الفصل ثلاثون : المتعاقد (2).

2.9K 342 619
                                    

سام التقى بكلاي صدفة في الشّارع، أخبره الفارس العظيم أنه سيذهب لزيارة الأخوات الثلاث، و عرض عليه مرافقته ليعرِّفه عليهن.


لم يجد سام ضررًا في ذلك، صحيح أنه كان قلقا من إزعاجهن، لكن بما أن كلاي طمأنه فقد وافق بكل راحبة صدر... إلا أنه لم يتوقّع مطلقا أن تؤدي هذه الزيّارة إلى اكتشاف شيء غريب آخر حول الفتى يوداليت.


كلاي ذهب مؤقتا مع بيانكا إلى الغرفة المجاورة، و بفضل ذلك بقي سام و يوداليت و نيرا جالسين في الصالة وسط صمت قاتل.


اختلس سام نظرة نحو يوداليت، لقد كان الفتى شاردا يحدقّ بالأرضية... قبل دقائق معدودة، نهض سام يبحث عن الحمام، و بعد شقّ أنفس وجده أخيرا! ظنّه فارغا لهذا لم يطرق، حتى دخل فوجد يوداليت هناك.


بداية تفاجأ، أثناء اعتذاره وقعت عيناه على مرآة صغيرة معلّقة خلف الأصغر، رغم أن الأمر دام لثوان معدودة فقط، إلا أن سام لمح انعكاس ظهر يوداليت عليها، قد رأى الكدمات الخفيفة لكنّ ما جذب انتباهه أكثر هو الوشم الغريب...



"سأذهب لأرى ما الذي أخّر بيانكا و ذاك العملاق! تحدّثا معاً و كفى خجلا فالصمت بينكما مزعج جدا!" نهضت نيرا تتذمر و رحلت هي الأخرى، و بذلك تُرِك يوداليت و سام وحدهما.



'أيجب علي أن أسأله؟... إنه يبدوا غاضبا... لكن ما نوع ذاك الختم؟ إنه ختم تعاقد دون أدنى شك، لكنه لا يشبه الختوم العادية! أصلا أليس يودالي صغيرا جدا على التعاقد! '


في الوقت الذي كان سام وسط صراع من الأفكار معتقدا أن يوداليت صامت لأنه منزعج، فالحقيقة أن الأصغر كان فقط في عالم آخر يفكّر 'آخر مرة سمعت فيها صوتي وددتُ لو أقطع حنجرتي... أعليَّ تجريب الحديث مجددا؟  لربما تحسّن و لم يعد كهسهسة الكوليبس... '



"ااه،  مرحبا مرحبا" تحدّث يوداليت فجأة فلا عجب أنه أفزع سام، الأصغر كان فقط يحاول اختبار صوته، و عندما وجده قد تحسّن عما كان عليه سابقا ابتسم محتفلا "أخيرا!  صوتي بخير! "


ثم التفت قاصدا سام "الآن دعنا نتحدّث! "

سام تسمّر مكانه مدهوشا، بابتسامة صفراء و ببطء أومأ، بينما يوداليت غيّر مجلسه و أصبح إلى جانب الأكبر. مبتدئا جلسة التحقيق بنظرات جادة "ماذا تعرف عنه؟"

"ماذا؟"

"رأيتَه صحيح؟ ذاك الشيء على ظهري، أخبرني ماذا تعرف عنه؟ كيف لي أن أفسخ العقد؟ كيف لي أن أتخلّص منه؟ أخبرني إن كنت تعلم فإنني أعااني و إن لم أجد حلا فسأسلخ جلد ظهري يوما ماا !"


أمام يوداليت الذي ينهار أمامه، سام حَارَ و دخلت أفكاره في فوضى. و لتنظيمها من جديد حاول إبعاد يوداليت عنه و تحديثه بنبرة وديعة عساه يهدِّؤه "مهلا مهلا لحظة، دعنا نتحدث ببطء لأفهم ما يحصل هنا... أولاً أخبرني،  ذاك كان ختم تعاقد صحيح؟ أنت متعاقد؟"


أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن