'هذا يكفي!' ، 'أعلي التدخل؟! ' ، 'يمكنني انقاذه.' ، 'أعلي التدخل؟!؟ ' ، تسارعت الأفكار داخل عقله و تدفق الدم البارد عبر عروقه...حائرا لم يعلم ما يجب عليه فعله، حتى وقعت عيناه على سكين ضخمة أخرى قد كانت مرمية أرضا قرب الضحية.
'شجار؟.. لقد كان شجارا؟ ' وجود سكين أخرى دليل قاطع على أنهما تشاجرا بالسكاكين، أحدهما الفائز و الآخر خسر... لكن.. من الظالم و من المظلوم؟ هل يجب عليه التدخل حقا؟ ماذا لو كان الضحية انسانا يستحق ما يحصل له؟
و فجأة وجد نفسه يثبت مكانه، وجد جسده يهدأ و يفقد الرغبة في التدخّل. حتى علا صوت غاضب جدا و حاد "ابتعد عنه!!!!!"
تلت تلك الصّرخة المحذّرة تجاوز شخص للحشد بسرعة مهوّلة، و في اللحظة التالية، غمد سيف صفع خد المعتدي فاندفعت الدماء عبر ثغره سريعا و طار للخلف مصطدما بالأرض.
وقف ويليام أمامه و بيده يحمل سيفه المختوم داخل الغمد الأزرق، من السخط أظلمت ملامحه و اصطكت أسنانه ، الغضب المتلظّي داخل نفسه جعل من عيونه الزرقاء أشد دكانه و من بؤبؤيه متقلّصين في عداء.
"ماذا تظن نفسك فاعلا؟! " في وجه المعتدي أرضا صرخ الأمير حتى برزت عروق عنقه، ثم ما لبث أن نقل نظراته للمتجمهرين المصدومين "ما الذي تعتقدون أنفسكم جميعا فاعلين إيااه؟!؟!!"
إن صراخه الغاضب أرسل الرعشة في قلوبهم، بعضهم نجح في التعرف عليه بينما البعض الآخر فشل في معرفة أن الواقف أمامهم مهتاجا ليس إلا نفسه الأمير.
"إنه لا زال حيا!! يمكننا إنقاذه! "
نادت ساحرة النار آشلي التي كانت على ركبتيها أرضا قرب الضحية المقطّعة، إن انسانا عاديا كان ليهلك في الحين و اللحظة، لكن المصاب كان ساحرا، فلا عجب أنه لم يلفظ من النزيف أنفاسه بعد.
"ما لكم تحدقون بي؟! فليتصل أحدكم بسيارة الاسعاف و الشرطة حالا!!!"
صراخ ويليام وتَّرَهم و جعلهم في فوضى، بعضهم يصرخ على بعض بالاسراع في الاتصال بالاسعاف... حتى تبيّن أن بعض المتفرّجين قد قاموا بفعل ذلك منذ بداية الشجار و قبل سفك الدماء.
و بفضل ذلك وصلت سيارة الاسعاف بعد دقائق معدودات فقط. نزل المسعفون مسرعين لحمل المصاب، خلال ذلك وصت سيّارات الشرطة أخيرا. كردة فعل طبيعية نقل ويليام نظراته نحوهم، و في تلك الثوان التي غفل فيها عن حراسة المعتدي سمع صرخة مدوّية.
التفت سريعا فإذا بالمنظر الذي يستقبله يأز قلبه أزّاً. المعتدي نهض بسرعة و لحق بالمصاب إلى سيارة الاسعاف، دفع الأطباء و قصد عنق الضحية... و بيده العارية أمسكها ثم اقتلع حنجرته .
الدماء التي تطايرت أمام عيناي ويليام و آشلي كانت بمثابة صفعة مدوّية، صراخ الناس المتفاجئين من الحشد و هسهساتهم المتألمة علت على طول امتداد ذاك الحي...
أنت تقرأ
أيها السحرة! احذروا الفرسان
Fantasíaحتى بعدما أغرق الطوفان أرضهم، لم يستسلم البشر و عزموا على إقامة حضارة جديدة ، و حتى بعدما مُسخت الحيوانات، و زَحَفَت جُثَتُ ضحايا الطوفان من أعماق البحر، مبعوثين للحياة من جديد على شكل هياكل عظمية، متلهفين لسفك الدماء و إسقاط الأرواح، إلا أن البشر ل...