البلاء موكل بالقول
و المقصود أن الرجل قد يتكلم بالكلمة فيصيبه بلاءٌ وِفقَ ما نطق و تكلم به ، مثل قولهم : ستأتي سيول و اعاصير مدمرة أو أمطار لم تشهدها البلاد ، فيتوقعون الشر و ينطقون به
• عن ابن عباسٍ أن رسول الله ﷺ دخل على رجلٍ يعوده فقال : " لا بأس طهورٌ إن شاء الله "
فقال الرجل: " كلا بل حمى تفور على شيخٍ كبيرٍ كيما تزيره القبور "
قال ﷺ : " فنعم إذًا "*فنعم إذًا* أي: إذا كنت لا تقبل الدعاء فحصل لك ما قلت ،
فَمَا أَمْسَى مِنَ الْغَدِ إِلَّا مَيِّتًا• قال ﷺ : " لينظرنّ أحدكم ما الّذي يتمنّى فإنّه لا يدري ما يُكتب له من أمنيته "
أي : ما يُقدر له منها و تكون أمنيته سبب حصول ما تمناهمقولة *البلاءُ موكَّلٌ بـالمنطق* ليست آيةً قرآنية و لا حديثاً نبويًا و إنما هي أثرٌ واردٌ عن بعض الصحابة والتابعين
• قال عبد الله بن مسعود : " الْبَلاَءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ "
• و قالت عائشة : " إِنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بِالْكَلَام "
•قال ابراهيم النخعي :
" إنّي لأجد نفسي تحدّثني بالشّيء فما يمنعني أن أتكلّم به إلاّ مخافة أن أبتلى به " • و أنشد احدهم :
" لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما ... ضرب المُزَاح عليك بالتحقيقِ "•قال ابن القيم :
" رأيتُ أخبارَ كثيرٍ من المُتمنِّين أصابتهم أمانيُّهم أو بعضها "قال يعقوب عليه السلام لبنيه :
" و َأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ "
فأبتلى بما قال " و َتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ "• لما نزل الحسينُ و أصحابُه بكربلاء سأل عن اسمها فقيل: " كربلاء " فقال: " كربٌ و بلاء "
•قال الشاعر المؤمل بن أميل :
" شفَّ المؤمل يومَ الحيرة النَّظرُ
ليتَ المؤملَ لم يُخلَقْ له بصرُ "
فعمِيَ ، فأتاه آتٍ في منامه فقال له: " هذا ما طلبتَ "• و قال مجنون ليلى :
" فلو كنتُ أعمى أخبِط الأرضَ بالعصا ... أصمَّ فنادتني أجبتُ المناديا " ، فعمي و صَمَّ و ذهب بصره و سمعه💯 والمغزى من هذه الأمثال: تحذير الإنسان من النطق بالسوء أو أن يستفتح على نفسه ب شر و يطلق ذلك في مقاله و نطقه حتى لا يُبتلى به و أن يُحسن انتقاء ألفاظه
أنت تقرأ
【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】
Spiritual- قُلْتُ لِشَجَرَةِ اللَّوْزِ حَدِّثِينِي عَنْ اللهِ؛ - فَأَثْمَرْتَ. !!