٦٥)【البَلَاءُ مُوّكَلٌ بِالقَولِ】

126 17 4
                                    

البلاء موكل بالقول

و المقصود أن الرجل قد يتكلم بالكلمة فيصيبه بلاءٌ وِفقَ ما نطق و تكلم به ، مثل قولهم : ستأتي سيول و اعاصير مدمرة أو أمطار لم تشهدها البلاد ، فيتوقعون الشر و ينطقون به

• عن ابن عباسٍ أن رسول الله ﷺ دخل على رجلٍ يعوده فقال : " لا بأس طهورٌ إن شاء الله "
فقال الرجل: " كلا بل حمى تفور على شيخٍ كبيرٍ كيما تزيره القبور "
قال ﷺ : " فنعم إذًا "

*فنعم إذًا* أي: إذا كنت لا تقبل الدعاء فحصل لك ما قلت ،
فَمَا أَمْسَى مِنَ الْغَدِ إِلَّا مَيِّتًا

• قال ﷺ : " لينظرنّ أحدكم ما الّذي يتمنّى فإنّه لا يدري ما يُكتب له من أمنيته "
أي : ما يُقدر له منها و تكون أمنيته سبب حصول ما تمناه

مقولة *البلاءُ موكَّلٌ بـالمنطق* ليست آيةً قرآنية و لا حديثاً نبويًا و إنما هي أثرٌ واردٌ عن بعض الصحابة والتابعين

• قال عبد الله بن مسعود : " الْبَلاَءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ "

• و قالت عائشة : " إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْكَلَام "

•قال ابراهيم النخعي : ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍" إنّي لأجد نفسي تحدّثني بالشّيء فما يمنعني أن أتكلّم به إلاّ مخافة أن أبتلى به "

‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ • و أنشد احدهم :
" لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما ... ضرب المُزَاح عليك بالتحقيقِ "

•قال ابن القيم :
" رأيتُ أخبارَ كثيرٍ من المُتمنِّين أصابتهم أمانيُّهم أو بعضها "

قال يعقوب عليه السلام لبنيه :
" و َأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ "
فأبتلى بما قال " و َتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ "

• لما نزل الحسينُ و أصحابُه بكربلاء سأل عن اسمها فقيل: " كربلاء " فقال: " كربٌ و بلاء "

•قال الشاعر المؤمل بن أميل :
" شفَّ المؤمل يومَ الحيرة النَّظرُ
ليتَ المؤملَ لم يُخلَقْ له بصرُ "
فعمِيَ ، فأتاه آتٍ في منامه فقال له: " هذا ما طلبتَ "

• و قال مجنون ليلى :
" فلو كنتُ أعمى أخبِط الأرضَ بالعصا ... أصمَّ فنادتني أجبتُ المناديا " ، فعمي و صَمَّ و ذهب بصره و سمعه

💯 والمغزى من هذه الأمثال: تحذير الإنسان من النطق بالسوء أو أن يستفتح على نفسه ب شر و يطلق ذلك في مقاله و نطقه حتى لا يُبتلى به و أن يُحسن انتقاء ألفاظه

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن