رغم المطر المنهمر يوم البارحة، إلا أن الشوارع باليوم التالي أضحت جافّة يابسة، و كلّه راجع لشروق أدفئ شمس و أكثرها حرارة منذ بداية فصل الشتاء.
البعض رفض أن يُخدع و حافظ على ملابسه الشتوية متأكداً أن الجو سيتقلَّب مجددا، بينما البعض الآخر أمثال يوداليت، صدّقوا أن فصل الصيفْ قد جاء.
عكس الآخرين، جاء المدرسة بلباسه المدرسي الصيفي، دون سترة و دون حقيبة أيضا. على رأسه يضع قبّعة لسانها نحو الخلف موجَّه، و حول عنقه يلفُّ وشاحاً سرقه من براين و الذي كان قد سرقه بدوره من كلاي.
"فقط انزع ذاك الوشاح، أنت ترتدي قميصا ذا نصف أكمام و تنتظر منه أن يدفئك؟ "
على الطاولة بجانبه كانت تجلس سَحَر، الفتاة هربت من فصلها و جاءت إلى فصله تتسكع معه، متجاهلة كل النظرات المعجبة نحوها و التمتمات الهامسة...
"ارحلي لفصلك أرجوك! أنتِ تجلبين اهتماما غير مرغوب به!" ، غرق وسط وشاحه منزعجاً، إنّه يخطط للتقرّب منها صحيح، لكنّه غير راغب بنشوء إشاعات تجذب نحوه اهتماما أكثر!
"هوّن عليك هوّن عليك~ جئت أقدّم لك هذا." ، على الطاولة أمامه وضعت غطاءه الصغير ذاك، و الذي يحوي داخله نايه و الكتيِّب الصغير و صورة ماريا."
يوداليت نسي تماما أمر أشيائه بعد أحداث البارحة. و بعدما استعادتها أخيرا، أخذها يتفحّص سلامتها مستمعًا لكلام سَحَر أثناء ذلك "لقد كانت مع أليكس، كلّفني بإعادتها لك... على كل حال لما لم تقضي مساء البارحة معنا في العمل على المشاريع؟ ليتك بقيت و لم ترحل لتختبئ في غرفتك!"
"أليس سبب ذلك واضحاً؟ احتجت للتركيز! و ضجيجكم كان ليحرمني من الحصول على المعدّل الأول و إنشاء أكثر المشاريع مثالية !"
من ثقته الزائدة بنفسه استنكرت الفتاة. هم لم يُقدِّموا المشاريع بعد لأستاذتهم، لكنّه عيّن نفسه الطالب ذا المعدل الأول بالفعل!
"بعيدا عني، بدى و كأنّ ذاك الأمير المغرور كان يريد منك التسكّع معنا أيضاً!"
"ثم؟"، دون قصد منه جاء جوابه بنبرة باردة جداً، و كم تفاجأت سَحَر من ذلك، حتى أن الإندهاش أغرق ملامح وجهها خلال سؤالها "انتبهتُ أنّكما لستما على وفاق... هل تكرهه؟ "
دون الحاجة منه لإعطاء الإجابة، الفتاة فجأة هزّت رأسها نافية و متراجعة بسرعة "لا لا لا، مستحيل. لو كنت تكرهه لما أنقذته هو و أليكس من الانهيار الصخري في ذاك اليوم."
"ما الذي تتحدّثين عنه؟ أنا لم أنقذهما حبّاً فيهما."، أجابها الأصغر أثناء تصفُّحِه لكتيِّب ماريا، متجاهلا نظرات الاستغراب الموجّهة منها نحوه، أردف متمماً كلامه "لقد كانا الوحيدان الأقرب إلي، و الوحيدان اللذان لم يتمكّنا من استعمال درع سحري، كنت لأنقذ أي شخص كان في وضعهما ذاك... كما أن ويليام هو الأمير، لو أصابه مكروه ستتعقد الأمور أكثر فقط و سيتم دعوة الجميع لاستجوابهم. و مع حظي الجميل هذا، ليس من المستبعد أن يتم تلفيق تهمة إحداث الإنهيار لي."
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasyحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...