الفصل السابع و الثلاثون : الرحلة المدرسية (صاحب القناع).

3K 330 453
                                    

عميقا وسط الغابة،  الأشجار اشتدت كثافة و الطريق أكثر وعورة. النباتات السامة ملأت ذاك الركن عن غيره، كما لو أنها احتشدت هناك لرسم الحدود التي يجب على البشر عدم تجاوزها.



و تلك لم تكن التحذيرات الوحيدة، فالغيوم السوداء غطّت صفحة السماء منذرة بهطول سيول من الأمطار ، حتى أن الأجواء اشتدت برودة و الريح ما عادت ودودة .



'كان علي ارتداء ملابس أثقل'، بالنسبة لشخص كيوداليت، لايرتدي إلا سروالا قصيرا طوله لا يتعدى الركبتين و قميصا واحدا خفيف، فهو لم يكن يحضى بأفضل أوقات حياته. ناهيك عن أنه كان وجها لوجه أمام آرثر و ساحرته..



لوكا ذهبت للصيد برفقة طالبين فارسين من أتباع آرثر، و تركت هاؤلاء الثلاثة خلفها بعدما أمرتهم بتفتيش قسم آخر من الغابة... و تلك كانت فرصة ابن ديلاجينور.



"...أريد أن أعلم فقط، هل أنت من فعلت ذلك بفيليكس أم لا؟ "

عكس المرات السابقة، فآرثر لسبب ما بدى مترددا في أذية يوداليت. و الأصغر هو الآخر ليس له ما يجنيه من إغضابه، لهذا هز رأسه نافيا "لم أقرب صديقك، ما أصابه لا علاقة لي به."



كذب بكل بساطة، و وقف ينتظر ردة فعل آرثر... أسيصدّقه أم لا؟

ابن ديلاجينور أغمض عينيه، و بعد لحظات فتحهما و نظر نحو ساحرته مشيرا لها برأسه.... إنه لم يصدّقه.


ساحرته المتعاقدة استجابت للإشارة بسرعة و أخذت تتقدم نحو ذي الشعر الأبيض، ملهبة ذراعيها و مستعدة لإحراق الفتى...


كلّما تقدّمت نحوه كلما تراجع هو للخلف، بينما آرثر كان يتحدّث "أنت بشري و يتيم الأبوين، لم أشأ إيذاءك حقا... لكن الحق عليك لأذية صديقي العزيز أولا."



'لم تشأ إيذائي إذن هاه؟ ' رفع طرف شفته ساخرا،  آرثر أصلا كاد يقتله قبل حدوث كل هذا و قبل موت فيليكس.  لكن عكس المرات السابقة، الآن هما وجها لوجه و لا أحد سيتدخل لإنقاذه....


ليس و كأنه يحتاج الانقاذ من أحد أصلا!


"هل أليكس من أخبرك بهذا؟ " ، سؤاله لم يفاجئ الساحرة وحدها، بل آرثر أيضا عقد حاجبيه "..ما الذي تعنيه؟"


"سألتك، هل أليكس من أخبرك أن تنتقم هكذا مني؟ لا أصدّق أنك وضعت يدك بيده... أنت حقا لا تستطيع اختيار حلفائك بالشكل الصحيح! "


ما كان يتفوه به يوداليت أغضب آرثر، لكنه أدهشه أيضا!  متى اكتشف أن أليكس حليف له؟  هل أخبره ابن القبطان بلسانه أم ماذا؟!


و بينما هو واقف يتساءل، فرق يوداليت بين شفتيه، مقدّما صدمة العمر لآرثر بابتسامة "هل أنت متأكد من أنكما حليفان أصلا؟  متأكد أنه لن يطعنك من الخلف؟ مستحيل ألا يغدر بك يا ابن ديلاجينور و أنت مملكتك قتلت والدته و أبادت عشيرته....  الملك و جينرالات ديلاجينور أبادوا عائلة الاومياري ، عائلة أليكس. و أنت هنا تظنه يتقرّب منك لأنه يعتقدك صديقا! "


أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن