أولم تكن أشعة الشمس دافئة شديدةً حينما أشرقت؟ ما بها خجلت و توارت خلف الغيوم فجأة ؟ ، فضيّةً صارت صفحة السماء، و بعد مراقبتها تنهد روهان.
لديه ما يكفيه من المشاكل للتفكير بها، خصوصا بعدما تدخّل فيما لا يعنيه و حقق رغبة يوداليت في مساعدة من بالمخيم.
"فقط.. لما جاء إلى هذه الرحلة؟! " ، تخفّيه، مخطّطاته، مهمّته، كلّها أُفسِدت و تدمّرت بعدما ظهر يوداليت فجأة وسط المخيم. لكن ما حدث قد حدث و لا يمكن تغييره، فاستسلم للقدر و التفت عودة للكوخ.
الأجواء هناك كانت خانقة. راكان مستلقي على سرير، يتعرّق مضطرب الأنفاس، موجوع رغم أنه غائب عن الوعي. بينما ويليام على سرير آخر، جامد لا يتحرّك، حتى صدره لا يعلوا و لا يهبط.. كأنه جثة هامدة.
آناليا بقرب سريره واقفة، مُبَعثرة الشعر و مغبّرة الملابس تشرح لمن حولها، "إنه لازال يتنفّس..لكن بصورة بطيئة جدا. لأنه كان متسمِّما إضافة لكونه منهكا كثيراً، فجسده لم يستطع تحمُّل جرعةِ السّحر المفاجئة خاصتكِ...كان عليكِ قمعُ سمِّه أولاً بسِحرك ثم الرّفع من قوته الجسدية و إعداده لتلقي السّحر... فكما ترين هذا فارس، ليس ساحراً. جسده ليس مثلكِ و ليس معتادا على السحر."
كلامُها كان موجّها نحو سَحَر، الفتاة على شفتيْها عضّت و بائسة حاولت الدفاع عن نفسها ،"لكنني لم أفعلها عن قصد، لم أكن أعلم عن هذا..."
"اخرسي فقط"
عن الحديث قاطعها أليكس. لقد كان واقفا قرب ويليام يحدّق به، جامد النظرات و متيبّس الملامح يتمتم، "لا أريد سماع صوتكِ، أنتِ من سببتِ له هذا.."
هي لم تكن تعرف شيئا، لم تهتم في حياتها لأمر التعاقد، لذا لم تتحرّى يوما معلومات حول هذا الأمر! و إنزال كل اللوم عليها جعلها تنفعل غاضبة فجأة، "قلتُ لك لم أقصد!! "
صرخت فسمِعت أنين راكان خلفها. مسرعة التفتت تتفحّصه بعينيها، حقيقةُ أنّها أزعجته بصراخها عن غير قصد زادت من الغصّة في حلقها.. و أليكس رغم ذلك لم يرحمها، "لم تقصدِي ذلك؟؟ أتمزحين؟ أنتِ بارعة في مثل هذه الأشياء، و الدليل وسم السفاح على عنقكِ! "
انطلاقا من نظراته الباردة جدا و نبرته المتهكّمة، علِمت أنه غاضب و بشدة. و رغم ذلك، لم تستطع السّكوت عن اتّهامه الباطل ! غير أنها تحدثت بصوت منخفض هذه المرة، "لم أقتلهم لأنني أردت! لقد اعترضوا طريقي بما فيه الكفاية، راكان كان مصابا....كما أنهم أرادوا قتل لينا! لو كنتَ مكاني ماذا كنتَ ستفعل بحق؟ "
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasiحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...