أيها السحرة! احذروا الفرسان

الفصل الثامن و العشرون : طي صفحة الماضي.

"هل قلتِ للتوّ أنه فقد القدرة على التحكّم بسحره؟ يوداليت ساحر؟"

ببطء التفتت نيرا نحو كلاي، وجدت الشاب أكثر الحاضرين صدمة و ذهولا، فصارت تضحك بارتباك محاولة تصريف الموضوع "اهخخ ل لا~ لم أقل شيئا كهذا أيها السخيف."

"لا، أنا متأكد أنني سمعت-"

حاول كلاي الاعتراض، لكن نيرا استوقفته بتوسيع عينيها مهددة إياه "أنا، لم، أقل، شيئا، كهذا!!"

خلال كلمتها الأخيرة رفعت نبرتها منفعلة، و عن غير قصد نزلت بالحقنة عموديا على ذراع يوداليت... تلى ذلك صرخة منه هزّت المنزل هزّا و ما جاوره، حتى أنه أيقظ من هم بالغرفة المجاورة.

المستيقظون عددهم ثلاثة، و آخرهم كان راكان. هذا الشاب نهض ينظر لما حوله مرعوبا و مفزوعا، و لولا براين الذي كان واقفا أمامه يبتسم له مطمئنا إيّاه، لاستغرق وقتا أطول ليهدأ.

"ما الذي حصل؟!"

"وقعنا في فخ، متنا، و ها نحن ذا في الحياة بعد الموت." بكل سهولة و جدّية أجاب براين.

ترك الشاب مصدوما و متسمرا، حتى سمع صوت كاميليا بالطرف الآخر من الغرفة "توقف عن الكذب على الناس و أجبني، كيف حالها؟ هل ستكون بخير؟"

كاميليا قد كانت بخير، مثلها مثل راكان لم يكن قد أصابها سوء سوى بضعة خدوش. أمام كلاوديا المستلقية على فراش أرضي كانت جالسة، قلقة جدا و متأسفة على ما أصاب ساحرتها و صديقتها المقرّبة.

"ستكون بخير، لقد استنزفْتُ كل طاقتي لأعالج إصاباتها الداخلية و بضعة كسور... ليس جميعها إنما البضعة القليلة... الباقي سيهتمُّ المستشفى به."

"و متى ستصل سيارات الإسعاف؟"

"طلبنا قبل نصف ساعة سيارات إسعاف سريّة، أظنّها ستصل في أي لحظة الآن."

كاميليا و براين كانا يتحدّثان، غافلان عن راكان الذي كان طوال الوقت يحدق بكلاوديا المستلقية بعيدا، مرارا و تكرارا يُعاد منظر إنقاذها له عبر ذاكرته حتى انقبض قلبه و ضاق صدره.

رُفع ستار المدخل فجأة و دخلت سَحَر تضحك مع شيولين الجادّة كما العادة، رؤية وجه أميرته و هي بخير جعلته ينسى كل ما حوله و ينسى أسفه مناديا بابتسامة مشرقة "سحر!! "

نحوه نظرت الأميرة، ثم ما لبثت أن تسلقت الإشراقة ملامح وجهها البشوشة "راكان!!  أخيرا استيقظت!! "

أسرعت نحوه و جلست أرضا أمامه تتفحّصه مطمئنة عليه "يا إلهي كم أقلقتني عليك! حمدا لله على سلامتك"

"حمدا لله أنكِ بخير، ما الذي حدث بالضبط؟ كيف نجوتِ من أولئك اللعناء؟"

الكثير من الأسئلة لاقتها سَحَر بجوابٍ واحد و ابتسامة واثقة "لأنني قويّة ! سأحكي لك عما حصل لكن فلتحصل على وجبة طعام أولا."