أمام مركز الأمن وقف يوداليت، قبل عبور البوابة الحديدية الضخمة، تفحَّص للمرة الأخيرة بطاقته المدرسية، ثم رفع أنظاره مجددا نحو الرجل الآلي الواقف يحرس المدخل.
"لا أريد العمل، أرجوكم فلتطردوني، أو ليكن ذاك المحقق المسؤول عني خارج المدينة! "
تذمر جارا رجليه بكسل نحو الرجل الآلي، يدعوا مرارا و تكرارا أن يحدث أمر مفاجئ يجعله يتهرب من العمل الميداني هذا.
و بمجرد ما أن وقف أمامه،حاول ابتلاع نبرته المنزعجة و تعريف نفسه "أنا يوداليت لوپ، طالب من المدرسة الغربية، تم إرسالي لتجريب العمل الميداني تحت إشراف المحقق "سوزوكي كازوما" ،إن كان مشغولا فيمكنني الرحيل "
أظهر بطاقته المدرسية، فتفحصها الرجل الآلي مرارا قبل أن تلمع عيناه لونا أخضر "الطالب يوداليت لوپ، لديك موعد اليوم بالفعل، المحقق 'سوزوكي كازوما' ينتظرك بمكتبه، تفضل. "
البوابة كانت مفتوحة على مصرعيها، عبرها يمر رجال الشرطة، و حتى بعض المدنيين الذين كانت لديهم أغراض لقضائها بالمركز، و كل ذلك تحت حراسة رجل آلي واحد قادر.
بعد أن حصل يوداليت على الإذن، شتم حظه تحت أنفاسه ثم أجبر نفسه على الدخول. مبنى مركز الشرطة كان ثالث أضخم بناء في المدينة الغربية لمملكة نيوسايبورغ، بعد القصر و بعد المحكمة.
عند قمته يتربع رمز الشرطة الضخم، درع أسود تتوسطه نجمة خماسية بيضاء اللون. زجاج نوافذ المبنى كان عاكسا للضوء، ما يمنع من بالخارج من رؤية ما يحدث بالداخل.
للوصول إلى باب المبنى الرئيسي، يوداليت كان مضطرا للمشي أولا عبر الساحة الخارجية، و التي كانت شديدة الضخامة. سيارات الأمن مختلفة الأشكال و الأحجام مصفوفة بها، بعض رجال الشرطة واقفون عندها يستعدون لركوبها، بينما البعض الآخر يتجول في الساحة و كوب قهوة بيده.
بعدما نجح أخيرا بقطع الساحة، وصل الباب الزجاجي للمبنى الرئيسي، قبل أن يدفعه و يدخل تمنى هامسا "لازلتُ آمل أن يحدث شيء، أرجوك يا الهي... فليحدث شيء ما يعفيني من هذا العمل الميداني المزعج! "
"في الواقع، أنت محق جدا، إنه عمل مزعج جدا"
الصوت الذي رد على همساته خلفه أفزعه، فالتفت مسرعا وراءه، و ما لاقاه كانت هيئة شابة ذات شعر فضي اللون، بشرتها مائلة للشحوب، ما جعل لون ملمع شفاهها الأحمر شديد البروز، وقفتها المنتصبة و الواثقة زادت من أناقة اللباس الرسمي الذي ترتديه، قميص أبيض و سروال رمادي داكن.
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasíaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...