الفصل الرابع والتسعون: أمل لم يُدرك...

3.5K 302 624
                                    

كما قال أريس تماما، المنوّم لم يجدي نفعا ضد يوداليت، فبعد عشرة دقائق صحى من الحالة بين اليقظة والنعاس التي كان فيها. غير أنه لم يكن بخير بتاتا، ما حقنوه به فعل العجائب بجسده وزاده مشكلة أخرى، فأصبح يشعر كأن أجساما صغيرة الحجم تزحف وتجري جريان الدم داخل عروقه، ما حفّز شعورا لا يطاق بالحكّة أسفل الجلد... وبالتالي، جسده بدأ بالارتعاش تلقائيا، ففقد تركيزه وما عاد يلقي اهتماما بتنفسه إذا ما كان مسموعا لمن حوله أم لا.

السمين يساره كان مستغرقا في الصمت، حتى سأل فجأة، "أريس، ما به يرتعش ويتنفس هكذا؟"

سأَلَ الشابَّ خلف عجلة القيادة، لكن لاوريز الجالسة على المقعد الأمامي تطفّلت وجاءت هي بالجواب، "لأنه خائف بالطبع أيها الغبي".

عندما سمع يوداليت كلامها ودّ لو ينفجر ضاحكا. الخوف؟ إنه يشعر بالكثير من الأشياء إلا الخوف، ولو اطّلعت لاوريز على بشاعة الغضب الهدّار داخله لما فعلت شيئا سوى التأكد من فعاليّة القيود، لأنه لو تحرر منها... فيا إلهي، سيرتكب مجزرة أخرى.

جارم كان يمينه جالسا يفتش داخل حقيبة ظهر يوداليت، سابقا انتشلها معه لإلقائها في مكان أبعد، وريثما يخرجون من المدينة قضى وقته يلعب بالناي خاصة الأصغر.

"خائف؟ وقع هذا يبدو جميلا، ألا يذكّرك بالأيام الخوالي؟".

سأل جارم الفتى الجالس بجانبه، منحه بعض الوقت لانتظار جوابه وخلال ذلك كان يتفحّص تعابير وجهه بحثا عن أبسط تغيير. وعندما فشل في الحصول على ردة فعل مميّزة عاد يستلقي بظهره على الكرسي ويتنهد، " أرى أنك لازلت مصرا على البقاء صامتا... هل أعتبر هذا تحدي؟"

عبر المرآة الأمامية نظر أريس لانعكاس يوداليت، الفتى كان منزلا رأسه. وكما قال الآخرون فعلا، أطرافه ترتعش أحيانا بشكل طفيف؛ وأحيانا أخرى يشتدّ الأمر عليه.

"إنه المخدِّر"، تحدّث أريس موضّحا لهم الأمر، "إنها مجرد آثار جانبية للكمية التي استعملناها... أعتذر يوداليت، لكن عليكَ التحمل، بعد تجربة يوم البارحة الأخيرة، كان علينا إضافة جرعة أكبر وأقوى".

"وحتى هذا لم ينفع!"، ضحك السمين فتلقى على رأسه ضربة من الناي بيد جارم أسكتته في الحين. أريس كان معارضا لأمر المنومات قائلا أنه يستطيع استدراج يوداليت عن طيب خاطر منه، لكن جارم كان يريد مخدرا يفقده الوعي ويخلصهم من أي إزعاج محتمل. ورغباتهما المتضادة تسببت في تشعّب الخطة الأساسية أكثر!

كمثال أريس لم يكن يرغب في جعل لاوريز جزئا من الخطة، ولا أوسكار. هذان كانا دعوة من جارم، في المقابل جارِم لم يعلم عن تجنيد أريس لآناليا إلا في اللحظات الأخيرة. جارِم اعتبر كل ذلك فوضى، لكن أريس رحّب بالفوضى قائلا أنه دائما يملك خطّة تمكّنه من الإستفادة من كل شيء وشخص حوله..

أيها السحرة! احذروا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن