غرفة يوداليت صارت غرفتهم جميعا، فما أشرقت صباح اليوم حتى كان الرفاق جميعا داخلها. وكما العادة، صوت يوداليت كان الأعلى، "أنتِ أكبر عديمة فائدة! روهان ترككِ لترافقيني، وأنتِ تفعلين كل شيء إلا هذا!... في الواقع، أشجعك، أحسنتِ، لا تلحقي بي، اذهبي مع هذا المزعج فقط، لن أخبر روهان عنكِ".
صباح هذا اليوم، استهدف يوداليت بتأنيباته الماحقة نينيا التي كانت تتناول من الحلوى فوق الطاولة. لم تكن متأثرة بما يقوله، كانت تراقب أثناء مضغها بشهية جوان يردّ الإهانة بعدما استوعبها، "أنتَ المزعج! ونعم نينيا! تعالي معي فقط واتركي ناكر الجميل هذا!"
"أي ناكر جميل؟؟ أي جميل؟! أتستوعب أن هذه المسخة هي من تسببت في إسقاط الجدار عليك!!"
"لا تنادِها هكذا !! ولا تلُمها على خطئ ارتَكَبتَه أنت!!"
كلاهما كانا يجهران بالجدال، ولا شيء كان سيوقفهما عن ذلك، إلا صوت ويليام الهادئ، "فعلا... أين كانت طوال يوم البارحة؟"
لو أن يوداليت من سأل هذا لما حصل على الجواب أبدا، لكن لأن ويليام هو الذي استفسر، فجوان بكل رحابة صدر أخبره، "تلحق بخادمة".
قطب ويليام حاجبيه من غرابة هذا الجواب، خصوصا أن جوان وضّح جهله بالسبب، "لا يمكنني أن أفهم ما تقوله، لكن البارحة صباحا، رأيتُ إحدى الخادمات تطرق باب غرفة هذا المزعج لتقدم له طعام الفطور، هو لم يكن يردّ، لذلك منحتها إذن إدخاله وساعدتُها على ذلك... نينيا في نفس الوقت، أظنها كانت جائعة بعض الشيء، بمجرد أن رأت الحلوى قفزت من جيب سترتي مباشرة وسط الطبق!! خشيتُ أن تراها الخادمة، فحاولتُ إمساكها قبل أن تلتفت لترانا! لكن.. نينيا نوعا ما سببت الفوضى وقلبت كل الأطباق والكؤوس... ذلك جعلني في موقف لا أُحسد عليه، لكن اعتذرت من الخادمة وتحمّلتُ أنا الذنب، وعندما ذهبت هي لتحضر أشخاصا ينظفون الفوضى، نينيا تَبِعتها... لم أستطع اللحاق بها وإيقافها، يكفي أنني بدوت غريب أطوار ومجنونا مرة واحدة بالفعل..."
الموضوع غريب، لكن يوداليت لم يركّز إلا على شيء واحد، "هههه، فهمتَ شعوري الآن؟"
أما ويليام فقد وجّه أنظاره صوب الماحقة، إنها تتناول الحلوى بشراهة، ففكر أن حبّها للحلويات لربما يكون السبب خلف لحاقها بالخادمة، فلربما أرادت الحصول على المزيد! ومن هذه النقطة، تذكّر أمر يوي...
'لمَ المخلوقات التي تتبعه جالبة للفوضى؟'، تنهّد ويليام في قلة حيلة بينه وبين نفسه... لا زال يحتاج لإخبار يوداليت عن الكارثة التي قام بها يوي، ما ذكّره ببراين! لقد نسي الاتصال للاطمئنان عليه.
أخذ هاتفه للقيام بمكالمة هاتفية، في نفس الوقت الذي كان جوان يأكل فيه ويتحدّث، "صحيح أنكِ كنتِ دمية فقط، لكن كيف لم ينتبه لكِ أح-"
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasíaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...