الفصل التاسع والتسعون: للمُذنِب مَعاد.

3.6K 315 746
                                    

براين يحتاج النوم، حده الأقصى نصف ساعة، إن لم يجد مُستقرا حيث يمكنه أن يستلقي خلالها، فالعالم سيرى ما هو أسوأ من الماحقين.

كل الساعات الماضية كانت مُحبِطة، وحقيقة أنه اضطر للعودة للمستشفى الذي هرب منه بما تحمله الكلمة من معنى تجعله تعيسا.

الآن هو مضطر لمواجهة زملائه من جديد، والمدير في أسوأ الأحوال. لكن لأجل ماريا تجاهل كل ذلك وحرص على تلقّيها أنجح علاج في أكثر الغرف هدوءًا في المبنى.

حالتها احتاجت تدخلا طبيًا سريعاً، وبراين كان شاكرًا لأنه كان من ضمن الأوائل الذين وجدوها، فبفضل إسعافاته الأولية ومعارفه من سائقي سيارات الإسعاف، نجح بإنقاذ الشابة في الدقيقة الأخيرة. حالتها مستقرة، لكنها لم تستيقظ، وقد تستغرق بعض الوقت قبل ذلك، فقرر براين الخروج إلى صالة الانتظار، حيث يمكنه أن يعرف ماذا يحصل بالضبط.

بعدما أُغلِق الباب خلفه، السَّبَّاق للوقوف أمامه والسؤال كانت شيولين، "ما الذي أصاب الآنسة ماريا؟"

تجاهلها براين وتفحَّص بنظره باقي الحضور أولا، يمكنه أن يتفهّم سبب وجود صديقه كلاي، إضافةً لسام وأخته، ثم كلاوديا.. لكن جنود بيانكوسيغلا لم يستطع تقبُّل حضورهم! خصوصا صاحب الشعر الأبيض! يودّ لو يفقع عينه ذات النظرات المزعجة بمشرط جراحته!

"يوي أيضا خامد النشاط عكس عادته!"، تحدّثت سينا محاولة جذب انتباه براين للرالين الصغير الملفوف في غطاء صغير بين ذراعيها.

بالكاد يتحرّك أو يُصدر صوتًا، خطب واضح فيه أيضا، لكن براين قرر أن يغض الطرف عن حالته لسوء الذكريات التي تجمعه به، "إنه بخير، مستيقظ توّه من النوم فقط... أيضا، لو كنتُ مكانك لما اقتربتُ من ذاك الشيء".

بسماع ذلك نظر سام صوب أخته بسرعة، لغة عينيه تحدّثت بالعتاب والقلق، لقد أخبرها أن تترك يوي في المنزل، لكنها أصرّت على احتياجه لإهتمام خاصّ أيضا، فلفّته في بطّانية صغيرة ودأبت على إخفائه عن عيون الناس. اعتقدَت أنها ستتلقى مساعدةً من براين بعد وصولهم للمستشفى، لكنه ردّها خائبة، وانكسارها اتّضح في عينيها.

وفي لحظة اليأس تلك، عُرِضت عليها المساعدة من شخص لم تتوقّعه! فلينت الذي كان واقفا في ركن الغرفة بجانب جنراله، تقدّم بهدوء نحو الفتاة ومدّ ذراعيه، "هاتِه، لدينا خبرة في تربية الرالين، لربما سأستطيع مساعدتك؟".

تأكّد فلينت أن يضع على وجهه أكثر الابتسامات لطفًا وتأكيدًا بأنه ليس شخصًا غريبَ الأطوار، ولم ينظر صوب سينا أثناء طلب الإذن في السماح له بالمساعدة، بل نحو أخيها، إذ أكّد له تأكيدًا تامًا بنظرته سابقًا أمام باب الشقة أنه يرفض عبث أو اقتراب أحد من أخته.

وبشكل عجيب، سام لم يقتلع رأسه كما تخيّل. غير ملامحه التي تغيّرت لانزعاج طفيف، فلحظة وافقت أخته الصغيرة وقدّمت الرالين، لم ينبِس بحرف معارضة ولا موافقة، بل التزم الصمت واكتفى بالمراقبة.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن