سماءُ ظهر ذاك اليوم استقبلتِ الغيوم، والشمسُ كعادتها دُفعت خلفها فعرفتِ العاصمة درجة حرارة منخفضة و رياحا باردة.
بين الشوارع شيولين كانت تتمشى منزعجة، وجهتها واضحة في الخريطة الرقمية داخل نظامها.
عبَرت مدخل متنزّه المدينة و أضحت تنظر يمينا و يسارا باحثة عن مقصدها. عكس العادة فالمتنزه كان فارغا إلا من قلّة قليلة من السّاكنة، وذلك لبرودة الجو.
تخطّت شيولين أكشاك البيع الصغيرة و استمرّت بالسّير عبر الطريق المفروشة بالتراب و الحصاة الصغيرة، حتى وصلت النافورة أخيرا.
أمام لينا و يوداليت وقفت مستغربة من حقيقة جلوسهما جنبا لجنب، و هما بدورهما ناظراها مستغربين...
"لن أسأل ما الذي تفعلانه هنا معا... لينا، لدي أوامر من سمو الأمير بمرافقتك للعودة إلى المنزل"
أثناء حديثها انتبهت شيولين لتصرفات لينا الغريبة عن العادة، فمنذ لقائها بابنة الدوق و هي تحمل عنها انطباع الفتاة الخجولة جدا. كلما تحدَّثت معها شيولين تحمرّ خجلا و ترمي بنظراتها بعيدا..
لكنها هذه المرة لم تبدي سوى ارتباكا بسيطا أثناء تحديقها بعيناي شيولين.. لم تفصل نظراتهما و لا خجلت، بل تحدّثت متلعثمة قليلا في البداية فقط، "أ أنا؟ آه.. بالطبع أنا.. ههه"
رأت لينا تبتسم ابتسامة صفراء و تنقل نظراتها إلى الفتى بجانبها، وذلك ما جعل شيولين أيضا تغيّر منحى نظراتها إلى يوداليت ..
'ما بهما هذَان؟ ' ، رغم استغرابها إلا أنها لم تتدخّل وحدّثته على كل حال، "أنت أيضا، ذاك الرالين خاصتك أخذته الآنسة ماريا للمنزل... كلاهما ينتظرانك هناك، و قد أوصتني الآنسة ماريا بجلبك معي"
حسب ما رأته شيولين، فيوداليت فقط تابع التحديق بها كأنه لا يملك فكرة عما تقوله، بينما لينا بجانبه رفعت طرف شفتها في سخط و تمتمت شيئا غير مسموع أسفل أنفاسها...
'ما ال؟... ' ، المظهر الخارجي لشيولين بارد و هادئ، لكن في خاطرها كانت مستغربة جدا...
"إذن... سأطلب سيارة لنا.. انتظراني هنا"
للحظة مؤقّتة رحلت شيولين و تركت خلفها يوداليت و لينا. و بمجرد حدوث ذلك بدأ يوداليت بالتذمّر، "وهذا ما بقي لنا... تبا.. "
لا زال لا يريد أن يسمح لويليام برؤية وجهه، و فوق هذا هو ليس من يتحكّم بجسده حتى، بل لينا!! و الفتاة واضح أنها لن تعرف كيف تتعامل مع ويليام أو حتى أليكس...
"اسمعي... "، اقترب منها هامسا، " إن ذهبنا للمنزل قومي بتفادي الغبيان أليكس و ويليام حتى النهاية! نحن متخاصمون، نكره بعضنا كرها شديدا! لا أحد منا يريد رؤية وجه الآخر، لذلك لا تتصرفي معهما بلطف... ابصقي على وجهيهما معا لو وقفا أمامك"
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasyحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...