الغطاء دافئ، الشمس مشرقة بالخارج لكن الغطاء أدفأ و أكثر إراحة. ما جعل يوداليت يتمسّك به مبتسما لنفسه أثناء نومه الهنيء... لقد قرر بالفعل أنه لن يترك السرير طوال اليوم.
فإذا بباب الغُرفة يُفتَحُ على مصرعيه مزامنة مع صوت صياح شيولين، "أيها الغبي!! ".
من الفزع نهض سريعا والتفت إلى الباب مرتعبا ! تائها ومتوترا يحدّق بها وصدره ينزل ويعلوا، ما جعلها تشعر بالسوء نوعا ما... بعد كل شيء نيتها لم تكن إفزاعه.
غير أن شعورها بالذنب تلاشى في اللحظة التي انفجر فيها الفتى وصاح بها، "نيوسايبورغ مدينة حضارية و أنتِ جزء من هذه الحضارة، فهلا تستطيعين التوقف عن التصرف بهمجية؟! "
إلى جانب أنه من الغريب رؤيته غاضبا هكذا، فشيولين كانت موشكة على أن تريه الهمجية الحقيقية لولا أن أوقفتها يد وُضِعت على كتفها. صاحبها آلبيرت رئيس الخدم ابتسم لها كعادته، "يمكنكِ الذهاب للاستعداد، سأتكفل بالأمور هنا".
لم تتردد بقبول عرض رئيس الخدم، في الواقع كانت شاكرة جدا لتدخُّلِه! لكن قبل أن ترحل رمقت يوداليت بنظرة متوعّدة... حتى وإن كانت قد أرعبته، ذلك كان غير مقصود وليس يستحق كل ردة الفعل المشتعلة تلك!
منزعجة من ذلك رحلت محاولة تناسي ما حصل، تركت يوداليت على سريره يمسّد رأسه المنتكس بيده... إنه بدوره لم يقصد الصراخ عليها، لكنه عكسها لم يشعر بالذنب حيال فعل ذلك.
"أيها السيد الصغير، نحن على وشك استقبال زوار مهمين. الأمير يطلب منك ارتداء ملابس رسمية و الالتحاق به في غضون عشرة دقائق" ، فسّر آلبيرت مبتسماً ومتجاهلا ملامح يوداليت المستنكرة، و التي بكل وضوح تقول 'زوار؟! و ما دخلي أنا؟ '
بعد أن أنهى مهمّته التفت قصد الرحيل لقضاء باقي أعماله، غير أنه لم يستطع منع نفسه عن التعليق على أمر أثار اهتمامه جدا، "دمية لطيفة بالمناسبة... كانت لتكون ألطف لو لم تعلّقها بحبل حول العنق"
أقفل رئيس الخدم الباب خلفه تاركا يوداليت وسط دوامة من المشاعر المتضاربة، 'دمية..؟ معلّقة...؟'
إنه لا يملك شيئا كهذا في غرفته.. و في الواقع أوصاف كهذه تطابق أمرا آخر... تطابق ما رآه في تلك القرية..
وقبل أن تزداد أفكاره ترهيبا له، سمِع صوت سقوط جسم معدني على الأرض! الصوت صدر من خلفه ما جعله يلتفت مسرعا، إن كان هنالك شيء موجود في هذه الغرفة حقا فيُفَضّل أن يُقابله وجها لوجه!
و لربما من سوء حظه أو حسنه، الصوت لم يكن صادرا من نفس الغرفة... إنما من الحمام.
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasíaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...