١٢٠)【سُوْرَةُ السَجْدَةُ وَالإِنْسَانُ يَومِ الجُمُعَةِ】

47 5 0
                                    


ثبت أنّ النبيّ ﷺ كان يقرأ بسورتي السّجدة والإنسان في صلاة الصّبح من يوم الجمعة

روى مسلم عن أبي هرَيرَةَ رضي الله عنه أنّ النّبِيَّ
ﷺ قال
" كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِـ{الم تَنْزِيلُ} في الرَّكْعَةِ الأُولى، وَفِي الثَّانِيَةِ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} "

و كان ابن مسعود يقول :
" إنه يُديم ذلك "

فما الحكمة من ذلك ؟!

قال ابن تيمية أنهما - أي السورتين المذكورتين - تضمنتا ما كان و يكون في يوم الجمعة

فقد اشتملتا على خلق آدم و على ذكر المعاد و حشر العباد و ذلك يكون يوم الجمعة فكانت قراءتهما في مطلعه فيها تذكير للأمة بما كان و ما سيكون فيه و بهذا يتضح أن السجدة ليست مقصودة و إنما هي تبع لقراءة سورة السجدة

قال ابن القيّم -رحمه الله- في "زاد المعاد":
" لِما اشتملت عليه هاتان السّورتان ممّا كان و يكون من المبدأ و المعاد و حشر الخلائق و بعثهم من القبور إلى الجنّة والنّار لا لأجل السّجدة كما يظنّه من نقص علمه و معرفته "

و قال الدكتور حطيبة :
" فيقرؤهما الإمام لما فيهما من التذكير بأن يوم الجمعة و إن كان عيداً للمسلمين الآن إلا أن الساعة ستقوم فيه و من التذكير بأن بدء خلقه كان في هذا اليوم و أن إنزالهم من الجنة إلى الأرض كان في هذا اليوم فيتذكر يوم الجمعة و ما يكون فيه "

و لكنّ الأفضل أن يترك الإمام قراءتهما (أحيانًا) حتّى لا يظنّ النّاس وجوبهما ،

و قد كره بعض الأئمة المداومة على قراءة سورة السجدة يوم الجمعة دفعًا لتوهم بعض البسطاء من تخصيص يوم الجمعة (بسجدة زائدة)

كما يفعل بعض الأئمة الآن يأتي بأي آية فيها سجدة و يصلي بها فجر الجمعة ظنًا منه أن فجر الجمعة مخصص له سجدة زائدة و هذا لا يجوز

و هل يجوز قراءة بعض الآيات من سورة السجدة في الركعة الاولى و بعض الآيات من سورة الانسان في الركعة الثانية كما يفعل بعض الأئمة الآن ؟

أجاب الشيخان ابن و ابن عثيمين رحمهما الله :
" لا يجوز ذلك بل يأتي بالسُنة كاملة و قراءتهما سُنة و ليست فرضًا "

والله أعلم.

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن