الفصل الواحد و الأربعون : الرحلة المدرسية (يُوي).

2.8K 316 596
                                    

الحال زادت سوءاً داخل المخيم...


الجوع ألَمَّ بكل الطُّلاب، فجعلهم يلتوون على بطونهم و يلتزمون مجالسهم في خمول. و الخوف من قاتل مجهول بينهم جعل ليلهم كنهارهم فاسودّت الهالات تحت عيونهم كبرهان على سهرهم.


في ظلام من البؤس صاروا يدخلون الواحد تلو الآخر، و المصائب ظلّت تتوالى عليهم حتى بلغوا الأسوء... الجفاف.


"شارف مخزون المياه على الانتهاء.. " ، الخبر زُفَّ إلى الأساتذة و المسؤولين على لسان لوكا، الشابة التي جاءتهم تحمل بيدها قنينة ماء فارغة.


شيء آخرُ أضيف للائحة ما يقلقهم، و التوتر عصف بالأجواء بينهم. داخل غرفة التحكم حيث كانوا مجتمعين، اضطرابهم الواضح أزعج كارلوس الذي كان لازال يحاول إصلاح آلات الاتصال.


"لن نستطيع الصمود طويلا دون مياه... " ابتلعت اناليا ريقها في قلق. بينما اوسكار التفت حيث ساحر الابتكار و اشتعل في وجهه، "فقط متى تصلح هذه الآلات اللعينة؟!  أليس سحرة الابتكار قادرين على إصلاح و صنع أي شيء بفضل سحرهم؟؟ "

"ل ل ليس أي شيء! "،طفح الكيل بكارلوس فحاول الدفاع عن نفسه أخيرا!  رغم أنه لم يكن يجرؤ على النظر في وجه اوسكار و فضّل إنزال رأسه، إلا أنه صمّم على إتمام حديثه، "الآل-آلة بها قطع غيار ناق-ناقصة، لا يمكنني إيجاد مثيلة ل-لها في الآل-آلات الأخرى! ه-هذا الشيء ص-صار قمامة! "

أخيرا أخبرهم بشكل صريح عن استحالة اصلاح الآلة، بيّن لهم أنهم جميعا يضيّعون وقتهم! لكن كما لو أن الصّمم يغطّي آذانهم فقد تجاهلوا كل ما قاله.    بينما أسرع ريجي بالتربيت على كتفه و الابتسام له، "أعلم أنك مرتبك بسبب هذا اللعين اوسكار، لكن لا تقلق أنا معك هنا.. و جميعنا نثق بقدراتك، نؤمن أنك ستصلحها."

لا، إنه لا يحتاج لابتسامة كهذه و لا يحتاج لمعاملة لطيفة من هذا النوع!!  لقد كست الصدمة ملامحه و هو يراهم يرفضون تصديقه و غير قادرين على فهم كلامه! إنه لا يريد منهم لا إيماناً و لا ثقة!! إنه يريدهم أن يستوعبوا أن الآلة دون قطع غيارها المفقودة فمستحيل أن تعود للعمل!!!


و الأسوء أن اوسكار قام و بدأ شجاراً مع ريجي فوق رأسه ،"ما الذي تقصده باللعين؟!! أنسيت أيّها الوضيع من أكون؟! "


عن قصد أطلق أوسكار هالته المفزِعة، فتصدّى له ريجي بخّاصته و وقف في وجهه، "و من لك أن تكون حتّى؟!  مجرد خاسر تم إرساله معنا لحمايتنا لكنه فشل فشلاً ذريعا في ذلك!! "

"أتحاول الآن تحميلنا مسؤولية موتاكم!! " ، صاح أوسكار معلناً احتدام الشجار. و بدل أن تتدخل لتفرِّق بينهما، أخذت لوكا صف أوسكار و صارت هي الأخرى جزءاً من المشاحنة، "الزم حدودك يا هذا!! إنك في حضرة أفراد من حماة الليل! لولانا لأمسيتم وجبات للوحوش قبل زمن!! "

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن