الفصل السادس والستون: تألّق الزهرة الذابلة

3.3K 335 506
                                    

إن حديثهم وضحكم أمام عيناي يوداليت كان يحدث، الفتى على الأرض جالس وبظهره يستند إلى الجدار... فارغ النظرات يحدّق بهم، ثم تارة أخرى ينقل نظراته إلى لينا الواقفة عند المخرج تبكي وتضحك من السّعادة...

قضى وقتا طويلا في التحديق بها هي و ليس يوي الذي لازال لم يستسلم عن مناداته... فإذا به يفكّر فجأة، '...نحن ميتون لا محالة.. '






"يوداليت؟ "

بيد على كتفه شَعَر، ما أن التفت وجَدَ ويليام أمامه جالسا على ركبته..

الأمير أصبح قلقا بعد رؤيته لملامح الأصغر، فبعيدا عن أن يوداليت كان شاحبا، فلم تبدوا عليه مظاهر السعادة بفوزهم...

شعور سيء للغاية سكن صدر ويليام، وقد تأكد منه عندما دفعه الأصغر من أمامه برفق كإشارة له بإفساح المجال..

وبالفعل تراجع ويليام للخلف، أثناء ذلك يحدّق بيوداليت ويسأل، "ألا تستطيع الحديث؟ "


تجاهله الأصغر وبأصبعه أخذ يخطّ على الرّمال القليلة كلمات. خلال ذلك سَحَر كانت من أجابت مكانه ، "تلك اللعينة فجّرت حلقه حقاً. بصعوبة عالجتُه قليلاً، لكنني لم أعرف كيف أُعالج الأحبال الصوتية "

لويليام أملٌ في قدرات براين الطبّية الممتازة، لذلك لم يحمل همّاً كبيرا حول الأمر، تماما مثل أليكس.  الفرق الوحيد بينهما أن ابن القبطان لم يراعي وجَهَرَ بأفكاره، "طالما هو سيبقى على قيد الحياة فلا بأس أن يكون في وضعية صامت لبعض الوقت~"


يوداليت لم يأبه بما يقولونه، بدى كأنه لا يسمعهم حتى... مُركّزا على الكتابة كان ولم يرفع رأسه إلى أن انتهى.

جلس يراقب الثلاثة يقرؤون ما كتب، وكما توقّع رأى ملامح ويليام تتغير..

-يجب علينا الرحيل، المخرجُ هو من حيث لازال النور ينبعث. علينا تفجيرُه والتّسلُّق عبره للأعلى.


بعد موت ملكة الأفاعي اختفت بعض منابع الضوء، نفس تلك الأنوار التي قالت عنها أميرة كالتريس أنها مجرّد سِحرٍ تلاشت. ولم يبقى إلا نور واحد منبعث من بين شقوق ما يبدوا كفوّهة مختومة بالصخور في السّقف.

يوداليت خمّن أن ذلك يكون المخرج، لكنّه كذلك لمّح لأمر مهم آخر.  و ويليام كان الأسرع في التقاط ما تحت سطور يوداليت، إذ وهو قاطب حاحبيه أسرع بالنظر إلى لينا ويُوي عند المخرج...


'لو كانا قادرين على الدخول.. لدخلا..' ، شعوره السيء انبعث في نفسه من جديد وبشكل أقوى من السابق. 

إلى يوداليت عاد ينظر، ومن خلال النّظرة على عينيه علِم ويليام أن الأصغر حقا ينتظر منه الانتباه واستيعاب أمر ما.  وكم تمنّى لو يحصُل على هزّة بالنّفي بدل إيماءة على سؤاله المفاجئ،

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن