الفصل الأربعون : الرحلة المدرسية (تصالُح).

3.5K 341 440
                                    

"أخبرتك ألا تدخل... "


روزوالد كان يرتدي على وجهه قناع البرود، محاولا إخفاء الغضب المتلظّي أسفله. كم يلعن هذا الطالب مرارا و تكرارا داخل أفكاره، فقد أوقعه و أوقع نفسه في ورطة كبيرة!


'لو قَتلتُ هذا الفتى ستُوجَّه الشكوك نحو آخر من كان معه... أي أنا! و لن أستطيع الإنكار حتى بما أن هناك شهودا على مرافقته لي! '، إن قتَل هذا الطالب فعليه الذهاب مباشرة لقتل آشلي و الأميرة أيضا ! و ذلك أمر صعب و خطير للغاية، و لا يمكن أن يتمّ في مدة وجيزة أو في ليلة واحدة حتى!

أمام الفتى ذي الشعر الأبيض وقف، موجِّها نحوه نظرات متوعِّدة بالسوء و ملامح متيبِّسة، لقد كان أطول بكثير منه و الأصغر لم يكن قادرا على نزع عينيه بعد عمّا بداخل الطاولة. أمام أنظار روزوالد، الفتى بدى كلقمة سائغة سهل التهامها لكن صعب ابتلاعها.


'هل علي قتله و تقطيع جثته و تركه داخل الطاولة أيضا؟ ' ، سأل نفسه.  إيجاد عذر لعدم عودة يوداليت لكوخه سهل، يستطيع إخبارهم فقط أنه عندما كانا في طريقهما رأى ظلا متخفِّيا فحاول اللحاق به؛ لكن عندما فشل في اكتشاف ماهيته عاد و لم يجد الأصغر مكانه... كان عذرا منطقيا جدا، خصوصا لو خرج روزوالد و مثّل البحث عنه بعد قتله، و أعلَم الأساتذة أيضا باختفائه..

"أنا متأكد جداً أن كارلوس هو القاتل".

كل تخطيطاته توقّفت و تفكيره قوطع على إثر سماعه صوت الطّالب أمامه. متَّسِع العينين أمسى يحدّق بالأصغر ، و الذي التفت إليه أخيرا و بادله النظرات.

الإبتسامة على وجه الطالب قد كانت غريبة جداً، و ما كان يتفوّه به كان أغرب، "ألا توافقني؟ كارلوس هو القاتل، و علينا كشف هوّيته".

'ما الذي يثرثر به هذا؟  هل فقد عقله..؟؟ ' ، حار روزوالد و لم يفهم شيئا في البداية، عيناه ظلّتا تتفحّصان تعبيرات وجه الفتى في محاولة لفهم نواياه.


'لا... إنه ليس مجنوناً.. إنه.. ' ، أخيراً بدأ روزوالد يستوعب ما يحصل، في الوقت الذي أردف فيه ذو الشعر الأبيض، "إن اكتشف الجميع أن كارلوس هو القاتل، الفارس القوي اوسكار لن يتردد في قطع رأسه~ لكن... ماذا لو وجد الجميع جثة جديدة بعد ذلك؟ "

لقد كان روزوالد يستمع، رغما عن أنفه كان يستمع و يحدق بملامح الفتى التي اشتدّت إظلاما و ضحكتِه السّادية أثناء بسطه لذراعيه "الفارس النبيل اوسكار قتل شخصا بريئا! النبلاء يروننا كحثالة، النبلاء يروننا قمامة و لن يترددوا أبدا في التخلّص منا ليعيشوا هم... النبلاء هم أعداؤنا، يجب التخلص منهم قبل أن يفعلوا بنا نفس ما فعلوه بكارلوس المسكين! "

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن