أيها السحرة! احذروا الفرسان

الفصل الثامن و الثلاثون : الرحلة المدرسية (أليكس ضد يوداليت)

في تلك الأثناء، انتشرت الأحاديث بين الطلاب عن الساحر ذي القناع المرعب و الرداء الأسود. كل يحاول الإتيان بتفسير و كل يحاول تخمين هويته و من أين جاء... و البعض كانوا موقنين جدا أنه واحد من طلاب مدرستهم.

خلال عودة ويليام مع سينا و أليكس، انهال الأساتذة عليهم بالأسئلة.. و خصوصا سينا.

"من يكون ذاك الشخص؟ أتعرفينه؟؟ " سألت اناليا. رغبتها كانت الإحاطة ببضعة معلومات! لكن جواب سينا خيّب أملها، "لا فكرة لدي.."

عند الجواب ارتبكت ، و ويليام الوحيد الذي كان قد انتبه لذلك. لكنه فضل السكوت و إشاحة نظره بعيدا...فالوقت ليس ملائما لاستجوابها وهي قد نجت من موت محقق قبل لحظات فقط.

"لكن كيف حدث هذا بحق؟!  كيف قمتم بجذب تلك الاعداد الهائلة للكوليبس؟! "، نحو ريجي نظر اوسكار، لقد كانوا في خطر محدق و رغم أن الفارس الملقب ب "وهج" كان المسؤول وسطهم، إلا أنه لم يكن مستعدا لتحمل المسؤولية و صار يبحث عن من يلقي عليه اللّوم.

"لم نقم بجذبهم! لقد كان هناك حريق وسط الغابة، لا نعلم ما سبّبه لكنه جعل الكوليبس تنحاز نحونا... بئسا كيف أننا استطعنا صيد بعض الرالين لكننا اضطررنا للتخلي عنها حتى ننجوا. "

جواب ريجي المتحسّر أكد لهم أنه لا طعام لأجلهم هذه الليلة، فمجموعته هو و آشلي كانت آخر مجموعة تعود للمخيم، و الكل كان يعلّق عليها الآمال بما أن كل المجموعات عادت خالية الوفاض.

"هذه مشكلة... ماذا عن أجهزة الاتصال؟! "، التفت اوسكار خلفه نحو كارلوس الذي اهتز من الفزع.

بعد أن صارت كل النظرات عليه مادت به الأرض و شعر بالعرق البارد يتدفق على جسده، هل يجب عليه إخبارهم الحقيقة فقط؟! 

"ا ا انا أكاد اصلحه... ل لم يبقى ل-لي الا القل-قليل"

ابتسم ابتسامة صفراء شاحبة، و بالظهر إليها قطب ويليام حاجبيه مستغربا 'ما به؟ شيء ليس في محله.. ' . بدل التسرّع في إطلاق الأحكام، فضل تفحّص كارلوس أولا.  إن يداه كانتا مزخرفتان بالجروح والكدمات، آثار الدماء لازالت تلطّخهما..

قبل أن يفرق الأمير بين شفتيه للحديث، وقعت عيناه على صبي ذي شعر أبيض قادم.. إنه يوداليت!

أشرق وجه ويليام و تجاهل كل شيء، قدّم الاطمئنان على صديقه أولا فترك الأساتذة يتحدّثون خلفه و قصد يوداليت.

لكن ، الأصغر كانت ردة فعله مختلفة جدا عندما لمح ويليام قادما إليه. فزع و حاول تغيير الطريق،  و للأسف بما أنه كان وسط السّاحة الضخمة، فما كاد يختبؤ في زقاق ما حتى وقف ويليام أمامه بالفعل، مسرعا بالاطمئنان عليه "أنت بخير؟! لما رحلت سابقا و عدت للمخيّم دوننا؟ و أيضا هل.... "