يوداليت كان يريد السؤال عما هم ذاهبون لمواجهته، لكن ويليام سبقه بالحديث، "إذن وُلِدتَ في اليوم الثالث عشر؟"
وفجأة نسى يوداليت ما كان يريد السؤال عنه وعاد يتفاخر، "نعم، أنا الآن بالسابعة عشر، وبيننا الآن سنة واحدة!"
بالنسبة ليوداليت لا يهم ما يتفاخر حوله، المهم أن يتفاخر حتى لو كان ما يقوله أمرا سخيفا. وبمقارنته هذه كان يقصد ما استرسله تاليا، "في النهاية أنا لست أصغر منك بسنتين كاملتين! فقط سنة وبضعة أشهر!"
لكن ويليام دمّر أحلامه، "في الواقع، أنت أصغر مني بسنتين، وشهر.."
استنكر يوداليت، وويليام نظر إليه يبتسم، "لقد بلغتُ التاسعة عشر الشهر الماضي"
"ما ال-؟!!"، حتى في أمر بسيط كهذا ويليام لم يسمح له بتجاوزه!
أما جوان بالخلف، فأثناء مراقبته المباني والشوارع عبر النافذة، اكتشف أنه يصغر ويليام بأشهر قليلة فقط. وكما توقّع، يوداليت الوقح فعلا كان أصغر منه..
"لكن إليك المصادفة.."، تحدّث ويليام أثناء إدارته المقود، "نحن متوجّهون الآن للطريق الوطنية رقم ثلاثة عشر"
بذكره للأمر، تذكّر يوداليت ما كان يريد سؤاله أخيرا! وقبل أن يستفسر عن الموضوع، سبقه جوان بتعليق قهر الأصغر، "وأزيدك من الشعر بيتا، الرقم ثلاثة عشر رقم نحس كان ينفر منه أجدادنا!"
ما صدّق يوداليت أن جوان ارتكب خطأ معه وأمام ويليام، فاستغل الفرصة سريعا وحاول إثبات براءته، "رأيت!! لستُ أنا من أبدأ الشّجار!!"
أطلق ويليام تنهيدة طويلة، لم يستطع فكّ النزاع بينهما ولا قول شيء، إذ صودف أنهم وصلوا مخرج المدينة. فاضطر لإنزال زجاج النافذة والإشارة للحارس بفتح البوابة.
عادة الإجراءات تأخذ وقتا أطول، لكن لأن الحارس تعرّف على الأمير، فبسرعة ركض إليه يحييه باحترام، ثم أشار لرفاقه بالاستعجال وفتح البوابة... وكل هذا وويليام يبتسم ويوداليت وجوان يتجادلان.
بعد أن خرجت السيّارة من حدود المدينة، توقفت المُشاحنة أخيرا بين السَّاحِرَيْن، وسَنَحت الفرصة لويليام بالحديث والتفسير لهما، "لم ترد في التقارير معلومات دقيقة أو كافية حول ماذا يحصل هناك بالضبط، لكن الكاميرات المزروعة التقطت بعض الصور، ستجدُها في الجهاز داخل الدّرج أمامك"
الدُّرجُ أمام يوداليت، لذلك كان هو من استولى على الجهاز، وبالنسبة لجوان، فقد تركه يحاول إلقاء نظرة خلفه.
بمجرد أن فتحه وجد الصورة أمامه، ويا لغرابة ما رأى...
"امم.. ماذا من المفترض أن يكون هذا؟"
لم يرى شيئا..
الصورة كانت حالكة الظُّلمة، كأن شخصا صوّر سماء ليلة دامسة! واستمرّ يوداليت يقلّب الصُّور معتقدا أنه رأى الصورة الخطأ، لكن كل الصور التالية كانت نفس الشيء! عتمة فقط!
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasiaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...