الفصل 104: وحدهم من لبّوا النداء.

2.3K 221 871
                                    

كلاوديا كانت عند وعدها، ما أن رُفِع حظر التجوّل، أشرقت على أرسيل ومن معه قبل أن تفعل الشمس على المدينة، واستعجلتهم لركوب مركبة أعدّتها خصيصا لهذا اليوم المميّز!

كان المفروض أن تُرافقها ايلين فقط، إضافة إلى أرسيل وزين... لكن حصلت تغييرات في الخطة، ووجدت نفسها في موقف غريب داخل مركبتها... أرسيل يجلس على المقعد بجانبها، هو هادئ.. بينما العكس تماما يحصل في المقاعد خلفها.

ضوضاء وجلبة أزعجتها حتى التفتت مشتعلة، في صف المقاعد وراءها، ايلين وزين كان كل منهما يجلس في طرف، يحفظان بينهما مسافة كبيرة، وكلاهما صامتان. وأما صف المقاعد الثالث وراءهما، فذلك بؤرة الضجيج، وهناك حيث تجلس ليليث وسط آيها وإيريك.

هؤلاء الثلاثة الذين لم يكن من المفترض قدومهم نشأ بينهم جدال عن الزمن الذي مرّ على اختفاء جاي، وحدود الوقت الذي تستطيع ايلين استرجاع الأحداث فيه.

وفي حين أن ليليث كانت تؤكد أنهم تأخروا كثيرا، وايلين لن تسنح لها الفرصة لرؤية كل الأحداث من البداية، فقد كانت آيها مصرّة أن مصطلح "البداية" غير منطقي ما داموا لا يعرفون متى تمّ الامساك بجاي، وإيريك إلى صف آيها كان يعترض كلام ليليث المٌحبِط ويكرر أن أي طرف خيط كيفما كان عن أخيه سيكون مساعدة عظيمة!

وهذا النقاش العقيم قطعته كلاوديا بصرخة واحدة، "اخرسوا وإلا جمدتُ حبالكم الصوتية!!".

صراخها أزعج أرسيل، لكنه لم يعترض، نقاشهم كان مزعجا ومرهقا للأعصاب أكثر.

وبفضل أسلوب كلاوديا في التربية، عاد الهدوء للسيارة، واستمرّ كذلك حتى بلغوا وجهتهم. الطريق التي كان من المفترض أن تأخذ ساعات، تقلّصت إلى أقل من ساعتين، فوصلوا والشمس لم تعلو كبد السماء بعد، والأرض ما تزال مبتلّة من قطرات الندى.

المنطقة كانت خارج الخدمة، رجال الأمن يحجزون كل النزل والأراضي المحيطة به، وصولا إلى الأطلال الباقية من المزرعة المحترقة. فليس من المفروض تواجد سيارات غير تلك التابعة لمركز الأمن في الموقف... وهذا ما لم يكن.

كلاوديا عندما ترجّلت من السيارة، وقفت تحدّق بمركبة فاهرة وحيدة، منعزلة عن باقي سيارات الشرطة. وبعدما نزل البقيّة خلفها، انتبه أرسيل أن نظرها معلّق على شيء آخر، لدرجة أن سرعتها في إغلاق الأبواب تباطأت.

"ماذا هناك؟".

سألها، وهي أشارت بعينها للسيارة، "أحد أفراد العائلة الملكيّة يشرّفنا".

وما أن أخبرته بذلك، حتى سمعا ليليث تنادي فجأة بأعلى ما لديها من صوت، "ويليام!!!".

بداية ضحِكت كلاوديا فخرا من توقّعها الصحيح، وأعطت أرسيل نظرة "أخبرتك"... ثم بدأ الاستيعاب يندسّ بين طيات دماغها، وأخذت تعابير الصدمة تنبني على وجهها، وقبل أن تدري، وجدت نفسها تلتفت بسرعة حتى تؤكّد بعينيها حقيقة ما سمعته، "ويليام؟!؟".

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن