الفصل الرابع : كَذَّاب

4.2K 475 232
                                    

(فصل معدل)

أمام مكتب الاستقبال وقفت ماريا، طوال الطريق إلى المدرسة وهي تتساءل عن سبب اتصال المدير شخصيا بها. مكالمته استغرقت دقيقة طلب فيها منها الالتحاق بيوداليت في المدرسة وفي أقرب وقت ممكن، ومن عجلته لم يشرح لها ولم يعطها الفرصة لتستفسره، إنما أصرّ على حضورها حالا!

"إلهي، صبرك..."

تمتمت لنفسها أثناء انتظارها الإذن من الآلية الواقفة خلف المكتب، والتي أخذت بعض الوقت لتُعلم المدير بحضور ماريا عبر جهاز اتصال، ثم أخيرا سمحت للشابة بالاستمرار إلى الإدارة مع ابتسامة ودودة.

الغرفة التي توجّهت إليها ماريا كانت في رواق متّصل بالرّدهة حيث يوجد مكتب الاستقبال، لذلك لم تستغرق وقتا طويلا قبل أن تجد نفسها أمام باب مكتب المدير.
أخذت نفسا عميقا ثم طرقت طرقة خفيفة، استعدّت لأيا كان ما ستتلقاه من خبر وحافظت على هدوئها أثناء انفتاح الباب آليا أمامها.

ورغم تحضيرها لنفسها مسبقا، نجح الاندهاش والتفاجؤ بشقّ السبيل إليها، ولا يمكن لومها! فالمنظر الذي استقبلها كان آخر ما قد يتوقّعه مواطن بسيط في نيوسايبورغ! بعيدا عن وجود مجموعة من الطلاب وبعض الأساتذة إضافة للمدير، فحضور أمير المملكة والفارس العظيم أيضا كان أمرا مفاجئا ومقلقًا. 

'فقط... ما هذا الذي فعلته يا يوداليت؟!'، فكّرت أثناء بحثها بعينيها بين الحضور عن المذنب الذي جاءت لأجله، فاقتنصته جالسا مكفهّر الوجه لا ينظر لشيء غير الأرضية.

"الآنسة ماريا لوپ! يسعدني حضورك! اعتذر على إزعاجك في يوم عطلتك، رجاءً تفضلي بالجلوس أولا".
دعاها المدير إلى المقعد الفراغ بجانب يوداليت، المجلس كان من كنبات جلدية فخمة، تحيط بطاولة زجاجية مديدة. عند قمتها يجلس المدير على كنبة منفردة، على ثاني كنبة بالصف يساره يجلس يوداليت، ويمينه يقعد الباقون جميعا.

بعدما جلست ماريا بجانبه، رفعت رأسها تتفحّص الحاضرين من جديد. تمكّنت من التعرف على كاميليا نظرا لأنها استاذة يوداليت، إلى جانب كلاي وويليام اللذان يبثّ وجههما دائما على التلفاز فقد شعرت كأن وجه آشلي ليس غريبا عنها، أما باقي الطلاب الأربعة فلم تستطع تحديد هوياتهم.

لكن حضورهم دفعها للتساؤل، "إذن... هل يعقل أن يوداليت دخل في شجار معهم؟ أهانهم؟"

رمقها يوداليت بنظرة مستنكرة، بينما هي حاولت تلطيف الأجواء بابتسامة لطيفة اصطنعتها.

"لا آنسة ماريا، يوداليت لم يرتكب أي خطأ.."، تدخّل المدير أخيرا ليدحض ما اعتقدته. لكن ذلك لم يساعدها على فهم ما يحصل بعد، فأخذت نظراتها المتسائلة تنتقل بين الحاضرين، منتظرة تطوّع أحدهم ليفسّر بشكل أوضح لها.

كلاي الذي كان طوال الوقت ملتزما الهدوء، قرر أنه الوقت المناسب للتدخّل والحديث، ولم يضيّع الوقت في التحية أو التعريف بنفسه، بل سألها مباشرة، "ما علاقتك بهذا الفتى، آنسة ماريا؟"

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن