أيها السحرة! احذروا الفرسان

الفصل التاسع والستون : مخرج.

"ماريا لماذا جئتِ بنا لسوق القراصنة بحقك؟!"

همس يوداليت غاضبا أثناء احتضانه ليوي، بينما ماريا أمامه كانت تحاول إحكام تغطية شعره بقلنسوة ردائه، "اخرس واسمعني !! إننا ذاهبون لكالتريس وهم من سيوصلوننا!"

"سيوصلون جثتنا أنا وأنتِ!! هذا إن كانوا كرماء كفاية ولم يرموها للرالين في البحر!"

يوداليت كانت لديه وجهة نظر، لكن ماريا رغم ذلك أصرّت على المخاطرة. إذ وضعت يداها على كتفيه ونظرت في عينيه، "إن بيننا اتفاق، أحضرتُ لهم صندوقا من براين مقابل العفو عني و إيصالي لكالتريس"

يوداليت في البداية كان منصدما، لكن بمجرد أن سمع كلامها ضحك فجأة، "هههههه واو!! سرقتِ براين؟؟"

وبالطبع ماريا واجهته بالحقيقة، "أجل! أنا وشيولين كنا نخطط طوال الوقت ونراقب براين حتى استطعنا إيجاد مكان هذا الصندوق، والذي سيكون الثمن لحياتنا..فلا تفسد كل هذا التعب!"

أخيرا فهم يوداليت أين كانت تختفي ماريا، الشابة كانت تخطط مع القراصنة وتحاول سرقة براين... "لكن لماذا؟" ، سأل وعيناه على الصندوق، لماذا قد يريد القراصنة شيئا كهذا وهم يملكون من الكنوز والذهب ما لا يعد ولا يحصى؟ ولماذا براين بالضبط؟؟

"لا أعلم عن التفاصيل جيدا، لكن نبلاء بيانكوسيغلا يحاولون الوصول لبراين لأجل هذا الصندوق.. ولأنه محمي من طرف ملك نيوسايبورغ فلم يقدِروا على مسّه بسوء ، ولم يكن بمقدورهم إلا إرسال القراصنة و صائدي الجوائز خلفه...هنالك تفاصيل أكثر، لكنني سأحكيها لك فيما بعد! الان اريدك ان تستمع لي.."

موصية إياه والعرق يتصبب عبر جبينها من القلق، أردفت وعيناها على عينه، " قلتَ أن لديك سِحرا يسمح لك بالانتقال من مكان لمكان بفضل دمائك صحيح؟ ستترك معي قطرة من دمك وستختبئ حتى تنقضي نصف ساعة بعد صعودي للسفينة، وآنذاك استعمل سحرك للانتقال حيث أكون. وإياك ثم إياك أن يجدك أحدهم خلال ذلك الوقت! أنت تعرف أياكس، هو لا يحبك أبدا، وبمجرد رؤيتك سيجعله الطمع والغضب يلغي الاتفاق وسيخوننا!"

ذِكرها لذاك الإسم رسم مظاهر القرف على وجهه، فضغطت ماريا على كتفيه أكثر عساه يبدأ بالتّصرّف بجديّة!

"أنت تعلم أن أياكس لن يؤذيني طالما بيننا اتفاق، لكنه سيؤذيك. لهذا سأعمل أنا وبوريس على تهريبك إلى داخل السفينة، وإخفائكَ داخل غرفتي ريثما نصل كالتريس، لقد اتفقنا أنا وهو على هذا بالفعل!"

"أووه العم بوريس!" ، بعد الامتعاض أشرق وجه يوداليت سريعا. وذلك ما كانت تبتغيه ماريا، إذ أومأت له مبتسمة رغم قلقها، "صحيح، بوريس... ثق بي فقط، لن أرميك للتهلكة وسأخرجنا من هذه المملكة. نيوسايبورغ صارت خطرا عليك، لم أدري أن بقاءك بجانب الأمير سيجذب إليك الانتباه، خطّتي كانت أن أضعك تحت جناحه لحمايتك. لم أتوقّع أن المستفى سيصبح منزلك الثاني بسبب ذلك!! "