الفصل الثالث و الأربعون : الرحلة المدرسية (ويليام ضد يوداليت -1-)

2.7K 312 413
                                    

"...أومياري؟ "


طأطأت لينا رأسها مستغربة، صارت تسعى لسماع تفسير ، لكن أليكسيس استقام من مجلسه مسرعاً ثم خرج من الكوخ راكضا.  تركها خلف ظهره متسمّرة تتسائل ما إذا كانت قد أخطأت في قول شيء.


بين الأزقة المتشعبة للأكواخ أليكس كان يمشي مسرع الخطى، صاكا على أسنانه يتذكّر يوما بعيدا من الماضي، حيث والدته كانت تحمل نايا في يدها و تبتسم له قائلة، "كل الأومياري يا بني ذوو شعر أبيض، لكن فقط من لهم دماء نقية... و هاؤلاء يا صغيري يعيشون في مكان بعيد جدا جدا... و للأسف لا أستطيع أخذك إليه.. "


في ذلك الوقت كان قد سألها عن سبب اختلاف لون شعره عنها، أراد أن يشبهها حتى أنه كاد يسكب دهانا أبيضا على شعره لو لم يتدخّل أخوه الأكبر في الوقت المناسب.


كم كان منزعجا جدا من حقيقة أنه لم يرث نفس لون شعرها عندما كان صغيرا، لكن يوم شرحت والدته له السبب، و يوم رآى رأسها ينتكس في حزن عندما أخبرته أنها لا تستطيع أخذه للمكان الذي عاشت به... آنذاك أخيرا توقّف عن الإلحاح و صار شاكرا لكونه لم يولد بشعر أبيض.


صار شاكرا لكونه لم يولد بنفس لون شعر من طردوا والدته و حظروا عليها العودة لموطنها.. فعلى الأقل عندما تنظر إليه لن تتذكر أصلها المريض و عائلتها اللعينة.



'إنه يملك شعرا أبيض، يعرف عن والدتي و ما أصابها...الآن كل شيء واضح و ذو معنى أخيراً!!  دون أدنى شك هو واحد منهم!!' ، على أسنانه زاد أليكس صكّا!  طوال الوقت كان واحدٌ ممن يفتّش مستميتا عنهم بقربه، و هو كان غافلا!!



إلى الساحة الواسعة وصل، هناك وقف يبحث يمينا و يساراً حتى وقعت عيناه على هدفه. يوداليت عند البوابة واقفا قرب ويليام و بعض الأساتذة!  تقدّم قاصدا إيّاه، عليه الحديث إليه! إنه من الأومياري!  من عائلة والدته! إنه يريد أن يعلم الكثير و الكثير من الأشياء!  لما طردوا والدته؟!  بأي حق لهم طردوها؟!  لما ماتت والدته في سبيلهم؟! لما لم يحاولوا إنقاذها و لا الإنتقام لها؟!؟  .... و الأهم... أين تقبع الأرض التي يعيشون عليها؟



و بعد خطوات معدودة، صدفة التفت فوقعت أنظاره على آرثر يتسلل خارج المخيّم و ساحرته خلفه عبر الجهة الأخرى.



توقف مكانه لوهلة، بقدر الأسئلة التي يريد أن يعرف جوابا عنها الآن و حالا، فآرثر مهم له أيضا!  و في الوقت الذي كان فيه ابن ديلاجينور و ساحرته يتسللان خارجا، ويليام و جماعته مع يوداليت كانوا على وشك الرحيل!  إنه لن يستطيع إدراك الجانبين معا، عليه الاختيار!  عليه أن يختار من يلاحقه!



قلبه الذي كان يدق مسابقا أنفاسه المضطربة أخذ يهدأ فجأة. و في محاولة لاستعادة تركيزه و ثباته، التقط أليكس نفسا عميقا و صار يفكّر برويّة.. 'لا بأس، لا داعي للاستعجال هكذا فيوداليت صار بقبضتي بالفعل... الآن، الأفضل أن أنتهي من أمر آرثر حتى أصبّ كامل تركيزي على مسألة الاومياري هذه.. '



أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن