وسط المخيّم وقف ويليام يلتقط أنفاسه، و المنظر الذي استقبله لم يكن الأفضل على الإطلاق.
سابقاً بمجرد إقدام يوداليت على مشاركة هوية القاتل مع ويليام، وجد هذا الأخير صعوبة بالغة في استيعاب الأمر. خصوصا أن روزوالد لم يكن غريبا عنه! قد لا يكونان مقرّبَين، لكنهما التقيا في مناسبات عديدة بحكم أنه فرد من حماة الليل.
تردّد في تصديق الأمر، ليس لأن روزوالد أحد من يحمون مملكته، بل لأنه فارس قوي! و في حالته المزرية الجارية، فآخر ما كان يتمناه ويليام هو مواجهة فارس مثله. لكنه اضطر رغما عنه لاستجماع ما تبقى من قوّته و النهوض، عليه الإسراع بالعودة ...
القلق يأكل من روحه كلّما فكر في كيف أن روزوالد، و الذي يكون القاتل، موجود في نفس المكان مع سَحَر و باقي الطلاب... شعور سيء جداً راوده فلم يكن قادرا على التباطئ في ردة فعله و انتهى به المطاف يترك يوداليت خلف ظهره.
خصوصا بعدما أخبره الأصغر أن يسبقه فقط، لقد كان متعبا و أراد أخذ قسط من الراحة أولا، لهذا رفض النهوض للركض مع ويليام لأجل العودة سريعا. في الحالات الطبيعية لم يكن ليسمح الأمير بذلك مع أي شخص، لكنه يثق بقدرات يوداليت الغريبة و الغامضة.. فبعد كل شيء الأصغر يوم كان صبياً اعتاد اللّف و الدوران وسط غابة ممتلئة عن آخرها بالوحوش متسكّعا مع الكوليبس.
الشعور السيء لم ينفك يتركه طوال رحلة عودته، و يوم وصل للمخيم فهم سببه...
الفوضى قائمة، بعض الطلاب يتراشقون بكلمات السبّ و الشّتم نحو الأساتذة و المسؤولين، بينما البعض الآخر دخلوا في عراك جسدي مع أوسكار بالفعل! و الوحيدة التي كانت تحاول فك النزاع هي آناليا، إذ أنها لم تتوقف عن الصراخ ناهرة إيّاهم، "كفى!! كفى جنوناً و إلا سأخصم كل نقطكم!! أ أو سترسبون!! ".
لكن في موقف كذاك فمن هذا الذي سيهتم بأمرها هي و نقطها؟ الكل تجاهلها و لا أحد كان ينوي التراجع عن الشجار!
على الأرض طُرِح أحد طلّاب المدرسة الشّرقية أرضاً، بينما أمامه وقف أوسكار متهجّم الوجه. بصعوبة كان يكبح جماح غضبه، لكنه فقد السيطرة حالما صاح الطالب المُلقى أرضا "كلّه بسببكم!! بسببكم سنموت!!! "
كيف له أن يلومهم و هو بدوره فقد زميلة له بسبب هذه الرحلة السخيفة؟! لقد فقد أعصابه حتى كاد ينزل على الطالب بقبضته لو لم يمسك أحدهم ذراعه فجأة. غاضبا التفت أوسكار فإذا بوجهه يتلوّن عند رؤيته للأمير... ويليام بشحمه و لحمه ظهر أمامهم ، و ظهوره بقدر ما أفزع البعض، فقد أرسل السرور إلى قلوب البعض الآخرين كأمثال آناليا.
"سمو الأمير!! أنت حي!! "، أسرعت إليه الأستاذة قصد الإطمئنان عليه. في نفس الوقت الذي نثر فيه أوسكار ذراعه متخلّصا من قبضة الأمير... لم يكن الفارس الأكبر يبذل جهدا في إخفاء مدى كرهه للأصغر حقا.
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasiaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...