الفصل الرابع والستون: ملكة الأفاعي

3.1K 343 539
                                    

كلما اقترب الثلاثة يزداد النور تألّقا ويزداد تخوّفهم من المجهول أيضا. حتى بلغوا أخيرا نهاية الجدول، حيث المياه تتدفق خارجا في منظر أذهل الثلاثة.


جسر قديمة عفا عليها الزمن فما انهارت رغم قِدَمها واستمرّ بنيانها شامخا متحدّيا الرطوبة ومكتسيا النبتات الخضراء المتسلّقة.

وهذه الجسر على أعمدة طويلة ترتكز، ترفعها عاليا بعيدا عن هاوية سوداء نظرت نحوها سَحَر فشحُبَت ملامحها هيبة وخشية.


إبصار ما بالهاوية التي يهيم داخلها الضباب الأسود صعب،  لكن الأمر معاكس تماما بالنسبة للبنيان القديم أمامهم.  وذلك راجع للنور الأزرق العليل، مصدره مجهول، لكنه ينعم بسناه على كل الجسر من بدايته حتى نهايته.


"إننا أسفل الأرض.. لا أرى فتحة فمن أين جاء هذا النور؟ "، سألت سَحَر في ريبة، وكم استنكرت جواب يوداليت الغريب.


"طالما هنالك ضوء فكل شيء سيكون بخير~"


أخبرها أن تطمئن ثم تقدّم أولا الطريق. نيّته لم تكن عبور الجسر، إنما أخذ نظرة أقرب للاطمئنان أولا.

فإذا بحظه يبتسم له ابتسامة شديدة البشاعة عندما داس قرب الحافّة فقررت هذه الأرض الصامدة لقرون أنه الوقت المناسب لها لتنهار!


أسفل قدميه تهشّمت الأرض بسرعة وانهارت به في أجزاء من الثانية، والفتى قبل أن يستوعب وجد نفسه يسقط للأسفل!!


"يوداليت!! "

سمِعَ صراخ سَحَر باسمه ورآها تركض إليه وتمدّ يدها... 'إنها لن تصل'،  فكّر في لحظة من الصدمة. الأميرة كانت بعيدة، وهو كان يسقط بسرعة... لن تبلغه، هو موقن جدا من ذلك، لكنّه مد ذراعه على كل حال...


الحافّة عنه بعيدة وهو غير قادر على التشبّت بشيء، جسده للهواء سُلَّم وشعور العجز أمام الجاذبية جَمَّدَ الدّم في عروقه. عقله صار صفحة بيضاء إلا من عبارة واحدة،'...هذا سخيف'.

سَحَر ولينا ويوي ثلاثتهم اختفوا عن أنظاره خلف طرف الجرف الذي هوى منه.  يده الدامية التي لازالت ممدودة كانت تتوق لإمساك الحافة، لكنه فشل في تحقيق ذلك.


فإذا برأسه يكاد يرتطم بالصخور الحادة بعدما توقّف سقوطه فجأة! الغريب أنّه فشل في إمساك شيء ما، لكن كان هنالك من يمسكه!


حول معصمه قبضة تشُدّ عليه، وهو فاغر فاهه مندهشا يحدّق بصاحبها...ويليام.

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن