الفصل الثاني و الأربعون : الرحلة المدرسية (رالين أليف).

3.4K 315 473
                                    

أمام خزّان المياه الخاص بالمخيّم، سَحَر قلقة كانت تحدّق بكارلوس. الشاب الذي لجؤوا إليه بعدما تلقوا خبرا سيئا للغاية كان جالسا أمام الخزان يتفحّص سطحه الأبيض، "ل..لقد أصلحتُ ك-كل الثقوب، إنه صالح للاستعمال الآن..."


نحو ويليام التفت كارلوس، النّظرات المتأسفة على وجه ساحر الابتكار هذا جعلت سَحَر تتردد في الالتفات للنّظر نحو الأمير خلفها أيضا...فلديها فكرة مسبقة حول الحالة التي يمكن أن يكون عليها..


لقد كان كل شيء بخير قبل بضعة دقائق، كانا يتحدّثان هما و راكان بسلام أمام غرفة التحكّم. قبل أن تأتي سينا مسرعة و في جعبتها أخبار مفجعة لولي العهد.


"الماء يتسرب من الخزان!! "

الخبر الذي جاءت به سينا جعل ويليام يرمي بكل شيء خلف ظهره و يسرع ليلقي نظرة بأم عينيه... و كم اسودت ملامحه عندما اكتشف أن كل مياه المطر التي جمعوها هناك ضاعت.


تبيّن أن سبب انتهاء مخزون مياههم مدبّر أيضا، و الشخص الذي خلف ذلك هو من جعل الثقوب تملأ خزّانهم الضخم... و الدليل ما أخبرهم إياه كارلوس بعد تحليله للواقعة، "لا بد أن الث-الثقوب أُُحدِثت بفضل أداة حادة، و أرجّح أنها قمة رمح م-ما.. الشخص المسؤول بارع جدا في استعمال الرمح، و ذو قوة جسدية هائلة... "


إنه يوجّه أصابع الاتهام نحو الفرسان... و رغم أن ثقوبا كتلك من الممكن جدا أن يتسبب بها ساحر أيضا، إلا أن كارلوس اختار تخصيص الفرسان باللّوم. و ذلك راجع للعداوة بين هاذين الطرفين...

حتى و هم في موقف كارثي كذاك إلا أن الفرسان و السحرة لازالو يحاولون طعن بعضهم البعض... ذلك كان ليُغضِب سَحَر كثيرا و يجعلها تنفعل، لكن لم يكن لديها الوقت لتركز على ردة فعلها حيال الأمر، و كله بسبب قلقها على ويليام الذي بدى غير راض البتّة.


"سينا.. " ، نطق ويليام أخيرا، "متى ستمطر مجددا برأيك؟"

سألها هي بالضبط لأنها ساحرة ماء ممتازة، و كل من بلغوا مستواها يطوّرون قدرة على تعقّب منابع المياه و مواعيد الأمطار، و الشعور بالسيول قبل هجومها و المد العالي قبل ظهور الأمواج للعيان حتى.

صحيح أن سينا لاتزال مبتدئة، لكن ذلك لا يتعارض مع امتلاكها لهذه القدرة، "الغيوم تغطّي السماء، لكنها ليست بتلك الكثافة المطلوبة لنزول الأمطار، كما أن تيّارات الرياح هدأت عن العصف قبل مدة ... لا أظنّها ستمطر قريبا، على الأقل حتى صباح يوم الغد.. "

ما قالته صديقتهم ساحرة المياه جعل سَحَر تُسرع بطمأنة ويليام، "لاداعي للقلق إذن!  لدينا البراميل! لقد ملأنها عن آخرها بالمياه و أظنّها كافية جدا لنروي عطشنا ريثما تمطر مجدداً ! "

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن