الفصل السادس والسبعون: قصة براين -2-

1.7K 264 194
                                    

أغلقت المدارس أبوابها لثلاثة أسابيع احتفاء بذكرى صعود الملك للعرش، لذلك براين كان في عطلة..

لكنه لم يكن سعيدا كثيرا حيال ذلك، فعطلة رسمية تعني عطلة لأطفال الحي كذلك. وعلى كل حال، هو سيقضى هذه الأسابيع في الانتقال بين البستان والمنزل...

لكن ذلك اليوم كان مختلفا، إذ أن براين استيقظ على نداء والدته ورائحة زكية.

"براين، استيقظ يا بني~ استيقظ وانضم إليّ على وجبة الفطور ~"

رغم رغبته في النوم لوقت أطول، إلا أنه نهض مرغما ولبى نداء والدته. فكان أول ما يراه أمام عينيه أصنافا من الطعام الشهي على طاولتهم الصغيرة!

"واو!!"، هتف ورمى الغطاء جانبا. أسرع بالزحف على ركبتيه وصولا إلى مائدة الفطور، وبعينيه اللتان ما تزالان تقاتلان لطرد النعاس تفحّص الأطباق المتنوعة والشهية.

"ما المناسبة!"، سأل، ثم خشية أن يتم تفسير سؤاله بطريقة خاطئة أضاف كميات هائلة من المدح، "أمي أنتِ مذهلة! صنعتِ كل هذا وحدك؟! الرائحة زكية وكل هذا يبدو لذيذا!"

ارتسمت ابتسامة فخورة على وجه والدته، أمام المائدة جلست باستقامة وباشرت بسكب الشاي لهما، "اغسل وجهك بسرعة وتعال نأكل"

"سمعا وطاعة!"

قدماه ما تزالان نائمتين، ما تسبب في تعثره بمجرد أن نهض. لكنه تمالك نفسه وأسرع للمطبخ، عسى يستيقظ تماما لو وضع وجهه أسفل الماء البارد.

لو قال الصراحة، فرغبته بالعودة للنوم تتخطى بأضعاف مضاعفة رغبته في الأكل... ما طبخته والدته شهي حقا، لكنه متعب لدرجة أنه لن يستطيع الاستمتاع بمذاقه لو أكله الآن.

لكن لا يمكنه الاشتكاء، فواحدة من الأمور التي تغضب والدته هي النوم. حيث أنها تؤمن أن كل نومة بعد ظهور أول خيط أبيض للفجر في السماء هي مجرد كسل... وبراين الذي يكون إنسانا ليليا يعيش الجحيم بسبب هذا. ورغم أنها في أفضل صباحاتها لا توقظه حتى السابعة صباحا، إلا أن ذلك لازال يُعتبَر وقتا مبكرا جدا بالنسبة له.

إلى المائدة عاد وجلس، ثم باشر بتناول ما طبخته والدته من ألذ الأطباق. وبالطبع لم ينسى ولو للحظة إغراقها في المديح خلال ذلك، "سلمت يداك يا أمي! ما هذا الطبخ المذهل؟ ما هذه الأذواق والروائح والأشكال المتناسبة! هذا أفضل من طعام القصر حتى!! خسئ الملك وخسر لعدم تذوقه يوما من طبخك!!"

من مبالغاته ابتسمت والدته، ونوعا ما، مديح ابنها حقا رفّه عنها وأكسبها ثقة جعلتها تسأل بنبرة مستحية بعض الشيء، "حقا ما تقوله؟"

وبعد سؤالها، لم يترك براين طباخا في المملكة إلا وانتقص من قدره أمام والدته العزيزة... وحقيقة أنها كانت تشاركه الضحك وأحاديثه رسمت ابتسامة مشرقة على وجهه تلقائيا.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن