكم لبعض الوقت لن أتأخر.
اومأوا لها بإبتسامة بينما خرجت خلفه خارج الكافية بمكان منزوياً عن الطريق و وقفت بعيداً عنه قليلاً فبادر هو قائلاً  :-
أخبرتيني على الهاتف أنك اخذتي قرار بطلبي أود أن اسمعه.
صمت بقلباً راجف يخشى أن تقول ما سوف يحطم فؤاده لذا صمت بخوف.
كان بداخلها صراع فيما ستفعله وبذاك القرار الحاسم الذي سيقلب حياتها رأساً على عقب ولكنها تود ان تخرجه من فؤادها ان تثبت له انه لا شئ.
كانت حائرة الفكر لا تدري هل توافق ام ماذا وهل ما ستفعله صحيح ام لا أغلقت جفونها بتوتر شديد وارتباك وتنهدت بصوتاً عال كأنها تخرج تلك الأفكار من رأسها ونظرت له قائله بثبات  :-
قراري إني........
نظر لها بعمق وتساءل بأمل  :-
أنتِ ماذا هيا تحدثي؟
زاغ بصرها  ، ترددت كثيراً وتحير فكرها وخفق قلبها تحادثها نفسها قائله  :- لا تفعلي هذا  ، هكذا ستظلميه وستظلمي قلبك  ، تمهلي قليلاً فكري أكثر خذي وقتك ستندمين.
طال صمتها فأنتابه القلق من أن ترفض فهمس يحثها على الحديث والأقبال  :-
مكه ما بكِ أنتِ بخير  ؟ اود أن اسمع قرارك فأخبريني لا يمكنني الأنتظار اكثر من ذلك فلتثلجي قلبي  .
# موافقه.
نطقت بها سريعاً قبل اي تراجع وتنفست الصعداء وهي تأخذ شهيق وزفير تباعاً.
لكن قلبها ما زال مفعم بالحزن مهلاً هل هذا سؤال فمن اليوم سيظل الحزن والوجع جاثمين به سيكن العذاب رفيق روحها والدموع ملاذها ليلاً وسيكون الليل ونيسها.
فلتأتي يا دنيا بما عندك فلم يعد هناك شئ اكثر وجعاً مما بقلبها.
هل سيعلم فؤادها كيف يضحك من اليوم  ؟
أهلاً ومرحباً بالأحزان والهموم من اليوم فهم دنيتها فيما بعد.
او لعلها تحب ذاك الذي وافقت على الزواج به من يدري بالغيب سيعوضها الله أكيداً على حرقة فؤادها ودموعها وتعبها سيفرج همها كأنها لم تعي للحزن يوماً وسيتلاشى بيوماً ما.
فاقت من شرودها على تلويح كفه امام وجهها فتنبهت له وهمست باسمه  :-
سأخذ معاد مع ابي وسأخبرك.
تبسمت عينيه وتوهج وجهه أشراقاً وسروراً وهمس بنبرة صادقه  :-
يا ليتك تدرين كم سعادة قلبي الآن … أنا حقاً لا أصدق … أني سعيد  ، سعيد للغايه سأجعلك أسعد فتاة على وجه الأرض ولن اجعلك تحتاجين شيئاً فمنذ ان وقعت عيناي عليكِ وقع قلبي أيضًا يا فتاة أحلامي اعشقكك واود لو اتزوجك اليوم قبل الغد "وضع يده على قلبه واغمض جفنيه هامساً" ااااه سأبرد نار قلبي الآن واطمئنه ان معذبته له  "فتح جفنيه ناظراً بعمق عينيها وقال بعشق"
مكه اني احبك فوق ما تتخيلي أعشقكك كلك أخلاقك وقلبك الذي أسرني أنتِ يا فتاة اسيرة داخل فؤادي ولن ااحررك أبداً ستظلين بمسكنك.
أين هي  ؟  هل جربت يوماً أن تنسحب روحك منك ويتوقف نبض القلب ومع ذلك يبقى جسدك باقياً بالحياة وقد اختفت الحياة من قلبه أنه فقط بحاجه لقبر يضمه وينتظره ولا يأتي.
اظن ما هي الحياة أين هي لا عقلها ولا روحها او فؤادها موجودين أنهم راحلون إلي الحبيب معشوقهم حيث سكنهم ومأؤهم.
لم تستمع لحرفاً مما قال  ، فـ صورة من عشقته قابعه امام عيناها لا تغيب  ، وصدى صوته يدوي فلا تسمع غيره فصوته مصدر أمانها وراحتها وأطمئنانها وسكينتها.
تنبهت له حينما هم بأمساك يدها لتبعد يدها وتتراجع للخلف خطوة.  فأسرع برفع ذراعيه هامساً بضحكه  :-
بعتذر لا اقصد ذلك فقط كنت أحاول جذب انتباهك انتِ هنا وليست هنا فأين أنتِ؟
بدموعاً لامعه بمقلتيها تبسمت بخفه وهدوء وقالت  :-
لا فقط انشغلت قليلاً لا بأس أنا معك ماذا كنت تقول  ؟
أشار بيده وما زال تأثير الفرحه يشع بنوراً من مقلتيه  :-
هيا بنا نخبر رفقاءنا بذاك الخبر السعيد ولنحتفل قبل عودتك للمنزل.
سارت خلفه للداخل مطأطأت الرأس كاسفت البال تود لو تخرجه من فؤادها وتقذفه خارجاً ان توقف التفكير به وتعاتب فؤادها لماذا … لماذا هي موجوده تشعر بإن به شيئاً … لقد غاب كأن القمر غاب ذات ليله  ، او الشمس لم تشرق  ، هذا هو حالها قلب بلا نبض،جسد بلا روح،تود لو أن تحلق إليه وتعانقه وتشكِ له منه إليه.
وتختبئ من العالم به.
لم تدر كيف وصلت للطاولة فكانت كالمتغيبه فاقت لذاتها على صوت التهنئة من صديقاتها واخت "علي" و توالت عليها المباركات.
ضمت اخته فما ان اوشكت بالإبتعاد حتى رآته جالساً وامامه فتاة ترتدي ماذا ترتدي  ؟ هي لا ترتدي شيء بذاك الفستان القصير للغايه.
مهلا ممسك بيديها أيضاً ويحادثها.
حملقت مزهوله به وتجمدت الدماء بأوردتها واخذ صدرها يعلو ويهبط أشعرت يوماً بنيران تصهرك هي الآن رماداً.
تسمرت مكانها تود لو تقلع له عينيه الآتي تنظرن لها وليديه الممسكه بكفيها استشاطت غيرة.
تلاقت أعينهم بلحظه عاتبه مؤلمة تبث الشجون بلغتها المحببه لدى العاشقين.
أقترب على  "على مصري الجنسيه ولكن والدته اجنبيه وكل حياته بالخارج" هامساً بقلق  :-
مكه أأنتِ بخير ما بكِ على ماذا تنظرين  ؟
تنبهت له فأستدارت بأتزانً وبسمه تزين ثغرها وهتفت برقه  :-
لا انظر لشئ انا فقط افكر كيف ستكون حياتنا واطفالنا وبيتنا أيضًا.
ابتسم بحب وهم بفتح فاهه للرد ليجذبه عثمان ولكمه دون كلمه ليرتد على للخلف مصعوقاً دون ان يعي شئ وقبل ان يعي تلقي لكمة اخرى اسقتطه ارضاً وهجم عليه عثمان ك الثور الهائج وهو لا يرى امامه سوا حديثه مع محبوبته ضحكتها لها نظراته التى يعرفها جيداً.
شهقت مكه وهي متسعت العينين وأرتجفت كلياً.
هوت دموعها بخوف بينما تجمع كل من بالكافية يحاولوا انقاذ ذاك الذي اغشي عليه غارقاً في دماءه.
اقتربت مكه ممسكه بقبضته ببكاء  وهي تقول.:-
لا لا سيبه هيموت حرام عليك.
نهض مهتاجاً وهو ممسك بذراعها الذي كاد ان ينكسر من قبضة يده وصاح بأعين يغلفها السواد  :-
اااايه خايفه عليه والله لموتهولك … بتعملي ايه هنا  ؟؟؟
تلجلج صدرها لم تدر كيف تجيب وهي ترتعد خوفاً هكذا منه فتعالى نحيبها بحرقة.
فـ لان فؤاده قليلاً وما زالت غيرته تسيطر عليه جذبها من معصمها للخارج و وصل بها من السيارة وفتح بابها.
استجمعت قواها الخائرة ونظرت له بجمود وتجمدت دموعها وسحبت ذراعها الذى ازرق من قبضته  :-
اوعى ايدك كداا.
أغلقت الباب بعنف ونظرت له ثم دفعته من صدرة وهي تصرخ به  :-
أنت عملت ايه فيه  ؟ كنت هتموتوا يااخي انت أيه  ؟
أنت مش طبيعي والله.
أتسعت عينيه بهالة مخيفه وعاد امساك ذراعها لتتأوه بألم وصرخ بوجهها  :-
ااايه خايفه عليه ليه  ؟ انتِ مشفتيش بيبصلك ازاي  !!؟
كنتِ مفكره هسيبك معاه افتراض ازاكِ  ؟
ظهرت أبتسامة ساخره على جانب فمها وغمغمت قائله بوجع  :-
هو مستحيل يأزيني  ،  بس أنت اللي بتأزيني وحل عني وأبعد عشان بجد حرام كده والله انا تعبت كفايه بقا ارحمني وابعد عني  !
أشار لذاته مزهولاً وتمتم بنبرة لاذعه  :-
أنا  ؟؟ انا يا مكه هأزيكِ  ؟
اردات أن تعاتبه أن تخبره أنها بحاجة إليه كي يحميها من كل شئ حتى نسمة هواء قد تمرضها.
يكفيني رؤياك لكي تنبع ضحكة صافية من بين ثنايا القلب لا يغشاها شيئاً.
لا تترك يدي أجعل كفك يضم كفي للأبد يا وطني فلنمضي سوياً إلي جنة الرحمن ، فلتكن السعاده لنفسي والراحه لقلبي والسكينه لروحي كن لي كوكباً دري وسط الظلام الحالك ولتتمسك بيدي ولا تتركها.
لكنك تركتها بأول الطريق يا ليتني لم اعرفك يوماً او أراك.
لاذت بالبكاء وقلبها يصرخ حتى ازاحت دمعاتها بكفت يدها وهمت بإن تعيد ادراجها ناحية الكافية ولكن يده قيدة معصمها وصرخ بغضب  :-
أنتِ رايحه فين  ؟
ألتفتت له بثباتً وجمود ونبره خاليه من كل شيء وصاحت وهي تدفع يده  :-
ملكش دعوه اروح فين اجي منين ملكش حق تسألني ولا تعرف انا بكرهك يا عثمان بكرهك وكرهتك فأبعد عني عشان كرهي ما يذدش اكتر من كدا خليك الأخ اللي ما زال بقلبي وبس مضيعش دي كمان.
أبتعد خطوتين وهو يغلق جفونه بعنف.
وخفق قلبه الذي اضناه الوجع وأصبح حالك السواد.
تكرهه  ؟  حبيبته أبنته تكره  ؟ ولكنه يستحق فقد وجعها وأهانها وجرحها يستحق اكثر من ذلك.
أهذة هي حقاً أميرة قلبه التى كانت مفعمه بالحيوية والنشاط گ فراشه تحلق وباي مكان تنشر البهجه وتملأ الدنيا وتغمرها حنانً.
أهذه هي من انارت جدران قلبه الحالك لتذيقه من انوار الحياة ابهاها منطفئه حزينه فما انكسر لا يتصلح أبداً وهي تحطمت كلياً.
ساد الصمت وعم قاطعته هي هامسه بنبره مفعمه بالحزن والوجع والثقل اضنى فؤادها والغيرة تسيطر عليها  :-
رووووح للبنت اللي كانت معاك مينفعش تسيبها لوحدها تنفعك ولايقه عليك ذوقك حلوو ربنا يسعدكم ياررب.
قالتها بسخريه وابتسامة هازئه ممتعضه على ثغرها وقالت بنبره لم تستطع اخفاء الغيرة بها  :-
روووح امسك ايدها وكلمها ام فستان  بين اكتر ما مداري دي روح أشبع بيها يارب تتحرقوا سوا.
قالتها وهي تغادر من امامه بغضب وغيره متوجه للبيت.
ليزفر هو بضيق سرعان ما أبتسم ضاحكاً لقولها.
وأسرع على عجل خلفها شبه راكضاً أمسك ذراعها قائلاً  :-
استنى عندك هنا.
التفتت له بوجهاً غاضب وبحنق هتفت:-
خير عايز ايه تاني.؟
أشار للسيارة  :-
امشي اركبي خليني اوصلك  !!
وضعت يديها بخصرها وبسخط هتفت  :-
وأنت توصلني ليه اصلاً  ؟ روووح وصل اللي كانت معاك مينفعش تسبها كدا عيب.
ببرود تام جذبها من يدها عنوه وهو يقول.:-
اسمعي الكلام وأنتِ ساكتة.
فتح الباب ودفعها للداخل  ،حاولت بشتى الطرق ان تتحرر من قبضته لم تستطع حتى النزول من السيارة.
استقل السيارة وأنطلق بها  ،  نظرت من خلف النافذه للطريق بشرود ودموعها تهوى على وجنتيها بألم  ، لاحظ دموعها من مرآة السيارة التي كانت تتقاذف على قلبه گ الجمر.
دون ان ينظر إليها قال متسائلاً  :-
مكه أنتِ كويسه ماااالك بتعيطي لية  ؟
# مفيييش.
نطقت بها بجفاء وحده وهي تعقد ذراعيها.
وفاضت عينيها بالدمع اكثر.
كثى الضيق وجهه … وخفقت دقاته بوجع … وأضنى الحزن روحه ونفسه وروعه … لذا ركن السيارة على جانب الطريق … وعم الصمت والهدوء إلا من شهقاتها هي.
# وبعدين.
نطق بها عثمان بنبرة حانيه وهو يستدير بجلسته قبالتها.
أختلست نظره بطرف عينيها ولوت فمها بطفولة وهي تقلده  :-
وبعدين.
# متجننيش.
وأجننك ليه  ؟
نطقت بها مكه وهي تلتفت له … فأخرج منديلاً ورقياً وهم  بتجفيف دمعاتها  ، فأرجعت رأسها للخلف بجمود وامتعاض.
فتنهد وهو يكابد على كبح غضبه وتسائل بنبرة هادئة  :-
ممكن أعرف بتعيطي ليه  ؟
تأففت وهي تنظر أمامها متامله الطرق وهتفت بنبرة حاده   :-
يهمك في ايه بعيط او لا  مش خلاص عملت اللي عليك وهنتني قدام صحابي كمان وضربت على.
تخللت الغيرة ثنايا فؤاده وغلت الدماء بعروقه ودق قلبه بعنف.
كيف لها أن تنطق اسم رجلاً غيرة  ؟
هو فقط من يحق لها ان تنطق حروف أسمه بصوتها الرقيق الذي يترنم بأعذوفه عذبه تريح فؤاده وتبهج روعه.
لكم النافذه بغضب وهو يصرخ بأعين متسعه تشع شرارت الغضب  :-
اسكتي مسمعش صوتك بيجيب اسم اي راجل تاني على لسانك.
أنتفضت برعده ونظرت له قائلة بتريث  :-
ليه يعني  ؟  وبعدين الرخيصة دي ازاي تركبها عربيتك وتقعد جنبها كدا لا وكمان كنت عاوز تمسح دموعها.
تألم قلبه وغض بصره وانعقد لسانه فلاذ بالصمت يود ان يقول انها لست كذلك بلا أنتِ أغلى من كل شئ اااه لو تدري أن كل دقه تدق من أجلها وأنها شامساّ تضى فؤاده المظلم وتنيرة.
بصمت قاد السيارة حتى توقف امام الفيلا لتترجل هي ركضاّ مهروله للداخل.

رواية "فتاة العمليات الخاصه" مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن