"ماريا، أتوسل إليك! لم يسبق لي و أن كنت جادا من قبل في طلب ما كهذه المرة، فأرجوك لا تردّيني! "
ذاك الصباح كان ليكون مثاليا جدا بسبب إشراقة شمسه الدافئة، لكن لا يوداليت كان يتمتّع به، و لا ترك ماريا الجالسة في مجلس الحديقة الخلفية تتمتّع به.
"إن كنتَ تريد البقاء في المنزل و التغيب عن الرحلة المدرسية، فانسى الأمر."
الشابة قد كانت منشغلة بلعب البطاقات مع شيولين، و يوداليت كان مصدر إزعاج كبير لهما، و خصوصا الفتاة الآلية التي تكاد لا تصدق أنها حظيت أخيرا بوقت لطيف مع ماريا.
"و لماذا علي الذهاب إلى رحلة مدرسية غبية؟! إنني لن أتعلم شيئا أؤكد لك، و أيضا لن يأخذونا إلا لمدينة أخرى نسخة طبق الأصل عن العاصمة! ما الممتع في ذلك؟! حقا إن تركتني أذهب فسأقلب بهم الحافلة! "
"قم بأمر خاطئ و سنرى من سيقلب الآخر."، مجددا ردّت عليه دون النظر نحوه. و هذه المرة تدخّلت شيولين مستغربة تسأل "بحقّك؟ لما لا ترغب بالذهاب في رحلة مع زملائك إلى هذه الدرجة؟"
"أليس الجواب واضحا و بسيطا! ذلك متعب جدا! لا أريد أن يتم إجباري على الدخول في أنشطة تافهة و غبية و لا الحديث مع أحد و لا مشاركة غرفة مع أحد و لا العيش أصلا! "
الفتاتان صارتا تحدقان به في إحباط، من عدم رغبته بالذهاب مع مدرسته في رحلة وصل به الأمر إلى عدم الرغبة في الحياة حتى.
"يوداااالي! هيا أسرع أسرع! "
من الممر المؤدي للحديقة الخلفية، كانت سحر واقفة تنادي و تلوّح. واضح حماسها و سعادتها، هالتها الإيجابية و المتفائلة جعلت يوداليت يشعر بالمرض، بالتفكير أنه سيلتقي الكثير من الناس متحمسين مثلها في مكان واحد... لا ! هو لن يستطيع التحمل!
"لو ذهبتَ و كنت مطيعاً و لم تسبب مشاكل، فعندما تعود سأشاركك خبراً سارّاً جداً."
نحوه وجّهت كاميليا ابتسامة واثقة، بها تطمئنه ليثق بما تقوله. و هو بالفعل هدأ و صار يحدّق بها...
علِمت أنها أقنعته، لكنّها رغم ذلك لم تتراجع عن تهديده، "و الآن ارحل قبل أن أنهض و أقصدك."
في ارتباك ضحك ضحكة صغيرة، من الأرض حمل حقيبة ظهره و تراجع منسحباً "ههه حسنا حسنا فقط ابقي جالسة مكانك... أراكما لاحقا."
بعينيها تتبّعته ماريا حتى وصل عند سَحَر، الأميرة لفّت ذراعها حول عنقه و أخذت تجره معها، هي تضحك و هو يختنق... بينما شيولين في نبرة جادة تمتمت للشابة قربها " أنتِ حقا تعرفين كيف تتعاملين معه.. "
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasíaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...