الفصل السادس عشر : الكتب السحرية

4K 361 500
                                    

"هل حقا علي الذهاب للمدرسة؟ "

متذمرا بدأ يوداليت بالاحتجاج على ماريا، الشابة التي كانت تعد حقيبة ظهرها غير آبهة بأمره.

لقد كانا معا في غرفتها، هي واقفة أمام مكتبها، تنظم أوراقا و وثائق داخل حقيبتها، بينما يوداليت جلس على كرسي خلفها، لا هدف له سوى إزعاجها.

"زملائي بالصف صاروا على علم بكوني قادما من أولدروين..."، أردف الصبي متذمرا "إضافة إلى أنهم يعلمون بالفعل أن أحد الناجيان الوحيدان من كارثة المجمع السكني هو أنا! بمجرد دخولي للمدرسة كل الطلاب الذين أعرفهم سيسرعون إلي و يبدؤون بطرح الأسئلة! و تعلمين كم أكره هذا كثيرا!! "

سببه كان سخيفا، و الشابة بلغت حدها في تحمل تذمراته، إذ توقفت عن توضيب أوراقها و التفتت تنظر إليه "إذن هل تنوي ترك المدرسة؟"

"أود ذلك حقا، لكن حسب معرفتي بك، فلا أظن أنك ستسمحين لي، لهذا دعيني أطلب طلبا ممكنا أكثر...هل يمكنني الانتقال لمدرسة أخرى؟ " حاول أن يبدوا لطيفا مؤدبا، أن يلمس الجانب الحنون بقلبها و يقنعها بتغيير مدرسته،  لكنها قلبت عينيها في انزعاج و عادت تركز على عملها السابق.

لم يكن بحاجة لسماع رد منها، كان واضحا أنها رافضة للأمر، لكن يوداليت لم يستسلم، فقد نهض من مقعده و حاول جلب انتباهها إليه مجددا "مهلا مهلا ماريا!  اسمعي إنها فكرة جيدة حقا! 'نيوسايبورغ' مملكة ضخمة جدا، هنالك مدارس أخرى على الأطراف البعيدة! يمكننا الانتقال للعيش في الجنوب مثلا؟ هناك أعدك أن أعمل بجد أكثر في المدرسة و أكون طالبا مؤدبا و مواطنا جيدا ريثما-"

"يكفي يوداليت! لن نذهب لأي مكان آخر! " قاطعته أخيرا عن إتمام تفاهته. قد فاجأته بصوتها العالي فالتزم الصمت بسبب ذلك، بينما هي حملت حقيبتها ثم قصدت الباب.

و هل استسلم الفتى؟  لا أبدا، إنما لحق بها "مهلا ماريا انتظري! دعيني أنهي كلامي أولا أنا متأكد أنك ستقتنعين-"

قبل أن تفتَح الباب توقفت و التفت تقابله، متنهدة بعد أن طفح الكيل بها قاطعته "أنت تعلم أنني لن أقتنع بأيا كان ما تريد قوله، كما أعلم أنك لا تحاول إقناعي، بل إزعاجي فقط. و صدقي لن تحصل على مرادك...و الآن اختر، إما أن تذهب لمدرستك أو تبقى في المنزل مع ويليام و كلاي؟ "

دون الحاجة لسماع رده، كانت تعرف ما سيكون اختياره، لهذا خرجت عبر الباب تاركة إياه خلف ظهرها مطمئنة.

و الآن بعدما رحلت ماريا، فكرة البقاء في المنزل لم تعد الأفضل بالنسبة له فجأة، فبالغرف العلوية يوجد كلاي و ويليام، خلال الوجبات لو شعرا بتحسن فسينزلان لتناول الطعام معه، على نفس المائدة... الثلاثة فقط وحدهم وجها لوجه... دون ماريا...

التفكير بالأمر جعل القشعريرة تسري عبر جسده، فأسرع بحمل حقيبته التي رماها سابقا على الأرضية، و ركض مسرعا راغبا في الهروب من هذا المنزل.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن